الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوم في حياة امرأة

صبيحة شبر

2005 / 12 / 29
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


استيقظت كعادتي كل يوم مبكرة ، دخلت المطبخ ، جهزت الشاي ، غسلت ما تبقى من صحون في مغسلة المطبخ ، سخنت الحليب ، أحضرت الخبز الساخن من المخبرة لان أفراد أسرتي ، لا يحبون تناول الخبز باردا ، هيأت المربى والجبن ، وحاولت ان أوقظ الأولاد ، وزوجي ، لكنهم أبوا لأنهم ليس من الضروري أن يستيقظوا هذا اليوم مبكرين ، الأولاد ليس عندهم دروس في الصباح ، وزوجي ليس من الضروري ان يستيقظ مبكرا ، لأنه عادة يذهب الى عمله في الوقت الذي يشاء ، ويمكث المدة التي يريد ، فهو ليس مثلي ، يستعبدني عملي، فهو حر ، بفعل ما يحلو له ، وليس مقيدا ، كما يحب الآخرون ان يكونوا وأنا منهم ، وعندما أوشكت ان أغادر المنزل متوجهة الى عملي ، سمعت زوجي يردد بعض الكلمات التي تعبر عن تذمره ، فانا لم أحاول أن احتفظ بالحليب والشاي ساخنين إلى أن يجهز نفسه لتناول الإفطار ، وسوف أظل مهملة على الدوام ، لا احرص على ان يتناول ما يريد من سوائل ساخنة ، لم أرد على كلماته الناقمة المتهمة التي اعتدت عليها كل صباح ، ومضيت هاربة الى عملي ، حيث أحظى بالاحترام الذي أحبه ،من الجميع لحرصي على أداء عملي على أحسن وجه ممكن ، أما في البيت ، فلم أعد قادرة على تنفيذ ما يريد زوجي ، فهو كل يوم له طلبات جديدة قد تختلف عما طلبه في الأمس ، فهو متناقض ، يطلب شيئا ، ثم يرفضه ، ولقد ذكر لي مرة أن جعل الزوجة حائرة لا تدري بم ترضي زوجها ، خائفة على الدوام أن تثير غضبه الذي لا تعلم لم يشتد ويحتد ، مع انه لم يكن هناك موجب للغضب على الإطلاق ، وقد كان يزعم ان جعل المرأة ، حائرة دائما ، من مميزات الرجل الفتك ، الذي تسعى النساء وراءه ، دون ان يحظين بنظرة رضا ، او قبول ، ولست ادري من أين جاء بهذه النظرية ، وما هي المدرسة الاجتماعية التي ينتمي إليها
لم أفكر كثيرا بكيفية الحيلولة دون إغضاب زوجي دائما ، وجعل الحليب والشاي يحتفظان بحرارتهما مع أني أغادر المنزل عادة قبل ان يتهيأ زوجي لتناول طعام الإفطار بفترة قادرة على ان تجعل كل سائل ساخن تغادره سخونته وهي غير آسفة
مضيت الى عملي وأنا اشعر بالارتياح نوعا ما فقد استطعت ان أجهز طعام الغداء ، وما على زوجي إلا ان يسخن الطعام ، ويتناوله ان وصل من مقهاه قبلي ، وأنهيت عملي بسرعة ، وانتهى يوم كامل وأنا اشعر بالراحة اذ لا احد بقربي ينغص علي عيشتي ، ولكن ما ان وضعت قدمي على باب منزلي حتى سمعت كلمات تدل على عدم الرضا من كمية الطعام التي جهزتها للغداء ، لقد جلب زوجي معه ثلاثة أشخاص ، ولم يكن بعلمي أن عندنا ضيوف ، فهيأت طعام الغداء وانا أظن انه يكفي لنا لوحدنا انا وزوجي وابننا الوحيد
بذل الضيوف ما في جهدهم لتهدئة زوجي متعللين أنهم أتوا من غير ميعاد ، وإنني عاملة لا أستطيع ان أجهز طعام الغداء لأشخاص أجهل عددهم ، ولكن زوجي بدلا من ان يهدأ اخذ غضبه يشتعل أوارا ، وسال أصحابه لماذا يدافعون عني والاحرى ان يدافعوا عنه فهو صديقهم ، وكم من المرات وقف بجانبهم دون ان يكون الحق معهم ، وكان الواجب ان يقفوا معه ضدي والا يشجعوني على العصيان والتمرد ، سكت الأصحاب بعد ان طالبوا بالمغفرة ، فهم لم يكونوا يعلمون بنتائج ما قاموا به من دفاع عني
ضحك الزوار كثيرا ولم أكن ادري ما الذي يضحكهم ، ثم غاد رونا بعد تناول الشاي الذي استطعت هذه المرة ان يكون ساخنا ، صحبهم زوجي قائلا ان دوري قد بدأ وانه علي ان اقوم بترتيب المنزل ، وغسل الصحون ، والتحضير لطعام الغداء الذي يجب ان أعده قبل التوجه إلى عملي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نصب لشيرلي تشيشولم


.. اليمن النازحات في مواجهة الحرب والجوع والفيضانات




.. رغم الإحباط والرفض تونسية تنجح في إنتاج السكر والعسل من ن


.. مركز الأمل لمعالجة الإدمان يساهم في الحد من تفشي آفة المخدرا




.. المغرب.. مطالبات بإحداث تغيير في قانون الأسرة يضمن حقوق النس