الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرب من دون إسلام 3/2 .

صالح حمّاية

2016 / 12 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حسنا قد تقول: و لكن العرب كانوا معادين للفن و لا يملكون أي تراث فني يمكن الارتكان إليه ؟ و الرد على هذا موجود ، نعم العرب ليس لديهم إبداعات مايكل أنجلو و دافينشي ، و لكن الحقيقة ان العرب لم يدينوا الفن إلا بعد مجيء الإسلام ، و لو أتيح لهم الوقت لكانوا ربما قدموا إبداعا يمكن الإفتخار به ، ونحن ومما نعرفه عنهم ، فهم في الواقع قد رعوا الفنون في إطار ما يقدرون ، فالعكاظيات و المعلقات كانت تحضا بالرعاية من سادة العرب ، وهذا دليل على تقدير الفن ، و طبعا معلوم ان شعر العرب القديم كان شعر فخر و غزل و حديث عن التجارب الإنسانية ، و هو لم يتحول إلى شعر لاحس للأحذية و الأقدام سوى بعد ظهور الإسلام ، الأمر الآخر ان شعر العرب كذلك لا يصبح شعرا له قيمة إلا حين ينتهك قيم الإسلام بما يؤكد ما نقول أن الإسلام هو مشكل العرب ، ونقصد هنا أشعار المعري مثلا أو أبي نواس ، فهذه الأشعار من أرقى ما أنتج العرب بعد إسلامهم ، وهي كلها قصائد سيفتك بها الرقيب الإسلامي لو أتيحت له الفرصة .

الشيء الآخر و الذي يجب الإشارة إليه كذلك ، أن العرب كانوا قديما حقا ارستقراطية مستنيرة مثلها مثل الارستقراطية الأوربية في عصر الأنوار ، فسادة قريش رعوا الفنون و الفكر و الأدب كما كانت عائلة ميديتشي مع دافينشي مثلا ، فهم رعوا الشعراء وفتحوا لهم المجال ليبدعوا ويرتقوا بالمجتمع ، و بالعودة للمعلقات ورغم بعض الخرافات التي تحويها معلقة كمعلقة عمر أبن كلثوم؛ فهناك أيضا معلقات بديعة كما هو الحال مع معلقة طرفة ابن العبد ، و معلقة امرؤ القيس ، وهنا نظيف وحتى على مستوى أعمق ، فحتى ورغم أن العرب وفي ذلك الزمن القديم الذي أتسم بالديكتاتورية والطغيان ، فالعرب في الواقع لم يكونوا طغاة كحال الوضع بعد الإسلام وسيادة الراي الواحد ، فهم قد عرفوا نوعا من الديمقراطية ، فالحياة السياسية في ذلك الزمن كانت تدار من دار الندوة بطريقة تشاوريه بين كبار التجار ( الاقتصاديين ) و كبار سادة القبائل ( السياسيين ) و النقاشات فيها كانت كلها تصب في خانة مصلحة الشعب ، فمثلا سقاية الحجيج ، و الأمن لمن دخل مكة ، كلها تدل على سلوك راقي في زمن كانت فيه الهمجية هي السائدة ، و لاحظ كذلك هنا أن كبار رجال العرب لم يدعوا لأي همجية لبني جنسهم كعقيدة ، فليس المدعو زورا "أبا جهل" هو من دعا لاحتلال الأمم الأخرى ، ولا ابو لهب من قال و اضربوهن ، او دعا لحد الردة ، بل على العكس هم اعترضوا على تلك الأمور قبل أي أحد في هذا العالم ، وهم من حاربوا ديانة الكراهية المحمدية قبل أي أحد ، ولكنهم وللأسف سقطوا بقوة السلاح أمامها ، واستسلموا لها في النهاية .

طبعا قد تقول هنا : ولما استسلموا ولم يقاوموا ؟ وهذا رد جيد ، و لكن وهل لم تفعل حضارات كثيرة هذا ؟ فهل لم تسقط حضارة فارس العظيمة، او حضارة مصر العريقة أمام سطوة السيوف ؟ لما لم يقاوم أصحاب الحضارات العظيمة تلك، غزو ديانة الكراهية ، ام هو الحال نفسه ، فكما سقطت فارس و مصر وقرطاج و القسطنطينية ، فقد سقط العرب أمام سطوة السيوف ، وفي أمور الحروب و الدمار الشامل و الإرهاب فلا يمكن توقع الكثير من البشر خاصة في الزمن القديم ، ولن ننسى ان مكة لم يكن لها من ظهير يسندها .

