الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
اغتيال المهدي بنبركة .. وسؤال الحقيقة ..
حكيمة الشاوي
2016 / 10 / 25الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
نص العرض الذي ألقيته يوم فاتح نونبر 2015 ، بمناسبة الذكرى الخمسين لاختطاف الشهيد المهدي بنبركة ، وفي اطار الندوة السياسية التي نظمتها فدرالية اليسار الديمقراطي ، في مدينة "زايو" بشرق المغرب .
أيها الحضور الكريم ،
إخواني وأخواتي ، رفاقي ورفيقاتي في حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي ، وفي فيدرالية اليسار الديمقراطي ، وفي الاحزاب الديمقراطية والتقدمية الصديقة ..
أحييكم تحية النضال والصمود والوفاء ..
الوفاء لشهداء الشعب المغربي الابرار ،
ولعريس الشهداء المهدي بنبركة
أحييكم على هذا الوفاء لتخليد ذكرى اختطاف واغتيال الشهيد المهدي بنبركة ، والتعريف بقضيته ، واستلهام العبر من نضالاته البطولية ، والسير على نهجه ، حتى يظل حيا في ذاكرة الاجيال القادمة ، كما ظل حيا في ذاكرة أجيال طيلة خمسين سنة ، منذ اختطافه واغتياله ..
في شهر اكتوبر من كل سنة نتطلع إلى الحقيقة الغائبة ، وتتطلع معنا الحركة اليسارية والتقدمية في العالم إلى سؤال الحقيقة ..
وإذا كان أكتوبر يحمل ذكرى مؤلمة ، وهي جريمة اغتيال واختطاف قائد سياسي ، ومعارض اشتراكي ، فهو يحمل أيضا ذكريات التحرر والانتصار ، لعل أهمَّها :
•ثورة أكتوبر الاشتراكية 1917 التي حولت مجرى تاريخ البشرية ، وفتحت المجال أمام إمكانية انتصار الاشتراكية على الاقطاع والرأسمالية .
• حرب أكتوبر التاريخية 1975 ، التي انتصرت فيها الشعوب العربية على الحركة الامبريالية وعميلتها الصهيونية ، وأعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية .
ولهذا يعتبر شهر أكتوبر شهر النضال بامتياز في بعده الوطني ، والعربي ، والأممي ..
ويكون اسم المهدي بنبركة قد ارتبط بهذا النضال في أبعاده الثلاثة ، فهو مناضل وقائد وطني وقومي وأممي ..
وهنا لا بد من القاء الضوء على بعض جوانب حياته النضالية ، من خلال فكره وممارسته ، قبل الخوض في رحلة البحث عن الحقيقة ، وحتى نعرف لماذا ظل سؤال الحقيقة معلقا ومصلوبا وغائبا ، لمدة نصف قرن من عمر هذا الوطن (خمسون سنة ) ، وأكثر من العمر الذي عاشه الشهيد نفسه ... :
• 1944 كان من الموقعين على وثيقة المطالبة بالاستقلال ، وضمن الوفد الذي قدم الوثيقة الى الملك وكان أصغرهم عمره 24 عام ، واعتقل عاما على اثر ذلك .
• 1945صار رئيساً لحزب الاستقلال الذي قاد الحركة النضالية من اجل الاستقلال في المغرب ، وأصدر جريدة الاستقلال الأولى في المغرب وهي جريدة العلم .
• 1948 سافر إلى باريس لتقديم تقرير عن أوضاع حقوق الإنسان بالمغرب إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة ، بالعاصمة الفرنسية ،
• 1951 أمر المقيم العام الجنرال جوان باعتقال المهدي بن بركة باعتباره من أخطر أعداء الحماية الفرنسية بالمغرب ، وظل رهن الإقامة الجبرية ، ثم أدخل إلى سجن الدار البيضاء ( ثلاث سنوات ) .
• بعد ثلاث سنوات أطلق سراحه ، فشرع في إعادة تنظيم حزب الاستقلال ، على أساس تمتين العلاقات مع قيادة النقابة وحركة المقاومة المسلحة التي أصبحت واقعا سياسيا بمجرد خلع الملك في غشت 1953.
• 1955 أشرف على إعداد المليشيا الشعبية التي ضمنت الأمن وسهرت على النظام في هذه الحقبة التي عاد فيها المغفور له محمد الخامس من المنفى .
• 1956 انتخب رئيسا للمجلس الوطني الاستشاري ، و كان المحرك الأساسي للقوى الحية المنظمة في مغرب السنوات الأولى للاستقلال.
• صيف 1957 أشرف على مشروع بناء طريق الوحدة بمشاركة إثنى عشر ألفا من المتطوعين الشباب.
• يناير 1959 قدم استقالته من اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال ليكون حرا يشارك بفعالية في التحولات السياسية التي تمخض عنها ظهور حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية كقوة سياسية تهدف إلى استمرار روح المقاومة الوطنية في ضمير الجماهير وقواها الحية.
• سبتمبر 1959 انعقد المؤتمر التأسيسي للاتحاد الوطني للقوات الشعبية بالدار البيضاء الذي سيصير بعد 15 سنة (15 سبتمبر 1974) الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ،
• أكتوبر 1959 قام بجولة إلى الصين والهند ومصر ولبنان وفرنسا وإسبانيا .
• ظهر الجمعة 16 نونبر 1962 تعرض لمحاولة اغتيال قرب بوزنيقة ، ونظرا للجروح الخطيرة التي أصابته في ثلاث فقرات عنقية فقد اضطر للسفر إلى ألمانيا وتم استبعاده هكذا من معركة مقاطعة استفتاء 7 ديسمبر 1962.
• 17 ماي 1963 فاز بمقعد بالبرلمان نيابة عن دائرة يعقوب المنصور الحي الشعبي الكبير بالعاصمة ، وأظهر مقدرة عالية في قيادة الحملة الانتخابية التي عرفها المغرب بمناسبة إجراء أول اقتراع عام ، بعد مرور أكثر من سبع سنوات على الاعتراف بالاستقلال.
• بعد شهر تأكد للجميع أن الممارسة الديمقراطية السليمة تواجه آفاق مظلمة نظرا للمواقع الخطيرة التي يحتلها خصوم الديمقراطية في أجهزة المملكة ، ولهذا قرر المهدي بن بركة مغادرة المغرب.
• يوليوز 1963 صدر حكم غيابي بالإعدام في حقه بعد اتهامه بالمشاركة فيما سمي ب "مؤامرة و محاولة اغتيال الملك" وهو في الخارج .
• في نفس الوقت توالت مبادرات المهدي بن بركة في اتجاه تطويق التناقضات بين العواصم العربية التي تحكمها أنظمة تقدمية.
• صيف 1963 كان مشغولا بمشروعين :
ــ العودة إلى أرض الوطن على أساس وعود بإجراء انفتاح ديمقراطي.
ــ إعداد مؤتمر القارات الثلاث بمدينة هافانا في يناير 1966.
• " .. في مستهل عام 1965 كاد أن يتعرض لعملية اختطاف وهو في طريق عودته إلى منزله بجنيف رفقة عدد من الجزائريين. حسب ما كتبه محامي العائلة موريس بوتان .
• وفي بداية أبريل 1965 حل بالقاهرة لحضور أشغال مؤتمر دولي حول فلسطين، حيث قدم عرضا قوي اللهجة في موضوع «دور إسرائيل في إفريقيا».
• في ماي 1965، سافر إلى أكرا للمشاركة في المؤتمر الرابع لمنظمة تضامن شعوب إفريقيا وآسيا التي أنشئت في عام 1957، حيث انتخب رئيسا للجنة التحضيرية للمؤتمر الخامس واختيرت العاصمة الكوبية "هافانا" لاحتضان المؤتمر في يناير 1966 ، وكان تحديا صارخا للولايات المتحدة الأمريكية ، التي فرضت حصارا اقتصاديا وسياسيا ، قاسيا على هافانا.
• قبيل اغتياله كان يعد لانجاز فيلم حول الاستعمار والحركات التحررية ، وفي 29 أكتوبر 1965 تعرض المهدي بن بركة بالحي اللاتيني ، أمام مطعم "ليب" بالعاصمة الفرنسية لاختطاف من طرف شرطيين فرنسيين.
من خلال هذه الجرد التسلسلي لمساره النضالي ، يظهر جليا استهدافه ومضايقته بسبب فكره التحرري ، ونشاطاته السياسية ، وتحركاته على المستوى العربي والافريقي والاسيوي ، مما يجعل مسؤولية السلطات المغربية والمخابرات الفرنسية واضحة في قضية اختطافه واغتياله ، تضاف اليها تورط إسرائيل أيضا، حسب ما نشرته يومية "يديعوت أحرنوت" في مارس 2015 ، حول ضلوع جهاز الموساد الإسرائيلي في عملية الاختطاف ، وحسب المعلومات المتوفرة في 2006 ، فقد تمت متابعته من طرف الموساد الاسرائيلي ، وسي آي آيه ، اللتان كانتا تخبران كل من الرباط وباريس بتحركاته .
وسوف نحاول الوقوف على الحقائق الثابتة والروايات المتضاربة ، في ملف الشهيد المهدي بنبركة ، من خلال الكم الهائل من المعطيات التي تجمعت طيلة خمسين سنة ، (الافلام والاشرطة ، والتحقيقات ، والتصريحات ، والمؤلفات .. )
الحقيقة الاولى المؤكدة التي تتفق حولها جميع الاطراف وهي : سيناريو الاختطاف من طرف شرطيين ، أمام مقهى "ليب" بشارع سان جرمان في قلب باريس صباح يوم 29 أكتوبر 1965 ، حيث كان على موعد (كمين وفخ) ، مع المخرج السينمائي "جورج افرنجي" من أجل اعداد فيلم حول الحركات التحررية . وذلك حسب ما أدلى به الشرطيان أمام المحكمة ، حيث اعترفا أنهما خطفا بن بركة بالاتفاق مع المخابرات المغربية، وأنهما أخذاه إلى فيلا "بوشيسيش" تقع في ضواحي باريس حيث شاهدا الجنرال محمد أوفقير وزير الداخلية المغربية آنذاك ، ومعه أحمد الدليمي مدير المخابرات المغربية وآخرون من رجاله ، وأن بن بركة توفي أثناء التحقيق معه وتعذيبه.
الروايات المتضاربة والمعلقة حول مصير بنبركة وتتعلق ب : * سيناريو التعذيب الذي تعرض له ، وطريقة القتل والوسائل المستعملة ، ومسؤولية الفاعلين المذكورين كل منهم ، والمدبرين لقتله ، ومصير الجثمان فيما بعد ، ومكان الدفن .. إلخ .
وسنحاول استعراض بعض الروايات من جهات مختلفة :
1 ) شهادة أحد الذين كلفوا باختطافه عنونها : "رأيت اغتيال بنبركة" ، نشرتها جريدة «ليكسبريس» الفرنسية في 1966، سنة على مقتل بنبركة . وهي الشهادة التي على إثرها أمر الجنرال دوكول بوضع قرار دولي بتوقيف الجنرال أوفقير، ويحكي فيها تفاصيل التعذيب التي تعرض لها المهدي من طرف الدليمي وأوفقير ، في اليوم الموالي لاختطافه أي يوم السبت بعد حضورهما .
المشاركون في الجريمة ذكروا أن الجثمان دفن على نهر السين بالقرب من الفيلا التي كان محتجزا بها.
2 ) الرواية التي كشف عنها الكاتب الفرنسي «جورج فلوري» من خلال
مجموعة من الوثائق ، التي أفادت بأن جثة بنبركة أحرقت في بلدة بالضاحية الجنوبية للعاصمة الفرنسية باريس.
3 ) احمد البخاري العميل السابق للمخابرات المغربية ، الذي يخرج عن صمته سنة 2001 ويحكي عن تعذيب بنبركة من طرف الدليمي وأوفقير ، وكيف حقنه الممرض بحقنة زائدة إلى أن فقد الوعي ، وكيف علقه الدليمي بحبل ، وكبل يديه خلف ظهره ، وكيف قام اوفقير بضربه على صدره وظهره بخنجر مضلع ، واستمر التعذيب ساعة إلى أن فارق الحياة ، وان الجثمان نقل بعد الاغتيال إلى الرباط على متن طائرة عسكرية مغربية ، وتم اذابته في حوض من الاسيد في احدى المقرات السرية للمخابرات المغربية ..
