الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


توظيف اسم رفاعة بن قيس في الرواية الاسلامية

عمر سلام
(Omar Sallam)

2016 / 10 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


رفاعة بن قيس
هذه الشخصية التي تظهر في كتب التاريخ الإسلامي، ولها تأثير غير يسير في مجرى بعض الاحداث في التاريخ الإسلامي فهو يظهر في الوفد المفاوض لمحمد حين تغيير القبلة. وهو القتيل المقطوع راسه في وقعة الغابة وقدم رأسه الى محمد، وهو من اشراف اليهود في المدينة، وهو شهيد إسلامي في موقعة أحد، وهو موجود في وقعة سحورا مع الروم أيام أبو بكر الصديق، ووالده قيس حضر فتح دمشق. وهو من وجهه عمر بن الخطاب مع ألف فارس لدعم فتح مصر.
في العقد الفريد يرد التعريف الوحيد لرفاعة بن قيس عند ذكر بطن من بطون الأوس
(ربيعة بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن خزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس. منهم: رفاعة بن قيس، قتل يوم أحد.)
حسب تعريف العقد الفريد بان رفاعة بن قيس هو اشهلي وهو جشمي.
عندما نقول رفاعة بن قيس الأشهلي هو نفسه رفاعة بن قيس الجشمي.
وفي تتبع كتب الانساب ليس هناك الا شخص واحد اسمه رفاعة بن قيس.
وفي الروايات الإسلامية عند الحديث عن بيئة معادية يوظف اسم رفاعة بن قيس الجشمي. وعندما يريدون ان يوظفوه لخدمة القصة الإسلامية يقولون انه رفاعة بن قيس الأشهلي.
وهذا يرد في كثير من الأسماء في التاريخ الإسلامي. وهذا التناقض في الرواية الإسلامية مرده الى انها كتبت من وحي الخيال. لخدمة مرحلة سياسية معينة. وتوظيف أسماء من الواقع العربي مدعمة بالخيال مع الخلط بالأزمنة. مع قصد إخفاء الحقيقة، حقيقة بداية نشوء الدولة العربية معتمدة على مذهب ديني معين تطور لاحقا الى تسميته الحالية وهي الإسلام.
توظيف اسم رفاعة بن قيس كيهودي
في سيرة ابن هشام يضع الكاتب رفاعة بن قيس في باب الأعداء ويرد اسمه في قائمة بني قينقاع
في كتاب انساب الاشراف للبلاذري في فصل أسماء عظماء اليهود في فقرة من بني النضير يرد اسم رفاعة بن قيس.
من كتاب تثبيت دلائل النبوة
(ثم انظر إلى اليهود: منهم من بني قينقاع، مثل زيد بن الصليت، وسعد ابن حنيف، وسويد بن الحارث، ورفاعة بن قيس)
ومن كتاب العقد الفريد
(ربيعة بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن خزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس. منهم: رفاعة بن قيس، قتل يوم أحد.)
اذن في الرواية السلامية فان رفاعة بن قيس هو من الاوس ومن بني قينقاع ومن بني النضير في وقت واحد ؟؟؟؟
رفاعة بن قيس في الوفد المعارض لتغيير القبلة
ان قبلة كل المؤمنين من كافة المذاهب العربية كانت القدس وهي مدينة الحرم فيها الصخرة المقدسة. وتم استبدالها لاحقا بقبلة أخرى وهي مكة مع حجر بركاني. وكان الهدف منها سياسي بحت في فترة الصراع اللاحق. ولكن في هذا المقال سأتحدث فقط عن توظيف اسم رفاعة بن قيس في الرواية الإسلامية.
