الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل فرض الله القراءة

سعادة أبو عراق

2016 / 11 / 30
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


هل فرض الله القراءة
لا ندري من أي عهد كففنا عن القراءة والمطالعة ،وأصبح من عاداتنا أن لا نقرأ ، بل لا يوجد متعلمين ولا كتب نقرؤها ،لأن الفقهاء لم يجدوا في أمر الله الصريح ( اقرأ ) فريضة يجب إتباعها ، فعلى ما أسرف المفسرون في تفسير الآيات وتأويلها، لم نجد من يقول أن هذه الآية ما هي إلا فرض عين على كل مسلم ومسلمة بأن يتعلم القراءة والكتابة.
إن هذه الآية التي أبرقت في ذهني عرضا، فتحت أمام بصيرتي تساؤلات واسعة، فالأمر الإلهي ( اقرأ ) ما كان للرسول فقط، فما نعرفه وأكده جميع المؤرخون أن الرسول لم يكن يقرأ أو يكتب فلماذا أبتدره الله بقوله اقرأ، والمفسرون الذين مروا على هذه الآية مرورا سريعا فسروها على أنها أمر للرسول بأن يقرأ القرآن، وهذا تفسير بعيد عن الصواب وجهل باللغة، ذلك أن هناك فرق بين معنى الفعل أتْلُ وبين الفعل أقرا، فالقراءة تكون من كتاب والتلاوة تكون من الذاكرة.
ولعل الرسول حينما سمع التنزيل أول ما سمع اقرأ ارتبك وأصابته رهبة وقال ( ما أنا بقارئ ) وهنا نحاول أن نفهم معنى (ما ) هل هي اسم موصول بمعنى ما الذي سأقرأه وهذا دليل على انه كان يقرأ، أما إذا كانت( ما ) الحجازية النافية ستكون بمعنى لست بقارئ ، وهذا يعني أن الرسول لا يقرأ.
إذن ما المقصود أن يبتدر الله نبيه الكريم بهذا الأمر ( اقرأ) وهو يعلم انه أمي لا يمكنه القراءة ولا يوجد لديه كتاب يقرأه؟
وبإمكاننا أن نعيد المراجعة ، فهل يكون الله قد أمر نبينا بتعلم القراءة والكتابة، إنه احتمال ممكن، ولكن لماذا لم يفهم الرسول الآية على هذا النحو؟ وذهب صادعا لأمر الله بتعلم القراءة والكتابة، ولكن الرسول لم يذهب، ونحن نجله عن مثل هذه الافتراضات البحثية التي تقوم في رؤوسنا، وظل متكئا على المهارات التي أجادها كتاب الوحي في قريش.
وبما أن الرسول لم يذهب لتعلم القراءة فلمن يكون الأمر في هذه الآية، فأنا أرى أن الآية كانت أمرا للرسول، ولكن الرسول الكريم لو ذهب ليتعلم القراءة وصار كاتبا وقارئا للوحي فما الذي يمنع رجال قريش من أن يقولوا أن القرآن منحول من توراة اليهود وإنجيل المسيح ، لذلك فإن بقاء الرسول أميا ما هو إلا سدا لذريعة سوف ينفذ منها كفار قريش، بل ينفذ منها الباحثون اللاحقون حينما يقارنون ما جاء في التوراة بما جاء في القرآن،
ومن ناحية أخرى لا أظن أن الآية أمرا للرسول بأن بتعلم القراءة، ذلك أن الله وهو يعد نبينا محمدا للرسالة لم يجد في تعلم القراءة لرسول ضرورية ولازمة, لذلك لم ييسر له تعلم القراءة وهو فتى كما هم الفتية من أترابه في قريش ، ذلك أن أميته أبعدت عنه شبهة النقل عن الكهان ورجال الدين اليهود والمسيحيين والفرس.
كان على كل الفقهاء والمفسرين أن يتنبهوا لمغزى هذا الابتداء الجميل الذي ابتدر به الله تعالى التنزيل دون غيره من الأوامر والنواهي والعبادات، فبما انه أمر ليس موجها للرسول ولا ينبغي للرسول أن يتعلمها كفرض من الفروض التي أوجبها على المؤمنين، فإنه يكون موجها للمسلمين كفرض واجب، كما هي التوجيهات الواجبة التي أنزلت في نساء الرسول فصارت تشمل نساء المسلمين جميعها.
وحتى أولئك الذين فهموا الآية على انه أمر للرسول بأن يقرأ القرآن ، فقد فهموا فهما خاطئا ، ذلك أن الله لم يذكر القرآن صراحة وما أشار إليه، اذ قال له اقرأ ولم يحدد موضوع القراءة, فمعنى ذلك أن الله اوجب القراءة في جميع المواضيع فرضا من جملة الفروض التي انزلها.
إذن فعلى الفقهاء أن يعيدوا مرة أخرى تفسير القرآن بما يتناسب مع العصر، ويعتبرون التعلم أمرا انزله الله كما انزل الحدود وقسم الإرث وفرض الصوم والزكاة والحج ، وأن الإطاعة واجبة مأجورة ، وتركها إثم كبير، فالله يعلم أن أية أمة لا تنهض إلا بالقراءة والمطالعة والثقافة، وبالتالي حيازة العلوم والمعارف، لأنها سنة الله في رقي مجتمعاته، وأن يعلم أساتذة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم, أن الله فرض أول ما فرض القراءة والتعلم , ولم يقل اسألوا الشيخ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جمعية -مالوف تونس- تقيم حفلا في باريس


.. لماذا استبعدت روسيا ولم تستبعد إسرائيل من مسابقة الأغنية -يو




.. تعليق دعم بايدن لإسرائيل: أب يقرص أذن ابنه أم مرشح يريد الحف


.. أبل تعتذر عن إعلانها -سحق- لجهاز iPad Pro ??الجديد




.. مراسلنا: غارة إسرائيلية على بلدة كفركلا جنوبي لبنان | #الظهي