الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فريضة الزكاة

جهاد علاونه

2016 / 11 / 15
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


يقال علميا بأن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه حين مثل بين يدي النجاشي وقال بأن محمدا صلى الله عليه وسلم أمرنا بصدق الحديث وإيتاء الزكاة, بأن هذا الكلام ليس صحيحا ذلك أن فريضة الزكاة فرضها الله سبحانه وتعالى في القرآن بعد الهجرة إلى المدينة المنورة( يثرب) غير أن هذا الكلام فيه خلاف بين المؤرخين فأغلبهم يقولون بأن الزكاة فرضت قبل اللجوء السياسي إلى الحبشة( أثيوبيا) بسبب الاضطهاد الديني للمسلمين ,ويقال فعلا بأنها أي الزكاة لم تكن معروفة وقت لجوء المسلمين إلى الحبشة ويقال بأنها فرضت والمسلمون ما زالوا في الحبشة فعاد جعفر رضي الله عنه وحدث النجاشي بها بعد فترة من حصوله على حق اللجوء السياسي والاضطهاد الديني بعد أن ثبت للنجاشي بأن هؤلاء الجماعة مضطهدون في أرضهم وفروا منها إليه من أجل توفير الحماية لهم وضمان حقهم بممارسة دينهم وإقامة شعائرهم , والبعض الآخر له قول آخر وهو أن الإسلام فرض الزكاة ولكنه لم يكن بعد قد حدد قيمتها إلا في السنة الثانية للهجرة, وهذا هو الأرجح, والدليل على ذلك أن جعفر رضي الله عنه وأرضاه تحدث عن الزكاة ولكنه لم يتحدث عن مقدارها ونصابها فقد كانت المسألة في بداية الأمر معومة ومتروكٌ نصابها لكل صاحب مال أو مزروعات. ونظام الزكاة كان الرومان يعرفونه وهو ما اصطلح عليه بالعشور, فكان الرومان يأخذون سنويا من التجار ومن المزارعين العشور والمكوس, والمكوس كانت تُجبى من خلال المدن العشرة ( ديكوبوليوس) التي أسسها الرومان من أجل تحصيل العشور والمكوس ومن ضمنها مدينة( أم قيس) وهي لا تبعد الآن عن منزلي إلا مسيرة ثلث ساعة أو نصف ساعة بالسيارة ومع مرور الزمن تحولت الكلمة من المكوس إلى ( أم قيس) وهي المدينة الحالية المعروف أسمها علميا ب ( جدارى) على مشارف غور الأردن وتطل من الناحية الشمالية على بحيرة طبرية.


اللغة كائن حي تتأثر بما يتأثر به الكائن الحي وتجري على كافة لغات العالم تغيرات وتطورات وتداخلات أجنبية وغريبة وتصبح مع مرور الزمن جزءا لا يتجزأ من اللغة الأصلية وتصبح بعض الكلمات الأجنبية والدخيلة على أي لغة عادة اجتماعية من عادات الناطقين بها ولا توجد لغة حية على وجه الأرض أو ميتة إلا وبها خليط من الحضارات واللغات المجاورة لها أو التي سبقتها في الحضارة ولا توجد لغة خالصة بتاتا فكل اللغات فيها من لغات الأقوام الأخرى .

واللغة العربية دخلتها كلمات غريبة وأجنبية بفعل استعلاء الحضارتان اليونانية اللاتينية والرومانية وبعض هذه الكلمات مثل :

-قنصcanis
orcherstreرقص
احب agappo
feudum فدان
قرطاسgartas

logos لغة
قلم calamus
zoograph رسم الحيوان
تاريخ-او- قديم-arch
Bourg برج

عقار ارض acare
زكاة Decat
justice عدل قسطاس
قاض judge
sif سيف


قرية Gure
castle قصر
جليد Gelid

وهذه الكلمات قليلة جدا وأردت هنا أن أختار عينة ومن الأمور والكلمات المعاصرة جاكيت كمبيوتر راديو تلفزيون تلفون,نت, : وسيأتي يوم يدافع به أنصار الفصحى عن هذه الكلمات باعتبارها عربية وذلك مع تقادم الزمان .

