الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا القلب وليس العقل ؟

محمد ماجد ديُوب

2016 / 10 / 29
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يقول علم التشريح الطّبي أنّه يوجد إلى جوار القلب العادي في كل الكائنات الحيوانية قلبٌ صغيرٌ ليمفاويٌّ مهمته تنحصر في إمداد القلب العادي بالنبضات الكهربائية التي تجعله ينبض بمعدل 72 نبضة ٍ في الإنسان العادي السليم البنية
هذا القلب الليمفاوي هو بمثابة البطارية الكهربائية في الجسد مثله مثل البطارية الكهربائية العادية في جهاز موبايلك والتي تمده بالكهرباء على مدار الساعة .هذه الكهرباء التي هي عبارةٌ عن تيّار ٍمتناوب ٍيمر في كلّ أجزاء الجهاز دونما إستثناء
لكن بطارية القلب هذه هي بطاريّةٌ تمدّ القلب بتيار ٍ كهربائيّ ٍمتناوب ٍ تردّده الطبيعي هو 72 هرتز بالدقيقة الواحدة فيتحرك القلب في الصّدر نبضاً يمدّ الجسد كلّه بالدّم الحامل للطاقة اللازمة لكل خلية فيه لتقوم بعملها على أكمل وجه ٍ وهكذا يستمرّ الإنسان بالحياة على مدار الوقت
هنا لابدّ من إستحضار السّؤال المهمّ والخطير في آنٍ معاً:
هل هذه البطارية التي تغذي القلب بالكهرباء تكون مشحونةً بكميّةٍ لامتناهيةٍ من الكهرباء قادرةٍ على إمداد القلب بالكهرباء طيلة فترة حياة الإنسان حتة لو عاش قرناً أو قرنين أو ثلاثة قرونٍ أو .....من الزّمن ؟
أم أنّها ذات كميّةٍ محدودةٍ من الكهرباء بمجرّد أن تفرغ من الكهرباء يتوّقف القلب عن النّبض ويموت الإنسان ؟
الملاحظ هنا هو أن الإنسان موضوع البحث يستمرّ عمل قلبه طالما لم يوجد خللٌ بيولوجي و بيو كيميائي في القلب وشرايينه وأوردته يمنعه من الخفقان
حتّى لو إمتدّ العمر بالإنسان عديداً من السنين قرناً قرنين ثلاثة ......مم يعني بإستنتاجٍ منطقيٍّ أن بطارية القلب تحتوي على كميّةٍ من الكهرباء غير محدودةٍ تمد بها القلب فيستمر في الخفقان طالما بقيت كل خلايا هذا القلب سليمةً وصالحةً للعمل .
لكن ووفقاً لما يعرفه أبسط دارسٍ لعلم الفيزياء فهذا الأمر مستحيلٌ تماماً أي إحتواء البطارية على كميّة ٍ غير محدودةٍ من الكهرباء
فمن أين إذاً تأتي هذه الكهرباء إلى البطارية وكما قلنا مهما إمتدّ عمر الإنسان ؟
في هذا المقام علينا أن نلاحظ حالات موتٍ مفاجىء ٍيثبت فيها الطبّ الشذرعي أن سبب الوفاة هو هو توقّف القلب عن النّبض ولسبب مجهولٌ تماماً وهذا يدخل ضمن توصيف الموت بالسّكتة القلبية أو السكتة الدماغيّة إذ لايجد الطبّ الشرعي سبباً طبيّاً ظاهراً لتوقّف عضلة القلب عن العمل.
هل هذا التوقّف في هذه الحالة يكون بغير سبب توقف البطارية عن إمداد القلب بالكهرباء اللازمة له ليستمرّ بالنبض ؟
ولكن ...هل إنتهت كميّة الكهرباء في هذه البطاريّة . وهنا إحتمالان لاثالث لهما
الإحتمال الأوّل : إصابتها بعطلٍ أو عطبٍ ما بشكل ٍ مفاجىء ٍمما أدى إلى عدم قدرتها الإستمرار بإمداد القلب بالكهرباء فتوقّف عن النبض وهذا يمكن فهمه تماماً
الإحتمال الثاني : هو إنتهاء كميّة الكهرباء التي تحتويها وهي التي تحتوي كهرباء تكفي القلب لو عاش إلى ما .........وفي هذه الحالة لابدّ من القول أن مصدر شحنها قد توقّف عن إمدادها بالكهرباء فتوقّفت عن العمل وتبع ذلك توقّف القلب عن النّبض
هنا من المهمّ تماماً ن تكون إحدى أهمّ مسائل علم التشريح الطبّي هي الإجابة على السّؤال : ماهو المصدر الطّاقي
الذي يشحن البطاريّة بالكهرباء بشكل ٍ دائم ٍومستمرّ ٍ وأين يوجد هذا المصدر في الجسم ؟
وإلى أن يأتينا الجواب سنفرض التّالي علّنا نساهم قليلاً أو كثيراً في فهم الحياة بشكلٍ عامّ ٍ والإنسان بشكل ٍ خاصّ .
فرضُنا هو مستنتج من فيزياء الكمّ التي تقول بوجود مستوي ديراك ذي الإهتزاز الصّفري الذي منه يبتدىء كلّ شيء ٍ وفيه ينتهي كلّ شيء ٍ هذا المستوي اللامحدود الزمكان واللامحدود الطّاقة وبالتّالي اللامحدود القدرة والمعرفة .
هذا الفرض ماذا لوكانت البطاريّة تُشحن بشكلٍ دائم ٍ ولانهائيّ ٍمن مصدرٍ لانهائيّ الطاقة ؟
هل هناك ما هو أفضل من مستوي ديراك كمنبعٍ ٍ مستمرّ ٍ للطاقة وإفتراضنا هذا هو ليس أكثر من تشابه مع فرض آينشتاين أن سرعة الضّوءث ابتةٌ ومستقلّة عن حركة المنبع ؟
الجواب : لا ؟
إذاً سنفرض أنّ هذه البطاريّة تُشحن بإستمرارٍ من ستوي ديراك هذا اللانهائيّ لطاقة ولكن يبقى السّؤال كيف يتمّ هذا الشّحن ؟
كما أنّ هناك أسئلةٌ كثيرةٌ تنصبّ في ذات السّياق .مثلاً من يتحكمّ بنبضات البطاريّة ويجعلها متسارعةً عند الخوف المفاجىء .... أو عند بذل جهدٍ مضاعف ٍ مفاجىء ٍ.... فيتسارع القلب بنبضه ليستطيع دفع دمٍ ٍ أكثر إلى كلّ خلايا الجسد مادّاً إياها بالطاقة اللازمة للتوافق في عملها مع الحالة الطّارئة ليحافظ على توازنه منعاً لأيّ خلل ٍ كما في حالة الرّكض المفاجىء عادةً .
نعود إلى مسألة شحن البطاريّة وقد علمنا آنفاً أنّها عضوٌ يتصرّف لاإراديّاً كما القلب والمعدة والأمعاء وردّات الفعل على أيّ خطر يتخدّد الجسد بشكلٍ مفاجىء ٍ..... وسائر الأعضاء التي تُسمى باراسمتاويّة .
كنت قد ذكرت وبالدّليل العلميّ على وجود مايُسمّى بالقرين الكمومي . هذا القرين الموجود في عالم القدرة الكليّة ( مستوي ديراك )فهو يتحكّم بكلّ عضوٍ يتصرّف لاإراديّاً في جسد الإنسان ووبالتّالي فمن الأحرى به أن يقوم بشحن البطاريّة عبر وسيلة إتّصال ما قادرةٍ على إستقبال تعليماته الصّادرة عنه على شكل موجاتٍ كهراطيسيّة ٍتحمل أوامره لكلّ الأعضاء اللاراديّة في الجسد وهذه الوسيلة قادرةٌ أيضاً على تحويل بعض هذه الموجات الكهراطيسيّة المرسلة من القرين إلى الجسد إلى كهرباء تغذّي بطاريّة القلب كما تفعل الخليّة الكهروضوئيّة بضوء الشّمس إذ تحوّله إلى كهرباء
هل سألنا أنفسنا يوماً لماذا يوجد عصب ٌ يمتدّ من الدّماغ إلى القلب مارّاً بالمعدة ؟
أليس من الممكن أن يكون هذا العصب هو نفسه مايقوم بتغذية البطاريّة بالكهرباء وإلا مامعنى أن يصل إلى القلب كنهاية خطّ بادئاً رحلته من الغدّة الصّنوريّة التي هي أكبر في الحيوانات ولذلك نراها تتصرف بغريزيّةٍ مطلقةٍ كما في حالة أسراب الطيّور التي تنحرف عن خطّ سيرها ّوفي اللحظة ذاتها كأنّها فرقةٌ عسكريّةٌ درّبت تدريباً فائقاً وكذلك أسراب الأسماك ؟
لنلاحظ هنا أنّ كلّ نوعٍ من أنواع الحيوانات يبدو وكأنّه يمتلك اللاوعي ذاته أي القرين الكموميّ نفسه هذا صحيح فالحيوانات ليس لها تغذيةٌ للقرين إلا من وحي فطرتها المتطابقة عند أفرادها تطابقاً تامّاً إذ ليس هناك خيالٌ ليقوم بتغذية القرين في الفرد الواحد خلافاً عن كلّ أفراد المجموعة كما هو لدى الإنسان
إنّ الإختلاف في عدد نبضات القلب بين حالةٍ نفسيّةٍ وأخرى لاتفسير له إلا بأنّ البطاريّة تتقلقّى أوامر بتغيير عدد نبضاتها المرسلة إلى القلب وفقاً لما هو مطلوبٌ أو وفقاً لما تتطلبّه الحالة التي يمرّ بها الجسد بشكلٍ عامّ وهذا المتحكّم بعمل البطارية هو نفسه من يقوم بإرسال الطاقة إليها لشحنها أعني : القرين الكمومي
