الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا بعد البكاء؟

عباس ساجت الغزي

2016 / 11 / 5
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ماذا بعد البكاء؟
البكاء يأتي نتيجة عبَّرة في قلب انسان يتعرض لمواقف حزينة مؤلمة لفقد خليل او حبيب او قريب, واما مظلومية وغبن يقع على الشخص فيترجم على شكل مشاعر جياشة ترتعد لها الفرائس الانسانية بتأثير تلك العبًرة فتهمل العين الدمع من المقل لشدة الحزن.
الامام الحسين (ع) مدرسة التضحية والبطولة, انتصر في واقعة الطف وحقق للإسلام فتحاً مبيناً في كربلاء, وحفظ الاسلام من الانحراف في زمن الحاكم الفاسد الظالم, بتسطير ملحمة الخلود في ترجمة المظلومية الى انتصار الدم الطاهر على السيف الظالم, الثبات على المبادئ وعدم التراجع عن الهدف الاسمى في طلب الاصلاح والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وعدم مبايعة الفاسدين, جعل ثورة الامام الحسين نبراساً ومنهاجاً للمظلومين.
سيد شباب اهل الجنة عاشق للجنان ولقاء اهلها مع اليقين بـان للانتقال الى العالم الاخر اسباب (وجعلنا لك شيء سببا), وان يتواتر في روايات عن بكاء الامام تارة على معسكر الاعداء لدخولهم النار بسبب الواقعة واخرى عند رأس اخيه ابا الفضل العباس لحظة استشهاده في ارض المعركة, فان ذاك البكاء ان صح لم يكن نهاية المطاف في قبول واقع, بل كان عزيمة لإكمال طريق الحق الموحش لعتمة سواد اهل الباطل.
ماذا بعد البكاء؟ وذرف الدموع لشدة المصيبة وعظم الابتلاء, سؤال على كل مؤمن بقضية الامام الحسين (ع) ان يجد له اجابة, وان يبحث عن تحقيق خطوات اصلاح حقيقية في الامة, وان يجهر بالصوت انا معكم وبريء من اعدائكم امام الحاكم الجائر, وان يعمل على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قولاً وفعلاً وترك عبارة (يا ليتنا كنا معكم) الدالة عن العجز باللحاق بالركب السائر الى الخلود.
الخطباء الحسينيون معلمون في مدرسة النهضة الحسينية مسؤوليتهم من المنابر توعية الناس واعداد جيل حسيني يمتلك الشجاعة والبطولة ويدرك مفهوم التضحية, الخطباء بتصدرهم المنابر اصبحوا مشغلات الحركة (الداينمو) في المجتمع, فان عبنا على الامة التقاعس والخنوع عن اداء الواجب في اكمال ثورة ابا الاحرار, لابد ان هنالك خلل في التوعية والاعداد وشحذ الهمم للحاق بركب الاحرار ونيل احدى الحسنين اما النصر او الشهادة في سبيل الله.
لابد من تقديم العَّبرة على العِبرة ان كانت العَّبرة حاضرة, وان لا نجعلها نهاية مطاف للتسليم بالبكاء ونهاية معتادة للمشهد, نعم .. نبكي على الحسين (ع) بكل جوارحنا فان الحرقة تستشيط وتهيج المشاعر الانسانية في داخلنا, لكن في العِبرة دروس كبيرة لابد من استلهامها وجعلها انطلاقة لتحقيق رسالة الامام في الوقوف بوجه الظالم وانهاء الظلم.
انتظار الفرج بالبكاء ويا ليتنا وبهذه الطريقة ليس بالنافع, ان تفرغ شحناتك العاطفية في محاضرة دينية وتفاعل مع صوت نعي شجي من ثم تذهب الى وليمة تشبع بها جوعك لتميل نفسك الى الراحة, ثم السمر مع الاصدقاء لتنهي الوقت بتحصيل حاصل دون عمل, فذاك البطر والاشر.
عباس ساجت الغزي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات الطلاب الأمريكيين ضد الحرب في غزة تلهم الطلاب في فرن


.. -البطل الخارق- غريندايزر في باريس! • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بلينكن في الصين.. مهمة صعبة وشائكة • فرانس 24 / FRANCE 24


.. بلينكن يصل إسرائيل الثلاثاء المقبل في زيارة هي السابعة له من




.. مسؤولون مصريون: وفد مصري رفيع المستوى توجه لإسرائيل مع رؤية