الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لاتغسلوا ذنوبكم بدمائهم

هدى الجابري

2016 / 10 / 19
المجتمع المدني


لاتغسلوا (ذنوبكم) بدمائهم
أية خرافات، وأي تضليل و قسوة وصل اليها الانسان في العراق لتمرر شفرة السكين الحادة والقاتلة على جباه ورؤوس اطفال صغار ورضع؟! أية أمومة هذه التي تضع رأس صغيرها الذي حملته في أحشاءها تسعة اشهر، وتعبت، أرقت، انتظرت، خافت وسهرت تحت حد السكين لغرض ان يبرىء من ذنوبه؟! أية ذنوب هي وذنوب من؟! يتحجج البعض بحرية ممارسة الطقوس الدينية والاخلاص في التعبير عن الانتماء والمعتقد. جميل جدا! لا اعتراض على ذلك. فكل انسان مسؤول عن قراراته ويدفع ثمن اختياراته بغض النظر عما اذا كان على صواب اوخطأ، ولكن لماذا تزجون بالاطفال في أتون خياراتكم اللامنطقية واللانسانية والتي ليس للاطفال فيها أي يد في اختيارها. أبعدوا امراضكم وذنوبكم عن اجسادهم. كونكَ أبٌ أو كونكِ أمٌّ لايعني أن لك حق في ملكية الطفل واتخاذ القرار عنه. من اعطاكم الحق في إيذاء ولو شعرة في اجساد اولادكم.
في العصور المظلمة فقط استخدموا الانسان كوسيلة للتقرب للالهة وقدموا البشر كقرابين لها للتخلص من ذنوبهم وإبعاد الاذى عن انفسهم، غير أنهم لم يستخدموا الأطفال، بل استخدموا العبيد، أسرى الحروب أو أبناء الملوك للتقرب الى الالهة. وتجاوزت الحضاره ألانسانية كل هذه الاشكال من التخلف والقسوة الهمجية واعتبرتها من الممارسات اللاانسانية التي كانت وليدة مرحلتها وحضارتها التي عفى عليها الزمن والتي قضى عليها التنوير والتمدن بمراحل في العصور الوسطى.
والان وفي القرن الحادي والعشرين وفي ثورة الانترنيت والتطور العلمي في كل المجالات وارتفاع المطالبة بحقوق ألانسان والطفل، هاهو العراق يعود الى العصور المظلمة ويقدم الاطفال قرابين ويسيل دماءهم النقية على الارض. فالحادثة الاخيرة للطفلة التي كانت دماءها تسيل تحت شفرة السكين أثارت سخط وغضب الكثير وهزت صفحات التواصل الاجتماعي. بل إن الغريب في الموضوع ان الأشخاص اللذين رفضوا الممارسات اللانسانية لما حدث قوبلوا باجابة اقل مايقال عنها " اقبح من الفعل"، حيث تحجج البعض بأن "الطفلة حيّة وبصحة جيدة " !!!
إلا أن السؤال ليس بخصوص أ توفيت الطفلة أم بقيت على قيد الحياة. ذلك أن الموضوع اكبر كثيرا من طفلة واحدة او مجموعة من الاطفال. الموضوع ألاكبر هو الجهل والامية والسقوط في مستنقع الاوهام والغيبيات المخطط له والمبرمج لتحميق الانسان العراقي. الموضوع هو انهم يغرقوننا في الدين لكي نبعد اصبع الاتهام عن وجه الدولة ونوجهها الى قوة غيبية لانعرف متى ستحل مشاكلنا. إن ممثلي الحكومة والدين وملالي الدين و(رواديده) هم المستفيدون من استمرار هذه الشعائر والطقوس ويغذّون الاوهام في العقول البسيطة ويربحوا ويجنوا ملايينهم وملياراتهم من هذا التحميق.
يجب ان نقف بوجه هذه الممارسات ونفضحها ونفضح الحكومة التي لم تدافع ولم تسن قوانين لحماية هؤلاء الاطفال. الاطفال مسؤولية الدولة في الدول المتحضرة، ولكن في العراق ودولته القائمة على الدستور المبني على قوانين دينية، يروجون لهذه القوانين ويعملون بها كسلاح لتحقيق مصالحهم ومنافعهم االشخصية. من الضرورة أن يأخذ الانسان المعاصر في العراق، إنسان القرن الحادي والعشرين، دوراً أكبر للقضاء على هذه الدولة وممثليها ورجال دينها وملاليها و(رواديدها). يجب أن نأخذ نحن مسؤولية حماية الاطفال بالوقوف في وجه أية ممارسة تسيئ للطفل ونطالب بنظام يفصل فيها الدين عن الدولة، عن الدستور، عن التعليم، عن القانون المدني، عن القضاء، وعن الصحة وعن اي مجال له علاقة بانسانية وكرامة الانسان وطموحه وسعيه لعالم افضل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ابدا لن تستطيع
علي عدنان ( 2016 / 10 / 17 - 10:23 )
هم ليس مجرد محتالين وشذاذ افاق وانما باتوا مؤسسات هدفها تغييب الوعي
يتنعمون ماطاب لهم ويقضون لياليهم في باريس ولندن وعواصم جنوب شرق اسيا ويشترون شوارع بكاملها فيما يعاني افقير العراقي من الحرمان ويبيع كليته او عرضه من اجل العيش وهو في غيبوبة
دينية لذيذة سادر فيها تم الضحك عليه بغيبيات لاتزال مستمرة


2 - وا اسفأه على العقول المدجنة.!!!!
سمير أل طوق البحرآني ( 2016 / 10 / 19 - 15:59 )
شكرا لك ايتها الاخت الفاضلة لق نكات الجرح. القول الفصل الذي لا شك فيه هو : الامويون قتلوا الحسين ودهات الشيعة تاجروا بدمه والمغفلون منهم اشتروا الاوهام باوهام كسرآب بقيعة.

اخر الافلام

.. الأمم المتحدة تحذر من التصعيد في مدينة الفاشر في شمال دارفور


.. تكدس خيام النازحين غرب دير البلح وسط قطاع غزة




.. ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟ •


.. نتنياهو: أحكام المحكمة الجنائية الدولية لن تؤثر على تصرفات إ




.. الأمين العام للأمم المتحدة للعربية: عملية رفح سيكون لها تداع