الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


داعش تدمر قبور الأحياء فينا

عطا مناع

2016 / 10 / 17
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية




أقدم تنظيم داعش على تدمير مقبرتي الشهداء في مخيم اليرموك، الشهيد خليل الوزير، اللواء الشهيد سعد صايل ،الشهيد محسن أبو ميزر، الشهيد جهاد جبريل، ومئات شهداء الثورة ألفلسطينيه.

الأصوات تتعالى بنقل رفات الشهداء لفلسطين المحتله، منها من ناشد الرئيس عباس بنقل رفات الشهداء، ومنها من اطل برأسه ليقول لنا أن دحلان قد طالب بنقل رفات أبو جهاد وأبو إياد ليدفنا إلى جانب رفيق الدرب ياسر عرفات.

باستحياء شديد تم تداول جريمة تدمير مقبرتي الشهداء، استحياء يعبر عن حالتنا الراهنه ويفسر واقع التيه الذي نعيش كفلسطينيين على المستويين السياسي والوطني، فنحن الذين رفعنا شعار عدم التدخل في الشؤون الداخلية للأشقاء العرب، ونحن الذين هربنا من سوريا التي احتضنتا قبيل المؤامره، ونحن الذين أصدرنا الفتاوى الدينية والسياسة لتبرير عجزنا ومشاركتنا السلبية في الموامره.

مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك ليست مجرد مقبره، إنها شاهد حي على كفاح الشعب الفلسطيني ولذلك استهدفتها داعش الوجه الآخر للاحتلال الإسرائيلي، وكأنهم يريدون تدمير تاريخنا بعد أن أتوا على حاضرنا الفلسطيني وكمقدمه لاجتثاثنا بالكامل.

أبو جهاد أول الرصاص وأول الحجاره الذي احتضنه ورفاقه التراب السوري الغارق بالدماء التي لم ننتصر لها معتقدين أننا خارج المعادله، لكننا في صلبها كفلسطينيين لأننا نتحمل وزر المجازر ونبش قبور قادتنا، فسوريا تدمر لأنها انتصرت لفلسطين ورفضت التسوية المذله، إلى متى نتمسك بالذاكرة المثقوبه ويسيطر علينا فكر الرويبضه؟؟؟ لقد وصلت النار لقبور قادتنا الذين لو عادوا للحياة لحملوا السلاح دفاعاً عن الشعب السوري.

انه الصمت الذي يجسد فكر الهزيمه، الهزيمة التي تدفعنا باستجداء الاحتلال لإعادة رفات قادة شكلوا لشعبنا قوة مثل ولا زالوا، ولذلك لا أتعامل مع جريمة تدمير مقبرتي الشهداء بحسن نيه لان الاحتلال يستهدف قاماتنا الكبيرة وهي تحت التراب لإدراكه أنها لا زالت تعيش فبنا.

من لا يعرف خليل الوزير فلينفض الغبار عن ذاكرته ويعود للوراء لعيش فلسطين بكل تفاصيلها، لا نقدس البشر ولكن ننصفهم ونكرمهم، والشعب الفلسطيني كرم أبو جهاد عندما اغتاله الكوماندوز الإسرائيلي عندما خرج للشوارع ودارت المواجهات الطاحنه ليسقط وقتها عشرات الشهداء والجرجى.

هكذا كرم شعبنا أبو جهاد، وهكذا يكرم شهدائه العظام، لكننا اليوم نعيش الملهاة، وكأننا لم يعد ذلك الشعب الفلسطيني الذي يتنصر لكرامة قادة، ولسان حالنا الصمت المخيف الذي يعكس عجزنا عن قول لا بوجه المجرمين، فقط نطالب بنقل رفات الشهداء معتقدين أن النار لن تصل إلينا في عقر دارنا فلسطين المحتله هذا إذا اتفقنا أن داعش صنيعة للأمريكان والاحتلال.

هي دعوه واضحه وصريحه بان ننتصر لمن انتصروا لنا، وان نذود عمن ذادوا عنا وأخرجوا قضيتنا من ظلام الهزيمة، هي دعوة للانتصار على ضعفنا بالخروج للشوارع لنصدح كفلسطينيين لا لداعش والظلاميين، لا للتكفيريين الذين أتوا حتى على قبور موتانا، وهي صرخة بأن الرسالة وصلت وان استهداف مقابر شهداء فلسطين ليس عفوياً، وإنما أيدلوجيا دينيه ظلامية تستهدفنا كشعب وكقضيه، وان صمتنا وخطيئتنا بالتخلي عن سوريا يؤكد تواطئنا الذي لم يعد ينفعنا نحن الذين لم نعد هدفاً ملحاً لهم فالهدف هم القادة الشهداء الذين لهم حق علينا كشعب.

يحكي لنا التاريخ كيف خرج علينا صلاح خلف أبو إياد ليصفعنا بالحقيقة في كتابه فلسطيني بلا هويه، أبو إياد الذي حذرنا من الخيانة التي قد تصبح وجهة نظر تتمثل بالصمت على الجريمة التي ترتكب بحق شعبنا، ولذلك لا يكفي أن نقنع أنفسنا بالشعارات الجاهزه لأنني أرى أن نبش قبور شهدائنا هو استهداف واضح لشعبنا ما يتطلب من القيادة الفلسطينية الاكتفاء من النوم في غرفة العناية المكثفه التي طال أمدها، ومع اقتناعي بان القيادة لن تحرك ساكن تجاه الجريمه وسيكون سقفها التصريح الصحفي فالتعويل على شرفاء شعبنا للانتصار للوزير ورفاقه الشهداء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم


.. كلمات ادريس الراضي وخديجة الهلالي وعبد الإله بن عبد السلام.




.. الشرطة الأمريكية تعتدي على متظاهرين داعمين لغزة أمام متحف جا


.. الشرطة الأميركية تواجه المتظاهرين بدراجات هوائية




.. الشرطة الأميركية تعتقل متظاهرين مؤيدين لفلسطين وتفكك مخيما ت