الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدجّال وقريّة غزاويّة العفرينيّة الكرديّة

صلاح الدين مسلم

2016 / 11 / 13
القضية الكردية


عفرين مدينة لم تسمح للمعتدين أن يطؤوا ترابها المقدّس، هي المدينة التي استوعبت أكبر عدد من النازحين العرب، تصدّت لكلّ أنواع المسمّيات؛ من وحوش الجيش اللاحر وجبهة النصرة ومسمّيات أخرى يندى لها جبين الإنسانيّة، لذلك يقصفها السافل أردوغان بحممه من مدافع وطائرات وتفجيرات ودعم ومساندة لقوى اللاثورة.
عفرين هي المدينة الصامدة بليونة الزيتون التي يعرف الكرديّ فيها كيف يحاور العدوّ؟! ففيها الجبال صديقة الكرديّ الوحيدة، إن لم يبق لها صديق، كما هو الواقع الآن، ففي هذه اللحظات أدركتُ مقولة: "لا أصدقاء للكرد سوى الجبال" وأنا أضيف عليها عبارة أخرى: "لا أصدقاء للكرد وللشعوب الديمقراطيّة إلّا الجبال" ففي لجّة هذه المسرحيات التي تجري على ساحات التلفاز من انتخابات أميركيّة ومن التركيز على بؤرة معيّنة ونسيان أخرى، إذ إنّ الإعلام بات لعبة بيد أولئك الرأسماليين الذين يظنّون أنّهم يديرون دفّة العالم، فهذا الاحتلال التركي وهذا القصف وهذا الاعتداء السافر على الحرّيّات وعلى الأعراف الدوليّة والأخلاقيّة والقانونيّة بكلّ وقاحة وجرأة في هذا العصر الذي يعدّ عصر انتهاء الديكتاتوريّات كما ادّعوا، وانتهاء عهد الاستعمار القديم، حيث يلجأ هذا الدجّال المنافق الكاذب الدنيء؛ أردوغان إلى أسوأ أنواع البطش في تركيا وسوريا والعراق، ودون أن ينبث العالم ببنت شفة، وكأنّه سيّد العالم، مع أنّه الحلقة الأضعف في الشرق الأوسط وهو الدمية بيد الروس والأميركان والألمان والإنكليز، ومنذ قرن وهي على شفير الهاوية لكنّ الغرب ينقذها في اللحظة الأخيرة من أجل مصالحه.
لقد قطع سفّاح العصور الآلاف من أشجار الزيتون العفرينة، وأحرق معظمها على الحدود، وقتل كلّ شخص يحاول التسلّل من الحدود، وقتل المزارعين الذين يفلحون أرضهم، وقتل الفتيات اللواتي يحرسن الضياع، وها هو منذ بداية الثورة يدعم دارة عزّة وأعزاز وإدلب... ليفرض طوقاً على المدينة ، ويبيدها ويجوّعها ويدمّرها بكلّ السبل، ولو كان الأمر بيده لَمنعَ الهواء عنها.
لقد كانت عفرين في روج آفا كردستان وكلس في باكور كردستان المتلاصقتان قبل سايكس بيكو عبارة عن أرض واحدة وثقافة واحدة ولغة واحدة، تصل حتى مرعش وعنتاب، وعبر مئة عام ترّك القوميّون تلك المنطقة في باكور عرضة للصهر والإبادة، فصار التكلّم بالكرديّة في مرعش بمثابة قتل رجل والعقوبة من أشدّ أنواع العقوبات، فهذا العثماني الجديد يريد أن يفهم لماذا لا يستطيع أن يقضي على هذه المنطقة في روج آفا؟ يحاول أن يقنع الكرد أنّ مكانهم ليس غرب الفرات، ويقولون: "فلتستمتعوا في شرقي الفرات" وكأنّه الله الذي يريد أن يوزّع الحصص، وكأنّه سيترك هذا الكاذب شرق الفرات في حاله، فما ذنب الكرد أنّهم على الشريط الحدوديّ الجنوبيّ لتركيا؟ لذلك يحاول هذا الدكتاتور المقرف الذي يختلف عن الديكتاتوريين السابقيين على مرّ التاريخ بدناءته وكذبه وقذارته وسفالته أنّ يبيدها عن بكرة أبيها، بعد أن اتّخذ قراراً أنّ غرب الفرات له.
إنّ هذا السافل أردوغان يقصف غزاوية بالطائرات، تلك القرية التي تعدّ الخطّ الفاصل بين الوحوش المرتزقة والحضارة الديمقراطية، الخطّ الفاصل بين الدولة القوميّة ذات الفكر الداعشيّ الأحاديّ وبين الأمّة التي تخطو رويداً رويداً نحو الديمقراطيّة، نحو الأمل والتعايش المشترك والكوميناليّة الديمقراطيّة، لكنّ هذا الإمّعة المنافق المجرم التوليتاري المجرم لن يصل إلى مراده، وستكون عفرين الضربة القاضية له، كما كانت كوباني وكرى سبي وسرى كاني.... لكمات في وجهه القميء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إخلاء مركز للمهاجرين في تونس ومظاهرة لترحيلهم ورفض توطينهم


.. الأمم المتحدة: دارفور معرضة لخطر المجاعة والموت




.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بإبرام صفقة تبادل فورية


.. طلاب نيويورك يواصلون تحدي السلطات ويتظاهرون رفضا لحرب غزة




.. نقاش | اليمن يصعد عملياته للمرحلة الرابعة إسناداً لغزة ... و