الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة ل(سورة)الكافرون(1)

ماجد الشمري

2016 / 11 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بعيدا عن التقديس والتحريم والمسلمات...قريبا من البشرية والنقد والشك...
مقالي هذا هو قراءة خاصة،وتحليل منطقي بارد،يحتكم الى العقل لاسواه في التأمل والقراءة لنص(سورة-قرآن)محمدي مثير في تداعياته ولبسه وتناقضه.
وهذه القراءة لاتنطوي على الرغبة في تغيير القناعات والافكار،بقدر ماتحث على التفكر والتأمل واستنطاق النص بما قاله ولم يقله.وايضا هي ليست ملزمة بالتبني او النية بالتأييد،بقدر ماهي منطلقة من حرية التعبير والرأي وحق المجاهرة بالافكار والرؤى،وهو الحق الذي لايتناطح عليه او حوله عنزان،كما اعتقد!.-مع احترامنا الكامل لحرية العقيدة للجميع بشرط ان لاتتجاوز بالقسر او الاكراه على حريات وحقوق بقية العقائد-
واخيرا ايضا لاتتوخى هذه القراءة-وانا صادق في هذا-ازدراء او تسفيه،او ادنى حد من الاستهانة بالاديان-ومنها الاسلام-.بل هي معالجة لحيثيات النص بأقصى مايكون من الحياد والموضوعية في التناول وتسليط الضوء على الظل المعتم المخيم على النص الديني كقداسة وعبادة.-وهذا هدفي وقصدي المتواضع من هذا المقال..
وكما هو شائع ومعروف،تميزت النصوص(السور)المكية،ب:القصر والسجع والايجاز والتوهج والحيويةونحت المفردات بطاقة بلاغية ووجدانية هائلة.وهذا من ناحية البنية الشكلية والاسلوب وطرائق التعبير.اما من ناحية المضمون والمعاني والمفاهيم،فقد تميزت ب:الدعوة المركزة على الوحدانية، واللاهوت الرهباني-المسيحاني-الروحاني،والتطرف الوجداني-الاخلاقي في عرض المطلق الماورائي،والانذارات والوعد والوعيد،واعلان التهاية الوشيكة لهذا العالم،والحث على نبذ بقية الالهة والاوثان،والتحذير من الاشراك والضلال،و تحفل السور المكية بالعبر والمواعظ،وقصص وروايات الانبياء والرسل الغابرون،وتنبه لقصر الحياة الدنيا،وخلود الحياة الاخرى،وما ينتظر البشر من ثواب او عقاب:الجنة والنار،وتضمنت المحاورة مع المشركين والاديان الاخرى،الخ.وخاطبت الجميع ب:يا ايها الناس.بأستثناء(سورة)(الكافرون)-موضوع مقالنا هذا-..
ولن نتوسع في استطرادات وتغاصيل منهج ومحتوى وظروف انتاج(قرآن) الفترة المكية،فهذا ليس موضوعنا الاساسي. فمقالنا وقراءتنا هي كما ذكرنا خاصة وتقتصر على نص(سورة)-الكافرون-فقط والتأمل في(آياتها)الستة فكريا وسايكولوجيا ودينيا..
وكما هو معروف وثابت فأن(سورة)الكافرون هي في التسلسل التاريخي-الزمني هي(السورة)18-مكية.ولكنها في الترتيب الرسمي-العثماني المعتمد كمرجع اوحد للمؤمنين، والمتعبد بها حتى الساعة كمدونة وحيدة للقرآن. الحقت-اعتباطا او لمبررات و اسباب -لانعرفها-
علمها عند الخليفة عثمان وبقية رؤوس الصحابة-حراس وامناء الدين-وكل ما ذكر من تفسيرات -لهذا الشكل الفوضوي من الترتيب الذي يفتقر لمنهجية النسق التاريخي المتعاقب لنطق محمد بالقرآن حسب الفترات الزمنية من الاقدم الى الاحدث حتى اخره- هو متهافت وغير مقنع في اختلاقه لمبررات هذا الترتيب غير المرتب!.
لذلك نجد(سورة)الكافرون في الصفحات الاخيرة - قصار السور-من القرآن.فهي(السورة)109 وعدد (آياتها)6
فنص(سورةالكافرون)واحدة من عدة (سور)و(آيات) ترفع كعلم خفاق،وكدليل وبفاخر بها ويستند اليها بتبجح-وخاصة(الآية)الاخيرة ،غالبية المعتدلون من المسلمين-المؤمنون والمتنورون-كحجة وأشارة ودفاع عن الاسلام،كدين:اعتدال وتسامح ومرونة وانفتاح وقبول للاخر المختلف في العبادات والاعتقادات والآراء المخالفة للاسلام.وايضا هي واحدة من تلك (الآيات)التي يحاجج بها:الامؤمن او الاادري او المخالف كأدانة من داخل النص المقدس-من فمك ادينك!- على دموية وعنف التيارات الاسلامية المتشددة والاصولية التي تعتمد على(آيات)و(سور)تناقض نصوص التسامح والسلام المجتمعي كما يتوهمون!.وهي واحدة من تلك الاستشهادات التي ترد على شفاه واسماع جمهرة واسعة ودوما في الحوارات والجدل الذي يتناول الاسلام كدين تسامح وسلام.ويتعكز عليها(المسلمون)خاصة،منافحين لاثبات:اعتراف وقبول العقيدة المحمدية بالتعددية والاختلاف ولكل المعتقدات والاديان الاخرى ارضية كانت ام فضائية!..
هذا البعض الاكثري،ينتقي ما يخدم غرضه من -حمال الاوجه هذا!- لتأييد مقاصده ومراميه.ويجتزيء ماطاب له الاجتزاء من(آيات)خارج سياقها ليدلل على وسطية واعتدال معتقده.ويغض بصره او يتجاوز ويتناسى الكثير من النصوص الاخرى،اليثربية القاسية و البشعة في العلاقة مع الاخر المختلف،والتي تقطر بالكراهية والنبذ،والعنصرية الدينية الاقصائية اللاغية،والتي تحث على القتل والابادة للمختلفين-دينيا او فكريا-والذين يجب ان ينصاعوا وينخرطوا في اعتناق دين محمد:مشركون..يهود..صابئة..نصارى..مجوس..الخ من عقائد وملل تتقاطع مع الاسلام كأديان ومعتقدات مخالفة.وليس من مهرب:اما الدخول في الدين المحمدي،او معانقة السيف،او دفع الجزية المذلة!.-وكلها خيارات ارغامية اجبارية ليس فيها ذرة من الاختيار الحر!-..
ولن نتابع الاسترسال في تفصيل وذكر الروايات التاريخية التي تملآ بطون السير والمغازي وحوليات التاريخ-فماضبنا التليد المر موثق،وحاضرنا الواقع الان و الاكثر مرارة يؤكد مانقول بالصور الحية!-..لذا يبقى موضوعنا هو تلك القراءة الخاصة لنص-سورة(الكافرون)لنرى مدى مافيه/ا من ذلك التسامح اوتقبل الاخر المفترض من حقيقة،او ادعاء مزعوم،ونظرة عوراء؟!.فهل نجد في هذه(السورة)مايثبت حقا ذلك التساهل والمرونه العبادية؟!.ام نرى العكس تماما،اي ماينفيه/ا؟!.
هل هو يدعو حقيقة للانفتاح والتعايش الفكري والديني والاجتماعي في العقيدة المحمدية،كما يدعي محترفو التلميع،وهواة التجميل الايديولوجي،والواهمون،لتزيين دين او عقيدة تنضح بالدم والاشلاء والرؤوس المقطوعةعلى مر تاريخه/ا حتى اليوم؟!..
سنقرأ ونحلل:النص-السورة منطقيا وبعيدا عن كل التفسيرات والتأويلات والروايات،واسباب النزول او الصعود التي افرزت او انتجت هذه(السورة)كجواب او استجابة،او رد فعل او قول لحدث او موقف او مشروع لعلاقة وتفاعل وتعدد بين العقائد المختلفة في البيئة المكية في العقد الاول من القرن السابع،وكان علة او حافز لابداع واخراج هذا النص المتفذلك في خلاصته،والملتبس والغريب في نفس الان!.
.............................................
يتبع
وعلى الاخاء نلتقي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سورة الكافرون
شاكر شكور ( 2016 / 11 / 20 - 22:02 )
الآية 3و5 من سورة (الكافرون) تقول : وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ .... نحن نعلم بأن الكافر في وقت معين قد لا يستمر في كفره الى ان يموت ، فربما خلال حياته المستقبلية تتبدل قناعاته خاصة إذا كان العرض المقدم له كبديل لأيمانه عرض مقنع وجديد وليس تكرار لأساطير وقصص دينية معروفة ، فالعبارة الجازمة (وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ) فهذه العبارة وقعت كسد يشجع هؤلاء الكافرين للثبات في كفرهم لأن الحكم على تهمة كفرهم قد صدر دون مراعاة المستقبل في توبة هؤلاء الكفرة ، وهذا القرار طبعا سيزيد من تعنتهم ، نستنتج مما تقدم بأن المتحدث في هذه الآية ليس إله ينتظر توبة خلائقه ولا يمكن ان يكون وحيا من عند الله بل هو مجرد مناكفة بين رجل يدعي النبوه يجادل اعدائه المخالفين له في العبادة وواضح بأن المحادثة جرت في فترة الضعف والمهادنة اي قبل صدور قرار القوة الناسخ للسلم المتمثل بعبارة (الدين عند الله هو الأسلام ) ، تحياتي أخ ماجد


