الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قانون منع المشروبات الروحية .. والانتخابات البرلمانية .

حسن كعيد الدراجي

2016 / 10 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قبل حصول التغيير السياسي في العراق عام 2003 ، كان شيعة العراق يشعرون بالمظلومية والتهميش والغبن ، خصوصا في موضوعة إحياء مناسباتهم وطقوسهم ، وشعائرهم الدينية ،مثل يوم عاشوراء الحسين في واقعة الطف بكربلاء (61 هجري ) ،مع إنهم لم ينقطعوا عن ممارسة وتأدية تلك الشعائر ، ولكن ليس بالشكل الحر المطلق ،بل انهم مقيدون بضوابط ومحددات حكومية مشددة ، تحدّ بعض تلك الطقوس ، لذا فقد كان للخوف والقلق مساحة في جغرافية ممارساتهم الطقوسية هذه ، مع أن نظام صدام حسين صار في تسعينيات القرن الماضي ميكافيليا في هذا الجانب ، فقد حاول جاهدا استمالة الشيعة وكسبهم الى جانبه أو تحييدهم في اقل تقدير ، حيث رصد أموالا لمنظمات الحزب في المناطق والمحافظات الشيعية ، لإقامة المآدب وتوفير الطعام ، وتوزيعه في يوم عاشوراء ، من كل عام . ولكن ما أن سقط وتهاوى نظام صدام حسين عام 2003 ، واختفى وإلى الابد جبروته من المشهد السياسي ..حتى إندفعت ملايين الناس ، زاحفة مشيا على الاقدام ، نحومدينة كربلاء ، وبقية الاماكن الدينية الاخرى ، في بغداد وسامراء والنجف ، في أول مناسبة عاشورائية بعد التغيير . وهنا جاء دور الاحزاب الاسلامية الشيعية ، لتستغل حالة الجوع القديم لممارسة الطقوس الحسينية ، لدى العامة ، فوظفت ذلك لمصالحها في الكسب الجماهيري ، وقيادة المجتمع للوصول الى مأربها ، وخاصة في تحقيق أعلى الاصوات في الانتخابات البرلمانية ، فشرعت تلك الاحزاب في تأسيس مواكب حسينية خاصة بها ، بعد ان ثورت لديهم المشاعر والنزعات الطائفية ، ووفرت لهم المال الحكومي ، وسهلت مهامهم الطقوسية ، وكان زعماء ومعممي تلك الاحزاب يتسابقون رياءا وزيفا على الحضور والمساهمة بأداء هذه الشعائر ، وهنا نذكر تطوع زعيم أحد الاحزاب في قراءة قصة مقتل الحسين يوم عاشوراء من المحرم ، أمام انصاره ومريديه ( ليسجل لنفسه وحزبه موقفا حسينيا ) ، وما أن أشرف على أتمام تفاصيل القصة بالكامل ، ووصل الى ذكر ما جرى للحسين لحظة مقتله ، حتى صار يضرب رأسه بكلتا يديه ، ويترك المنبر قافزا في الهواء ، ولم ينته هذا المشهد الدراماتيكي الا بعد تدخل أفراد حمايته الشخصية ، وهذا متأسلم آخر يقف امام كاميرات التصوير ، وهويخوط بقدر الهريسة الحسيني ، ليقدم شهادة حسن سلوك طائفي ، وليسجّل له قصة في هذه المسرحية ، وهكذا كانوا يحرصون على توظيف نشاطاتهم في مواسم البكاء واللطم ، لكي يكسبوا حصة كبيرة من رؤوس المتخلفين والاميين والسذج . ولكن ، وبعد أن امضى هؤلاء المفسدين بحكم العراق سنوات عجاف ، ساد فيها الخراب والدمار ، وتفشى الفساد في كل مفاصل الحياة ، وتدهور الوضع الامني ، واصبحت الميليشات تقود الشارع العراقي ، وتشرف على عمليات السطو والقتل والاغتصاب والاغتيال ، واحتل تنظيم داعش الارهابي نصف مساحة العراق ، وتدهور اقتصاد البلد ، ودمرت البنى التحتيه لقطاع الخدمات والتربية والصحة ، وانتشرت البطالة ، وخاصة بين الشباب ، وصارت الدولة عاجزة عن الايفاء بألتزاماتها بتسديد مستحقات الفلاحين ، ودفع رواتب الموظفين والمتقاعدين ، ونزح وهجّر الملايين من العراقيين . فانكشف رياء هؤلاء السياسيين السراق ، وبانو على حقيقتهم ، وظهر فسادهم للقاصي والداني ، وباتت أغطيتهم وعمائمهم المقدسة زيفا ،لا تشفع لهم امام صحوة العراقيين وغضبهم ، فانطفأت جذّوة المد القطيعي الطائفي ، وقل اللهث ، وانحسر الركض خلف العمائم ، بعد أن رفعت الجماهير ، كل الجماهير ، بما فيها حشود المتدينين وانصارهم ومريديهم ، رفعت بوجوههم الكالحة شعار (( بسم الدين باكونه الحرامية )) ، فشرع هؤلاء ( الحرامية ) السراق انفسهم الى محاولة ايهام الجماهير ، وخلط الاوراق امامها ، او الايحاء لها ، بأنهم اي ( السراق ) هم حملة المباديء الاسلامية ، ورعاة الدين ، وحراس شريعة الله ( السمحاء ) ، فعمدوا الى تشريع قانونهم سيء الصيت والسمعة الذي يمنع ويحضر تعاطي المشروبات الروحية ، في محاولة يائسة بائسة ، لكسب أصوات الناخب العراقي بعد استدرار شفقته ، واستجداء عطفه ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بسيطا
امين ( 2016 / 10 / 26 - 06:13 )
الى محبي شرب الخمور و ومشتقاتها إليكم هذه الإرشادات او الوصفات لصنع العرق من التمور اولاً الادوات طنجرة (بريستو) إلغاء صِمَام الأمان ووضع مكانه أنبوب نحاس بطول متر ويفضل ان يغمس الانبوب ويمر في مياه باردة كي يتحول البخار الى ماء ، المواد (تمر ) (سكر) (خميرة ) حسب الرغبة مثلاً خمسة عشرة كيلو تمر تهرس او تقطع الى اجزاء ويوضع التمر في وعاء ويضاف اليه ثلاثة أضعاف من الماء او اكثر وملعقتان كبيرة من خميرة المستعملة للخبز و(2) كيلو السكر ويحرك جيداً ويترك في مكان حار نوعاً ما ولمدة أسبوع (+/-) كي يختمر وعندما تجد انه صار في الطبقة العليا مثل الرغوة البيضاء حينها يبدأ عملية التقطير ، ولا تتأخر لانه اذا طال على ظهور الرغوة كثيراْ سيتحول الى خل وهذا خسارة ويوضع التمر مع الماء في الطنجرة (بريستو)ويغلى على نار ، وهكذا تكون قد صنعت العرق الصافي والصحي وخالي من اي مواد تركيبية ، اشربوا واسكروا وانسوا الدنيا وهمومها ، هنيئا لكم


