الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هوامش فوق سياسات الجنون - 15

نضال القادري

2005 / 12 / 31
المجتمع المدني


تمهل: مسيحية ـ صهيونية
أكدت مصادر وزارة السياحة "الإسرائيلية" الصفقة التي تم توقيعها في 26/12/2005 بين ارئيل شارون ومجموعة مسيحية أميركية تدعي أنها كنيسة وهي ذات فهم صهيوني خاص بها. ومفاد الصفقة أن سلطات الإحتلال الإسرائيلية ستمنح الكنيسة الإيفانجيليكية الأميركية التي يرأسها القس (بات روبرتسون) قطعة أرض شمالي بحيرة طبريا، المعروفة في التفسيرات الإنجيلية باسم (بحر الجليل)، والتي شهدت جزءا من حياة السيد المسيح وأعاجيبه، لتنشئ فيها مزارا للحجاج المسيحيين، علما بأن الكنيسة رصدت خمسين مليون دولار لتنفيذ هذا المشروع، وتسعى من خلاله "إسرائيل" على المدى الطويل بجذب "السواح" لتدر على خزينتها 1.5 مليار دولار سنويا. وللتذكير بأن المجموعة التي يرأسها القس المذكور تزدري الدين الإسلامي وتعتبره شرا على البشرية، وعائقًا أساسيا في الحياة يحول دون تنفيذ (إرادة الله) المتمثلة على حد زعمهم بدعم "إسرائيل" وبناء هيكل سليمان مكان المسجد الأقصى، مما يمهد لمعركة (هرمجيدون) في سهل مجدو الواقعة في القرب من حيفا، والتي سينتصر فيها "الخير على الشر" على ما تقول روايتهم، ويعود بعدها المسيح ويدخل جميع اليهود في المسيحية التي ستصبح ديانة العالم الوحيدة.
عرض خاص: لمن يرغب في المشاركة بهذا المشروع عليه أن يثبت خبث النوايا التالية:
- أن يقر بأن هناك 22 إسرائيل في العالم العربي، واحدة تتكلم العبرية والأخريات يتكلمن العربية.
- ألا تتطاول على (السامية) لأن التطاول من سمات الصغار.
- أن تترك البندقية وتتلهى في الصغائر، وتنال قسطا من الراحة عن التفكير في شؤون الوطن الكبير لأن ذلك من مظاهر التعهر.
- لأنك من برج الأسد، فذلك لا يصلح في نظر ومعتقد كنيستنا "المسيحية"، لذلك سيتبرع القس (بات روبرتسون) بأن يجعلك ببركته من أحد مواليد الأبراج التالية: برج الثور الذي يثور ناهشا داعسا لعظام الفلسطينيين.. أو من برج الحمار حتى تصدق مزاعمه في "حدوثة" قيام الهيكل. إختر لنفسك برجا أو (مذهبا).. الأماكن محدودة، الحجز شخصي جدا جدا، وليكن ربك مع الصابرين!!!

قف: ديمقراطية الغنم

سأل أحدهم الكاتب الساخر برنارد شو‏:‏ لماذا تكتب كثيرا عن المال‏، لماذا لا تكتب مثلي عن الشرف؟ رد شو على السائل بقوله‏:‏ الإنسان يكتب دائما عن الذي ينقصه‏.‏ ولسخرية القدر المحتم القابع في هواجسنا وإرهاصاتنا العربية، سأخالف الكاتب برنارد شو، فنحن لا ينقصنا المال ولا الشرف، فهل يجب ألا نكتب، فنكتم أقلامنا وأفواهنا؟! سياستنا في الحياة أن الشرف سلعة مباحة في البلاد، المال يشتري الشرف، وعدوى أمراض السياسة تنتقل لنتنشقها في رئتينا كما الهواء الذي نتقاسمه مع العصافير، أما جريان الأمراض يأتينا طيرانا ليتماهى في الفضاء الصاخب بالثورات المخملية الزاحفة كطيف أمزجتنا المتقلبة المتلونة.. وطبعا أنت يا شرفنا، (لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى) المزروع مع حضارة شجيرات الأرز المتعملقة على رؤوسنا، والمعروضة برسم تكسيرنا في مظاهرات ما بعد السواطير. أما كتاب بلادي فاعتادت أقلامهم على مجاراة السفن المبحرة على الدوام، فكتبوا الإطراء والسرج والمرج في دواوين السجع والمديح ليس حبا بالكتابة بل "جكارة" بالرياح وبشعراء الجاهلية وعملا بالقول: إجر كما تشتهي السفن.

