الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفرد والمجتمع (نظرة فلسفية)

حارث زهير الحكاك

2016 / 11 / 9
المجتمع المدني


الفـــــــرد و المجتمــــــع (نظرة فلسفية)
أن ألإنسان بطبعه كائن حي إجتماعي، وقد ظهر عليه هذا السلوك بوضوح أكثر عندما ترك طريقة الصيد والبحث عن الطعام لإدامة حياته، وأستقر للعيش في مكان واحد بعد أن أكتشف ظاهرة الزراعة، وقدرنه على أنتاج ما يحتاجه من غذاء بها، وبالتالي تكونت المجتمعات الصغيرة التي توسعت فيما بعد عندما بدأ كل فرد يتفاعل مع الآخرين إيجابيا أثناء العمل وفي ممارسة فن التبادل والمقايضة في كل شيء تقريبا. وبالتدريج أنتشر الإنسان القديم ليكون مجتمعات مختلفة في شتى بقاع الكرة الأرضية، والتي أستنبطت مجموعة من الأعراف والقوانين البدائية في بداية الأمر، لتنظيم عملية العيش داخل كل واحد من هذه المجتمعات، ومن ثم تطورت بتطور هيكلتها وتركيبات مستوياتها.
إن أهم قوانين الحياة والتعامل داخل المجتمع قد وضعت خلال فترة ألحضارتين البابلية والفرعونية، ولكنها كانت خاضعة لنوعية الحكومة ومدى فهمها لإحتياج المرء لنوع من السيطرة الذهنية على طريقة قياس أجزاء الحياة المختلفة، وتعيين تباينها مع مفردات الكلام وفائدته كي لا تستحدث عواقب ضارة مثل الحرب بسبب تفسيرات معنى الكلام. من ناحية أخرى نرى إن الأصل الإغريقي للتعامل الإجتماعي أدى إلى تطويع وتوضيح موازين اللغة والحساب، والذي أنعكس تأثيره فيما بعد على سلوك الحكومات المتحضرة في الوقت الحاضر. في الحقيقة أن تعاقب ظهور الأديان (السماوية) المصورة (اليهودي ، المسيحي والإسلامي) قد أدى إلى نحت وتجسيد مباديء التفكير المنورة لإحاسيس الفرد وإيقاعه الملزم لتنظيم مشاعره وسلوكه ضمن المجموع من البشر. ومن أفضل الأمثلة بهذا الصدد هو تنظيم العلاقة الفكرية بين المخطيء أو المذنب ( كالغشاش أو السارق )، والمنقذ المتمثل عادة برجل الدين أو الحكيم المرشد، علما بأن المجتمع يعرف أصلا بأن العلاقة بين هذين (الفردين) يعودان بالأصل إلى روح أو كينونة واحدة.
لكي يتعرف المرء على حقيقة المجتمع عليه أن يراجع في فكره عدد من تجديدات تفكيرية لتقييم ووزن بعض المواجهات المفروضة عليه مثل اللطف، الغضب، الحقد، والإنغمار في إيجاد الحلول للمشاكل الناجمة أو لوزن معالم أرتباط واقع التعليم والتعلم مع أحاسيس المتعلم المرتبطة بنفسه المعرفة بكلمة (الأنا). فالنفس البشرية تعلم بالوعي العام على نوعية من التعريف أطلق عليه أسم (الفرد) ولقد أجبرت بعض الأديان على الإحساس بهذا التعريف، خصوصا تلك الأديان المصاغة أصلا على فكرة السيطرة الملكية والنظرة القطارية ذات المشاعر المتسلسلة مع مسار العلم، الذي دار مع عذوبة نفس الإنسان المصدقة بلعبة الخوف الكامنة في الفضاء المحيط به، الذي موفر له كفكرة أساسها الشعور بالخارج الغريب في أصله، ولكنها تراجع مع النفس والجسم والدماغ وتتمحص تفاصيلها إلى أعتقاد الكثيرين بسكون الغائب الحميم في دواخلهم. .
إن نظرة هذا المجتمع للنفس مهمة جدا للشعور إذا فهمت لأنها تشرح معنى كثير من الغموض بالنسبة لتفكير العرب والغرب. فالهندوس يطلقون على مركز النفس أسم ( أتمان Atman) ويعني مركز الإحساس ( أو ربما أكبر من ذلك )، ومنها النفس الحساسة الواعية التي هي في كل خليقة من ضمنها الإنسان والحيوان والنبات وكل ما يحس ويتفاعل مع الصوت، ولكن نظرتهم للخليقة تتضمن فهم الوعي المتوازن وفلسفة العالم الإدائية بالتمثيل واللعب العميق والتعامل النفسي بين الأحاسيس المختلفة وبغير معنى. فعند الهندوس مثلا فكرة أستعمال الكلام في شرح النفس الغير مفصولة عن أي مكان تتواجد فيه وتتجاوب مع النفس الكبرى (الخالق)، والتي تحيط بالعالم والإنسان ( النفس الصغرى ) روحا وجسدا ومشاعرا.، فالنفس الصغيرة الممثلة من النفس الكبرى بحرفة موقع الإنسان تساهم في تفسير معنى الخيال والسراب ورابطها بالزمن الغير موقت، مثل ما تشعر في الأحلام عندما تخترق حاجز الخوف وتتعرف على بعض الإهتزاز والإرتجاف التلقائي الذي هو عكس الأهتزاز والإرتجاف المتصنع خصوصا تلك التي يصدرها بعض الناس مقنعة بأقنعة مختلفة. مثال على ذلك، تمكن الفرد أن يحس كأنه متقمص أي شيء آخر في الوجود مثل الأسد، ثمرة برتقال، شمعة منيرة، ظل شجرة باسقة أو حتى شلال ضخم من الماء الهادر.
