الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأديان والأنانية

حارث زهير الحكاك

2016 / 11 / 18
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الأديـــان والأنانيــــة
أحساس الفرد بنفسه هو ظاهرة من الوعي المرتبط والمرتكز اساسيا على نوع من الوهم بأن هذا الفرد غير موجود أصلا لأن هذا الإحساس هو مجرد إحساس. وهذا عكس إحساس الغير بالفرد. فإن توصل الإنسان إلى الشعور بما وراء الستارة ، لوجد أن حب الذات كان دائما أساس كل ما نسميه بالمحاورة الذهنية بين شعور الفرد والأساسسيات المخزونة في ذهنه. والسؤال الجميل هنا هو كيف عليك أن تشعر بذلك الإرتباط وأنت تنظر وتتفاعل مع تأثير اللغة على أصل الدين، أو حتى على أصول المعتقدات للإنسان البدائي، والتي أستخدمت لتوضيح أبعاد الإستجواب الروحاني، من أختلاء الفرد مع نفسه وذاته، ومراجعة أستفساراته الذهنية المبطنة، والني بدورها تتضمن مراجعة سلوكيات مختلفة ومتميزة مثل الجشع والطمع والحسد وغيرها من سلوكيات توضح أبعاد هذا اللغز. اللغز التاريخي المبني على مفاهيم الشعور بالذنب والاستغفار. إن أساس الدين مبني على قابلية البشر على التصور النفسي لما نسميه بالإله المعبود، علما بأن لهذا التصور الكثير من التلويث عبر الإنفصام السلوكي المفروض من قبل معلمي الأديان على (الأفراد) خصوصا على طلبتهم ، ومن غير أن يعلموا مصدر وأساس هذا التلويث. من الممكن إدراج الإختبار التالي لذات الفرد القاريء لهذا المقال، لإيصاله إلى مرحلة خداع التخيل، وهو الذي يمكن إدراجه على شكل سؤال محفز للذهن. ( تخيل نفسك قد أجبرت على الإنتقال إلى مكان وزمان ظهور الدين اليهودي- وقت النبي موسى عليه السلام- كيف سيكون شعورك وما هي نوعية الإتصال السليم مع ذاتك، وهل هناك تطابق مع ذهنك في الوقت الحالي، وأين هو الفاعل السليم لمثل هذا التطابق إن وجد أو يوجد). من المتوقع أن نحصل على فرشة واسعة من الأجوبة على هذا السؤال، حسب أختلاف التفكير به بين الناس، وحسب التنبؤ بنوعية العلاقة بين الخالق والمخلوق. لهذه النتيجة، يوجه الفرد حاليا أبصاره وأسماعه للعديد من الطرائف التي يمكن أن تساعده في نشر أهتمامه بمفاهيم تؤثر على الدين نفسه، وهذا بطبيعة الحال يؤدي إلى التقبل العقلي لتكرار الخداع الذهني المؤثر على الروح، لأن عطشها للحقيقة من نوع فريد. نصل بهذا إلى أن على كل فرد أن يعلم أن الذات لا تحتاج إلى كشف، ولكن تحتاج إلى أستمرار حيوية حبها الماكر لنفسها، وبأختفاء تام ، يفوق أي تفسير أو شرح بلغة. فإن شعر الفرد أنه هو حب الكون لنفسه، وبأن الإحساس الذاتي هو هدية كشف الوعي للإبداع في العلاقة الحميمة ما بين الخالق والمخلوق كأداء أساسه الجهاز العصبي الذي يعلم بأنه ليس متكون من مجموعة كلمات وأفكار، بل من مجموعة شبكية في أنتظار ساكن الطبيعة، التي هي ليست بالخارج ولا بالداخل، ليست متحركة وغير ثابتة فيزياويا، وهذا هو ما يطلق عليه أسم (الأثير). ففي أوقات الشدة نتساءل ما هي علاقة الأنانية منها؟ بما أن شعور الفرد بالانا، هو عبارة عن إنشداد أفتراضي من نوع غريب، يبين للفرد انه مجموعة من وعي عام متناثر بطبيعته، وغير قادر على أحتساب المستقبل بأي حال. وهذا إثبات على أن هذا الإنشداد نابع أو مرتبط يإنشداد أقوى وأروع، والمتمثل بمثل ما جاء به القرآن الكريم كصيغة توجيهات إحساسية ونفسية تتلاعب وعلى مستوى عال مع روح الإنسان. فعندما نقرأ آيات القرآن، نتقمص شخصية الحالم الذي يتقافز من آيةٍ إلى أخرى بأحاسيسه المتباينة بين الخوف والطمأنينة في نموذج رائع من الإنسيابية المقصودة. فالذي قيل عنك ومن أنت، يتجاوبان من غير الحاجة إلى أداء معين، خصوصا إذا أراد الفرد الصراحة التامة في من هو الملام في الأصل، إن كانت هناك حينئذ ملامة أصلا . فسراب الإتصال الروحي وقابلية البشر في التخيل كلمحات عابرة، هي في الحقيقة عبارة عن وهم خلاب أساسه الشعور بموازنة ثلاث موازين يقوم بها الفرد في التخيل الوهمي للصورة،. كوعي الأداء في حالة أستسلامه لمثل هذه الحالة العصبية الناتجة من الإنسجام، مثل ما يظهر لنا عند قراءة القرآن، نلاحظ وجود ثلاث مرتكزات متناغمة فيما بينها وهي القاريء والمكتوب والمُدبِّرْ. قد يساعدنا هذا التحليل في توضيح مسألة حب النفس التي يشترك بها كل البشر، والتي هي بالتأكيد غير مطلوبة من الفرد الجيد أو المطيع للضوابط الموضوعية من أجل أن يصبح إنسانا سويا في المجتمع، خصوصا فيما يتعلق في كيفية شعور الفرد بكيانه دينيا. فهناك الكثير من الغيبيات في تاريخ الأديان، وتأثيراتها على معالم البشرية الماضية والحالية مثل مختلف جوانب سلوك البشر وتفاعلهم مع تقدم الحضارة والعلوم، خصوصا تلك التي وجدت عليها مباديء أو بدايات الإنسان العقلية، والتي تتعلق بتقييم الناس بعضهم لبعض (هذا يسوة وهذا لا يسوة). لأن هذا التقييم بالأصل يعتمد على وصف وإفراد الشخصية التي أساسها مبني على نظرية أنفصال حيوانية في طبيعتها الأخلاقية، وكيفية أقتناع صاحب الشخصية بأصله (من هو) وبأهميته ومكانته وبراعته في هذا الوجود، خصوصا عند مجابهته لنهايته التي يمكن إطلاق عليها تعبير (ضحكة الموت)، وكيف أنها هاربة بشراسة من الجميع. وعليه نرى أن الصلاة وكافة الواجبات الدينية يجب أن تمارس بمرح وبهجة ألحياة وليس بالرعب والخوف من الموت.
حارث زهير الحكاك / نيوزلندة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حاكم دارفور: سنحرر جميع مدن الإقليم من الدعم السريع


.. بريطانيا.. قصة احتيال غريبة لموظفة في مكتب محاماة سرقت -ممتل




.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين يضرمون النيران بشوارع تل أبيب


.. بإيعاز من رؤساء وملوك دول العالم الإسلامي.. ضرورات دعت لقيام




.. بعبارة -ترمب رائع-.. الملاكم غارسيا ينشر مقطعاً يؤدي فيه لكم