برنارد شو ما زلت متاخرا في فلسفتك إلى الحياة، فخذ بعناوينن أهل الأرز وثوارهم ومكتسبات ثورتهم، وسترى نظرية شمولية إلى المال والشرف في حياة قبائلنا الذليلة في تطور بدائياتها الهيولى!! المال والشرف: إنهما صنوان لا ينفصمان عن عادات مجتمع لبناني يظن نفسه في هشير الطوائف وغاباتها بأنه أمة. أية أمة ؟! أية أمة أنت؟! كم صنفت ظلما في خانات الصغار وأنت تسايرين جزمات العسكر التركي والبريطاني والفرنسي والمصري والإسرائيلي... ؟! أية أمة: للشرف والمال أنت؟! تاريخك سلطوي دموي، تاريخ الأباطرة والمجرمين من رياض إلى بشارة إلى بشير ووليد إلى أبو حقيقة التنابل "سعد الحريري" الذي خربها على رؤوس الجميع!! تصبحون على الشرف.. تصبحون على المال الوفير.. بثمن بخس، فقط 300 مليون دولار تتجدد عند اقتراب المواسم خيرا وبركة على السائلين والناخبين والكذابين والكلاب والمناضلين!! كل أربعة أعوام وأنت يا أمتي (بألف خير) أو (بألف دولار) لا فرق على البورصة الإنتخابية. وللضرورة، أحكام وحكام ساهرة من أجل القبيلة لا تنام. وللضرورة، أحزاب وأزلام في البلاط. وللضرورة، فتاوى غب الطلب ورشاوى لمن حضر. وأنت أيها المواطن الميمون، على كل شيء (بتمون) ونحن نقدر ولاءك للقبيلة من أجل أن تحيا الديمقراطية، واسمحوا لي بأن أستعير لتوصيفها كلاما من قاموس المرحوم جبران (تويني) محاضرا ومخاطبا السيد حسن نصرالله عن ديمقراطية حزب الله:"إنها ديمقراطية الغنم".

حاجز: المدفون ـ نهر الكلب

نفط لبنان الذي تتغذى منه إسرائيل هو المسيحية الصهيونية التي تناضل من أجل سلام لبناني إسرائيلي على أنقاض الكنيسة المشرقية التي حولت بعدما أفسدتها السياسة إلى لاعب أساسي سلبي في الصراعات الممزقة لوحدة المشرق العربي!! تاريخيا لم تكن كذلك، فكان قديسها السوري مار مارون يشع نورا روحانيا لكل العالم.. قزموه الأن مرتين: أعطوه "جنسية" لبنانية لا تتعدى حدود سايكس وبيكو اللعينة، وجعلوه أداة من أدواتهم ومفاخرهم الخاصة!! وإذا جاز حسن سوالك عن سيدنا مار مارون في التقزيمة الثانية فيعطيك الجواب: أنا لم أعد سوريا على الإطلاق ولم أعد لجميع السوريين، لقد أصبحت عضوا في "المكتب السياسي المسيحي" بعدما صارت "ثقافة التخويف" وفاجعة "حالات حتما" على جدار الحدود المطالب بترسيمها "جكارة" بغوار الطوشي وفيلم الحدود.. فهل نبشر الساسيين بانقراض المسيحية، حتى وإن كان سريانها على المؤمنين لا يتعدى القابعين بخوفهم ما بين المدفون ونهر الكلب؟!

ثقافة المدفون ـ نهر الكلب، تسير بخطى ثابة، ولا يزيدنك تعجبا أن يقف د. وليد فارس (المستشار العام للجنة متابعة تنفيذ القرار 1559، وأحد النشطاء البارزين في "اللوبي اللبناني" في العالم، ورئيس مجلس العلاقات الخارجية في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم ـ طبعا المنقسمة على نفسها ككل شيء لبناني...)، متحدثا كلبناني مقهور وغيور، ولامع متقدم في فكره ونظرية إنشاء وطن قومي لكل لطائفة في الشرق الأوسط (الكبير) في جامعات ومعاهد العالم بما فيها "تل أبيب". ألم تعول "إسرائيل" على فخامة بشير الجميل في ذلك؟! ألم يسقط حلمها مع إلغاء إتفاق 17 أيار وفخامة رمزه الأول، رغم محاولة سمير جعجع إكمال المسيرة "القواتية" لتقسيم لبنان على أساس فيدرالي؟! وليد فارس يبث سمومه اليومية من ضمن ظاهرة "صهينة الوعي العالمي" ليزيدنا من التشتت أشواطا وأسفارا خدمة لأهداف ضيقة ومنعزلة مروجا للبنان (المنعزل حتى يحافظ على خصوصيته المسيحية). أيضا، هذه الظاهرة امتدت إلى الأدباء والأكادميين الذين جذبتهم أضواء الفضائيات ومنحتهم صفة محللين وخبراء سياسيين واستراتيجيين في شؤون الشرق الأوسط أو الشؤون الدولية والأقليمية وغير ذلك ليركنوا في أسماعنا كلاما منمقا عن (ديمقراطية) اليهود ومحبتهم للشعوب الأخرى، يساعدهم في ذلك جهل الناشئة من الشعوب العربية، وهم من العارفين بأن حصة الفرد العربي من القراءة لا تزيد عن 6 دقائق في العام الواحد (تقرير لمنظمة اليونسكو). أهلا بالجاهلية: قبيلة من لبنان.

العقل زينة والمحادل ع السطوح. أهلا بالعيد، وعلى وزن (غزة ـ أريحا): جمهورية المدفون ـ نهر الكلب ترحب بكم!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة.. ماذا بعد؟| القادة العسكريون يراكمون الضغوط على نتنياهو


.. احتجاجات متنافسة في الجامعات الأميركية..طلاب مؤيدون لفلسطين




.. السودان.. طوابير من النازحين في انتظار المساعدات بولاية القض


.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بعقد صفقة تبا




.. مجلس الحرب الإسرائيلي يجتمع لدراسة رد حماس على مقترح صفقة تب