مثل ما يستطيع الفرد أن يوعى على طريقة حساب جديدة، يمكنه أن يتعرف على أصل وجوده كمجموعة من الأحاسيس والمشاعر في الكون، وطبعا هو أحساس جميل وغير متكون من كلام أو عبارات لأن الواقع الحقيقي لك وللجميع ليس يوجب عليه بتفسير، ولكن بعض الأفراد حاولوا عبر العصور أن يقولوا للناس ما معنى تجربة الحياة لأنه بالتأكيد مهم جدا للجميع لأنه أساس كل نبضة في الحياة. ولكن يجب أن لا ينسى مكر وحيلة النفس التي تداعب أي وهم أو تفكير في الذهن.
فلقد تبين أن المجتمع يمتلك على عادة غريبة، وهي الخوف من العمق التام والسكون النفسي، ولكن بعد أمتحان هذه العادة تظهر أنها متوقعة أو ملعوبة من الإنسان. الغرابة الأولى في هذه العادة هي في كيفية تمكن الإنسان على الوقوع في موقف محرج مثل طلبه من إنسان آخر على أن يؤمن عنده أمانه! أو يمكن أن تشعر بها مثل أي إنسان غير قادر على نفسه ولهذا يحتاج إلى من يراقب تجربته في الحياة.أما الغرابة الأخرى فهي كذب ومراوغة الحبيب في وضوح كينونة الحب ومتعلقاته النسبية قبل وبعد الكلام. أم فيما يتعلق بمعى الصراحة وهل هي مفيدة مثل ما توصف بها الأفعال والخلقيات؟ الجواب على هذا يعتمد بالكامل على قدرة النفس المتنورة في أن تمارس أعتراف صريح من غير أن تتوقع رد من أحد. السؤال هنا هو هل سوف تنتفي الحاجة للإعتراف في الوقت الذي يظهر الإتصال الروحي، وبالتالي يجر هذا إلى الإستسلام الآني لحالة الإهتزاز الروحي الشاعرة بعظمة الكون ولكن مثل هذه العبارات معروفة بأنها من نوع خاص من المعرفة والوعي الذاتي لقابلية النفس باللامبالاة، وخاصة إذا بدرت من غير المتوقع منه أو منها. وأحسن مثال على ذلك حلاوة البديهية في مقدرة الفرد على أستعمال التخيل بجمال وتناسق المفردات التي تعرف النفس الواعية ضمن جوانب الحباة اليومية المتكررة ومردواتها الإجتماعية.
إن لم يتضح أن النفس لا تقدر أن تحس بالنفس الأخرى بسبب عدم الحاجة إليها، فإننا سنلاحظ أن تجربة الإنسان في المجتمع ضائعة بسبب عدم وجود الوقت الصافي لفهم الكثير من القواعد المنسية في الاتصال المعلوم والمتناسق في مكنونات تلك المواجهات. في مثل هذا يقع الكثير من الذين لا يفهمون ماهية حق الإحترام، ولو كان مطلقا بكيفية أن يشعر الفرد بكونه. وهنا طبعا يؤسس وجود رادع عقلي لمسألة الشعور بأي هروب أو أنهزام.
وعليه عليك أن تعلم إن كنت تريد أن تشتري (فكرة ذهبية) عليك أن تفكر أولا بفكرة الشراء أولا، وهذه هي الخطوة السليمة. فإن كنت لا تريد أن تعترف بهذا، فإنك ستضع نفسك في موقع أقل فهم لشراء الفكرة منذ البداية. فالأطفال هم ضحية مثل هذه المناولات الإجتماعية، وتعكس قلة معرفة الإنسان على ما يكرر إعادته من آراء حول الحياة خصوصا أساليب تعريف الفرد، وبمثل ما قيل له من قبل أو يقر ويعترف بعدم معرفة ذلك. وهذا ليس خطأ على التأكيد وإلا سيظهر هذا العالم عالما خاملا متوحشا وهشا وأيلا للسقوط بسبب عدم الإرتكاز الصارم على مفاهيم إجتماعية واضحة..
ليس كل كائن حي يستطيع أن يقرر، ولكن كيف يمكن للإنسان فعل ذلك؟ فنحن قادرون على الأستشعار وبمقاييس متعددة ولهذا أطلق علينا اٍسم البشر وبقوة. وبسببها صرنا نتصور إننا حتى أفضل من ذلك بكثير. ولكن كيف يتم ذلك. فعلى سبيل المثال : كيف نستطيع أن نتحسس الشعور وأنا وأنت مثل الراديو، والأرض والأريل. فأنا (الأناني) والذي هو غير حي لأنه بالأصل هو (فكرة لسلوك)، لأن هوية الإنسان ما هي إلا كلمات تصف القناع الخارجي له وهو يمثل دوره الإجتماعي وشعوره بتلك الشخصية الإجتماعية.
حارث زهير الحكاك / نيوزلندة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب جامعة كولومبيا.. سجل حافل بالنضال من أجل حقوق الإنسان


.. فلسطيني يصنع المنظفات يدويا لتلبية احتياجات سكان رفح والنازح




.. ??مراسلة الجزيرة: آلاف الإسرائيليين يتظاهرون أمام وزارة الدف


.. -لتضامنهم مع غزة-.. كتابة عبارات شكر لطلاب الجامعات الأميركي




.. برنامج الأغذية العالمي: الشاحنات التي تدخل غزة ليست كافية