الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القتلة يحاكمون الضحايا في محكمة رزگار/ الجعفري

رزاق عبود

2006 / 1 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


منذ البداية تحولت محكمة "العصر" الى مهزلة. فلقد تحولت بطولة المحاولين للقصاص من الطاغية الى مجرد تهمة كاذبة من صنع الطغاة. وفي جلساتها تحول المتهمون الى قضاة، والضحايا الى مجرمين افاقين كاذبين على لسان خطيب المحكمة برزان التكريتي. المدعي العام يقاطع، ويقال له اجلس انت، او اسكت انت. والمتهم الغارق بدم الشعب يترك له الحبل على الغارب. يسمح للمتهم بالاسهاب، والاطالة، والخروج عن الموضوع، والقاء الخطب السياسية. والقاء المواعظ الاخلاقية ممن لا اخلاق لهم. المحامون المرتزقه يستهزئون، ويسخرون من المحكمة، وينالون من هيبتها التي هي هيبة الدولة، ويشار للمشتكي، او الشاهد(الضحية) ب: هو، او انت، او هذا. اي مقاييس هذه؟ حضارية؟ قضائية؟ ام كما وصفها برزان التافه انتقائية؟ ام ان القاضي المحترم يتفق مع المجرم برزان بان الشهداء مجرمين، وخونة، وكلاب، وعملاء، ويجوزارسالهم، حسب، صديق الريس، وابن عم الجعفري، الى جهنم وباس المصير؟ لان القاضي لم يحتج، ولم يرد، ولم يعلق، ولم يرفض حتى، ولو اكراما للمحكمة.

هل ان السماح لقتلة الشعب بمحاكمته، واذلاله، والاستهانة به من جديد بعد 35 سنة من القمع، وان يشتموه بشكل علني بحماية القاضي، هي مبادئ قضائية متحضرة؟ هل جئتم بصدام لمحاكمته ام ليحاكم الشعب؟ وهو يرفع صوته فيسكت القاضي. ويهدد، ويحذر فيستجيب القاضي. ان التجاوز على مشاعر، وقيم، وسمعة العراقيين، والاستهانة بشهدائهم بهذه الدرجة من السفالة لاتعكس اي سمة حضارية، ولا استقلال مسرحي للقضاء. بل العكس هي صورة مصغرة محسنة للشعب، للمناضل، للثائر، للمنتفض، للمقاوم الذي يحاكم وهو في القفص. والان يحاكم من الشخص الذي يجلس في القفص. وكاننا نمارس لعبة اطفال نتبادل فيها الادوار. وليس شأن انتظره، وحلم به، وناضل من اجله ملايين العراقيين طويلا.

لا اجد في القاضي، ولا الادعاء، ولا التنظيم، ولا الدفاع ، ولا سير الجلسات سوى استهانة بمشاعر الناس، واهانة لدماء الشهداء. واذا كان صدام وزبانيته لا يخجلون، ولا يستحون لانهم سفلة، وساقطين، ومنحلين، ومنحطين، ومجرمين. وهذا ديدنهم، وسلوكهم سواء كانوا حكاما، او محكومين. فان على القاضي، والادعاء العام التخلي عن المهمة لقضاة لا ممثلين هدفهم ارضاء السلطات الامريكيه، والاداره الامريكه، والصحافة الامريكية، والاوربية. اذا كانوا يعتقدون انهم بحاجة الى حسن سلوك من الخارج. فعليهم اخلاء المكان لمن هو اجدر منهم والسفر الى اوربا، والعمل كموديلات للتصوير في المجلات الرخيصة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #جوردان_بارديلا يعلن عزمه حظر الإخوان المسلمين في حال وصوله


.. رأس السنة الهجرية.. دار الإفتاء تستطلع هلال المحرم لعام 1446




.. 162-An-Nisa


.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - رئيس الوزراء يهنئ الرئيس السيسي و




.. وادي الرافدين وتراثه القديم محاضرة استذكارية وحوارفي الذكرى