2 - قراءة الكافرون
ماجد الشمري ( 2016 / 11 / 21 - 07:44 )
هذا ماسيكون جوهر مقالي القادم من قراءتي للسورة المذكورة وماتتميز به من تناقض ولبس تحياتي عزيزي شاكر


3 - رد على ابراهيم الثلجي من الفيسبوك
شاكر شكور ( 2016 / 11 / 21 - 15:18 )
حتى إذا كان المقصود بالكفر لحظة الكلام ، تبقى الآية (وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ) تشير الى الآن والمستقبل وهذا مايجعلها تناقض الأية التي تلتها بعد الهجرة الواردة في سورة آل عمران 83 التي تقول (أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها) ، فهذه الآية تثبت بأن التغيير حصل لهؤلاء الكفرة طوعا او كرها فكيف تقول العبارة وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ وهم قد اجبروا مقدما على العبادة وفق الإسلام حسب اللوح المحفوظ ؟ سلام على العقل المتثلج ، وأخو الجهالة فى الشقاوة ينعم


4 - ننتظر القراءة
عيسى ولد محمد ( 2016 / 11 / 21 - 18:23 )

تحية للكاتب
اذا كانت قراءتك لسورة(الكافرون)تحتاج الى هذه المقدمة المطولة فكيف سيكون شرحك وتحلليك لهذه السورة


5 - القراءة
ماجد الشمري ( 2016 / 11 / 21 - 18:49 )
ستقرأه في حينه عندما انشر المقال القادم وهي كما قلت قراءة خاصة تحياتي

اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah