الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاخلاق عند جون ديوي

مرسي محمد مرسي
(Morsi Muhammad Morsi)

2016 / 11 / 17
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


احتلت المشكلة الاخلاقية مكان الصدارة في فلسفة جون ديوي وكام هذا ما يميزه عن سالفيه "بيرس و وليم جيمس" ، و أن سايرهما في فلسفتهما فحاول بدوره تطبيق مناهج العلم علي التفكير الفلسفي واتفق معهما بان الفكرة لا تكون صواب ما لم تتحول إلي سلوك ناجح في حياة الانسان فالحق هو النتائج الموفقة التي تترتب علي إعتناقه .
طبق جون ديوي مناهج البحث العلمي علي القيم من حق و خير و جمال فانتهي إلي رفض مذاهب الاخلاقيين السابقين من المثاليين العقليين و الطبيعيين من التجريبيين و الوضعيين علي السواء هاجم المثالية لان الاخلاق قد تحولت علي ايديهم إلي علم صوري بعيد عن الواقع و انكر ديوي مذاهب النفعيين لانهم ردوا الاخلاق إلي تحقيق مصالح ذاتية و رغبات شخصية و ان حمد لهم سبق الاخلاق علي نتائج الافعال دون بواعثها ورفض موقف الوضعيين من الاخلاق لانهم يردون المثل العليا إلي المجتمع و ديوي يرفض رد المثل و المبادئ إلي سلطة خارجية فهي عنده ليست من وضع الفلاسفة كما قال المثاليون ولا هي وليدة اجتماع الناس بعضهم ببعض كما قال الوضعيون ولا هي من وحي السماء كما يقول رجال الدين و إنما تنشأ المثل العليا نتيجة لظروف الانسان تنبعث من محيطه و تهدف إلي تغيير حياته و هي تتغير وفقا للظروف لانها مجرد ادوات يستخدمها الانسان لخدمة حياته .
هكذا انكر ديوي وجود مبادئ ثابتة في التقاليد الاخلاقية و الاجتماعية و السياسية و الدينية و العلمية نزع إلي الاصلاح الذي يغير من كل شئ حتي يجعله ملائماً لظروف الحياة متمشيا مع روح العصر الصناعي الجديد و قيم الاخلاق و مثلها تنشأ نتيجة المواقف التي يقفها الفرد إزاء المشاكل التي تعترضه و الفرد في هذا النشاط يستهدف المستقبل فيهتم بنتائج مواقفه التي تغير أوضاع الاشياء وتساعد علي حل المشكلات التي تعترضه .
إجمالاً علي ما قد تقدم اهم ما يميز الفلسفة البراجماتية عند كبار اعلامها أنها عند تقرير الحقائق و وضع القيم رفضت موقف المثاليين والواقعيين علي السواء رفضت الرجوع إلي الافكار السابقة لمعرفة مدي اتساق الفكرة الجديدة مع هذه الافكار كما كان يفعل اصحاب الاتجاه المثالي ورفضت كذلك الرجوع إلي الماضي و إلي الواقع لمعرفة مدي مطابقة الفكرة له كما كان يقول اصحاب الواقعية التقليدية حرصت البراجماتية علي الانصراف عن الماضي إلي المستقبل فاهتمت بنتائج الفكرة لمعرفة صوابها او خطئها و حرصت في الاخلاق علي معرفة الاثار التي تترتب في سلوكنا علي المبدأ الخلقي لمعرفة مدي صحته فالاثار الطيبة تساعد صاحبها علي حل مشكلاته و هذا عندها هو معيار الحقائق و مقياس القيم جميعها .


[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقال جيد
حسام ( 2016 / 11 / 17 - 16:09 )
مقال يشرح في ابسط الصور حقيقة المذهب البراجماتي في الاخلاق

اخر الافلام

.. موسكو تنفي اتهامات واشنطن باستخدام الجيش الروسي للكيماوي في 


.. واشنطن تقول إن إسرائيل قدمت تنازلات بشأن صفقة التبادل ونتنيا




.. مطالبات بسحب الثقة من رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية نعمت شف


.. فيضانات عارمة اجتاحت جنوب البرازيل تسببت بمقتل 30 شخصاً وفقد




.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات