الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف إستولت الأديان الموازية على إسم الإسلام؟

عمار عرب

2016 / 10 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كيف إستولت الأديان الموازية على إسم ( الإسلام )؟:
يتكلم المسلمون دائما عن السنة والشيعة والخلاف التاريخي بينهم فالشيعة يتكلمون عن أحقيتهم في الحكم و عن أن دينهم هو الدين الصحيح و كذلك السنة ولو عدنا إلى أصل الخلاف لوجدناه في الحقيقة مجرد خلاف قبلي على حكم العرب بين بني هاشم برئاسة علي بن أبي طالب وبني أمية برئاسة معاوية بن أبي سفيان ولو كان خلافا دينيا محضا لرأيت جزءا من بني أمية يحارب مع علي و بالعكس وهذا يؤكد الطبيعة القبلية للخلاف و الحساسية التاريخية بينهما معروفة للجميع ..
الخلاف السياسي بين المسارين إنعكس في الحقيقة على الأديان التي يتبعها كل منهما ومن أجل ذلك وبنفس العقلية القبلية تم إختراع أدبيات دينية موازية جديدة من كل طرف ٱضيفت لدينه لاعلاقة لها بأصل الدين الذي نزل على محمد ، وهذه الأدبيات تهدف إلى إعطاء الفضل لكل دين بروايات مخترعة مبتذلة على لسان النبي محمد ص أو إلى إعطاء قداسة لنسل معين كنسل ( آل البيت ) مع أن الصلاح لا يورث بالتناسل أو أشخاص معينون كمن سمي (الصحابة) حيث تم جعلهم جميعا عدول وثقات و أبطال وبالتالي أبقارا مقدسة كي لا يقال عن أحد منهم هو قيادي في أحد الأطراف بأنه مجرم حرب أو منافق أو فاحش فخلقوا له أدبيات تحميه وتحمي سيرته و سيجوها بأحاديث للرسول ص لا يمكن يقولها عليه الصلاة والسلام مخالفا القرآن الذي أبلغه بأن معظم من حوله منافقون مردوا على النفاق لا يعلمهم إلا الله .
و بالتالي وبناء على هذه القداسات التأليهية الموازية السياسية والوهمية التي خلقت لدى كل طرف دينا كهنوتيا كامل الأركان من أحاديث مختلقة منسوبة للنبي بطريقة تسلسلية بائسة وغير محكمة على الإطلاق و بناء على كلام من يقدسونهم من الأئمة وأتباع الأئمة والمحدثين والقصاصين وغيرهم، حيث لا مكان في هذا الدين الأرضي للقرآن الكريم إلا من أجل التبرك و القراءة على الموتى و إجتزاء الآيات منه عن سياقها خدمة لدينهم في المجال الذي يريدونه ..فمثلا من أجل أن يقول قائل منهم بحجية الدين الموازي السني قاموا باجتزاء آية (وما أتاكم الرسول فخذوه.. ) عن سياقها الذي يتحدث عن توزيع غنائم المعركة على أنها تصريح بالإتيان بقرآن جديد سموه (الحديث) كي يضعوا فيه كل إنحرافاتهم وإجرامهم في دينهم الأرضي وينسبوه للنبي ص ثم يقولون لك بكل وقاحة (وما أتاكم الرسول فخذوه)!
ثم إخترعوا لتعزيز ذلك أحاديث مثل (أوتيت هذا القرآن ومثله معه ) ويكذبهم الله تعالى على طول الخط في قرآنه المهجور حيث يقول تعالى (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88) وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَىٰ أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا)
ويقول تعالى أيضا عن نبيه الذي لا يستطيع عن الخروج قيد أنملة عن الوحي القرآني(ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين ) ..
بل أكثر من ذلك فلو تعمقنا في سيرة سيدنا محمد في القرآن الكريم لوجدنا أنه حتى في زمانه حاول الناس حرفه عن القرآن ليزيد عليه من أقواله البشرية خدمة لمصالحهم وما يريدون فقال تعالى (وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لاتخذوك خليلا ) فتخيلوا كم هو مكرهم عظيم في مواجهة القرآن الحكيم والذي لم يفرط الله به من شيء عن الإسلام حيث يقول جل وعلا (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَىٰ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51) قُلْ كَفَىٰ بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا ۖ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) ..
ولم يكتفي أتباع الأديان الأرضية القبلية بذلك بل سرقوا إسم الإسلام وقالوا إنما نحن مجرد "مذهب" وهذا لعمري كذب بواح فلم يبق من دين القرآن أي شيء يذكر في أيامنا هذه حتى بتنا ننتج كل أنواع الإرهاب بإسم الدين للعالم أجمع وبات يصنف الإسلام بسبب هذين الدينين الأرضيين "أخطر دين في التاريخ" و الإسلام الأصلي للأسف لازال مهجورا بين جنبات القرآن الحكيم ينتظر من يستخرجه ولذلك ستكون الشكوى الوحيدة للنبي محمد ص يوم القيامة بقوله ردا على سؤال ربه له عن مآل الدين (يارب إن قومي إتخذوا هذا القرآن مهجورا )
عموما لا زلت أنظر بريبة لاختفاء فئة من الناس تسمى ( بالخوارج ) هم خرجوا عن القبيلتين و قد قيل عنهم بأنهم من حفظة القرآن الكريم في وقتها و قد حاربهم الطرفان حتى أفنوهم وشوهوا سيرتهم بأنهم قتلة للأطفال وما إلى ذلك بقصص أقرب ما تكون إلى الإختلاق فالمنتصر كما هو واضح قد كتب التاريخ وطالما تاريخنا مزور فلماذا لا يكون هؤلاء أيضا هم المظلومون الذين حاولوا حماية دينهم وقرءانهم بعد وفاة النبي محمد ص فتم سحقهم بين نارين عظيمتين ومشروعين قبليين مسعورين .. وأنا شخصيا لم أعد أستغرب شيئا اليوم فلو نظرنا إلى الطرفين المتصارعين في سوريا اليوم و جاء أشخاص مثلي ديمقراطيون علمانيون ومسالمون يرفضون المنهجين الطغيانيين المتوحشين و المتصارعين على السلطة فمن سيتبعهم عمليا ..ولو قدر لنا العيش بينهما في سوريا ونحن ثابتون على مواقفنا لما رحمنا أي منهم و لشوهوا تاريخنا بعد ذلك كما يحصل اليوم مع كثير منا .. فلا تستغربوا يرحمكم الله فما الخارجي إلا من خرج عن رحمة الله ومن خرج عن دين القرآن إلى أديان أرضية موازية لا رحمة فيها ولا هدى ولا كتاب منير.. وهذا ما حصل في حروب ال 1400 سنة الإجرامية بين السنة والشيعة على طول الخط و إقرأوا التاريخ لتعرفوا ولكن من مناهج حيادية خارج مناهج الأديان الموازية و ستجدون العجب .
على هذا أشهد وعليه أوقع
. عمارعرب 29.10.2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تلزم اليهود المتدينين بأداء الخدم


.. عبد الباسط حمودة: ثورة 30 يونيو هدية من الله للخلاص من كابوس




.. اليهود المتشددون يشعلون إسرائيل ونتنياهو يهرب للجبهة الشمالي


.. بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س




.. غانتس يشيد بقرار المحكمة العليا بتجنيد طلاب المدارس الدينية