الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السلوك الجمعي المصري المعاصر في ظل غياب الوعي

طارق المهدوي

2016 / 11 / 22
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


السلوك الجمعي المصري المعاصر في ظل غياب الوعي
طارق المهدوي
تخلق المظالم لدى عوام المظلومين شعوراً قابضاً بأنهم ضحايا وهو الشعور الذي يدفعهم نحو الرغبة في الانتقام من ظالميهم فإن عجزوا عن ذلك يترجمون دافعهم الانتقامي في سلوكيات يومية متبادلة عنيفة، كما يخلق التفاؤل بمستقبل أفضل وشيك لدى العوام شعوراً مؤقتاً بالتوازن الانفعالي فإن جاء الأسوأ في المستقبل أصابهم الشعور بالإحباط الذي يدفعهم نحو الرغبة في التدمير عبر سلوكيات يومية متبادلة عنيفة، علماً بأن التقاء هذين النوعين من الدوافع ينتج وحوشاً غير آدمية يمارسون القهر والغش غالباً ضد بعضهم وأحياناً ضد أنفسهم، وبما أن عوام المصريين المعاصرين تحاصرهم المظالم بتنويعاتها المختلفة منذ عام 1952 حتى اليوم دون انقطاع فقد أصبحوا يعانون من الشعور المزمن بأنهم ضحايا، ورغم أن إحباطاتهم الناجمة عن صدماتهم الوطنية والديمقراطية والاجتماعية خلال النصف الثاني للقرن العشرين كانت قد اتسمت بوجود فترات زمنية بينية طويلة امتصت بعض المضاعفات الحادة بما كبح جماح الدافع التدميري في حينه، ابتداءً بانقلاب الجيش عام 1952 وانتهاءً بالمشاركة في ضرب العراق عام 1991 مروراً بالهزيمة أمام إسرائيل عام 1967 وقمع الانتفاضة الجماهيرية عام 1977 وانتفاضة جنود الأمن المركزي عام 1986، إلا أن الأمر قد اختلف جذرياً خلال الأعوام الأخيرة التي تسارعت فيها وتيرة صدماتهم الانفعالية بمعدل مرة واحدة على الأقل كل عام مما رفع من حدة إحباطاتهم المتتالية، ابتداءً من الإطاحة بالرئيس العسكري حسني مبارك عام 2011 ثم انتخاب الرئيس الإسلامي محمد مرسي عام 2012 ثم انقلاب الجيش عليه وسجنه عام 2013 ثم الفشل الذريع للإدارة العسكرية العائدة على كافة المستويات الوطنية والديمقراطية والاجتماعية فيما أعقب ذلك من أعوام، ليلتقي شعور عوام المصريين المزمن بأنهم ضحايا مع شعورهم الحاد بالإحباط صانعين وحوشاً غير آدمية تكره وتقتل وتسرق وتكذب وتخدع وتخون وما شابه، في سلوك جمعي عشوائي سيظل يتصاعد بقوة دفعه الذاتي كالمتتاليات الهندسية حتى ينفجر الجميع في الجميع طالما استمر غياب عنصر الوعي الثوري، القادر وحده على نزع فتيل تلك القنبلة العشوائية عبر إبطال مفعول ذلك التفاعل السلوكي العشوائي بين الشعورين المزمن والحاد من خلال مكافحة المظالم والتصدي للإحباط بشكل علمي، الأمر الذي يستلزم ممارسة القادة والكوادر والعناصر الثورية لجهودهم التوعوية في الدولة والمجتمع والسوق والعلاقات الخارجية بحرية كاملة لم تزل تخشاها مراكز القوة المعاصرة في مصر، التي يمثلها العسكريون من جهة بينما يمثلها الإسلاميون من الجهة الأخرى حيث تتفق الجهتان معاً رغم خلافاتهما العديدة على تغييب الوعي الجمعي بمنع جهود التوعية!!.
طارق المهدوي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نادين الراسي.. تتحدث عن الخيانة الجسدية التي تعرضت لها????


.. السودان.. إعلان لوقف الحرب | #الظهيرة




.. فيديو متداول لحارسي الرئيس الروسي والرئيس الصيني يتبادلان ال


.. القسام: قنصنا جنديا إسرائيليا في محور -نتساريم- جنوب حي تل ا




.. شاهد| آخر الصور الملتقطة للرئيس الإيراني والوفد الوزاري في أ