2 - بسيطا
امين ( 2016 / 10 / 26 - 06:13 )
الى محبي شرب الخمور و ومشتقاتها إليكم هذه الإرشادات او الوصفات لصنع العرق من التمور اولاً الادوات طنجرة (بريستو) إلغاء صِمَام الأمان ووضع مكانه أنبوب نحاس بطول متر ويفضل ان يغمس الانبوب ويمر في مياه باردة كي يتحول البخار الى ماء ، المواد (تمر ) (سكر) (خميرة ) حسب الرغبة مثلاً خمسة عشرة كيلو تمر تهرس او تقطع الى اجزاء ويوضع التمر في وعاء ويضاف اليه ثلاثة أضعاف من الماء او اكثر وملعقتان كبيرة من خميرة المستعملة للخبز و(2) كيلو السكر ويحرك جيداً ويترك في مكان حار نوعاً ما ولمدة أسبوع (+/-) كي يختمر وعندما تجد انه صار في الطبقة العليا مثل الرغوة البيضاء حينها يبدأ عملية التقطير ، ولا تتأخر لانه اذا طال على ظهور الرغوة كثيراْ سيتحول الى خل وهذا خسارة ويوضع التمر مع الماء في الطنجرة (بريستو)ويغلى على نار ، وهكذا تكون قد صنعت العرق الصافي والصحي وخالي من اي مواد تركيبية ، اشربوا واسكروا وانسوا الدنيا وهمومها ، هنيئا لكم

اخر الافلام

.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها


.. فتوى تثير الجدل حول استخدام بصمة المتوفى لفتح هاتفه النقال




.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بعيد الفصح في غزة


.. العراق.. احتفال العائلات المسيحية بعيد القيامة وحنين لعودة ا




.. البابا تواضروس الثاني يستقبل المهنئين بعيد القيامة في الكاتد