الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول فلسفة الحب والمحبة

حارث زهير الحكاك

2016 / 12 / 5
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


حـــــول فلسفـــــة الحــــب والمحبـــــة
كيف نعرف الحب؟ هل هو الحلم أم الصراحة، وبهذا أعني أن على الفرد أن يميز بين هذين التعريفين، خصوصا بعد مرور فترة من الزمن بينه وبين الطرف الآخر وبدون حواجز. ألمشكل في هذه المسألة هو ما يحصل من غرابة ، وبدون علم النفس، وذلك بذبول صراحة الحب، وأستبدالها بمجموعة من المحاولات الإرادية تجعل الفرد ، وبقدرة قابعة في نفسيته، يتساءل هل أنه تعرف على الحب فعلا؟ ومن أين تعلم أنه هذا هو الحب؟ هل كان ذلك التعلم من العائلة؟ أم من تفاعل ما ينسكب على عقليته من الإعلام مع ما تعلمه من العائلة؟. يصل السائل هنا إلى أحتيال كبير وغريب، فالنفس بطبيعتها محبة، ولكن من هناك الذي يحب النفس في البداية، كمسرح للحدث أو كأصل لفعل المحبة؟ هناك الكثير من الذين يدعون أنهم قادرين على الحكم في هذه الحالة العصبية، التي لا مفر منها، لأنها تملك نوعية من تركيب النفس التي تجبر الجميع على الإحساس بنطاقها الأبدي الذي هو موجود حتى في الموت.
إن الفكرة التي تنص على أن الحب قد جاء أو ظهر إلى العالم من مكان آخر، وإن العالم قد مضى في دوران طويل أدى إلى نوعية من الوعي أسمها العقل، هي فكرة تصويرية تحاول جاهدة لنبض معنى الحب وكينونته، مثل ما يطلب الإنسان فائدة فردية وأجتماعية. فإن الإضطراب الإنساني، فكريا وشعوريا، في تعريف الذي يقع (بالحب أو الكره) ما هو إلا أنشداد عصبي يسير نحو الطبيعة، وبهذا أعني لاشيء أكثر من شيء، لأن الحب هو عبارة عن تردد من النفس الكبرى في كل شيء واعي بلا تفضيل، ولا يحتاج المرء أن يطلب من أعصابه أن تنشد بأي حال، مهما كان سبيل الحاجة إلى ذلك، وهذا يعني أن بعد كمية من المحاولات تتكون الشخصية، التي يزاملها أحباطها الحميم. وهذا قد قاد تفكير الإنسان في مسارات الحياة المختلفة، والتي تتطلب علما بعد علم، حتى تنتمي إلى جميع الأدوار الإجتماعية، والتي هي مرتكزة على ما يدعى بالإنسانية. ولكن هذه الإنسانية في حالة غفوة ساذجة توقع الفرد بدوامة الإنتماء الغير مفيد بأعين المتحضرين، ومنها دوامة الغرابة التي تلد منها المشاكل النفسية والعقلية.
إن محاولات المحب عندما ينتبه بأن كل من هناك هو أنت أو أنتِ (المحب أو المُحبة)، يصحو المحب إلى حالة وجود تساؤل خفي (من معي؟)، وكأنها من واقع إلى ما قبل ما كان هناك أي حلم أو نوم أو أي شعور. فمثلا عندما يعطي رجل وردة حمراء إلى حبيبته (أو بالعكس)، أو عندما يعطي رجل وردة إلى أبنته، أو تعطي الأبنة إلى أبيها، فإن ما يحدث هنا هو تبادل حيوي طبيعي ليس له تسبب، وهذا يعني هو عبارة عن تعبير عن طاقة كامنة فيها يعيش الكون كله لحظات الوعي الصحيح، والتي هي مبعثرة لمشاعر النفس في نفس الوقت، حيث أن كل لحظة من هذه اللحظات الجميلة تعيش نفسها لأنها ليست متكونة من لغة معينة. فكيف وصل أي من الناس إلى هنا؟ وإن لم يكن هذا حاصل قبل، كيف بأستطاعتي أن أبقى في حالة عدم أزدواج؟ الجواب هنا سهل جدا: إن مبدأ هروب النفس من أي مكان خيالي مثل الدعاء والتمني والإيمان، يُكون الحياة بتجزئة عدم توافق النفس ما دام الشعور بالزمن متواجد، ولكن هذه التجزئة هي سايكولوجية (نفسية) غير معرفة، تصور أن الكون يدور وراء نفسه، ثم يجد أنه ليس الكون! أو إن كان هناك سقوط، هذه حقيقة كاذبة لأنها لا تحتوي على ما تستطيع أن تسقط عليه أو منه شعوريا.
تعود أنطباقات المعاني العصبية إلى ولادتها مثل فراغ التفكير إلى آخر بدايةٍ وجدت. ما نعني بأي فكرة يساوي كل شيء وكل تجربة، أي قابلية تصبيح اللمس، وبهذا تكون النفس ملموسة برقة قوية مثل ظهر وصول رسالة سر اللاولادة، والذي هو أكثر محب، لأنك إن لم تفرق من أين أنت هذا يعني لم يأت أي تفصيل من قبل، ولن يستطيع أن يأتي إلا إذا لم تكون أنت وهذا من أصل أول قانون ينبيء للحيرة الحيالة، إن كانت هناك حيوية واعية، فبلا شك أن هناك أيضا حيوية غير واعية، ونعني بذلك أن الذي يحس بوجود نفسه يكون مهيء لخياله بسبب أضطراب عقيم.
حارث زهير الحكاك / نيوزلندة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تطورات متسارعة في غزة.. بين عملية رفح والرد المصري| #غرفة_ال


.. دول أوروبية تعترف بالدولة الفلسطينية.. وإسرائيل ترد بإجراءات




.. محاولة الانقلاب في الكونغو الديمقراطية.. تساؤلات عن احتمالية


.. شهداء وجرحى معظمهم أطفال بقصف الاحتلال مدرسة ومسجدا وسط مدين




.. رئيس الوزراء النرويجي: السلام في الشرق الأوسط يتطلب قيام دول