الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسلمون ومتلازمة ( جيري هيشفانغ ) .

صالح حمّاية

2016 / 10 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



من المحير للإنسان بلا شك ، ذلك الموقف من المسلمين إتجاه دينهم وطريقة التعامل معه ، خاصة حين نراهم مثلا لا يزالون متمسكين به وبشريعته ، رغم ما جره هذا عليهم من ويلات و مصائب ، فالمفروض و لأي إنسان عاقل أن ينفر من أي شيء أودى به إلى الهاوية ، ولكننا وحال الوصول للمسلمين ، فنحن نجدهم يتمسكون بالإسلام ، وبالأصولية ، رغم أنها جرت عليهم ويلات الإرهاب ، و كوارث التخلف و البؤس الذي جعلهم حاليا في آخر دول العالم ، فتقريبا اليوم إنتهت الصراعات في كل مكان ، عدى بلاد المسلمين التي تحولت دولا عديدة منها إلى ركام بسبب الإسلام و الشريعة تحديدا ، فأمور كداعش ، و الطائفية الدينية التي تفتك بكثير من الدول ما هي سوى نتيجة حتمية للتمسك بالدين الإسلامي ، و لكن طبعا فمع هذا لا يزال المسلمون هناك يحلمون بقصص عدوة المجد للإسلام ، و العودة لتطبيق الشريعة ، و أن تلك الأمور لا تمثل الدين ، و أنه بريء ، فما الذي بالضبط يجعل المسلمين يتصرفون هذا التصرف ، و ما هو السبب وراء هذا ؟ .

بتصوري و إذا أردنا الإجابة على هذا السؤال ، فالجواب هو أنهم يعانون حاليا من ( متلازمة جيري هيشفانغ ) فهي وحدها أعتقد أنها ما يمكن أن يشرح لنا سبب سلوك المسلمين ذاك ، ولمن قد لا يعلم طبيعة هذه المتلازمة ( وهو المتوقع من الجميع طبعا ، فقد إبتدعتها الآن فقط ) فالجواب هو : أنها الحالة التي جسدها لنا الممثل المميز "ريان رينولدز " في الفيلم الأكثر من رائع ( الأصوات ) للمخرجة الإيرانية-الفرنسية المبدعة " مرجان ساترابي " و لشرح أوفى ، فقصة الفيلم ولنفهم طبيعة المتلازمة تدور حول شاب أمريكي لطيف أسمه ( جيري هيشفانغ ) ، يعيش حياة هانئة تقريبا في أحد المدن الأمريكية ، حيث له عمل جيد ، و منزل جميل نظيف ومرتب ، و له حيوانان أليفان هو كلب وقط ، و موره بالعموم جيدة وطبيعية ، عدة مشكل صغير يعاني منه جيري كما يبدو لنا في بداية الفيلم، هو أنه يعاني من سماع أصوات تحدثه من حيوانيه الأليفين ، وتعتبر تلك الأصوات نوعا من التناقض الداخلي داخل جيري ، حيث يمثل الكلب صوت الضمير ، و القط صوت الإنحراف ، و مما يحكيه لنا الفيلم أيضا عن جيري أنه تعرض في صغره لحادث بشع أدى لدخوله مصحة نفسية ، حيث قام مرغما على القيام بجريمة في صغره بسبب طلب أمه منه هذا ، وهو ما جعله مجبرا على تلقي العلاج لدى أحد الأطباء النفسيين بأمر من القضاء من اجل السماح له بإطلاق سراحه ، و لكن المشكلة التي كانت تواجه جيري هنا ، هو أنه كان يرفض أكل تلك الأدوية ، حيث كان يكذب على الطبيبة في ذلك الشأن ، و أستمر هذا الأمر حتى حصل في أحد الأيام وقام بقتل صديقة يحبها عن غير قصد ، ولسبب ما وخوفا من أن يتهم بأنه قاتل فقد أخذ جثة صديقته معه إلى البيت بطلب من القط الذي حذره من أن لا أحد سيصدقه لو قال الحقيقة ، وعليه فقد جاء بها إلى المنزل وقام بتقطيعها و تعبئتها في علب للتخلص منها عدى الرأس ، و الذي أحتفظ به في الثلاجة ، و طبعا وبسبب المرض الذي يعاني منه جيري ، فقد حصل و أن صار يتصور رأس حبيبته يتكلم معه حيث مباشرة بعد وضعه في الثلاجة انطلق الرأي بالحديث كأنه حي ، وهو الأمر الذي راق لجيري جدا ، حيث كان يتداول أطراف الحديث مع الرأس يوميا ، بل وحتى أن يحاول إطعامه بالملعقة التي يأكل بها ، وكان ذلك الرأس جذابا وجميلا وهو يحدثه فهو يبدو طبيعيا رغم ما قد يجري له من ثأثر بعوامل الزمن حتى أن حصل مرة وهو بداية حبكة الفيلم ، و هو أن الرأس طلب من جيري أن ينفذ عملية إغتيال أخرى من أجل منحه رفيقا يؤنسه بدل الوحدة ، فقد أشتكت حبيبتها الوحدة في التلاجة و ألحت على جيري بجلب رفيق ، وبسبب إصرار الرأس على هذا ، وهلع جيري من هذا الطلب ، فهو يعني إرتكاب جيري جريمة أخرى متعمدا وليس غلطة كما جرى سابقا ، فقد قرر جيري أن الحل هو أكل الدواء لكي تختفي الأصوات ، ويرتاح من صداع حبيبته ، وهنا طبعا كانت الكارثة ، فبعد أن تناول جيري حبة الدواء ، و أخذ الدواء يأخذ مفعوله في جسده ، حتى تغيرت صورة الحياة لدى جيري ، وحلت محلها صورة مرعبة ومنفرة ، فالمنزل الجميل والنظيف ذاك الذي يعيش ، تحول لبيت مليء ببراز الكلاب و القطط و كأنه لم يتم تنظيفه مطلقا ، فالدماء تغطي معظمة الأرضية ، و الغبار والرائحة الفظيعة تملئ المكان ، أما الراس الذي كان جميلا وفاتنا ، فقد بدا رأسا لجثة ، وقد تعفن راح الدود يخرج منه ، وهو ما افزع جيري بشدة ، وعليه ذهب سريعا للحمام محاول تقيء الدواء عليه يتخلص من أثره بكل ما أمكنه ، وفي النهاية أنتهى الأمر على أن فر من المنزل كليا ولم يعد إلا و أثار الدواء خرجت من جسمه ، و هنا وبعد هذا فقد أستطاع العودة إلى البيت و الذي عاد لسابق عهده ، جميلا نظيفا ومرتبا ، و رحب به رأس حبيبته على عودته والذي كان ودودا وجميلا ، وطلب منه أن لا يكرر تلك الفعلة الشنيعة بأكل الدواء ، فهكذا سيعاني بشدة من رؤية واقعه المزري على حقيقته ، ولهذا فعليه الاستمرار في عيش الأوهام السعيدة رغم الواقع الكارثي ، لانها الحل الوحيد لمشاكله .

