الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشكلة الكتب المدرسية في كل بيت

مصطفى غازي فيصل
(Mustafa Ghazi Faisal)

2016 / 11 / 6
التربية والتعليم والبحث العلمي


عنوان المقال واضح لكل فرد عراقي لديه تلاميذ في المدارس، ومن منا لم يعانِ من هذه المشكلة ألا وهي مشكلة توفير الكتب المدرسية لهذا العام. والمشكلة موجودة منذ عامين دراسيين مضيا, لكنها كانت أقل وطأة، إذ كان نقص تجهيز طالب المرحلة الدراسية لايتجاوز كتاب مادتين أو مادة واحدة فقط , وهي مشكلة يمكن حلها بشراء الكتاب. غير إنها اليوم باتت مشكلة عظيمة وتعدت كل مدى متخيل لتشمل كل المراحل الدراسية بفئاتها الابتدائية والمتوسطة والاعدادية, وغالباً ما تكون بكامل كتب مواد المرحلة الدراسية المقررة. وما زاد الطين بلّةً هو تزامن النقص الحاصل في تجهيز الكتب المدرسية مع تغيير شبه شامل للمناهج الدراسية للعام الدراسي الحالي 2016/2017م, وهذا يتطلب تجهيز كتب مطبوعة حديثاً وفق تغيير المناهج المقرر. القضية تثير تساؤلات عدة ليس لها جواب شافٍ , هل الوقت مناسب لمثل هذا التغيير في المناهج؟ في الوقت الذي انحدرت فيه العملية التربوية في العراق إلى مستويات متدنية, بسبب قلة خبرة الكوادر التدريسية, وهل باستطاعة الوزارة تنظيم دورات للكوادر التدريسة لكي يلموا بالتغيير الحاصل في المناهج؟ وهل هناك أموال كافية لكي تخصص لعملية التغيير هذه رغم حالة التقشف الاقتصادي الذي تمر به البلاد؟
الغريب في الأمروما يثير الشبهات وجود الكتب المدرسية عند بعض الباعة وهم يفترشون الأرصفة وبطبعاتها الأصلية (غير المستنسخة) والحديثة، مما يولد انطباعاً لدى الشارع العراقي بوجود شبهة فساد واضحة لتسريب تلك الكميات الكبيرة من الكتب المدرسية وبيعها في السوق بأسعار باهضة تثقل كاهل رب الأسرة.
خلال سنوات الحصار الاقتصادي الجائر الذي كان مفروضا على شعب العراق في سنوات التسعينيات حتى عام 2003م, قد كانت الكتب المدرسية تطبع في المطابع الحكومية مثل مطبعة دار الحرية وغيرها، بطبعات جيدة جداً, أمّا في الأمس القريب خصوصاً في سنوات الميزانيات الانفجارية والتخصيصات المالية الضخمة لوزارة التربية تحديدا في عام 2013م قد أصبحت عقود طباعة الكتب المدرسية تحال على شركات طباعية في عمَان وبيروت عن طريق وسطاء عراقيين, مما تسبب بهدر ملايين بل مليارات الدولارات على طباعة الكتب المدرسية. إذاً فالمشكلة ليست وليدة اليوم وإنما أخذت تتفاقم وتكبر يوما تلو الآخر, وهذا حتما سوف يؤثر سلباً على العملية التربوية في العراق, ويوفر حجة جاهزة لبعض أولياء الأمور والطلبة لترك الدراسة، وإنّ خروج العراق من التصنيف الدولي لمنظمة اليونسكو المعنية بالتربية والتعليم لهو ناقوس خطر يهدد وينذر بكارثة تربوية في العراق غير مسبوقة. فلابد من حلول سريعة وجذرية للنهوض بواقع التعليم في العراق, لذلك نرجو ان يصل صوتنا هذا الى السادة المسؤولين والمعنيين في وزارة التربية والتعليم عسى أن تصلح الامور.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمطار الغزيرة تغرق شوارع لبنان


.. تشييع جثماني الصحفي سالم أبو طيور ونجله بعد استشهادهما في غا




.. مطالب متواصلة بـ -تقنين- الذكاء الاصطناعي


.. اتهامات لصادق خان بفقدان السيطرة على لندن بفعل انتشار جرائم




.. -المطبخ العالمي- يستأنف عمله في غزة بعد مقتل 7 من موظفيه