الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


افعال لا تليق بنبي- مقتل ام قرفة

عمر سلام
(Omar Sallam)

2016 / 11 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


افعال لا تليق بنبي
مقتل ام قرفة
التخبط في الرواية السلامية مع الإصرار على العنف
المطلع على تاريخ نشوء الإسلام يجد ان الحديث عن العنف يأخذ مسار طبيعي جدا ضمن سياق الاحداث، وهو امر طبيعي جدا ان تتكرر مع القارئ عبارات (غنموا وسبوا).
وقد تكون هاتين الكلمتين طبيعيتين في الغزوات والحروب الوثنية. اما ان تكون طبيعية في دين ارسله خالق الكون لإنصاف البشر والعدالة بينهم، فهذا حكما غير طبيعي للقارئ العاقل.
والشاذ جدا من هذا الغير طبيعي ان تجد أفعال وحشية كالتمثيل بالجثث وقطع الرؤوس والقتل لمجرد الراي دون تبيان أسباب الخلاف في الرأي.
ومن الأكثر شذوذا ان تجد ان حوادث القتل والتنكيل الوحشي تتم بإشراف مباشر من نبي الذي يفترض انه معصوم من الخطأ وانه مرسل من خالق الكون والبشر. وهذا النبي لا يتصرف عن الهوى بل هو وحي يوحى.
وهنا يتبادر الى الذهن هل النبي فعلا من قام بذلك ام ان هذه الأفعال الصقت بالنبي ؟؟
ومن الذي له مصلحة بهدم تراث عظيم لمنطقة قدمت أساس الحضارات للعالم ؟؟
من له مصلحة بتشويهه صورة اهل المنطقة بهذه الافعال الشنيعة ؟؟
والسؤال الأهم من اين اتى كتبة التاريخ الإسلامي ولماذا انطلت كتاباتهم على أهالي المنطقة دون أي مقاومة ثقافية تذكر ؟؟
كل هذه الأسئلة تبادرت الى ذهني اثناء قراءة قصة امرأة عظيمة من اشراف قومها وهي، فاطمة، (ام قرفة) وكيف وظفها الرواة الإسلاميون توظيفا لا يليق بشرف هذه المرأة ولا يليق بنبي ولا يليق بمؤمنين.
وقصة فاطمة (ام قرفة) لا تدخل حتى ضمن الاغتيال السياسي في الإسلام والذي تحدث عنه الكاتب هادي العلوي.

من هي ام قرفة:
في الطبقات الكبرى ط العلمية (2/ 69)
هي فاطمة بِنْت ربيعة بْن بدر
وفي كل المصادر يشار بانها فزارية، ومن سكان وادي القرى مما يلي بلاد فلسطين من أرض الشأم. (حسب التنبيه والإشراف)

من كتاب الأمثال لابن سلام (ص: 362)
قال الأصمعي: فإن أرادوا العز والمنعة قالوا: إنه لأمنع من أم قرفة.
وهي امرأة مالك بن حذيفة بن بدر، وكان يعلق في بيتها خمسون سيفا كلها محرم لها. وقال غير الأصمعي: هي بنت ربيعة بن بدر الفزارية.
وفي العقد الفريد (3/ 10)
من يضرب به المثل من النساء
يقال: أشأم من البسوس. وأحمق من دغة. وأمنع من أمّ قرفة وأقود من ظلمة، وأبصر من زرقاء اليمامة.
البسوس: جارة جسّاس بن مرة بن ذهل بن شيبان، ولها كانت الناقة التي قتل من أجلها كليب بن وائل، وبها ثارت الحرب بين بكر بن وائل وتغلب، التي يقال لها حرب البسوس.
وأم قرفة: امرأة مالك بن حذيفة بن بدر الفزاري، وكان يعلّق في بيتها خمسون سيفا كل سيف منها لذي محرم لها.
وفي جمهرة الأمثال (2/ 66)
أعز من أم قرفة
وَهِي امرأةٌ من بنى فَزَارَة وَكَانَت تَحت مَالك بن حُذَيْفَة بن بدر وَكَانَ يعلق فِي بَيتهَا خَمْسُونَ سَيْفا لخمسين رجلا كلهم لَهَا محرم

وفي المجموع اللفيف (ص: 518)
وأم قرفة هذه، كانت أعز العرب، كانت [إذا كان] بين غطفان شرّ، بعثت بخمارها فعلّق بينهم، فاصطلحوا.
فأم قرفة يضرب العرب بها المثل في المنعة وعزة النفس ولمكانتها يكفي ان يوضع وشاحها بين المتقاتلين حتى يصطلحوا، لمكانة هذه المرأة وشرفها العظيم، لما تمتاز به من عزة نفس ومنعة ومكانة ليس بين قومها فحسب بل أصبحت مثلا لعموم العرب في تلك الفترة.
ماذا فعل الإسلام بأم قرفة:
تتناقض الروايات الإسلامية بشأنها الا ان هناك اجماع على ان هناك تمثيل بجثتها على الرغم من كبر سنها. ولم يشفع سنها ولا مكانتها في العبث بجسدها بعد قتلها.
ففي كتاب المحبر أرسل النبي رجل لقتلها، فقتلها واتى براسها وجال برأسها في المدينة دون ان يذكر الأسباب هل هي نزوة من النبي ام هو شرط كلعب القمار مع قريش بانه إذا اتى براسها سيؤمنون به. وهو كما جاء في الكتاب حرفيا. اما كيف كانت تؤلب على الرسول وهو ببداية الدعوة في الحجاز وهي في فلسطين؟ هذا ما لم يذكره أحد. (وهنا يضعنا امام تساؤل عن مكان نشوء الإسلام الفعلي)
(المحبر (ص: 490)
(قال الكلبي فيما ذكر له: إن رسول الله صلى الله عليه كان يقول لقريش: «أرأيتم إن قتلت (أم قرفة) وهي فاطمة بنت. ربيعة بن بدر ابن عمرو بن جويَّة بن لوذان، أتؤمنون؟» فيقولون: «أيكون ذلك؟» فلما [قت [1]] لها زيد بن حارثة الكلبي، أمر رسول الله صلى الله عليه برأسها فدير به في المدينة ليعلم قتلها، وصدق رسول الله صلى الله عليه. وكان زوجها مالك بن حذيفة. فولدت له ثلاثة عشر رجلا، كلهم قد علق سيف رياسة. وكانت منيعة، تؤلِّب على رسول الله صلى الله عليه. وكان الاختلاف يكون بين غطفان فتبعث بخمارها فينصب بينهم على رمح فيصطلحون. )
هنا يعترف الكاتب انها حادثة اغتيال فردية أرسل لها زيد بن حارثة الكلبي وقام بقتلها وقطع رأسها ودير بالرأس بالمدينة.
ولكن بعد ذلك اخذت الروايات الإسلامية تتحدث عن سرية وبعضها يقول بانها غزوة وبعضهم يقول معركة. ولكنهم اجمعوا على الحديث عن التمثيل بجثتها. وفي الطبقات الكبرى يتحدث الكاتب عن ربط رجليها ببعيرين وعن زجرهما بعدا قطعت رجلاها. ولم افهم سبب هذه الوحشية المتناهية تجاه هذه المرأة على الرغم من انها باعتراف الكاتب عجوز كبيرة. وهذا يناقض الرواية الأولى ولكنه يسايرها في الوحشية. مع ذكر سبب اعتراض ناس من فزارة لتجارة أصحاب النبي.
وهذا النص بحرفتيه في الطبقات الكبرى ط دار صادر (2/ 90)
(سَرِيَّةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ إِلَى أُمِّ قِرْفَةَ بِوَادِي الْقُرَى ثُمَّ سَرِيَّةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ إِلَى أُمِّ قِرْفَةَ بِنَاحِيَةٍ بِوَادِي الْقُرَى عَلَى سَبْعِ لَيَالٍ مِنَ الْمَدِينَةِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ سِتٍّ مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، قَالُوا: خَرَجَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ فِي تِجَارَةٍ إِلَى الشَّامِ وَمَعَهُ بَضَائِعُ لِأَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، فَلَمَّا كَانَ دُونَ وَادِي الْقُرَى لَقِيَهُ نَاسٌ مِنْ فَزَارَةَ مِنْ بَنِي بَدْرٍ فَضَرَبُوهُ وَضَرَبُوا أَصْحَابَهُ وَأَخَذُوا مَا كَانَ مَعَهُمْ، ثُمَّ اسْتَبَلَّ زَيْدٌ وَقَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرَهُ فَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَيْهِمْ فَكَمَنُوا النَّهَارَ وَسَارُوا اللَّيْلَ وَنَذِرَتْ بِهِمْ بَنُو بَدْرٍ ثُمَّ صَبَّحَهُمْ زَيْدٌ وَأَصْحَابُهُ، فَكَبِّرُوا وَأَحَاطُوا بِالْحَاضِرِ وَأَخَذُوا أُمَّ قِرْفَةَ، وَهِيَ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَبِيعَةَ بْنِ بَدْرٍ، وَابْنَتَهَا جَارِيَةَ بِنْتَ مَالِكِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ، فَكَانَ الَّذِي أَخَذَ الْجَارِيَةَ سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ، فَوَهَبَهَا لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَوَهَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ بَعْدَ ذَلِكَ لِحَزْنِ بْنِ أَبِي وَهْبٍ، وَعَمَدَ قَيْسُ بْنُ الْمُحَسَّرِ إِلَى أُمِّ قِرْفَةَ، وَهِيَ عَجُوزٌ كَبِيرَةٌ، فَقَتَلَهَا قَتْلًا عَنِيفًا: رَبَطَ بَيْنَ رِجْلَيْهَا حَبْلًا ثُمَّ رَبَطَهَا بَيْنَ بَعِيرَيْنِ ثُمَّ زَجَرَهُمَا فَذَهَبَا فَقَطَّعَاهَا.)
والشاهد التالي لم يذكر التجارة بل ذكر موضوع التأليب على الرسول.
من كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (1/ 378)
(فِي شهر رمضان سنة ست، وكانت تؤلب عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فقتلها وبنيها، وانصرف. وكان لها بنون قَدْ رأسوا. وقال هشام بْن الكلبي: اسمها فاطمة بِنْت ربيعة بْن بدر.
ولُد لها [2] اثنا عشر ذكرًا، كلهم قَدْ علق سيفَ رئاسته. وَيُقَالُ إن أم قرفة/ 183/ ربطت بين بعيرين حتى انقطعت. )
وفي نفس الكتاب يذكر البلاذري ان النبي وهب ابنة ام قرفة جارية لخاله
(وَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابنة أم قرفة الفزارية لحزن بن أَبِي وهب، واسم أَبِي وهب حُذَيْفَة وَقَالَ: ادفعوها إِلَى خالي.)
وتاريخ الطبري يذكر أيضا الحادثة
تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري (2/ 642)
( سَرِيَّةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ إِلَى أُمِّ قِرْفَةَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ.
وَفِيهَا قُتِلَتْ أُمُّ قِرْفَةَ، وَهِيَ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَبِيعَةَ بْنِ بَدْرٍ، قَتَلَهَا قَتْلا عَنِيفًا، رَبَطَ بِرِجْلَيْهَا حَبْلا ثُمَّ رَبَطَهَا بَيْنَ بَعِيرَيْنِ حَتَّى شَقَّاهَا شَقًّا، وَكَانَتْ عَجُوزًا كَبِيرَةً. )
وهناك اقاويل إسلامية أخرى منهم من يذكر هذه الحادثة بانها أيام أبو بكر، وهذا شيء معتاد بالخلط المكاني والزماني في الرواية الإسلامية، لكني اكتفيت بهذا القدر من الشواهد. فهي كافية لعرض الطريقة الوحشية التي قتلت فيها هذه المرأة المسنة وهي من اشراف قومها وهي مضرب مثل في العزة والكرامة عند العرب. وكيف تشوهت صورتها وجثتها بالطريقة الوحشية.
ان هذا العمل لا يليق بنبي ولا يليق بدين ولا يليق بمؤمنين.
وارى ان من العار ان تبقى هذه الحوادث في تاريخ دين يتبعه مئات الملايين من البشر وعلى الجميع ان يتبرأ منها. ويقرأ التاريخ والدين بعقل فالعقل مع الدين أسلم وانقى وأبقى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بعروريات
ابوسميه ( 2016 / 11 / 12 - 09:06 )
مش قلتلك يحسين إسقي البهايم ... أيه الجرى وإلصار للظهر نايم


2 - اخلاق البدو
على سالم ( 2016 / 11 / 12 - 15:43 )
هذه هى اخلاق البدو الدمويه البشعه منذ ان جاء هذا الرسول القاتل المجرم الى البشريه


3 - تساؤل في محله
حسين ( 2016 / 11 / 12 - 16:34 )
اخي الكاتب انت تساءلت في مقالك عن مكان نشوء الاسلام الفعلي.
معك حق في التساؤل
احيلك الى هذا الكتاب لعلك تراجعه وتعطيرايك فيه:

http://www.arabatheistbroadcasting.com/books/111618025045