هنا كم هو واجبٌ البحث عن هذه الموجات الكهراطيسيّة التي يرسلها القرين الكمومي للبطاريّة ومعرفة ماهيّة المعلومات التي تحملها أيضاً عندما يبدأ القلب بتغير نبضه إنّ معرفتنا لهذه الموجات وماتحمله بإستمرار من معلوماتٍ كفيلٌ بأن نجعل التّوصل بين الفرد وقرينه الكمومي ّ تحت السيّطرة ولا وسيلة للآن سوى بالتنويم المغناطيسي أو بالتحليل النفسي
في مستوي ديراك الماضي الحاضر المستقبل مفرداتٌ لامعنى لها إذ في عالم القدرة الكلّية تنتفي الفواصل بين ال زمكانات وتصبح وكأنّها زمكانٌ واحدٌ
لذلك لابدّ من القول أنّ القلب هو الأصدق لأنّه مرتبط مباشرةً بعالم القدرة الكلّية عن طريق العلاقة المباشرة بين الإنسان وقرينه الكمومي وما دور العقل هنا سوى البحث عن الأدلّة الدّامغة لصدق شكوك القلب أو الرافضة له لأمرٍ ما تريده ولايكون
ألم يقل عالم النفس الفرنسي دو كوئه :
عندما تتصارع المشيئة مع الإرادة تنتصر المشيئة
وما هي المشئية غير قرينك الكمومي الذي يوحي للقلب بالفشل أو النّجاح وما الإرادرة غير رغبات عقلك الواعي ؟
تتمة توضيحيّة للمسألة كتبت قبل هذا البحث :
من وحي علم النّفس قلب الإنسان دليله :
هناك دائماً إنقسام في الآراء حول من نتّبع القلب أو العقل ؟
بات من المعروف لمن يلّم بأبجديّات علم النفس أنّ هناك وعيٌ ولاوعيٌ فالوعي هو قدرتنا على التّفكير المنطقي واللاوعي هو القدرة الخفيّة التي تتحكم بكلّ ماهو لاإرادي في جسدنا كالّتحكم بعمل القلب مثلاً
إن من أهم ميزات اللاوعي هو إستقباله لمليارات الإشارات التي ننقصف بها في كلّ ثانية ويستطيع تفسير وفهم كلّ هذه الإشارات ولكن لايستطيع أن يخبرك بالذي يُحمل إليك وماله علاقةٌ بك من خيرٍ أو شرّ ٍ إلاّ بإرسال شاراتٍ إلى عضلة القلب التي تبدأ بالإضطراب فإن كان خيراً ستشعر بسكينة ٍغريبةٍ تجتاح صدرك كما هي الحال عندما تجد نفسك مطمئناً إلى أنّ عملك في مجالٍ ما سينجح وينجح فعلاً وعلى العكس سيشعل قلبك إضطراباً إذا الأمر لايحمل خيراً وهناك يبدأ عمله عقلك الواعي بالبحث عن سبب ذلك ولكن لاوعيك لن يترك الأمر بل سيوقع بين يديك صدفةٌ مايساعد وعيك على أن يبدأ فهماً عميقاً لحقيقة مايجري
يسألني الكثيرون طيّب في الحبّ من نتّبع ؟
أقول بناءاً على ماتقدّم إتّبع قلبك لأنّ اللاوعي يعرف حقيقة الآخر الذي تراه يحبّك فإمّا أنّه سيوحي إليك بالإطئمنان أو بالشّك فالعقل سيقيس الأمر بمقاييس مانخزنّه في رأسنا معلومات ٍ عن الحياة ولكن اللاوعي فهو سيقول لك حقيقة الشّخص المخفيّة فإن إطمأن قلبك إلى شخصٍ ما فإعلم أنّه يحبّك فعلاً وإذا بدأت بالتفكير في عكس ذلك فلن يعدم وعيك الحيلة لإيجاد أسبابٍ ستراها مقنعة لقولك أنّني أخطأت في حبّ هذا الشّخص وبالتالي سيبدأ لاوعيك بالإيحاء الّذي يشعرك بالنّدم للدلالة على أنّك إتّخذت الموقف الخاطىء
أهمّ مايتحكم بالعمليّة كلّها هو سلوكياتنا في الحياة وأهمّها الصّدق مع أنفسنا فأهمّ ميزةٍ للصّدق هو أنّه سيجعلك أكثر شفافيّةً وأكثر قدرةً على الإختيار الصّحيح إلاّ إذا ولسببٍ ما تحمل في لاوعيك رغبةً في الإنتحار كما هو حاصلٌ مع أغلب مرضى السرطان
وماقولنا بأنّنا أخطأنا في إندفاعتنا نحو شخصٍ ما هو إلاّ تبريرٌ واهٍ لنقنع أنفسنا التي تشعرنا بالنّدم بأنّ تراجعنا عنه كانت موقفاً صائباً عمل الوعي دائماً هو إيجاد المبرّرات لما نفعل أتعارضت مع الحقيقة التي يوحي بها إلينا لاوعينا أم لم تتعارض
ألانجد أنّ لكلّ فعلٍ فلسفته مهما كان حتّى خيانة مشاعرنا ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صدق الله العظيم - - - لهم قلوب لايفقهون بها
عبد الله اغونان ( 2016 / 10 / 30 - 14:54 )

ثبت علميا أن القلب مدار الفكر لاالعقل
وقد عبر القران على هذا عندما قرر أن الارادة مرتبطة بالقلب لاباعقل والادراك
لهم
قلوب لايفقهون بها ولهم اذان لايسمعون بها فانها لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور
وقديما قيل
قلب المؤمن دليله
شكرا على هذا المقال القيم


2 - صديقي عبد الله
ممحمد ماجد ديُوب ( 2016 / 10 / 31 - 18:01 )
إنّه أشبه بشارة المرور أرجو أن تنتبه إلى أنّ المقال يقول شيئاً آخرتماماً فالقلب هو مضخّةٌ وجرس إنذار ليس أكثر


3 - الاخ اغونان
ايدن حسين ( 2016 / 10 / 31 - 19:49 )

تقول في تعليقك .. ثبت علميا ان القلب مدارالفكر لا العقل
ارجو ان تعطينا المصدر لاهمية الموضوع
و تقبل احترامي عزيزي
..

اخر الافلام

.. ترامب: على إسرائيل ضرب المنشآت النووية الإيرانية


.. إطلاق رشقة صاروخية من جنوب لبنان تستهدف الجليل




.. ما آخر الغارات الإسرائيلية على منطقة المريجة؟


.. روسيا تعلن عن ضربات مدفعية ضد وحدات أوكرانية في كورسك




.. بعمر 20 يوماً فقط.. لبنانية تروي رحلة نزوحها برفقة طفلتها ال