4 ) علي بوريكات، أحد الذين اختطفوا، والذي كتب عن المهدي بنبركة وعن اغتياله يحكي أنه توفرت لديه وهو في المعتقل، معطيات حقيقية ملخصها هو أن رأس المهدي بنبركة فصل عن الجسد ودفن بالمعتقل الذي كان يحمل اسم النقطة الثابتة رقم 3.
وبداخل هذا المعتقل سيلتقي بالفرنسيين الذين نفذوا عملية اختطاف المهدي بنبركة من شوارع باريس ، وهم أربعة «جورج بوشسيش» و»لوني» و»دوباي» والرابع « باليس» الذي تمت تصفيته حينما حاول الهرب من المعتقل. وقد حكى هؤلاء لبوريكات كيف تم اختطاف المهدي بنبركة وتعذيبه من قبل أوفقير والدليمي، قبل أن تتم تصفيته بعد ذلك.
ويضيف بوريكات أن رأس المهدي فصل عن الجسد، الذي سلم لشخصين قاما بدفنه بضواحي العاصمة الفرنسية، فيما تم الاحتفاظ بالرأس لحملها إلى المغرب، قبل أن يتم دفنها بنفس المعتقل الذي كان يوجد به هؤلاء الفرنسيون. بل إن الجنرال أوفقير هو الذي تكلف بنقل رأس المهدي إلى المغرب. أما عملية الدفن، فقد أوكلت لأحد حراس المعتقل النقطة الثابتة رقم 3.
5 ) أحمد ويحمان أحد الذين رافقوا محمد الفقيه البصري ، رفيق المهدي ، بعدما توفي الفقيه ، كانت الكثير من أسراره لا تزال في ذاكرة ويحمان الذي سيقرر في 2005 ، أن يبوح بما حكاه له البصري عن المهدي بنبركة واختطافه ومصيره ، حيث أن إدخال جثمانه إلى المغرب كان ـ يقول الفقيه ـ في علمنا في حينه ، وقد أعلمني بذلك ، ـ يقول ـ الصديق المقاوم الداحوس ، الذي كان صديقا لأحد المتورطين في القضية وهو "لوبيز انطوان" .
ويسترسل الفقيه البصري في حكيه : أنه بعد إدخال جثمان المهدي، نظم حفل عشاء فاخر دعي له عدد من الوزراء، وأعضاء القيادة العامة للجيش والمستشارون. وبعد استنفاد الأطباق التي قدمت في ذلك العشاء، جيء بطبق من فضة عليه كرة ملفوفة ، وشرع في فتح الكرة الملفوفة أمام الحاضرين لتكون المفاجأة المستفزة ، هي أن هذه الكرة لم تكن غير رأس المهدي بنبركة ، مع ما رافق هذه اللحظة من استغراب ودهشة وفزع وصل حد إصابة المستشار ادريس السلاوي بإغماء ، نقل على إثره إلى المستشفى.
6 ) الجنرال شارل ديكول ، قال في اجتماع خاص لمجلس الوزراء الفرنسي في 10 من نونبر من سنة 1965، وهو يتداول في ملف اختطاف المهدي : «إن فرنسا تعتبر المغرب مسؤولا مباشرا عن انتهاك قانون الإنسانية وقانون فرنسا وحرمة الأراضي الفرنسية بالتحريض على جريمة القتل ، وبالتواطؤ مع عناصر من الأمن الفرنسي ، كما سجلتها المخابرات العسكرية الفرنسية من خلال مكالمات تيلفونية".
7 ) الملك الحسن الثاني قال ان من اغتال بن بركة هو من تآمر عليه وحاول اغتياله في إشارة إلى الجنرال محمد اوفقير والجنرال احمد الدليمي.
أين الحقيقة في خضم هذا الركام من الروايات ؟
كل الروايات المتداولة حول هذه القضية قابلة للتصديق وكلها لا تحمل ما يؤكدها.
* "أليفي دوكرو" ، وهو مخرج الفيلم الوثائقي الفرنسي "الهاجس" الذي قدم مؤخرا على القناة الفرنسية الثالثة قال أن "الحقيقة تقع تحت أرضية المركز السجني المذكور وفي فم شهود"، لافتا إلى أن التحقيقات الجارية الفرنسية "غير بعيدة عن الحقيقة لكن يجب العمل بسرعة". وأكد أن إثارة فيلمه للعمل الصحفي هو تثمين للعمل الجاد الذي يقوم به صحافيون "من أجل إظهار الحقيقة للعلن".
