الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحسيني مفتي القدس الأسبق بريء من المحرقة ...بعضهم بحاجة لقراءة في التاريخ

شكيب كاظم

2016 / 12 / 4
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


أطلق رئيس الوزراء الاسرائيلي (بنيامين نتنياهو) تصريحات قاسية ومتشنجة، ضد مفتي القدس الأسبق سماحة الحاج محمد أمين الحسيني المولود عام 1893، وفي مدوناتي ليوم السبت 6/ من تموز/ 1974 دونت عنه ما يأتي: (سمعت هذه الليلة من اذاعة لندن نبأ وفاة الحاج محمد أمين الحسيني، مفتي الديار الفلسطينية ورئيس الهيئة العربية العليا لفلسطين، ليلة الخميس الماضي في بيروت إثر نوبة قلبية) أ. هـ

لقد أتهمه نتنياهو بأنه كان وراء المحرقة التي ارتكبتها النازية الهتلرية ضد اليهود في المانية، أو الدول التي وقعت تحت الإحتلال الألماني أثناء الحرب العالمية الثانية (1/ أيلول/ 1939- 8- 5- 1945) وهو الذي أقترح على أدولف هتلر (20/ 4/ 1889- 30/ 4/ 1945) مستشار الرايخ الثالث، في وقت كان هتلر ينوي طرد اليهود من أوربة فقط.

لقد دلت هذه الاقوال التي فاه بها نتنياهو على جهل في قراءة التأريخ، الامر الذي دفع بالبيت الابيض الأمريكي الى رفض هذه والتصريحات، واصفاً إياها بانها جالبة للأحقاد والكراهية. لقد كانت سياسة معاداة اليهود، أس السياسة التي قامت عليها أفكار الحزب الوطني الأشتراكي الألماني، المعروف اختصاراً بـ (النازي) الذي أسسه وقاده هتلر الى السلطة بفوزه بالانتخابات سنة 1933، هو الذي كان يصرخ في كتابه بـ (كفاحي) (كنت أجد أوغاداً يشتمون الحرب (أي الحرب الأولى) ويتمنون نهايتها السريعة، وكثر عدد الأنهزاميين، ولكنهم كانوا جميعاً من اليهود، كانت المكاتب ملأى باليهود، فكل كاتب يهودي، وكل يهودي كاتب (…) وكان الأنتاج كله في عامي 1916- 1917 تحت سيطرة المال اليهودي (…) وكان اليهودي يسرق الشعب كله، ويضعه تحت سيطرته، ورأيت فَزِعاً الكارثة تقترب) وهذا النص منقول من كتاب.

(The rise and fall of the third Reich )

AHistoy of nazi Germany- by- william . L. shirer

الذي ترجمه المترجم الفلسطيني خيري حماد ويقع في اكثر من الفي صفحة ومن أراد قراءة الكره الاوربي عامة والنازي خاصة لليهود على مستوى الرواية والأدب تحديداً فسيجد هذا الكره المستحكم في النفوس من خلال قراءة (تاجر البندقية) لوليم شكسبير، أو رواية (موبي دك) للأمريكي هرمان ملفل (1819- 1891) أو جيمس جويس في (يوليسيس) ترجمها ببراعة الأديب العراقي المغترب صلاح نيازي، وكان الروائي الروماني كونستانتان جورجيو، قد أوقف ملحمته الرائعة؛ روايته (الساعة الخامسة والعشرون) على الطقس المعادي لليهود في أوربة، ولولا هذا العداء لما فكر الاتحاد السوفياتي في حل مشكلة الوطن اليهودي في منطقة بيرو بيجان، لكن بيروقراطية الدولة السوفياتية، ودكتاتورية ستالين وأدت هذا المشروع الذي كان يعاني أصلاً جرثومة موته، إذ كان الوطن المُختار نائياً بعيداً قريباً من أراضي منغوليا، تنتشر فيه البرك المائية والبعوض وصعوبة الوصول لندرة المواصلات، وهو ما درسه دراسة وافية ضافية الباحث العراقي والمترجم نجدة فتحي صفوة في كتابه المهم (بيروبيجان. التجربة السوفيتية (لأنشاء وطن قومي يهودي) أصدر طبعته الأولى سنة 1973، مركز الدراسات الفلسطينية بجامعة بغداد، سلسة دراسات فلسطينية.

لذا فأن أدولف هتلر المعبأ بكره اليهود، هو والطبقة الحاكمة معه ما كان بحاجة الى نصح هذا المسكين، الذي قدم الى العراق هارباً من بيروت سنة 1940، هو ومجموعة من رفاقه المجاهدين ووجد أرضاً خصبة في خلاف رشيد عالي الكيلاني يسانده المربع الذهبي: صلاح الدين الصباغ، ومحمود سلمان، وفهمي سعيد، وكامل شبيب، مع الامير عبد الاله بن علي الوصي على عرش العراق، فشغل المفتي مركز الصدارة في الوسط السياسي البغدادي، وتجمع حوله الشباب القومي المتحمس، وصار مرجعاً استشارياً اعلى للعقداء الاربعة، وأدى دوراً خطيراً ومهماً في توجيه السياسة العراقية ما بين أذار 1940 الى نيسان/ 1941 كما يذكر الدكتور محمد حسين الزبيدي، الذي تولي تحقيق مذكرات علي محمود الشيخ علي وزير العدلية في حكومة الدفاع الوطني، أي وزارة رشيد عالي الكيلاني الأخيرة سنة 1941، محمد امين الحسيني الذي لجأ الى العراق هارباً، مالبث أن فر- كذلك- هارباً إثر إندلاع الحرب غير المعقولة وغير المتكافئة بين القوات العراقية، والقوات البريطانية، ما ادى الى سرعة أنهيارها في 29/ من مايس/ 1941، بعد نحو سبعة وعشرين يوماً من القتال المعروفة نتائجه سلفاً، وبعد رحلة طويلة من ايران يصل

الى برلين، شأنه شأن رشيد عالي الكيلاني، الذي مالبث أن فر ثانية بعد سقوط هتلر وانتهاء الحرب في 8/5/1945، ولجأ الى السعودية وإذ يصعد نجم الرئيس عبد الناصر، يذهب الى مصر، وليعود الى العراق في 17/ من آب/ 1958، ثم يتهم بالتآمر على كريم قاسم في 8/12/ 1958، ويحاكمه فاضل عباس المهداوي رئيس المحكمة العسكرية العليا الخاصة فيحكمه بالاعدام، ثم يطلق الزعيم سراحه عام 1961، وليموت في شهر ايلول/ 1965 ببغداد.

فالهولوكوست، أي المحرقة اليهودية ما كان حاثاً عليها هذا الرجل، بل سياسة دبرت بليل او نهار، وهي جزء من توجهات السلطة الهتلرية، لذا كانت تؤلمني محاولة الرئيس الايراني السابق محمود أحمدي نجاد نكران هذه المحرقة او التقليل من ضحاياها، فنحن ما اقترفناها، اي نحن العرب، أو المسلمون، أو الشرقيون، ما أقترفنا هذا الأثم كي ننكره، فالذي يجب عليهم نكرانه والتخفف من إثمه والاعتراف بارتكابه هم، النازيون، الالمان، الاوربيون، الذين اقصوا اليهود من حياتهم وجعلوهم يحيون في كيتوات منعزلة خائفة وجلة، في حين عاشوا معنا بحرية واحترام، منذ أيام الدولة العربية الاندلسية، حتى اذا أسقطت ايزابيلا وزوجها فرديناند الوجود العربي في أخر مثابة من مثاباته، غرناطة وسلم أبو عبدالله الصغير مفتاح المدينة صاغراً وكان راجلاً ذليلاً في حين كانت ايزابيلا على صهوة جوادها أنفة متغطرسة بدأت حملة شعواء ضد اليهود والمسلمين، فلجأ اليهود الى الدولة العثمانية، ومادمنا بصدد الحديث عن الهولوكوست، واعداد ضحاياها، فان هناك من الباحثين والمؤرخين من ينكر هذا العدد، ويعده مبالغاً فيه وهذا الرأي ما صدر عن باحث عربي أو مسلم او شرقي بل صدر عن باحث اكاديمي بريطاني، هو الدكتور (ريتشارز هاروود) الباحث المتخصص في دراسات وشؤون وقضايا الحرب العالمية الثانية، والاستاذ المتفرغ في العلوم السياسية والعلاقات الدولية والمسائل الدبلوماسية بجامعة لندن في كتابه الذي صدر في ضمن سلسلة:

historital Fact

Did six million Really Die

The truth at Last

وما زالت في الذاكرة الدراسة التي كتبها الاستاذ الدكتور الباحث العراقي الرصين حازم طالب مشتاق، لعرض ومناقشة ما جاء في الكتاب، هذا ونشرتها مجلة (آفاق عربية) في عدد شهر اذار/ 1976 وانها لمناسبة ان أذكر قراءتي لعديد بحوثه، ولا سيما كتابه المهم (من الوعي الايديولوجي الى الوعي الاستراتيجي) الذي نشرته دار الشؤون الثقافية العامة ببغداد عام 1993، وقرأته في كانون الأول/ 2007

ولدى قراءتي البحث الذي كتبه الدكتور عبد الجبار ناجي لدراسة حوادث سنة 1941، ونشره في مجلة (أفاق عربية) بعددها الصادر في أيار/ 1980، ولا سيما البرقيات التي كان يبرقها (بول نابنشو) السفير المفوض الامريكي في ذلك الوقت (1941) الى وزارة خارجية بلاده، فيرد ذكر سماحة الحاج محمد أمين الحسيني، مما يؤكد دوره المؤثر في أحداث تلك السنة ولاسيما ما كتبه الصحفيان الأمريكيان (سولز بركر) و (لويس فريكتلنج) في مجلة (الشؤون الخارجية- Foreign affairs) مما هو مثبوث في البحث الذي أشرت اليه آنفاً وهي مراسلات وتقارير جديرة بالقراءة والفحص والتدبر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حملة بايدن تسعى لتبديد الشكوك بتبرعات مليونية


.. كلمات فتاة غزية تجسد معاناة غزة والسودان من الجوع




.. الخارجية الأمريكي: تمت مشاهدة تقارير مزعجة عن استخدام الجيش


.. موقع إسرائيلي: حسن نصر الله غيّر مكان إقامته خوفا من تعرضه ل




.. وقفة لرواد مهرجان موسيقي بالدنمارك للمطالبة بوقف الإبادة بغز