الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خله يطلع -علشان نشوفه-

نور الدين بدران

2006 / 1 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حكيم مصر اليوم الكاتب الكبير نجيب محفوظ، بعقل الفيلسوف وقلب الأديب يعلن اليوم أنه لا مانع لديه من ظهور الحزب الديني على السطح:"علشان نشوفه" على حد تعبيره البليغ.
هذا التعليق الموجز على انتصار حزب الإخوان المسلمين في مصر، يمكن أن يكون درساً عظيماً في الديمقراطية لكل الديكتاتوريات العربية وغير العربية المتخلفة حكماً، لأن الديكتاتورية لا تنبت إلا في مزابل التخلف.

لقد عانى الأديب الكبير من هذا الفكر وأصحابه بما فيه الكفاية ، حيث واجه الظلاميون أعمال الأديب الكبير بالرفض وحرضوا الرعاع على محاربتها ولاسيما روايته العظيمة "أولاد حارتنا" ثم لم يكتفوا بذلك بل اعتدوا عليه جسدياً فطعنوه بخناجرهم الفولاذية حين لم تجد خناجرهم الأخرى.
لكن المبدع يتعالى على جراحه الشخصية، لأن الوطن والفكر فوق الجميع وهو بتصريحه هذا وقد جاوز التسعين من عمره، يقول لأجيال مصر وشقيقاتها، وبالطبع ليس حباً بالإخوان المسلمين :"ليس أمامكم سوى الديمقراطية لأنها الامتحان الوحيد.
بغض النظر عما قيل عن انتخابات مصر وما اعتراها من أخبار صحيحة ومبالغ فيها من تزوير وبلطجة وألاعيب تبقى أفضل من عدمها لأن الديمقراطية تتطور بالممارسة وليس بالشعارات، وحتى اليوم أعرق ديمقراطيات العالم ليست كاملة.
شخصيا وبعد التجربة المرة التي عشناها في سوريا، ليست لدي أية قناعة بمصداقية حزب الإخوان المسلمين وشعاراتهم حول الدولة اللادينية أو التعاقدية أو دولة المواطنة، لكني لا أجزم أبداً بأنهم يسوقون هذه الشعارات(في مصر وسوريا وغيرهما) لمجرد الدعاية فقط، فهم بشر ومواطنون وقابلون للتطور والتغير كغيرهم، واحتراما للديمقراطية أدعو إلى دعم حقهم في اللعبة الديمقراطية، كمواطنين أولاً وأخيرا، ومن ثم الحكم على الأعمال والنتائج وليس على الماضي لأن ماضينا جميعاً استبدادي وديكتاتوري كيساريين وقوميين وغير ذلك، وإن كانوا تفوقوا علينا بأنها ولغوا في دماء الأبرياء وغير الأبرياء.

في الجزائر فازت جبهة الإنقاذ في الانتخابات ولكن السلطة الديكتاتورية بزعامة حزب جبهة التحرير، صادرت الانتخابات ونتائجها، مما أدخل الجزائر في طاحونة العنف وحمامات الدم، وبالطبع كانت هذه الحماقة السلطوية هي المسؤول الأول عن نزيف الجزائر، دون أن يبرر هذا جرائم الأصوليين هناك، لكن كان المنطق والحكمة والعدل تقتضي احترام إرادة الشعب أو الأكثرية التي انتخبت جبهة الإنقاذ.

كان الغباء الجزائري الرسمي صورة موجزة ومكثفة عن الغباء الرسمي العربي الآخر في بلدان عربية شقيقة أخرى، فليس هناك طريقة أفضل من تبيان العجز لجهة ما من تسليمها دفة القيادة، وقناعتي أن الإسلام في الجزائر كما في سوريا كما في مصر، بل يمكن القول في أي مكان من العالم، ربما يصلح كدين ولكنه كأي دين آخر لا يصلح للحكم، ولن أدخل هنا في نقاش ذلك لأنني فعلت وليس من مدة طويلة، و في أكثر من مقالة على هذا الموقع وغيره.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 180-Al-Baqarah


.. 183-Al-Baqarah




.. 184-Al-Baqarah


.. 186-Al-Baqarah




.. 190-Al-Baqarah