وسنرجع هنا للكلمات التي اخترناها لكم في بداية المقال ونتتبع كلمة القنص أي قنص ولا يوجد في اللغة العربية أي مصدر اشتقاقي لها فقد كان الرومان يخرجون للصيد وبمعيتهم كلاب الصيد وكانوا يسمون الكلب باسم canic كنص، ودخلت هذه الكلمة إلى اللغة العربية بمعنى الصيد فأصبح العرب يطلقون على خروجهم للصيد فعل قنص فأصبحوا يقولون: نريد أن نخرج للقنيص.
وكذلك نطلق اليوم على الأرضية اسم :البلاط أو البلاطة وهي من أصل روماني ولاتيني وإنكليزي

وكلمة زكاة:
Decat

وهي كلمة لاتينية ومعناها) العشر (أي أنهم كانوا يستعملونها للدلالة على العشر من كل شيء سواء أكان مالا أو شعيرا أو ذهبا وحين أراد العرب حسم أي شيء من ما يملكون كان يسمونه العشر استنادا إلى القواعد اللاتينية, أو الزكاة, قال ابن تيمية( تزكو تطهروا) فقد أصبح للكلمة مع مرور الزمن معنى آخر غير العُشر والعشور وهو النماء والبركة, حتى أننا اليوم نقول: فلان زكّى فلانا, أو نجح فلان بالانتخابات بالتزكية, أي بدون انتخابات حيث يقوم جماعة بتزكية شخص عن أنفسهم كما يزكون أموالهم من أجل البركة والنماء وحقنا للدماء وللاختلافات, ونفس الشيء كان الرومان يأخذون (الزوكاة) من أجل حماية مصالح الذي يزكي حتى ينمو ماله وتعظم تجارته, وكما في الإنجيل المعطي مغبوط بالسرور أكثر من الذي يأخذ, أي أن الذي يعطي يفرح قلبه أكثر من الذي يأخذ وبهذا الزكاة تحسن صحة المُتزكي أكثر من صحة المُتزكى عليه وهذا هو الحكمة الشرعية الدينية من الزكاة وعطايا الرب في القرآن والإنجيل معا , ولكن كما قلنا اللغة كائن حي يتطور , والزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام , وقد فرضه الله على المسلمين الذين يدخلون الإسلام أما غير المسلمين فقد فرض عليهم الجزية لقاء حمايتهم, وفي المحصلة القيمة والنتيجة واحدة,والحكم الشرعي الإسلامي تؤخذ الزكاة بمقدار العشر من المزروعات التي تعيش لوحدها بالاعتماد على مشيئة الله وليس بالاعتماد على اليد العاملة مثل الزيتون وزيت الزيتون,وباقي الأمور التجارية مثل المهنة والصنعة أي الحرفة اليدوية فرض الإسلام من نسبة الأرباح التي يدخرها المهني بعد عام كامل مقدارا نسبته 2,5% التي تعتمد على اليد العاملة يؤخذ منها 2،5% فقط لا غير, ومنها أموال التجارة. .

