الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بهنام أبو الصوف.. صاحب نظريَّة عراقيَّة السومريين

شكيب كاظم

2016 / 12 / 2
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


استهوت آثار العراق والمنطقة العربية، العديد من الاركيولوجيين والمهتمين بعلم الآثار منذ منتصف القرن التاسع عشر، وما زلنا نتذكر رحلة الآثاري البريطاني د.ج. هوغارث إلى مناطق أعالي الفرات وكرشميش في بلاد الشام للتنقيب عن الآثار، يرافقه في مهمته هذه ضابط الاستخبارات البريطانية (توماس إدور لورنس)، المعروف بـ (لورنس العرب) في حين كانا يراقبان تحركات القوات الألمانية، إبان الحرب العالمية الأولى وقيامها ببناء جسر على نهر الفرات لتسهيل حركة هذه القوات وعملية تمديد سكة حديد برلين – بغداد – بصرة، فضلاً عن جهود ماكس مالوان، زوج رائدة الرواية البوليسية (أكاثا كرستي) وآرثر وولي (الذي اكتشف المقبرة الملكية في مدينة أور، وبقايا الملكة شبعاد ووصيفاتها وهن بكامل حليهن)، وروبرت هاملتون، وسيتون لويد، (الذي أصبح مستشاراً لدائرة الآثار العراقية)، وليوناردو وولي والأب باورز، وكان رائد هذه التنقيبات (هنري لايارد) الذي جاء إلى العراق سنة 1854 للتنقيب في مناطق النمرود، حتى إذا تأسست الدولة العراقية الدستورية الحديثة سنة 1921، بدأت بعثات الطلاب والدارسين تتوالى إلى دول العالم المتقدم، ليشكل هؤلاء بعد عودتهم المدماك الأول في صرح الدراسات الآثارية العراقية، مثل العالمين الجليلين طه باقر، الذي كان له فضل ترجمة ملحمة كلكامش نثراً إلى اللغة العربية، في حين ترجمها شعراً مع دراسة ضافية الدكتور عبد الحق فاضل وأسماها (ملحمة قلقميش) فضلاً عن الباحث الكبير الأستاذ فؤاد سَفَر، الذي خسره علم الآثار العراقي إثر حادث سيارة مؤسف يوم الاثنين 10/1/1978، وهو ذاهب للتنقيب في سهل حمرين، وإذ يُسأل الباحث الكبير الدكتور بهنام أبو الصوف، عن أساتذته، فإنه يعد هذين الأستاذين طه باقر وفؤاد سَفَر من أفضل أساتذته ويظل يذكرهما بكل الاحترام والاعتراف بالفضل. لقد مثل بهنام أبو الصوف، الرعيل الثاني من الآثاريين العراقيين، بعد جيل الرواد الأوائل ممثلاً بطه باقر وفؤاد سَفَر، وكان هذا الرعيل مؤيد سعيد دميرجي وطارق مظلوم وفوزي رشيد وسامي سعيد الأحمد وفيصل الوائلي ووليد الجادر وعيسى سلمان وفاضل عبد الواحد وعامر سليمان فضلاً عن دوني جورج الذي كان له فضل إعادة الحياة إلى المتحف العراقي الذي خربه الغوغاء والدهماء إثر تغيير 2003، لكنه رحل عن الدنيا في مغتربه إثر حادث مؤسف، وما أراه إلا حادثاً مدبراً. يوم شاهدته في البرنامج الحواري الجميل الذي يديره الإعلامي مجيد السامرائي والموسوم بـ (أطراف الكلام) صيف العام 2012 كان زاخراً بالحيوية والنشاط وتوقد الذهن والفكر، هذا العالم الآثاري الكلداني العراقي الكبير المولود في مدينة الموصل في شهر تموز من العام 1931 والحاصل على الدكتوراه من جامعة كمبرديج البريطانية العريقة خريف سنة 1966 والذي عمل سنوات طويلة في التنقيب عن الآثار في بلده العراق، وكان مشرفاً علمياً على تنقيبات إنقاذية في حوضي سدي حمرين وأسكي كلك. في هذا اللقاء وفي دراسات كتبها، ذكر عالم الآثار بهنام إنه بحث في نظرية عراقية السومريين أو الشومريين على لغته، ولغة الأستاذ عبد الحق فاضل أو الشنعاريين، كما جاء في التوراة أو التورا، وإنهم ليسوا من أصول مجرية (هنكارية) أو انحدروا من مناطق مرتفعة مثل الأناضول أو التبت أو وادي نهر السند في الهند وهو ما أراد تكريسه لغايات سياسية وضيق أفق وسخف رأي دعاة إعادة كتابة التاريخ للنيل من سكان الجنوب عامة ولا سيما سكنة الأهوار إثر حوادث ربيع 1991 فتاريخ الأمم لا تعاد كتابته بل هو أصبح في ضمير العلم والزمن وإذ كنا نغير في حوادث الأيام المعاشة أو المعيشة لأسباب شتى، تقف السياسة على رأسها وأهواء الحاكم الفرد فليس من المعقول ولا المقبول أن نسحب هذا النظر الأحادي المتخلف إلى حوادث الأيام الخوالي. أكد الباحث الكبير أبو الصوف عراقية السومريين مخالفاً بذلك توجهات أستاذه ماكس مالوان الذي اعترف بأحقية وألمعية تلميذه النجيب بهنام ابو الصوف، الذي أرجو ان نعلي من شأنِ عراقيته ونؤكدها، لا أن نجيره لهويات أثنية وقومية ودينية، وهو ما طفا على السطح – مع الأسف – بعد سنة 2003 وإذ نجد من يطلق مصطلح الشعوب العراقية، أو الأمة العراقية أو تأكيد الهويات التي تأتي على حساب الهوية العراقية فكما أكد باحثنا المسيحي الكلداني السرياني الآشوري الدكتور بهنام أبو الصوف، عراقية الشومريين، إذن فلتؤكد عراقية أبو الصوف بعيداً عن الهويات المجزئة المجتزأة، فهويتنا العراقية هي الأبهى والأزهى والأجمل. قلتُ: لقد كان في ذلك اللقاء التلفازي يرفل بالحيوية والنشاط لكن كانت تطوف على سيماء وجهه ونظرات عينه سحب ألم ووجد جراء اضطراره للبعاد عن وطنه الذي أحبه العراق. ويوم أريد إبعاد الروائي الروسي الحائز على جائزة نوبل سنة 1958 بوريس باسترناك، لأنه كتب روايته المدوية ( الدكتور جيفاكو) التي ما كانت متوافقة مع توجهات نظام الحكم الشيوعي في بلاده وكتبت عنه الصحف قائلة: دعوه يذهب حيث يرغب، وهي دعوة لطرده من روسيا صرخ: لا تبعدوني فأنا لا أستطيع العيش خارج بلدي، وإني لموقن أن كل جوارح أبو الصوف كانت تهتف: أنا لا أستطيع العيش خارج بلدي، هذا البعاد الذي أكل عمره، ليرحل يوم الأربعاء 19/من أيلول/2012، وليدفن خارج البلد الذي أحبه شأنه شأن الجواهري الكبير ومصطفى جمال الدين وعبد الجبار المطلبي وبلند الحيدري وشريف الربيعي وعبد الله نيازي وخالص عزمي والنحات اتحاد كريم وصبحي انور رشيد وعبد العزيز الدوري وسركون بولص وجان دمو وعبد الستار ناصر والدكتور يوسف عز الدين وأنور الغساني .وغيرهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موقع إسرائيلي: حسن نصر الله غيّر مكان إقامته خوفا من تعرضه ل


.. وقفة لرواد مهرجان موسيقي بالدنمارك للمطالبة بوقف الإبادة بغز




.. برلمان فنلندا يقر اتفاقية للتعاون الدفاعي مع أمريكا


.. المدعي العام يطلب فتح تحقيق جنائي مع بن غفير بتهمة التحريض ع




.. في تصرف غريب.. هانتر بايدن يحضر اجتماعات والده مع المسؤولين