الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لكي تنهضوا….حطموا اصنام موتاكم

علي عمر برقوق

2016 / 10 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الحياة لا شيء ثابت فيها، فكل شيء فيها في حركة دائمة أبدية ، هذا هو المفهوم الراسخ عن الحياة لدى الشعوب، لكن للأسف فان هذا المفهوم عن الحياة لا يسري أبدا وليس له تأثيرا على الشعوب الإسلامية التي لا يوجد في قاموسها معنى لكلمة الحياة والتي لا فائدة فيها لأنها الى زوال، ولأنها لا زالت ملتزمة بمقولة (كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار!) فمن ذا الذي يجرؤ إذن على الثورة وتجاهل المقولة؟ وخاصة نحن نقرا ونسمع أصوات فقهاء الجهالة الذين لا يكفون عن النباح ليلا نهارا وبلا انقطاع بأن هوية الأمة الإسلامية ثابتة ، ودعواتهم الى أن القرآن صالح لكل زمان ومكان ، أي انهم يدعون من خلال نعيقهم هذا المسلمين ضمنا إلى الخلود في زنزانة الأجداد، وعليهم ان يقدسوا كل أقوالهم ، و يقلدوهم في كل افعالهم وحتى في الطريقة التي كانوا يدخلون بها إلى الحمام !
ليس هذا فقط وانما هناك أيضا من الشيوخ والفقهاء الذين يمارسون الدجل ، فيحاولون بشتى الطرق والوسائل مزج المتناقضات الإسلامية بذلك المصطلح العجيب الذي يطلقون عليه مصطلح الأصالة والمعاصرة ، والذي لا افهم ما الذي يقصدونه بهذا المصطلح والذي انا مستعد أن أدفع نصف عمري لأستوعب معناه ! فهل يقصدون بهذا المصطلح مثلا : رجلا مسلما عربيا نراه يرتدي جينز أمريكيا وفوقه قميصا أفغانيا وهو يمتطي صهوة حماره العربي الأصيل ،هل هذه هي الاصالة والمعاصرة ،اي اننا نستطيع ان نقول بان الجينز الأمريكي يمثل المعاصرة، بينما القميص الافغاني والحمار العربي الأصيل يمثل الاصالة، واذا كنت غلطانا بتفسيري فليوضح لنا احدكم مشكورا، بشرط ان يكون مقنعا وليس تسفيطا!!!
المشكلة في امة الإسلام وخاصة شيوخ الجهل والظلام هو انه قبل قرون عديدة وطويلة ، فسر لنا الأجداد على قدر معرفتهم التي كانوا يملكونها في حينه، طريقة نشأة الكون وبدء الحياة فيه تفسيرا أسطوريا غيبيا ، ولافتقارهم لأبسط العلوم التي نمتلكها لذلك نرى انهم منحوا السلطة على جميع الأشياء بلا استثناء في هذا الكون لكائنات سماوية لا ترى بالعين المجردة ،وهي نفس مشكلة شيوخ وفقهاء الإسلام الذين ما زلوا يدورون في فلك نفس تلك الأفكار العبثية الغيبية، أي انهم يريدون لامة الإسلام ان تبقى تراوح في نفس المكان أيام عصر الجاهلية!!
وأنا بدوري لا أدري إن كان باستطاعة الإسلام التكيّف مع أخلاقيات اليوم، وذلك بسبب العائق الذي لا يخترق وهو قدسية النص وربوبيته ، وهذا النص كما يعرف الجميع هو نص دموي عنيف الفه انسان سادي مريض يعكس أخلاقيات البيئة في الوقت الذي ادعى فيه ما ادعاه ، وبالرغم من التطورات الجذرية التي طرأت على تلك العادات البائسة حتى وصلت إلى مانحن عليه اليوم من تحضّر إلاّ أن صدى تلك الممارسات البدائية لايزال يدوي من خلال مجاهر المساجد والقنوات الفضائية حتى بعد مرور 1400 سنة من ظهوره ليبقيها حية ، وإن لم تكن في الممارسة فهي في الأذهان.
وان ما يقوم به بعض المحدثين من أمثال عمرو خالد لا يعدو بنظري عن ركوب موجة التدين التي تجتاح الأمة الإسلامية حالياً لإحراز مكاسب شخصية كما يبدو، ولا يظهر أن تأثيرهم نابع عن تفان أو إخلاص أو أن له الوزن المادي والدعم الذي تتمتع به دعوات نشر الوهابية مثلاً. فالطريقة الفعالة الوحيدة برأيي لنزع أنياب هذا النصوص، هي نزع القدسية عنها وذلك بكشف زيفها وإبراز بشريتها وهذه مهمة صعبة ومنهكة وطريقها وعر وشائك ولكن السائر فيها بكل تأكيد يدعمه العلم ويسلحه العقل ، وأملي أكبر ، مع المثابرة ، أنه في يوم من الأيام سوف يُقتلع آخر ناب لهذا الدين بواسطة كماشة العلم ليبقى كأدبيات تُقرأ ولا تمارس.
ومن خلال القانون الجنائي عبر كل العصور فأننا نقرا انه عندما تقع جريمة قتل ، فأول اجراء يتخذه المحققون في هذه الجريمة هو التساؤل من المستفيد من هذه الجريمة؟ وبما ان تغييب امة بكاملها تعتبر جريمة فمن حقي أيضا ان أتساءل : من المستفيد من إبقاء الشعوب الإسلامية محتجزة في زنزانة العبث الغيبي ؟وبمراجعة بسيطة ولا تحتاج الى ذلك الجهد الكبير لمعرفة المستفيد فأننا نتوصل الى طرفين لا ثالث لهما وهما: أولا: شيوخ الجهالة الذين يسترزقون من الوضع ورزقهم مرهون ببقاء هذه الامة مغيبة، وثانيهما: الأنظمة العربية الإسلامية القمعية ، التي تجعل من مواطنيها المسلمين البسطاء، ينشغلون إما بلعن الشيطان أو الحديث عن الاستنجاء بثلاث حجرات وهل يجب ان تكون ملساء حتى لا تجرح مؤخراتهم، أو بالدعاء على اليهود والنصارى، بدلا من التفكير في الثورة والمطالبة بحقوقهم المسلوبة!!! وربما هناك أيضا بعض البسطاء الآخرين تراهم منشغلين بلعن الله والأديان وتحميل فشلهم على تلك المفاهيم!!!
يخبرنا علم النفس، بالإضافة الى خبرتنا في الحياة، ان شخصية أي الإنسان ما هي الا انعكاس مباشر لأفكاره والاستفادة من أفكار الاخرين الذين يحيطون به وهم احياء على قيد الحياة، وعليه وبما ان كل أفكار المسلمين هي أفكار موروثة عن الأموات ، فعلى أي أساس نطالبهم بمواكبة سير الحضارة الحديثة التي بنيت بأفكار الأحياء! وعليه فاذا أرادوا اللحاق بالركب الإنساني ، فليكن معلوما لديهم ان ذلك لن يتحقق لهم الا بإعلان القطيعة الفكرية مع الماضي الديني العنيف وتعليماته الهوجاء والذي يتسم بها كل تاريخهم، ومسألة القطيعة الفكرية مع الماضي هي مسالة أساسية فيما لو أرادوا التغيير الإيجابي، وهذا ليس بالأمر المستحيل فحضارتهم لم تضاهي حضارة الرومان او اليونان والتي تخلى عنها أهلها بعد ان فضلوا الارتقاء بدل التغني بها كما تفعل امة الإسلام ، إذن لا بد من تحطيم الأطلال القديمة وإعادة البناء، وأول هذه الاطلال التي يجب ان يحطموها هي اصنام ابي هريرة والبخاري ومسلم ولا يخافوا من خرافة حلول لعنتهم عليهم، لان هؤلاء لم يكونوا ابرار او انبياء وانما دجلة ساهموا بشكل أساسي في تخلف هذه الامة، أما إذا استمر الوضع هكذا ، فليس مستغربا أن نجد الإنسان العربي معروضا في أروقة المتاحف إلى جانب الديناصورات يوما ما ربما ! لكن هذا الاحتمال ليس بقريب طالما أن الإنسان العربي المسلم لا زال متمكنا من لبس الجينز الأمريكي أو ركوب أحدث السيارات تقنياً وبنفس الوقت الاستماع إلى سورة النمل(كيف ترهم هذه الله واعلم) دون أن يطرف له جفن فهو قادر على مواكبة الحضارة دون الحاجة إلى المساهمة فيها، ولكن هذا لن يدوم الا بدوام النفط، وبما ان النفط في طريقه الى الزوال، وعند زواله ستبنى ملايين المتاحف وليس متحف!!!
الحل براي شائك وصعب جدا للمعضلة التي يعاني منها المسلمون ، لان الحل بحاجة أولا الى تغيير جذري في ذهنية المسلم نفسه، قبل الاقدام للمطالبة بالقطيعة الفكرية مع الماضي، فكيف يكون لهذه المطالبة ان ترى النور، اذا كان طلاب جامعاتنا والذين يعتبرون بمثابة النخبة المثقفة في مجتمعاتهم، وهم الى الان يتسابقون على شراء كتاب تفسير الاحلام لابن سيرين، فكيف السبيل اذن لتغيير ذهنية الأغلبية غير المتعلمة في مجتمعاتنا القابعة في سجن الخرافات الدينية الغيبية الغبية التي تقدس السلف صالحا كان ام طالحا!!! تحياتي لكم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على


.. 174-Al-Baqarah




.. 176--Al-Baqarah


.. 177-Al-Baqarah




.. 178--Al-Baqarah