الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوم عالمي للفلسفة

الشدادي عزالدين

2016 / 11 / 17
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يوم عالمي للفلسفة

يسألني أحد تلامذتي بكل عفوية قائلا :
ماذا نعني بيوم عالمي للفلسفة ؟
وهل العالم كله يحتفل بهذا اليوم ؟
وما شكل هذا الاحتفال ؟
وهل يوم الاحتفال يوم عطلة ؟
مع تركيزه على السؤال الأخير ، وهو يسأل بدا لي شيء غريب يخترق جسدي ، شيء فيه نوع من ألم خفي يسكن المفاصل قبل أن يصل إلى قلب الجسد ، وراحت بي الإستيهامات إلى حد بعيد جعلني أعود إلى مكتبي وأتمم باقي محاور الدرس .
إن سؤال تلميذي بريء ، لا يحمل نوعا من الشك في طبيعة هذا اليوم أي الاحتفال ، في مقابل ذلك ألف هو وأقرانه أن الاحتفال يرتبط بعطلة وراحة ، وأن العيد يحمل مدلوله في مناسبة تستدعي المكوث وعدم الذهاب إلى المدرسة والعمل ، هذا من جانب ، أو أنه لا يحب أن يأتي إلى المؤسسة ، وأن مجيئه هو إكراه وإجبار هذا من جانب آخر .
بعد هذا عدت من إستيها مي إلى واقعي مركزا النظر تجاهه وبدأت أقدم الأجوبة ليس لإقناعه وإنما لتعريفه وتنويره ، أجبته بأن هذا اليوم يوم أقرته اليونسكو إبتداءا من 2002 في ثالث خميس من كل نونبر ، وقد تم تأكيد هذا الاقرار أثناء إعلان المؤتمر العام لليونسكو للدورة 33 بباريس ، وأن في هذا اليوم يتم الاحتفال على شاكلة إقامة ندوات ومحاضرات ولقاءات فكرية وورشات تكوينية ، واستضافة أعلام وأسماء وازنة ومبدعة في سماء الفكر والعلوم والفلسفة ، وتشجيع القراءة والمطالعة ، وكذا توقيع كتب وإصدارات جديدة متنوعة المشارب .
تمعن في جوابي جيدا ، وانشغل به حد سهوه وذهب خياله بعيدا عن الدرس ، في حين باقي التلاميذ تأملوا الوضع جيدا بأعينهم ، أما أنا فكرت في طريقي رفقة زملاء الحكمة إلى مدينة وجدة لحضور أشغال المجلس الوطني للجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة الذي سيبدأ بدرس افتتاحي يلقيه الإبستمولوجي محمد وقيدي ، وقلت في نفسي إن هذا اليوم هو :
 يوم محبة وحكمة ووفاء لعهد ما قبل ميلادي ، بدأ مع أصحاب ملطية على ضفاف آسيا الصغرى وانتقل إلى أثينا لتحويلها إلى عاصمة للفكر والثقافة .
 يوم تحلق فيه بومة أثينا في الصباح والمساء غير آبهة بحدود الزمان والمكان ، زمن يتبدد مع سبابة سقراط الداعية إلى الثباث والسكون والوقوف إلى جانب المبادئ الراسخة .
 يوم تتحد فيه كل العبارات على واجهة معبد دلفي ، ويغني بروميثيوس نشيد الجبار ، ويحمل سيزيف صخرته من جديد على نغمات قيتارة وناي ، ويجتمع العامة حول ديوجين والكل ينصت في هدوء تام .
 يوم تأتي فيه المذاهب والمدارس تباعا ، الرواقية والأبيقورية في استعراض ملكي وسط ساحة الأغورا ، بحيث تلقى الوصايا العشر ، وتنشد الآلهة الأوديسا والإلياذة رفقة زيوس ، وتعود أثينا إلى المرحلة الهيلينية .
إن احتفالنا ذكرى وروح وحياة ، لا يحتاج عطلة ولا ضجيجا ، إنه يوم إرادة وقوة وتحدي ،،
هكذا تلميذي نحتفل بيومنا العالمي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يُحطم رياضيو أولمبياد باريس كل الأرقام القياسية بفضل بدلا


.. إسرائيل تقرع طبول الحرب في رفح بعد تعثر محادثات التهدئة| #ال




.. نازحون من شرقي رفح يتحدثون عن معاناتهم بعد قرار إسرائيلي ترح


.. أطماع إيران تتوسع لتعبر الحدود نحو السودان| #الظهيرة




.. أصوات من غزة| البحر المتنفس الوحيد للفلسطينيين رغم المخاطر ا