والوثائقي بحسب مخرجه ، يثير تعلق أشخاص كثيرين بالقضية بدءا من أفراد العائلة ، مرورا بالقضاة ، وانتهاء بأحد أكبر المراسلين في القناة الفرنسية الثالثة "جوزيف اطوال" الذي كرس أكثر من 25 عاما من العمل للتحقيق في القضية.
* البشير بن بركة نجل الشهيد قال "هناك الجانب الإنساني الذي يهمنا نحن كأسرة بنبركة في معرفة الحقيقة ، كما نطالب باعتراف رسمي بالمسؤولية السياسية في اختطاف واغتيال المهدي ، وأضاف : "العائلة تريد معرفة الحقيقة كاملة وبشكل رسمي حول القضية ، بمنأى عن السيناريوهات المختلفة التي تداولتها وسائل الإعلام".
لماذا تعثُّرُ التحقيق وانفلاتُ المتورطين ؟ :
منذ خمسين سنة والبحث والتحقيق مستمر في هذا الملف من طرف العديد من الجهات : القضاة الفرنسيين والصحفيين ، والمنظمات الحقوقية ، وأسرة الشهيد ، دون التوصل إلى الحقيقة بعد ، بسبب العراقيل ، أمام ما تم لحد الآن :
*محاكمة الفرنسيين اللدين اختطفا بنبركة : "لوبيز" ، و"تشرشيل" ..
* بعد سنة على مقتل بنبركة 1966 ، وعلى إثر الشهادة التي نشرتها جريدة "لكسبريس الفرنسية لأحد المكلفين باختطافه ، أمر الجنرال "دوكول" بوضع قرار دولي بتوقيف الجنرال أوفقير .
*على إثر ما نشره البخاري في مذكراته ، طلبت عائلة بن بركة في فرنسا من قاضي التحقيق بالقضية الاستماع رسميا للبخاري، لكن السلطات المغربية منعت البخاري من السفر وسحبت جواز سفره بعد رفع قضية ضده بتهمة شيك بدون رصيد.
* أكتوبر 2007 وقع القاضي الفرنسي "باتريك راماييل" مذكرات توقيف دولية في حق 5 أشخاص في إطار التحقيق في ملف بنبركة : حسني بنسليمان ، عبد الحق القادري ، ميلود التونزي (العربي الشتوكي) ، عبد الحق العشعاشي ، بوبكر الحسوني ، ولم يتم إطلاقها إلا بعد سنتين ، في حق أربعة ، وبعدها تم تعليقها من طرف النيابة العامة الفرنسية ، وقال القاضي محتجا : " أن قضية بنبركة تستمر في الازعاج بعد 44 سنة من اختطافه واغتياله" .
* في 2012 أعاد القاضي "راماييل" إصدار مذكرات توقيف دون جدوى .
*مؤخرا تم تعيين قاض جديد فرنسي لمواصلة التحقيق ، يقوم بتحقيقات في إطار انتدابات دولية".
ويصرح البشير بنبركة أن " القاضي يطلب الاستماع إلى الشهود المغاربة إلا أن السلطات القضائية لم تستجب حتى الآن رغم استئناف التعاون القضائي بين الرباط وباريس".
كما أن القاضي "يطلب من صحافيين إسرائيليين واستخبارات تل أبيب الاستماع لهم في القضية بعد نشر الصحافة المحلية في إسرائيل لوثائق جديدة حول القضية "، إلا أن طلبه لم يلاق أي رد حتى الآن .
ويشير نجل بنبركة "أن 300 وثيقة حول القضية لا تزال باريس ترفض رفع سر الدفاع عنها "، يقول البشير بن بركة ، موضحا أن "الملفات التي تم رفع السرية عنها سابقا لم تكن تساعد على الدفع بالدفع بالتحقيق لأن العناصر المكونة لها لم تكن ذات أهمية بالنسبة للقضية" .
ويؤكد أنه ليس "هناك إرادة سياسية حقيقية لدى باريس والرباط للتعاون بهدف التوصل إلى الحقيقة " .
*أما "أمنستي" فتقول في بيان لها بمناسبة الذكرى الخمسينية : إنّ العراقيل الرئيسية التي تواجه التحقيق في هذه القضية تتجسد في الولوج إلى المعلومات السرية التي تتوفر بحوزة السلطات الفرنسية، ناهيك عن عدم إمكانية التواصل مع الشهود والمشتبه بهم داخل المغرب.
إضافة إلى ذلك ، عدم إمكانية الدخول إلى المعتقل السري السابق "ب ف 3" الكائن في العاصمة الرباط ، والذي يُعتقد أنه يَأْوي بعض رفات المعارض البارز، وذلك وفق ما جاء في مذكرات قاضي التحقيق الفرنسي المتقاعد "باتريك راماييل" المنشورة مؤخراً.
ويستمر النضال والوفاء والبحث عن الحقيقة
لقد تعززت الخزانة السياسية والأدبية بكتب وروايات استمدت روحها من حكاية المهدي مع الاختطاف ، لعل أبرزها مؤلف موريس بوتان حول الثلاثي : "بنبركة ، والحسن الثاني ، والجنرال ديغول" ، من أجود ما كتب وأرخ للمرحلة وللقضية خصوصا.
كما دخلت السينما على الخط ، حيث وحدها الحقيقة هي التي لا تزال خفية حول مصير الزعيم السياسي ، وأستاذ الملك الحسن الثاني ، بعد خمسين سنة.
المهدي بنبركة صاحب الأحلام التحررية التي تفوق أحلام رمز النضال والتحرر تشي غيفارا ، لأن المهدي كان من النوع الذي يحمل أفكارا لمعالم خارطة دولية جديدة من شأنها إعادة الاعتبار لدول العالم الثالث.
ويشير "دوكرو"، في تصريح لفرانس 24 ، أن بنبركة "كان شخصية سياسية من العيار الثقيل وقبل اختطافه كان يُحَضِّرُ برفقة "فيديل كاسترو" مؤتمرا يدعو إلى ثورة عالمية". ويؤكد أنه لو كان "بنبركة لايزال على قيد الحياة لكان العالم مخالفا لما هو عليه اليوم ، لأن معركته متواصلة حتى الآن لأجل الحرية والاستقلال ، ولا أحد يمكن أن يشك في كون الفاعلين في الربيع العربي وجدوا أنفسهم فيه".
ونحن بدورنا نؤكد أن بنبركة لم يمت ، وما يزال فكره حيا لدى الشعوب ، ما دامت مسيرة التحرير في العالم مستمرة ، وتشق طريقها باصرار ، وما دام فكره حيا لدى الشعوب التواقة إلى الحرية والمساواة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
أيها الاخوة والاخوات
أحييكم تحية الوفاء ، والنضال ، ونعاهدكم بالسير على نهج شهدائنا الابرار ، والعمل على توحيد قوى اليسار في جبهة عريضة للنضال ، من أجل إقرار ديمقراطية من الشعب وإلى الشعب .
وسنظل نَحْضُنُ وبإخلاص قضية الكشف عن الحقيقة في ملف اختطاف واغتيال الشهيد المهدي بنبركة ، وسنظل أوفياء لشهدائنا الابرار ، ولقسم النضال من أجل غد أفضل ..
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - غباء لا يصدق
ياسر الناصري
(
2016 / 10 / 26 - 13:48
)
الجزائري أنيس يساوي بين الحسن الثاني ولينن
الحسن الثاني مديراً للمخزن ليس إلا
لينين فجر الثورة الاشتراكية العالمية التي حكمت مصائر العالم في القرن العشرين وحفظت للعالم حريته من عبودية النازية وتماهت في ثورة التحرر الوطني التي انهت الاستعمار وحررت من جملة ما حررت الجزائر
لولا لينين لما كان أنيس أكثر من خادم في مطعم للجيش الفرنسي في الجزائر
ألا تخشى على سمعتك يا أنيس !؟
هل تعرف العيب يا أنيس ؟؟
.. زيادة ضريبية غير مسبوقة في موازنة حزب العمال تثير قلق البريط
.. تصريح الأمين العام عقب المجلس الوطني الثاني لحزب النهج الديم
.. رسالة بيرني ساندرز لمعارضي هاريس بسبب موقفها حول غزة
.. نقاش فلسفي حول فيلم المعطي The Giver - نور شبيطة.
.. ندوة تحت عنوان: اليسار ومهام المرحلة