طبعا هنا أفترض أن الجميع قد فهموا معنى متلازمة ( جيفري هيشفانغ ) و علاقة المسلمين بها ، فالمتلازمة في أساساها ، هي تلك الحالة الحتمية التي يصل إليها الإنسان الموهوم حال رفضه أخذ الدواء ، فعدم أخذ الدواء ، يعني بالضرورة ، أن ذلك الإنسان سيستمر في أوهامه ، وهو لا يمكنه التعايش مع باقي الناس الطبيعيين ، فكما جيري الذي لو دخل شخص طبيعي لمنزله سيفزع من الحالة المزرية التي عليها البيت ، و التي يتقبلها جيري ويراها طبيعية ، كذلك يفزع الإنسان ويتعجب من تقبل المسلمين لحالهم الكارثي و تبنيهم للإسلام ، رغم ما جره عليه ، وهذا هو حال المسلمين ، فهم يعيشون في اوهام أن الإسلام هو الحل ، و أن الحضارة الإسلامية عظيمة ، و أن الشريعة هي أسمى قانون في الوجود ، و بسبب فقدانهم للدواء للعلاج من هذه الأوهام التي تضر بهم وتؤدي بهم إلى أمثال داعش ، و نقصد هنا العقلانية ، و المنطق ، و الحرية في النقد و التعبير لإدراك حقيقة الأكاذيب تلك ، فهم يضلون أسرى الواقع المزري الذي هم فيهم ، فرغم التخلف و البؤس في حياة المسلم بسبب الإسلام ، ولكن المسلم يستمر كجيري في رؤية العالم الإسلامي عالما ورديا جميلا ، ومبهرا ، وهو لن يصدق البتة أن ما يقوله له الآخرون على أن يعيش في مكب قمامة صحيح ، فالمرض قد حرمه من القدرة على الحكم الصحيح ، وعلى القدرة على الرؤية الصداقة ، ومن هنا نقول أننا و إذا أردنا حل مشكل المسلمين مع التخلف و البؤس و الإرهاب الذي يضر بهم وبالعالم ، فما علينا فعله هو إجبار المسلمين على تناول الدواء للتخلص من أوهامهم ، فمحاولة خروج المسلم طوعا من حالة الوهم تلك مستبعدة ، و قد لا يتحملها الأغلبية حتما، لأن الجميع سيرفضون كما رفض جيري رؤية الكوارث التي هم فيها بسبب الدين ، و سيفضلون كجيري عيش حياة خرافة سعيدة ، على النظر لحقيقة الأمور البائسة و المنحطة فيهم ، و هو ما ينتهي بنا إلى سؤال سيفرض نفسه علينا بقوة حاليا وهو : ومن سيجبر المسلمين على تناول الدواء ، إذا كانوا يرفضون هذا ؟ وبرأيي فلا أحد يدري الإجابة على هذا السؤال ، فهل سيقوم العالم الذي يعاني منهم بهذا مثلا ؟ أم سيحصل أن تتولى نخبة استطاعت التحرر من تلك الأوهام فعل هذا ؟ أو لربما سيستمر حال المسلمين هكذا إلى أن يبادوا جميعا بسبب ما يفعلونه بأنفسهم ؟ عموما الزمن سيجيب على هذا مستقبلا .

