الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القيم الوطنية والازمة الاخلاقية

ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)

2016 / 11 / 28
المجتمع المدني


القيم الوطنية . . والازمة الاخلاقية 
ادهم ابراهيم 

      في مداخلة لي على احد المقالات . . انهالت علي"الافتراءات من كل جانب . .  حتى من اولئك الذين كنت اعتقد بأنهم من المتحضرين والمثقفين  .  واذا ما اردت نشر مقال عن واحدة من السلبيات التي نعاني منها اجد ان كثيرا من المواقع الالكترونية لا تتقبل الرأي الاخر .   .  اما اذا نشرت صورة او كلمة في مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيسبك  او تويتر . فأنني اواجه سيلا من السباب والكلمات البذيئة التي تسمم البدن لايام عديدة .  .  وتأتي ردود  الفعل العنيفة هذه بالاستناد على الخرافات او على تاريخ بائد وكأننا  لا زلنا نعيش بعصر الجاهلية التي كانت سائدة في مجتمعاتنا العربية قبل اكثر من الف واربعمائة عام .   .  ونرى التاريخ المظلم هذا يراوح مكانه ،  ويعشعش في اذهان وعقول الكثير من الناس ونحن في القرن الواحد والعشرين ، قرن العولمة والاتمتة الكاملة .  والاكثر من هذا اننا فقدنا الهوية الوطنية لتحل محلها الهوية المذهبية والتعصب الطائفي المبني على انكار الاخر. .   مع علمنا جميعا بان المشاعر الوطنية هي اسمى المعاني الاخلاقية .  وان الاخلاص للوطن والتضحية في سبيله يمثل رمزا عاليا للانسان المتقدم والمتحضر .  بعكس التعصب الطائفي والتضحية في سبيله  الذي يمثل ادنى المعاني الاخلاقية . واحط المشاعر الانسانية  . . ولا نجد هذا  السلوك الا في مجاهل افريقيا وفي الشعوب الوضيعة المتخلفة . وهي اقرب الى المشاعر  والغرائز البدائية منها الى المشاعر الانسانية الراقية ،   لانها نابعة من الخوف والفوبيا من الآخر   . رغم كون الآخر  هو انسان مثله له مشاعر واحاسيس وامال واحلام 
         ان اساس القيم الاخلاقية  يستند على احترام الآخر . وان الانسان الوضيع هو فقط الانسان الاناني الذي يحاول الحصول على كل شيئ لنفسه مع انكار الآخر .  اما الشخص السوي  والاجتماعي فهو يشعر بالسعادة والغبطة عندما يعطي .  .  سواء كان العطاء ماديا او معنويا 
          اننا عندما اضعنا هويتنا الوطنية  اضعنا انسانيتنا واخلاقنا السامية معها .  ولكي نحافظ على انسانيتنا ومستقبل اولادنا علينا ان نعيد النظر بواقعنا الاجتماعي والعائلي والدراسي .  . وان اول ما يجب ان نقوم به على مستوى الافراد هو عدم التعامل والاتصال  مع الاشخاص الذين يتبنون او يروجون الافكار المذهبية او الدينية المتخلفة . او يتفوهون بالفاظ وتعابير غير اخلاقية ،  حتى نبعد الاساءة عن ذوقنا واخلاقنا اولا ثم نشجع الاخرين على احترام الآخر وتقبله .  فربما يكون الآخر اصوب منا اعتقادا وفكرا 
        قد تبدو هذه المهمة مستحيلة على مستوى المجتمع  المتخلف والامي ،  والذي يؤمن بالخرافات ويتواصل مع فضائيات مليئة بالسموم الفكرية .  ولكن الامر يهون عندما نعلم بأن الاشخاص المحيطين بنا على الاقل لديهم مثل هذا الاستعداد .   حتى نحثهم على تبني هذا النهج لتقويم انفسنا ومجتمعنا في آن واحد 
ادهم ابراهيم 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الرادع الذي جاء به ستارمر كبديل لطرد اللاجئين إلى روندا؟


.. واشنطن بوست: اتهام نتنياهو في ظل المجاعة في غزة أصبح اختبار




.. الاتحاد الأوروبي متورط في قتل المهاجرين من إفريقيا


.. آلاف المستوطنين يتظاهرون في القدس لعقد صفقة تبادل أسرى




.. احتجاجات في إسرائيل بسبب مرور 9 أشهر على حرب غزة دون إعادة ا