الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلم والإتصال الروحي

حارث زهير الحكاك

2016 / 11 / 29
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


العلــــم والاتصــــال الروحــــي
لقد لعب العلماء، ومن جميع الأديان، أدوارا كثيرة في توضيح ماهية الاتصال الروحي، وكيف أنه ما يزال موزونا لحد الآن بالرغم من ما قيل الكثير عنه من الإنتقادات، وبطرق بشعة. فالبعض يعتقد بأن هذا العالم قد وصل إلى درجة عالية من الشوشرة وعدم التفاهم ما بين النفوس وعملية تبادل المشاعر فيما بينها، وما زالت تُبعث إلى منظارنا للحياة لحد الوقت الحاضر، وربما تفاقمت إلى درجة عالية، ولكن الغموض والمجهول في حقيقة هذا الوجود ينبع من شعورنا المستمر بأن هذه العلاقة يمكن أن تُحسن مستقبلا، فيما لو أخذنا بنظر أعتبارنا بعض الأمور في تصوراتنا مثل:-
الحاضر أو الآن هو أنت، والذي حصل من ما نسميه بالحياة هو حاصل من السكون، ويتفرع إلى ما نطلق عليه (الماضي) ونخزن تفاصيله في ممرات الذاكرة في العقل. فجميع ما قد حدث هو بفعل كامل القوى العصبية، لأنه ببساطة لا يمكنك تفنيد ما حصل لك في (الماضي) إلى أن يبدا أستشعار التفاصيل في (الحاضر) كما هو مطلوب في عناق الروح مع النفس. إذا أراد الفرد أن يتلاقى مع ما يورد منك كنقطة أتصال روحي بالحياة أو الوجود (الجيوسنيركلي) والذي نعني به (قابلية الإنسان في تحسس الطبيعة) وعرف بأن هذا النوع من العقل هو سبب وجود هذه القابلية، أو بما يثير في أنفسنا ومشاعرنا السؤال ( لماذا كان علينا أن نتواصل بلغة؟)، هل لأنها أسهل؟ وهناك مؤشرات عديدة تشير إلى وجود إتصال من نوع ثاني ( بدون لغة) في الماضي وفي الوقت الحاضر. فاللغة هي ليست مجرد أنفاس ومعاني، وهناك الكثير من الذين هجنوا تفكيرهم بأشياء تتعلق بأساليب تهذيب الكلام، وقد استطاعوا فعلا.
الإنتقال والتفسير المطلوب لمعنى (المسافة)، هو واحد من أهم مشاكل الإنسان التي برمجها لنفسه وهو محبوس في الكثير من مناجم الوهم أو ربما السحر. بأعتقادي أن مصدر هذه المشاكل يرجع إلى عدم ملاحظة كفة الميزان ما بين (هنا) و(هناك) حيث أن الجميع متفقون على أن (هناك) أحسن من (هنا) كلاميا أو ربما إحساسيا، وبما أن الكثيرين يؤيدون ذلك فإن هذا يعني صحيح!.
لقد ودع أنت والكثيرون روعة الشعور بالعيش، وفقدتَ وفقدوا بذلك جمال شرح تفاصيله، وذلك لأنه جواب على حالك أنت وحالهم هم. فإذا لاحظت كيف أن هذا الشعور ينبع من مجرد فقدان الإنسان عقليا، لكثير من معالم جانب التساوي، الذي ينبع بالأصل من أسس تشكيلية متواترة عبر العصور بالوهم الكبير لإحتياج الرجال، والتي بدورها كذبت القوة الشعورية المؤلفة، ووضعت ذلك في الكثير من طرق الكلام التابعة لمناصب أرستقراطية، ولكنها بمضمون واضح من الخوف.
الشعور بالفرد (أنا) وبالآخر(أنت) هو شعور واحد، يحصل الآن ولا يمكن الهروب منه، ولكننا نستطيع أن نمارس الشعور بالأنا بإتزان نابع من أهتزازات فكرية جديدة عندما يزيد إطلاعك ومعرفتك للإجابة عن السؤال (لماذا هذا الوجود البديع؟)، خصوصا عندما ننظر إليه بطريقة عين فنية واسعة القدرة على إعطاء المعاني. إن هذه الإحساسات يجب أن تمارس مع وجود الثابت الأساسي، والذي هو يشمل كل حاجة وكل موضوع متواجدين معنا الآن. وأما ما يحصل من إضطرابات فهي ثمن عدم الإعتراف بأنك أنت الأناني الأصيل الذي لا وجود لوجهه، ولا معتمد على الماضي لأنه مضى من الآن، وهذا الشعور يكون في غاية العمق والتسلية إذا ما أرتبط مع نفس الآن الكونية.
يجب على الإنسان أن يعرف أن مسار الدنيا هو نفسي، وإن اجتماعيات الفرد ملمومة في تكوين النفس البشرية. أما ماهية النفس البشرية فهي مرتبطة بالوعي في تأثير الأديان عليها. فالنفس البشرية عبارة عن مفاهيم متلاحمة في تبادل الإحساس في تسعة بؤر مختلفة ومتفاعلة فيما بينها. الأولى هي بؤرة الأحاسيس التي لا تُنتج بصوت. الثانية هي بؤرة الإحساس بالأنا وبأنني موجود كفرد. الثالثة هي بؤرة كيف يتم ذلك فسلجيا. الرابعة هي بؤرة الإحساس بعدم (الأنا) والتي هي حقيقة الإحساس بالغير (أنت). الخامسة بؤرة معنى العلاقة العاطفية بكافة جوانبها كالحب والمودة والكره والحسد والحقد وغيرها. السادسة هي بؤرة ماهية طهارة الروح من الشوائب السلوكية ونقائها. السابعة هي بؤرة إحساس النفس بالجنة من غير علم الإنسان بماهية هذا الإحساس. الثامنة هي بؤرة مواجهة النفس داخليا مع الملائكة. التاسعة هي بؤرة راحة النفس الأبدية التي تخلو من التخيل.
حــــارث زهيـــر الحكـــــاك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو: هل تستطيع أوروبا تجهيز نفسها بدرع مضاد للصواريخ؟ • فر


.. قتيلان برصاص الجيش الإسرائيلي قرب جنين في الضفة الغربية




.. روسيا.. السلطات تحتجز موظفا في وزارة الدفاع في قضية رشوة| #ا


.. محمد هلسة: نتنياهو يطيل الحرب لمحاولة التملص من الأطواق التي




.. وصول 3 مصابين لمستشفى غزة الأوروبي إثر انفجار ذخائر من مخلفا