الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما وراء مباراة مصر وغانا

عبدالرازق مختار محمود

2016 / 11 / 15
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


مباره مصر وغانا ليست مجرد مباراة في كرة القدم يسعي فيها فريق للتغلب علي آخر، وليست مجرد هدف يسعى للوصل إليه أحد الفريقين، وهي أيضا ليست مجرد مجموعة من النقاط توضع في سلة النقاط للوصول لكأس العالم في روسيا 2018 ، نعم هي ليست كذلك فقط، ولكن مباراة مصر وغانا كانت كاشفة بالنسبة لي لعده مظاهر.
ومن أول هذه المظاهر وأهمها أننا نستطيع. نعم نستطيع؛ فالمباراة كشفت تفوق وقدره غانا الفائقة والرائعة والزائدة عنا في مستوي اللاعبين، وفي قدراتهم البدنية، وفي خبراتهم الخارجية، بل وفي ثبات أقدامهم علي الأرض، وكان فريقنا كما ظهر هو الأقل في كل ذلك، وعلي الرغم من ذلك تفوقنا لسبب واحد، ووحيد أننا قلنا لأنفسنا إننا نستطيع، نعم نستطيع أن نتغلب علي كل ذلك، فعلي الرغم من قله الإمكانات، ومع قوة الخصم إلا أننا تقدمنا، وحققنا الفوز، وهذا يمكن أن يحدث في كل شيء، فقط إذا توفرت الرغبة، نعم نستطيع في التعليم، ونستطيع في الصحة، ونستطيع في الصناعة، والزراعة، نعم نستطيع فقط إذا تولدت لدينا الرغبة الحقيقية؛ لتحقيق ما نصبو إليه.
المظهر الثاني سيطرة رأس المال، نعم أصبحت لغة المال هي القائد والمسيطر في عالم اليوم، وهذا المال إذا أحسن استخدامه تغيرت الصورة، فعلي الرغم من التحفظ على حصرية إذاعة المباراة، والسبب في ذلك هو المال، إلا أن هذا المال أيضا أخرج مباراة متميزة، هذا المال جلب بعض الخبراء من الخارج في التصوير والإخراج؛ فخرجت مباراة أقل ما يقال عنها إنها كانت متميزة.
المظهر الثالث الجمهور المصري فعلي الرغم من كل الصراخ أن منظومة القيم قد تبدلت، وأننا أصبحنا نلهث خلف العشوائية، واللامبالاة، إلا أن المباراة أثبتت أن هذا الشعب يستطيع في لحظات استثنائية أن يُخرج أفضل ما فيه من نظام وتحضر والتفاف حول قضية عادلة، ينبغي البناء علي هكذا لحظات، وخلق الأجواء؛ لتكرار هذه اللحظات في ميادين أكثر فائدة.
المظهر الأخير والخطير هو بعض الأصوات القليلة والمنكرة وبالتأكيد غير العاقلة، التي تمنت فوز غانا علي مصر، وهذا نشاز بعيد عن كل منطق، فمن يتمني فوز غانا بمدربها الإسرائيلي أن تفوز علي مصر، هذا منطق معيب وخلل في العقيدة قبل القيم، فلا ينبغي أبدا إذا كنت تشعر بصداع في رأسك أن يكون العلاج أن تقطع رأسك، ما هكذا يكون المنطق، ولا العقل فضلا عن الوطنية.
وأخيرا ما وراء مباراة غانا ومصر يخبرنا بأننا أمة قادرة أن تُخرج في لحظات كل جينات الإصرار والعزيمة المتأصلة في بنيان الإنسان المصري منذ آلاف السنيين، فقط إذا كانت الأهداف واضحة، وإذا كان لدينا ما يستحق أن نلتف حوله، هكذا فعلنا في بناء السد العالي، وهكذا فعلنا في نصر أكتوبر، وهكذا نفعل في كل مشروع قومي نشعر أنه لنا جميعا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون يعلن البدء ببناء ميناء مؤقت في غزة لإستقبال المساع


.. أم تعثر على جثة نجلها في مقبرة جماعية بمجمع ناصر | إذاعة بي




.. جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ


.. ما تأثير حراك طلاب الجامعات الأمريكية المناهض لحرب غزة؟ | بي




.. ريادة الأعمال مغامرة محسوبة | #جلستنا