( ملاحظة : أتمنى لو يشاهد من قرؤوا المقال الفيلم ، لأنه سيعطي صورة أوضح حول الفكرة )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سيستمر في أوهامه
هانى شاكر ( 2016 / 10 / 23 - 04:01 )

سيستمر في أوهامه
__________


ظل الدكتور أحمد صبحى منصور لاعوام مديدة يتحفنا بمقالات بابا شارو عن قصة المسلم الوديع ، القرآنى ، مضيئ المسيرة البشرية ، حامل راية التنوير فى العالم ، سر و اساس خلاص الغرب الكافر من مساوئ الانحلال !

و لسبب يصعب على الاغبياء امثالى ، احتلت مقالات الدكتور مكان الصدارة فى الحوار المتمدن. و مع تغول الوهابية فى العالم ، و الفظائع الدورية لداعش و بوكو حرام و الشباب و فصائل الموت و الخراب ، تتألق مقالات الدكتور منصور فى الوسط بين مقالات سامى لبيب و القمنى من ناحية ، و مقالات سامى الذيب و صالح حماية من ناحية اخرى

و كأن شيطان صغير مشاغب يقول : قراء الحوار المتمدن يعرفون حقيقة الاسلام ، و مُطّلعين على احداث التاريخ ، و يشاهدون فظائع الارهاب يوميا ... فلنصبهم اذا بالفالج .. بدس مقال الدكتور منصور فى الصفحة الاولى يومياً

....


2 - سيستمر في أوهامه ( يتبع )
هانى شاكر ( 2016 / 10 / 23 - 04:02 )

سيستمر في أوهامه ( يتبع )
__________



و عندما فطن القراء لخدعة الشيطان الصغير المشاغب ... اوعز شيطان خايب للدكتور بتدوير مقالاته القديمة تحت عنوان مُغرى : ( النبى محمد ) فى حوار مع ال (سى إن إن )

لكن الدكتور لم يفطن إلى حقيقة ان ال ( سى إن إن ) ... كذابة و بنت ستين كلب ... و لها سبعين وِش ( وجه ) ! ... فهى تذيع بالانجليزية و تسعين لغة اخرى ... فارسلنا مذيعها الذى يتقن اللغة اللاوندية لمقابلة النبى الحقيقى ( مِش اللى كده و كده بتاع الدكتور إياه ) ... ووافانا المُذيع اللاوندى بالملخص التالى للمقابلة :

عن المذيع اللاوندى عن رسول الله انه قال : من انكر سُنتى فهو كافر يتبوأ مقعده من النار ... و سنتى النكاح ... و جُعل رزقى تحت سن رمحى .... وإنما حبب إلى من دنياكم النساء والطيب ... و من بدل دينه فاقتلوه ... و يا معشر قريش لقد جئتكم بالذبح ... اما عن هراء احمد صبحى منصور و انه أونطجى كبير... فلا يتناطح فيها بغلان !

دى مصيبة سودة يا جدعان

.....


3 - نعمة الأسلام
شاكر شكور ( 2016 / 10 / 23 - 07:39 )
قولك استاذ صالح (ومن سيجبر المسلمين على تناول الدواء ؟ ) ، الحقيقة المسلمين مستمرين بتناول دواء الأعشاب الذي يصنعه شيوخ الإسلام وأصبحوا مدمنين على هذا الدواء ويأخذونه بالتجويد ليخدر اوجاعهم ، وكما هو معروف فإن كل مسطول يسهل سرقته لذلك لا يفكر احد بإجبار المسلمين على تناول الدواء الشافي لكي لا يصحىوا من غيبوبتهم ، هذا وان المسروقات من اوطان المسلمين أصبحت توزع علنا بين المستفيدين من الخرج والداخل ومن بين المستفيدين أيضا شيوخ الإسلام ، فالمسلم بدلا ان يبحث عن علاج لعلته خارج سجن الإسلام لكي يحافظ على ثروات بلده يقوم بحقن نفسه بنفس نوع الفايرس الذي سبب له الحمى وحين تزداد الأوجاع عنده لا يتجرأ ان يوجه اللوم على ذلك الفايرس بأعتباره مقدس بل يلقي اللوم على نفسه ويقول بأن الجرعة لم تكن كافية للشفاء، فالأسلام يعتبر اكبر مخزون تراثي قتالي يمكن استثماره للفتنة والحروب الطائفية التي تؤدي الى تصريف الأسلحة التي هي خارجة الخدمة لذلك يردد المستفيدين عبارة الحمدلله على نعمة الأسلام ، تحياتي استاذ صالح


4 - قصة وقعية للعبرة قبل توديعك 1/2
ماسنسن ( 2016 / 10 / 26 - 18:10 )
لن ألعب دور محامي (الشيطان) لكن سأقولك أن المسلمين أهلي وشعبي : المريض الذي يرث مرضا مزمنا من أحد أبويه لا ملامة عليه، سيعيش بهذا المرض طول حياته وغصبا عنه، لا يوجد علاج لمرضه ولن يوجد : هدفي كطبيب مده بالعلاج والحرص على عدم حدوث مضاعفات في المستقبل.

قلتُ لك سابقا طرحك ليس الحل:آخر ماسنصل إليه هو شوية (مرتدين) لاغير لكن الغالبية لن تسمع لك أصلا : أنت تصورها وكأنها عندها تعفن زايدة دودية:إقطع وإنتهينا! لا يا عمي عندنا مرض قلب لن نشفى منه أبدا لكن نستطيع أن نعيش به وكأننا أصحاء لو عرفنا كيف والكيف بعيد جدا عنك يا عزيزي!

حتى المسلم الذي يقرأ هنا لن تأثر عليه:أنت لا توثق كلامك، المسلم تأتيه بالآية وتفسيرها بالحديث الصحيح وأقوال الصحابة وجهابذة المفسرين وبممارستها على مر التاريخ فيجيبك كله كذب، صلى الله عليه وسلم! هل سيصدق كلامك؟!

أسلوبك صدامي ومستفز موجه لكل المسلمين وهذا لن يثمر: الرموز لا حرمة لهم نعم لكن عموم المسلمين لا!

أنقل لك واقعة مع إمرأة كبيرة السن أمية سألتها (يامِّي أََحْنَا شْكُونْ؟) أجابت دون تفكير (وْلِيدِي أَحْنَا مِسْلْمِينْ وْعْرَبْ أَمَا مِشْنَا مْرَبْطِينْ كِي ...


5 - قصة واقعية للعبرة قبل توديعك 2/2
ماسنسن ( 2016 / 10 / 26 - 18:10 )
لْعْرَبْ لُخْرِِينْ) :أشرحلك كلامها وهو الحل الذي تعرفه عجوز أُمية ويغيب عن أو يتجاهله أشاوش كتابنا:

قَدّمَتْ الإسلام : هو هويتها البديهية التي لا تُناقش وهذا مرض القلب المزمن الذي ذَكَرْتُه
تأتي العروبة في مرتبة ثانية لكن نحن (عرب) لسنا كالآخرين وتقصد العرب الحقيقيين
(مِشْنَا مْرَبْطِينْ) أي لسنا متعصبين، طبعنا ليس عنيف، وببساطة ثقافتنا مختلفة عنهم : وهذا هو الحل الوحيد : (نحن أمازيغ لسنا عربا)!

هذه المرأة يا أخ صالح ترتدي المَلْيَة ومُوشمة سألتها لماذا لاترتدين الخمار فالإسلام قد أمر به؟ أجابتني (لاَ يا وْلِيدِي هَذَكا لِسْلَامْ مْتَاعْهُم مُوشْ مْتَاعْنَا)!

أخيرا وللقارئ : لا تظنن أني غبي لأتصور أن الكاتب سيقتنع بكلامي هههه : ولمن لم يفهم : كل تعليقاتي على صفحة صالح حماية تنسف نسفا منهجه وطرحه من الأساس!

وداعا صالح.

اخر الافلام

.. تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!


.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي




.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال




.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر