الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعوة للاهتمام بالعلم والعلماء والبحث العلمي

وليد خليفة هداوي

2016 / 10 / 16
التربية والتعليم والبحث العلمي




وليد خليفة هداوي
يقول الله جل جلاله في القران الكريم بحق العلم والعلماء :(يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ‏)(المجادلة‏:‏ 11‏)،وقوله تعالى (شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَا بِالْقِسْطِ)(‏[‏آل عمران‏:‏ 18‏(،وقوله تعالى: (‏‏وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ‏)(سبأ‏:‏ 6‏)‏،وقوله تعالى) : أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ))الزُّمر:9(.وقد شهد الله تعالى للعلم والعلماء في مواقع كثيرة اخرى ، ليست بخافية عن احد .
كما شهد بحقهما الرسول محمد (ص) في احاديث كثيرة منها :عن كثير بن قيس قال :كنت جالسا مع أبي الدرداء في مسجد دمشق فأتاه رجل فقال: يا أبا الدرداء إني أتيتك من مدينة الرسول في حديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله(ص)، فقال أبو الدرداء: أما جئت لحاجة أما جئت لتجارة أما جئت إلا لهذا الحديث؟ قال: نعم، قال: فإني سمعت رسول الله(ص) يقول: من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة والملائكة تضع أجنحتها رضا لطالب العلم وإن العالم يستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في الماء وفضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب إن العلماء ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وأورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر.
وقال الشاعر وقيمةُ المرءِ ما قد كان يحسِنُهُ والجاهِلونَ لأهل العلمِ أعداءُ
فقمْ بعلمٍ ولا تطلبْ به بدلاً فالناسُ مَوْتى وأهلُ العلمِ أحياءُ
ان العلم هو بيرق النصر ، وطريق الفوز والظفر ، وما الابتكارات والصناعات والتكنولوجيا الا انعكاس لصورة من التطور العلمي الذي كنا (نحن العرب)رواده اخص منهم بالذكر : جابر ابن حيان / الكيمياء ،الخوارزمي /الرياضيات والجبر وعلم الفلك والجغرافيا ، ابن الهيثم / البصريات والرياضيات ، ابن رشد / الطب والفلسفة ،ابن سينا /الطب والفلسفة والرياضيات وابن النفيس والرازي وغيرهم الكثير .
ومن المعلوم ان العلم ينمو ويتطور بالدعم والتشجيع والتحفيز ورعاية الخبرات والكفاءات العلمية ، لكن العلم اليوم في بلدنا يمر بأزمة فأجور المحاضرة الواحدة تتراوح بين (1000) دينار و(10000) دينار في حدها الاعلى ، وفي المتوسط فان اجرة محاضرة المدرس والمدرس المساعد في الدراسات الاكاديمية الاولية (2000) دينار والاستاذ للدراسات الاكاديمية الاولية ( 5000) دينار .ومن غير حملة الالقاب العلمية تتراوح بين( 4000-10000 ).
ولو عُملت مقارنة مع دكتور محاضر ب(6000) دينار، فان اجور خمسة محاضرات (5 ساعات عمل )لا تتعدى 30 الف دينار ، بينما الدكتور(الطبيب ) يفحص في الساعة مالا يقل عن 12 مريض ب(300000) دينار اي ساعة تعادل 10 ايام اعطاء علم 0(اجور فحص الطبيب للمريض ( كشفيه) 25 الف دينار وليس مقارنة بطبيب اجور فحصه 40 الف دينا راو اكثر ) .
ومن زاوية اخرى فان المكافئات التي تعمل بها الجامعات الرسمية اقتبس منها :
1-مكافأة براءة الاختراع 25000 دينار .
2-مكافأة اعضاء الرقابة الوطنية شهريا للذين يتطلب تواجدهم بعد الدوام الرسمي 3000 دينار لعضو ارتباط الوزارة والجامعة و2000 دينار لعضو ارتباط الكلية و1000 دينار للموظف المختص .
3-مكافأة الخبرة العلمية في مجال تقويم البحوث بمبلغ 5000 دينار .
4-اجور طبع البحث المعضد 4000 دينار لقاء وصل
5- مكافاة مناقشة الرسائل العلمية تتراوح بين 10000 للدبلوم و25000 للدكتوراه .
ان من الحقائق الثابتة ان رواتب الاساتذة في الجامعات وامتيازاتهم جيدة فقد حازوا لأنفسهم رواتب بالملايين وهم يستحقون ذلك إذ ان العلم لا ثمن له ، لكنهم عزلوا اجور المحاضرات وغيرها عن الارتقاء لما يكفي عباد الله من غيرهم 0 فاذا لم تحجز مقعدك في الجامعة ، واردت ان تلقي محاضرات ، فان اجورك لا تكفي لسد نفقات النقل، فكيف تعيل عائلة .
اما الالف دينار والالفي دينار فاذكر ان من يرفع القمامة من امام باب الدار يمنحه الناس الف ولا يقبل بها واحيانا ثلاثة الاف دينار . كما ان المتسولين ممن يعترضون المارة والسيارات اجد بعضهم وهو يحسب حصيلة عمل نهاره وقد ملا كفيه بالدنانير يمكن تقديرها بما يزيد على 50 الف دينار. فالعراقي صاحب غيرة ونخوة ينتخي لكل حالة تستوجب الرحمة، الا في العلم .
ان في مبالغ المكافآت ما لا يتقبله العقل ولا المنطق والسؤال المطروح :
هل صحيح ان هنالك مكافأة اليوم مقدارها الف دينار ، ربما كانت الالف دينار حاضرا كمقدمة للزواج عام 1970 ولكنها اليوم ونحن في عام 2016يشترى بها 6 بيضات دجاج فقط؟
واي بحث يطبع ب 4000 دينار ؟ اضف الى ذلك لا بد من وصل لضمان صحة الصرف وكأن المبلغ يعادل ثروة ؟
وهل وهل وهنالك تساؤلات لا تنتهي ؟
هذه دعوة لرعاية العلم ، فالأساتذة وملاكات الخدمة الجامعية بخير ، ورواتبهم مجزية ولكن ارجو ان لا يهمل الجانب الثاني ، فهنالك الاف المحاضرين من حملة شهادات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه ، ممن هم ليسوا على الملاك الجامعي أو الاعدادي وليسوا على ملاك التعليم الاهلي وهم ؟ يعانون ... وهنالك البحوث التي هي رمز تقدم الامم كيف يكون البحث الاصيل ب25 الف دينار فقط ؟ وبراءة الاختراع 25 الف دينار فقط .
عندما تجد انك تتكلم لمدة 45 دقيقة مقابل الف دينار او الفي دينار اكيد ستجد ان العلم لا يجدي نفعا لأنك في النهاية ستشكو من العوز والحاجة 0 وعندما تريد ان تبتكر شيئا تفيد به بلدك والانسانية لا تجد من يعينك القانون لا يعينك وكأنما وضعت قيودا لمحاربة البحوث ....فأي جهاز او ابتكار او اختراع يمكن ان ينجز ب 25 الف دينار ...
انها دعوة للاهتمام بالعلم والبحث العلمي والاختراعات في سبيل تقدم بلدنا وتطوره ,,فالجهل والارهاب وجهان لعملة واحدة ، والعلم نور وتنوير للعقول والقلوب والنفوس وجلاء للظلمة ومجلبة للحكمة ، وهو من امضى الاسلحة في حرب الارهاب والجريمة والتخلف ، والله من وراء القصد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن ينهي زيارته إلى الصين، هل من صفقة صينية أمريكية حول ا


.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا




.. انقلاب سيارة وزير الأمن الإسرائيلي بن غفير ونقله إلى المستشف


.. موسكو تؤكد استعدادها لتوسيع تعاونها العسكري مع إيران




.. عملية معقدة داخل المستشفى الميداني الإماراتي في رفح وثقها مو