الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يونان من حوت الخرافة الى حوت الزيدي

فراس يونس

2016 / 11 / 14
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


عندما تناهى الى سمعي لاول مرة موضوع البحث حول قصة نبي الله يونس عليه السلام وبالاخص قضية الحوت ،توهمت متعكزاً على موروث قصصي بأن لا شيء جديد سيذكر ولا خفايا ممكن ان تعلن كون القصة واضحة ،كوني وأنتم بل السواد الاعظم من الأمة مازال يلزم نفسه ما الزمته الخرافة المنقولة والأرث الحكوي المسموع بل حتى السينما والتلفاز.
نعم لقد فجرت تلك الورقات الكثير من الاسئلة وانبتت في نفسي عقيدة التحقق والزمتني ب( رب مشهور لا أصل له) في محاولة البحث عن جميع ماركز في اذهاننا من قصص وروايات بل حتى المفردات، فليس الحوت حوتاً ولا البحر يماً ولا مصر بمصرٍ.
نعم من أرسى ان الحوت هو مانراه في عالم البحار سوى القصص المروية ومن قال ان يوسف جميل لحد قطع الايادي سوى الحلقات التلفزيونية التي تناولت الحدث وجرت به مجرى الحقيقة ثابتة السند.ولأثبت للجميع ذلك اقول من منكم عندما يرد اسم الحمزة عم النبي عليه الرضوان لم يتبادر الى مخيلته صورة القدير الفنان المرحوم عبدالله غيث ؟،صدقوني كل تلك الاحداث لها نفس المنشأ فمخيلتنا مملؤة بالاحداث المغلوطة التي ترسخت مع الزمن حتى اصبحت معتقدا ثابتا وهي قد لا تمت الى الحقيقة بصلة.
هذا شق مما ادار نظرنا حوله الشيخ الزيدي و الشق الأهم بنظري ولعلي أعتبره مفتاح لبدء ثورة في التفسير القرآني لهذه الحقبة من الزمن، لأن الكثير يذهب الى ان الجنبة العلمية في تفسير القرآن لم تاخذ حيزا واسعاً في هذه الصناعة والمتتبع الجاد يلاحظ بسهولة ان التفاسير ماهي إلا طريق واحد مشاه جميع المفسرون فيذكر راي السابق ويزيد او يناقش منه شيئاً إلا النادر من التفاسير التي تتضمن أبحاثاً ممكن تصنيفها علميا بقدر أعتمادها على العلوم والاخذ منها،والنكتة هنا أن الشيخ الزيدي تعامل مع الحدث التأريخي بأستقصائية معتمدا علم الآثار والتأريخ في البحث لأخراجه واقعيا ثم يضعه في القالب القرآني مما يعطي تحررا للنص القرآني يخلصه من الكثير من أشكاليات التضاد القصصي وتسلسل الحدث الذي تغنى به المستشرقون كثيرا،أنا هنا لا أحمل البحث أكثر من طاقته لكني اتحدث عن مدخلية وبوابة مهمة جدا معها يمكن ترتيب التفسير القرآني جغرافياً مع امكانية الاعتماد على الاسفار القديمة والكتب السماوية الأخرى لتنقية الفهم القرآني من آثار نفس الكتب والأسفار وبالتالي الوصول الى قرآن معنوي يمكن به تصحيح مالحق بتلك الكتب السماوية من خلط وتزييف هذا من جهة .
ومن جهة أخرى فأنه يمكن الولوج من خلال النافذة التي فتحها الشيخ الزيدي الى حقيقة الأهتمام الالهي ببقاع الارض مما يمكن الاستناد عليه كسُنة من سُنن الله لقرآءة الحدث الحالي والمتغيرات التي تجري متسارعة حول العالم فالامر ليس ترفياً كما يتصور البعض ولا بحثا يقتصر على فك رموز تاريخية بل العكس هو معرفة حالية ورؤية استشرافية استنتاجية ممكن ان تنعكس بشكل كبير على فهم ما يجري حاليا في العالم.ومايلفت النظر حقيقة هو كثرة المصادر المعتمدة في البحث مما يدل على سعة أطلاع المؤلف وقوة الحجة المطروحة في البحث.
وأتمنى على الشيخ الفاضل ان يستمر ليصدر لنا مفاهيم جديدة ممكن ان تصنف بحسب الانبياء، اي تناول الحدث في زمن الانبياء كل حسب تسلسله الزمني وربطه ربطا مباشرا بما قرأناه وتعلمناه من خلال النص القرآني المجرد، فلعلنا نكتشف مثلا ان بساط سليمان لم يكن يطير ومعه نكتشف اسرار نملته وجيشه ونأمل ان لايكون هذا ببعيد.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تعلن طرح وحدات سكنية في -رفح الجديدة-| #مراسلو_سكاي


.. طلاب جامعة نورث إيسترن الأمريكية يبدأون اعتصاما مفتوحا تضامن




.. وقفة لتأبين الصحفيين الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل


.. رجل في إسبانيا تنمو رموشه بطريقة غريبة




.. البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمقا