الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا بد من دق ناقوس الخطر للتعليم في العراق

بتول فاروق

2016 / 10 / 20
المجتمع المدني


لااحد ينكر ان التنمية البشرية هي اهم اقسام التنمية ، لان الثروة البشرية هي عماد الشعوب والبلدان . ولان كل الثروات الاخرى تاتي من خلال وعي وادراك هذه الثروة . واذا عرفنا التنافس الشديد للاديان والايدلوجيات على اكتساح عقل الانسان ، دون غيرة من المخلوقات ، فذلك لان البشر هم صناع الحياة ، واي توجه لهم سيعود بفائدة ما على الجهة الساعية لترويج افكارها . ان التعليم الجيد والتربية المثالية والواقعية ، هي ماينتج ثروة قابلة للنمو وانماء القطاعات الاخرى ، وبعكسة يصبح الانسان مجرد كائن مستهلك ، مخرب للبيئة ، ناقم على مجتمعه ، ينتهك القوانين ، وينشر الفوضى اينما حل ، واذا عرفنا ان هناك اموالا طائلة تصرف على الاعلان والدعايات لاجل خلق مجتمعات استهلاكية بحتة ، وان هذه الاعلانات تسيطر على عقول البسطاء من الناس ، من غير المتعلمين ، نعرف مدى الخطر الذي يقع فيه مثل هذا المجتمع ، اذا كان اغلب ابنائه يتسمون بالجهل .
في العراق علينا دق ناقوس الخطر ، فنحن عدنا من امية المعرفة الى امية القراءة والكتابة ، ليست الامية لمن لم يدخل المدرسة او تسرب منها ، فهذا امر مفهوم ،بل الامية الكتابية التي يتمتع بها اغلب طلبة الجامعات الانسانية والعلمية ، في ظاهرة غريبة جدا ، فطلاب المرحلة الرابعة في كليات التربية والاداب والشريعة والفقه ، في اغلبهم لايستطيعون الكتابة الاملائية الصحيحة فضلا عن النحوية ، وهم في اغلبهم سيتخرجون مدرسين يدرسون في المدارس المتوسطة والاعدادية ، كما ان اغلب هؤلاء الطلاب لايستطيعون ان يميزوا مفردات مناهجهم الدراسية والموضوعات التي يدرسونها . اي انهم لايعرفون ابجديات تخصصاتهم .
ان الوضع التعليمي في كل مراحله بحاجة الى متابعة ومراقبة ، ودراسة الاسباب التي تؤدي الى انخفاض مستويات الطلاب في التعلم ، والتساهل الحاصل في المدارس في تخريج طلبة لايجيدون القراءة والكتابة .
كنا نحلم ان نتخلص من الامية الثقافية فاذا بنا نعود الى الامية الابجدية ، فقد اصبحت سمة لكل خريجي التربية والتعليم العالي . في وضع يدعو للقلق والاسى . في هذا القرن الذي وصل فيه العالم الى مستويات غير مسبوقة من العلم والمعرفة .
لاننسى ان انعدام الامن والارهاب والتذبذب السياسي والاقتصادي للبلد قد ساهم بشكل كبير في هذا التدني ، ولكن يبدو ان الديمقراطية التي اسيء فهمها ايضا لها بعض الدور في انفراط عقد التعليم فلا يوجد رادع للكثير من الممارسات الخاطئة التي يجري ارتكابها في هذا القطاع ، ودون ان توقع عقوبات رادعة لها . كما ان التعليم الاهلي لم يسهم بشكل فاعل في احداث نقلة نوعية في التعليم ، فاصبح النجاح يشترى بالمال ، بدلا من ان يكون من خلال بذل الجهد المناسب لاجل الفوز به .
لنعلن اننا في خطر حقيقي لايمكن ازالته بمعركة صغيرة تنجز بين عشية وضحاها ،واننا سنكون الدولة الاولى في العالم في نسبة الامية الابجدية ،لذا لنقف طويلا امام هذا الامر ونعمل باخلاص للنهوض بواقع التعليم في العراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية