الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احتياجٌ عربيّ

راما ديب

2016 / 11 / 6
المجتمع المدني


أكثر ما يحتاجه العرب الآن هو قليل من الحياة ..
تلك الحياة التي نسوها و مازالوا يتغنوا بأنفاس من عاشها من سابقيهم ، يتناغمون بها ويصفوها أدق الوصف ويتمنون ذلك الماضي و كم كان مزدهر و حي ، وكانّ هذا الماضي حكراً على من عاشوه وبل محرمة عليهم الحياة ؟!
و ممنوع عليهم تلك الروح ومسموح لهم ارتداء أثوابها فقط من ملابس زاهية و أبنية عالية و أرصدة قوية مع كثرة التغالي فيها والتعالي حتّى يغطي الرداء الوجه فلا يعود قادراً لا على الرؤيا ولا على السمع و لا حتّى على التنفس .. أمّا النطق فهو كلام لا يشبه الحقيقة .
تلك الحقيقة هي ذلك الماضي السحيق التي كلما تكلموا عنه لامسوها فشعروا بالحسرة والندم على زمان غير زمانهم و كم أنهم مظلومون في هذا العصر و لو أنهم عاشوا بذلك الزمان لكنوا أبطالاً ربما .. و لغيروا التاريخ ربما بل ربما صنعوا أفضل من أولئك ملوك الحياة في تلك الحقبة واجلسوهم بمنازلهم واستبدلوا الأدوار معهم ومن الممكن أن يجعلوهم يتحسروا على زمان ليس زمانهم .
لكن أليس من عاشوا بتلك العصور كان لهم ماضي ومستقبل وحاضر ؟!
أوليس كانوا مروا على نفس حجارة الحياة لكن بأثواب مختلفة ؟!
أو أنهم جاؤوا إلى العالم ومعهم تصريح و إذن عبور إلى التاريخ مباشرة مقرونين بأهم فعل أنهم اتوا بزمن البطولات فمن الطبيعي أن يصبحوا أبطالاً ..
حتّى بات البعض يتمسك بأثواب الماضي علها تصنع له تلك الحياة ..
و كأنّ الحياة تآمرت على أبناء هذا العصر و جاءت بهم إلى هذا الكوكب لكي يتحسروا .. دونما أي تساؤل كيف وصل أولئك الذين تخطوا الزمان إلينا ، كيف وصلوا ؟!
نعم .. يحفظون آلامهم ( لكي يثسَّكنوا خيباتهم و ألمهم ) ، لكن لا يسألون عن عتبة الوصول فلا يرونها (مع أنّها مشتركة بين الجنس البشري ولو اختلف ظاهرها )، لتصبح حكراً على فئة قليلة جداً منا فتباغت بكلّ أنواع المشاعر المكبوتة بداخل كلّ شرقي أصبح نواحاً ، من ألم وكره و حقد عليهم ، و صدمة لوجود ما ظنوه مستحيلاً ، و حب لاختيار يتمنى لو أنّه كان اختياره ، ورغبة بتبديل المكان مع هذه القلة ، وشوق للحياة .
ليجد أنّ كلّ دموعه كانت هباء و أنّ كل عويله و تذمره من الحال الآن لم يكن إلّا خزيّاً على خزي و أنّ التغيير ممكن ومتاح لكلّ من اختار ذلك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ميقاتي ينفي مزاعم تقديم أوروبا رشوة إلى لبنان لإبقاء اللاجئي


.. طلاب يتظاهرون أمام منزل نعمت شفيق




.. عرس جماعي بين خيام النازحين في خان يونس


.. العربية ويكند | الشباب وتحدي -وظيفة مابعد التخرج-.. وسبل حما




.. الإعلام العبري يتناول مفاوضات تبادل الأسرى وقرار تركيا بقطع