سيرة ابن هشام ت السقا (1/ 550)
(مَقَالَةُ الْيَهُودِ عِنْدَ صَرْفِ الْقِبْلَةِ إلَى الْكَعْبَةِ) :
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَلَمَّا صُرِفَتْ الْقِبْلَةُ عَنْ الشَّامِ إلَى الْكَعْبَةِ، وَصُرِفَتْ فِي رَجَبٍ عَلَى رَأْسِ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا مِنْ مَقْدَمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رِفَاعَةُ بْنُ قَيْسٍ، وَقَرْدَمُ بْنُ عَمْرٍو، وَكَعْبُ بْنُ الْأَشْرَفِ، وَرَافِعُ بْنُ أَبِي رَافِعٍ، وَالْحَجَّاجُ بْنُ عَمْرٍو، حَلِيفُ كَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ، وَالرَّبِيعُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ، وَكِنَانَةُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ، فَقَالُوا:
يَا مُحَمَّدُ، مَا وَلَّاكَ عَنْ قِبْلَتِكَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا وَأَنْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ عَلَى مِلَّةِ إبْرَاهِيمَ وَدِينِهِ؟ ارْجِعْ إلَى قِبْلَتِكَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا نَتَّبِعْكَ وَنُصَدِّقْكَ
نستنتج من هذه الرواية ان المراد منها تثبيت حدث معين وهو ان هناك نبي غير القبلة وان هناك اشراف اجتمعوا لحثه على تغيير رايه وحثه على البقاء على دين إبراهيم الحنيف الذي قبلته هي القدس . وان الاشراف على استعداد لتقبل اراء هذا النبي ان عدل عن موقفه. والسؤال هو لماذا يعترض اشراف اليهود بوفد رسمي على هذا العمل ما لم يكن شخص منهم من يقوم به ؟
ووردت هذه الحادثة في أكثر من كتاب من كتب السيرة.
وهو احد الذين يتهمهم الله بالسفهاء كما يقول المفسرون لمعارضته تحويل القبلة .
(سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء الى صراط مستقيم ) سورة البقرة - سورة 2 - آية 142
حادثة اغتيال رفاعة بن قيس
ملخص حادثة الاغتيال ان رجلا أراد ان يتزوج فلم يكفه مهره فاستعان بالنبي فرفض النبي ان يتم له مهره وساومه النبي على اغتيال رفاعة بن قيس. واعطاه ناقة مسنة هزيلة لا تستطيع المسير الا بعد دفشها بالأيادي وانطلق العريس مع رجلين لاغتيال رفاعة بن قيس ليحصل على المكافأة ويستطيع الزواج.
وكمنوا بالليل لرفاعة وقتلوه وقطعوا رأسه. وسرقوا املاكه وجلبوا زوجته وبناته أسري. وحمل العريس رأس رفاعة وقدمه الى النبي مع النساء والإبل فأعطاه النبي مقابل هذا الاغتيال ثلاثة عشر بعيرا عندها استطاع ان يتم المهر ويتزوج.
والمشين ان الرواة الإسلاميين يتحدثون بفخر عن هذه الحادثة وكأنها نصر عظيم. الا انها وبهذه الطريقة التي سردها فيها ابن هشام هي فعل وحشي تتعلق بالكمن لرجل مسالم وقتله وقطع راسه وسبي زوجته وبناته وسرقة املاكه. انها مجموعة جرائم في وقت واحد. لا يعقل ان تنسب هذه الاحداث لنبي مرسل من إله خالق الكون والبشر بهذه الدقة المتناهية. ويقومون بهذه الاعمال.
وهذه هي الرواية كما هي في سيرة ابن هشام
(غَزْوَةُ ابْنِ أَبِي حَدْرَدٍ لِقَتْلِ رِفَاعَةَ بْنِ قَيْسٍ الْجُشَمِيِّ
(سَبَبُهَا) :
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَغَزْوَةُ بْنِ أَبِي حَدْرَدٍ الْأَسْلَمِيُّ الْغَابَةَ.
وَكَانَ مِنْ حَدِيثِهَا فِيمَا بَلَغَنِي، عَمَّنْ لَا أَتَّهِمُ، عَنْ ابْنِ أَبِي حَدْرَدٍ، قَالَ: تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً مِنْ قومِي، وأصدقتها مِائَتي دِرْهَمٍ، قَالَ: فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْتَعِينُهُ عَلَى نِكَاحِي، فَقَالَ: وَكَمْ أصدقت؟ فَقلت: مِائَتي دِرْهَمٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، لَوْ كُنْتُمْ تَأْخُذُونَ الدَّرَاهِمَ مِنْ بَطْنِ وَادٍ مَا زِدْتُمْ، وَاَللَّهِ مَا عِنْدِي مَا أُعِينُكَ بِهِ. قَالَ: فَلَبِثْتُ أَيَّامًا، وَأَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي جُشَمَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، يُقَالُ لَهُ: رِفَاعَةُ بْنُ قَيْسٍ، أَوْ قَيْسُ بْنُ رِفَاعَةَ، فِي بَطْنٍ عَظِيمٍ مِنْ بَنِي جُشَمَ، حَتَّى نَزَلَ بِقَوْمِهِ وَمَنْ مَعَهُ بِالْغَابَةِ، يُرِيدُ أَنْ يَجْمَعَ قَيْسَا عَلَى حَرْبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ ذَا اسْمٍ فِي جُشَمَ وَشَرَفٍ. قَالَ: فَدَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجُلَيْنِ مَعِي مِنْ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ:: اُخْرُجُوا إلَى هَذَا الرَّجُلِ حَتَّى تَأْتُوا مِنْهُ بِخَبَرِ وَعِلْمٍ. قَالَ: وَقَدَّمَ لَنَا شَارِفًا عَجْفَاءَ ، فَحُمِلَ عَلَيْهَا أَحَدنَا، فو الله مَا قَامَتْ بِهِ ضَعْفًا حَتَّى دَعَمَهَا الرِّجَالُ مِنْ خَلْفِهَا بِأَيْدِيهِمْ، حَتَّى اسْتَقَلَّتْ وَمَا كَادَتْ ثُمَّ قَالَ: تُبَلَّغُوا عَلَيْهَا وَاعْتُقِبُوهَا .
(انْتِصَارُ الْمُسْلِمِينَ وَنَصِيبُ ابْنِ أَبِي حَدْرَدٍ مِنْ فَيْءٍ اسْتَعَانَ بِهِ عَلَى الزَّوَاجِ) :
قَالَ: فَخَرَجْنَا وَمَعَنَا سِلَاحُنَا مِنْ النَّبْلِ وَالسُّيُوفِ، حَتَّى إذَا جِئْنَا قَرِيبًا مِنْ الْحَاضِرِ عُشَيْشِيَّةً مَعَ غُرُوبِ الشَّمْسِ. قَالَ: كَمَنْتُ فِي نَاحِيَةٍ، وَأَمَرْتُ صَاحِبِيَّ، فَكَمَنَا فِي نَاحِيَةٍ أُخْرَى مِنْ حَاضِرِ الْقَوْمِ، وَقُلْتُ لَهُمَا: إذَا سَمِعْتُمَانِي قَدْ كَبَّرْتُ وَشَدَدْتُ فِي نَاحِيَةِ الْعَسْكَرِ فَكَبِّرَا وَشُدَّا معى. قَالَ: فو الله إنَّا لِكَذَلِكَ نَنْتَظِرُ غِرَّةَ الْقَوْمِ، أَوْ أَنْ نُصِيبَ مِنْهُمْ شَيْئًا. قَالَ: وَقَدْ غَشِيَنَا اللَّيْلُ حَتَّى ذَهَبَتْ فَحْمَةُ الْعِشَاءِ، وَقَدْ كَانَ لَهُمْ رَاعٍ قَدْ سَرَّحَ فِي ذَلِكَ الْبَلَدِ، فَأَبْطَأَ عَلَيْهِمْ حَتَّى تُخَوَّفُوا عَلَيْهِ.
قَالَ: فَقَامَ صَاحِبُهُمْ ذَلِكَ رِفَاعَةُ بْنُ قَيْسٍ، فَأَخَذَ سَيْفَهُ، فَجَعَلَهُ فِي عُنُقِهِ، ثُمَّ قَالَ:
وَاَللَّهِ لَأَتَّبِعَنَّ أَثَرَ رَاعِينَا هَذَا، وَلَقَدْ أَصَابَهُ شَرٌّ، فَقَالَ لَهُ نَفَرٌ مِمَّنْ مَعَهُ: وَاَللَّهِ لَا تَذْهَبْ، نَحْنُ نَكْفِيكَ، قَالَ: وَاَللَّهِ لَا يَذْهَبُ إلَّا أَنَا، قَالُوا: فَنَحْنُ مَعَكَ، قَالَ: وَاَللَّهِ لَا يَتْبَعُنِي أَحَدٌ مِنْكُمْ. قَالَ: وَخَرَجَ حَتَّى يَمُرَّ بِي. قَالَ: فَلَمَّا أَمْكَنَنِي نَفْحَتُهُ بِسَهْمِي، فَوَضَعْتُهُ فِي فُؤَاده. قَالَ: فو الله مَا تَكَلَّمَ، وَوَثَبْتُ إلَيْهِ، فَاحْتَزَزْتُ رَأْسَهُ. قَالَ: وَشَدَدْتُ فِي نَاحِيَةِ الْعَسْكَرِ، وَكَبَّرْتُ، وَشَدَّ صَاحِبَايَ وكبّرا. قَالَ: فو الله مَا كَانَ إلَّا النَّجَاءُ مِمَّنْ فِيهِ، عِنْدَكَ، عِنْدَكَ ، بِكُلِّ مَا قَدَرُوا عَلَيْهِ مِنْ نِسَائِهِمْ وَأَبْنَائِهِمْ، وَمَا خَفَّ مَعَهُمْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ. قَالَ: وَاسْتَقْنَا إبِلًا عَظِيمَةً، وَغَنَمًا كَثِيرَةً، فَجِئْنَا بِهَا إلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: وَجِئْتُ بِرَأْسِهِ أَحْمِلُهُ مَعِي. قَالَ: فَأَعَانَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ تِلْكَ الْإِبِلِ بِثَلَاثَة عشر يعيرا فِي صَدَاقِي، فَجَمَعْتُ إلَيَّ أَهْلِي. )
ويتكرر ذكر هذه الحادثة في اغلب الكتب التي تتحدث عن السيرة وكانها مثار فخر وانتصار للمسلمين وبهذه الطريقة التي اقل ما يقال فيها بانها غدر وحشي لا يليق لا بنبي ولا بمؤمن.
ويذكر حمل رأس المغدور الى النبي وكأنه حدث عادي ففي كتاب المحبر
(بعث عبد الله بن أبي حدرد، ومعه رجلان إلى الغابة، وهي على ثمانية أميال من المدينة، لما بلغه أن رفاعة بن قيس الجشمي يريد أن يجمع قيسا لحرب النبي صلى الله عليه. فكمنوا له. ورماه ابن أبي حدرد، فقتله. وجاء برأسه إلى النبي صلى الله عليه.)
بالعودة الى كتب الانساب لا يوجد من بطن جشم بن معاوية رجل يحمل اسم رفاعة بن قيس.
المقال القادم توظيف اسم رفاعة بن قيس كمسلم
المراجع
1- السيرة النبوية لابن هشام
2- العقد الفريد
3- انساب الاشراف للبلاذري
4- تثبيت دلائل النبوة
5- القران








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4


.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا




.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة


.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه




.. عظة قداسة البابا تواضروس الثاني في قداس عيد القيامة المجيد ب