الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وطنى ليس ككل الأوطان

المهدى صالح احميد

2016 / 11 / 2
المجتمع المدني


وطنى ليس ككل الأوطان
أمسكت قلمى فى ساعة متأخرة من الوقت , وقررت أن أكتب عن وطنى ليبيا الحبيبة , بعض الكلمات والمعانى , فوقفت عاجزاً عن التعبير والتفكير, وحتى عن سبب كتابتى , هل هو وفاء أو رثاء , هل مدح أو فخر , حاولت أن أجمع كل قواى وأكتب جزء مما يجول ويدور فى خاطرى ونفسى , وأن أكتب عنه وعن بعض المواقف والمميزات التى يمتاز بها عن مختلف الأوطان .
فالوطن بالنسبة لى , هو المكان الذي ولدت فيه ، وعشت في كنفه ، وكبرت وترعرعت على أرضه وتحت سمائه ، وأكلت من خيراته وشربت من مياهه ، وتنفست هواءه ، واحتميت في أحضانه ، فالوطن هو الأم التي ترعانا ونرعاها. وهو السند لمن لا ظهر له ، وهو البطن الثاني الذي يحملنا بعد بطن الأم .
هو المكان الذي نحبه ، والذي قد تغادره أقدامنا , لكن قلوبنا تظل فيه , ويضل غالي على كل من ينتمي إليه , فهو السكن والمأوى , وهو الحضن الدافئ عندما يغدر الآخرون ، هكدا رأيته متميزاً ومثالى بالقيم والإنسانية وحب الأخرين , ولا يحتاج إى تزكية من أحد , لإنه أكبر وأعظم من هده التزكيات , رأيتة ويراه الأخرين كالشمس الساطعة , التى تمد ملايين الناس من هدا العالم بالدفئ والحنان , بالطاقة المتجدده بالإمل والحياه , كان يحمل وطنى بداخله أكبر مما تعنيه كلمة وطن , وجسده بالقول والفعل على أرض الواقع , وطنى كان مدرسة يضرب بها المثل فى الأخلاق , والفضيلة والتقافة والدين , وكل ما تتطلبه المثلية , لم يكن وطن تقليدى كمثل الأوطان , فهو يختلف ومميزعنهم فى كل الأشياء , علمنى إن سلاح كل إنسان هو الدين والعلم والمعرفة , ورسخ فى أدهاننا إن الأهداف النبيلة تحتاج إلى الكثير من التضحيات , وأن المادة وسيلة للحياة , ولايمكن أن تقيم الإنسان , كان دائماً باسطاً يداه لمساعدة الأخرين من الدول الفقيره والمحتاجة , وأؤمن بأن الله زرق وطنى وأنعم عليه بطاقة غير محدوده . علمنى إن الصبر قوة وشجاعة , ومن يتحلى به فى المحن ينال الرضا , والسعاده فى الدنيا والأخره , وقدم لنا أعظم الدروس فى ذلك بصبره على الكثير من المحن والمصائب , وكان يحبس أحزانه وأنفاسه من أجل أن تستمر الحياه , بكل يسر ومرونه , ولا تؤثر ويتأثر بحزنه الأخرين , أيوجد أكثر من ذلك ثبات وصبر وقوة , أنه وطنى الغالى ليبيا , علمنى أن نناصر المظلوم , وندعم الضعفاء ولو بكلمة طيبة , وأن نعيش قضايا الأمة , ورسخ فى ذاكرتى وذاكرة الأخرين , أن من يعيش لنفسه لا قيمة له , نعم لقد سجد كل هده المعانى والكلمات , بتفاعله مع من حولنا فى مصائبهم , وتعد ذلك بتفاعله وحزنه على ما يحدث فى العالم العربى والإسلامى , فكان على سبيل المثال , مناصراً للنضال فى الجزائر , وتألم على ما يحدث من مجازر فى فلسطين , وصبرا وشتيلا , وحروب لبنان وغيرهم , فكان وطنى يحزن لمصابهم , ويدعو لهم بالثبات والنصر, علمنى وطنى المحبة والعطاء والإيجابيه , وأن يكون لنا أهدافاً فى الحياة , فما عهدناه إلا متسامحاً مع كل من حوله, سباقاً للعطاء المادى والمنوى , إن شعر مجرد الشعور أن من حوله فى حاجتة , له قلب يسع الجميع , قلب له القدره على بث الحب للجميع , فلم يكن معرفة الإنسان كان أو دولة شرطاً لمحبته أو للتعاطف معه, علمنى وطنى أن الوطنية حب وأنثماء وتضحية وعطاء بدون حدود أو شروط , فكان يفتخر دائماً بجهاد أجدادنا أثناء الإستعمار الإيطالى , وحددثنا عن خصالهم وأخلاقهم , ورسخ فى داخلنا أن الوطن جزء من شخصيتنا, وأن الغيره عليه من الخصال البديهيه , ويردد لنا دائماً أن الوطن هو ماضى وحاضر ومستقبل , علمنى إن الوطن هو صمام الأمان , وهو السد المنيع الذى يحمينا من المؤثرات الخارجية.
الوطن لا يحتاج لمساومة , ولا يحتاج لمزايدة , ولا يحتاج لمجادلة , ولا يحتاج لشعارات رنانة , ولا يحتاج لآلاف الكلمات أفعالنا تشير إلى حبنا، حركاتنا تدل عليه , حروفنا وكلماتنا تنساب إليها ، أصواتنا تنطق به آمالنا تتجه إليه، طموحاتنا ترتبط به .
هدا هو وطنى ليبيا الغالى , وهدا قليل من خصاله وأفعاله , فلا نلام لحزنى عليه , وما يحدث له من خراب وضياع ,وسلب إرادته وإستيباح سيادته, بسبب سلوك وتصرف وأفعال سفهاء القوم , ولا نلام إن بكيناه كرمزاً ونبع للحب والعطاء , ولا نلام إن بكيناه كمصدر للدفئ والقوة , وقدوه فى الصبر والإيجابية فى الشده والرخاء , فبقدر حزنى وفخرى لك ياوطنى ستبقى
أنت الوطن , وأتمنى أن أكون مثلك
المهدى صالح أحميد
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل على صفيح ساخن.. مظاهرات واعتقالات


.. موجز أخبار السابعة مساءً- رئيس تشيلي: الوضع الإنساني في غزة




.. الأونروا: ملاجئنا في رفح أصبحت فارغة ونحذر من نفاد الوقود


.. بعد قصة مذكرات الاعتقال بحق صحفيين روس.. مدفيديف يهدد جورج ك




.. زعيم المعارضة الإسرائلية يحذر نتنياهو: التراجع عن الصفقة حكم