وان اللغة العربية مرت عبر السنين الطويلة قبل الإسلام وهي بلا حضارة حتى بداية العصور الوسطى وهذا فقط في الحجاز العربي باستثناء بابل وآشور ........الخ
وهذا لا يعني أن اللغة العربية هي اللغة الوحيدة فقد تأثر الغرب أيضا باللغة العربية حين اعتلى العرب قمة الحضارة على فترات من التاريخ ودخلت كثيرٌ من الكلمات العربية في اللغات الأجنبية ,وكان الرجل المثقف إبان عصر النهضة في أوروبا ( الرسنس) إذا أراد أن يقنع الآخرين أنه مثقف كان يأتي ليقرأ أمام الناس قصيدة للمتنبي أو مقالا مبسطا لأبن رشد وهو يشرخ فلسفة أرسطو.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كيف للمهاجر الفقير ان يؤتي الزكاة
ابراهيم الثلجي ( 2016 / 11 / 15 - 18:38 )
كيف تؤتي الزكاة يا جهاد وانت تارك خلفك بيتك ومالك واهلك
كان امر من الرب والناس ما معها تاكل
وكاني بهم قالوا نقيم الصلاة حتى لو كنا جوعى نضغط على بطوننا ونتحمل اما ان نؤتي الزكاة فكيف يكون ذلك؟؟؟ ونحن لا نملك المال واي ممتلكات
لم يعترضوا ولم يستهجنوا الامر كما ينكره المترفون اليوم
فكيف اذن فهموه واستوعبوه؟؟
ما رايك يا سيد جهاد
فالزكاة هي فائض انتاجي يزيد عن الحاجة، فكانه امر بان يعملوا بجد واجتهاد لتحقيق الفائض،وكانه تاكيد بان الفرد والمجتمع ينتج اضعاف استهلاكه ، وكانه امر يكشف لنا حقيقى قدراتنا البشرية وان الزمن وتقدمه يعني تراكم فائض يطور حياة الامم
ذهبوا للمدينة لاقامة دولة وبما تعنيه كلمة دولة من ميزانيات وامكانات ولا بد من العمل لتحقيق الكفاية الذاتية والمساهمة بالمجهود العام لاقامة هذه الدولة
فوجدنا الضعفاء وقد بنوا دولة بسطت جناحيها على الشرق والغرب، بفعل الامر بان تعمل وتحقق فائض يمول التطوير
المهاجرون مع كولومبوس كادوا يقتلوه من نفاذ الطعام قبل ان يصلوا ويكتشفوا اليابسة
وصلوا حفاة رعاة وحققوا الفائض بكدهم وجهدهم وها هي امريكا
الامر بحد ذاته لتحقيق الفائض فالنمو فالتطور


2 - يربي الصدقات ويمحق الربا
ابراهيم الثلجي ( 2016 / 11 / 15 - 19:04 )
ومما سبق يا جهاد نستفيد من ضرورة تحقيق الفائض الذي يذهب جزء يسير منه كمساهمة اجتماعية والباقي يكون تحت طلب التطوير الصناعي والزراعي وغيرها اي بما تعنيه من نمو
واما الربا فالله يمحقه
الظاهر امام الناس ان الربا يزيد في المال والصدقة تنقصه فكيف يكون ذلك
ان خطاب الرب لمخلوقته سماه الموعظة والحكمة، والحكمة تكون بكلمات تفهمها بعد التمعن بها وفهم ميكانيكية الهدف والمقصد ولو كانت سردا عاديا للكلمات لما سميت بالحكمة انما نثر عادي
وقالبها اي الحكمة يكون بمثل عسى ان ترهوا شيئا وهو خير لكم، يامركم بالنفقة لتحققوا الغنى ويامركم بالا تاخذوا زيادة على المال بالمال كي لا تفقروا
اي كلام العبرة في نتائجه وليس في سرده البسيط
وهو تعالى يعلمنا الكتاب والحكمة فمن اتبع كلماته بلغ مراداتها والحكمة منها وانتفع
ولا يضرك هذا التهريج الذي تصدره افواه وابواق العامة فهم لا يعلمون الكتاب الا اماني ويعشقون الجدل اكثر من تاملهم بالنتائج فيخسروا المنفعة ويفقدوا الحكمة


3 - للجميع
جهاد علاونه ( 2016 / 11 / 16 - 06:15 )
هل تعلم ؟!
ان البطريق ....
يعتبر طائر و لكنه لا يطير
يعيش في المحيط المتجمد و لا يملك فرو
إذا وقف ع الشاطيء تأكله الفقمة
و اذا نزل في الماء يأكله القرش
و اذا ضاع على الجليد يأكله الدب..
هذا الكائن المشحر تنقصه الجنسية الاردنية .. وبتكمل معه .


4 - سبق صحفي
د.نورا ( 2016 / 11 / 16 - 17:30 )
طرح جديد واسلوب رائع...الحلو فيك انه مخك ياباني

اخر الافلام

.. مصدر أمني: ضربة إسرائيلية أصابت مبنى تديره قوات الأمن السوري


.. طائفة -الحريديم- تغلق طريقًا احتجاجًا على قانون التجنيد قرب




.. في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحفيون من غزة يتحدثون عن تج


.. جائزة -حرية الصحافة- لجميع الفلسطينيين في غزة




.. الجيش الإسرائيلي.. سلسلة تعيينات جديدة على مستوى القيادة