في الواقع نحن اليوم لو تخيلنا العرب بدون إسلام لكان الواقع مختلفا بحيث في أقل الأحوال سيكون براقا و زاهيا ، وهنا فنحن لا نقول أن العرب عرق مميز أو هو أحسن من الأخرين ، فكل الأعراق لها عيوبها و حسنتها ، ولكن الفكرة أن تقديس الهمجية كقيمة رفيعة ، فهو لم يبدأ سوى بظهور الإسلام ، فالإسلام هو من حول السعودية لما هي عليه الآن ، ومن حول باكستان وايران لما هم عليه الآن ، و اذا أنت أزلت الإسلام فستجد الوضع مختلفا تماما ، و شخصيا أتوقع أن السعودية متلا لو كانت بلا إسلام ، لكانت نسخة عن دول أوربا او أفضل ، واذا لم تصدق فيمكنك الرجوع للملحدين السعوديين وسترى كيف أنهم منفتحون على العالم ومتسامحون ، وهم ككل البشر حين يتخلصون من العقائد الإرهابية من أفضل الناس ، و لكن بؤس السعوديين وبؤس العرب نابع من دينهم الهمجي الذين يحولهم إلى همج ، ولهذا كان لديه كل الحق أرنست رينان ، المستشرق الفرنسي الكبير حين قال (إن المسلمين هم أول ضحايا الإسلام ، وتحرير المسلم من دينه هو أكبر خدمة يمكن أن تُسدى له ) فنكبة المسلم مهما كان عرقه هو دينه ، ومنه فاللوم يجب أن يقع على الدين لا على العرق ، وعلى مصدر الوباء لا عن ضحيته ، بل اني أضيف هنا ان العالم قد خسر الكثير حين غزى الإسلام بلاد العرب ، تماما كما هو خسر حين فعل الإسلام هذا مع باقي بلاد الأمم الأخرى ، فالإسلام حرمنا من الكثير بسبب همجيته ، و قيد إبداع حضارات كثيرة كان ليمكن أن تعطي عطاءا لا حدود له لو أصفاد ديانة الكراهية ، وهنا فلننتبه لشيء .

إن أول بلاد غزاها الإسلام وقبل غزوه مصر وفارس و بلاد الامازيغ والاتراك الخ فهو قد غزا بلاد العرب ، و قبل أن يدمر الإسلام ثقافة أي شعب آخر فهو قد دمر ثقافة العرب ، ولهذا فهم ليسوا سوى ضحايا كالآخرين ، فهو قد وصف قيمهم بالجاهلية ، و عليه فكيف يلام العربي على جريمة المحمديين الذين غزوا وبلاده ؟ ثم و هل العربي هو وحده من كان جنديا في جيش دولة الإسلام الإجرامية ، فهل لم يفعل المصريون و الاتراك و الامازيغ كطارق ابن زياد و غيرهم الكثير مما وقعوا لديهم أرى ؟ .

على هذا فللمنتقدين فالجريمة التي حدثت بحق البشرية من همجية نراها اليوم في العرب ، فهذه جريمة الديانة الإسلامية التي جعلت الشر والإرهاب دينا مقدسا ، وليس انه ذنب عرق هو مثل كل الأعراق ، له ما له و عليه ما عليه؛ إن لم يكن علينا في الواقع ، واجب الحزن على ما جرى للعرب على يد الإسلام ، فقد خسر التاريخ شعبا كان ليقدم ولو كان القليل للبشرية ، وليس كما الحال الآن ، حيث هو شعب لا يفعل شيئا سوى جعل الحضارة الإنسانية تخسر أكثر ، و أكثر و للأسف .

بل هنا وجب علينا إضافة شيء كذلك ، وهو أن من ينتقدون العرب و يتجاهلون الإسلام ، هم جماعة تمارس التضليل المتعمد ويجب التصدي لهم ، فهم وبهذا الفعل الذي يفعلون ، يبعدوننا عن مناقشة لب المشكلة ، و هو ما يعرقل وصولنا للحل، فمثلا وعلى أقل تقدير ، لنهب أن العرب كلهم إنقرضوا كما يريدون ، سواء العرب العاربة أو العرب المستعبرة ، أو كل ناطق بالعربية واختفى كل أثر لهم ، فهل هذا مثلا سيحل المشكل الذي تعاني منه البشرية مع دين الإسلام ؟ طبعا لا... فما زال لديك ارهابيون كثر و همج غير العرب سيقلقون راحة العالم كما هي حركة طالبان الباكستانية ، و طبعا فرعها الأفغاني ، و بوكو حرام النيجيرية ، ونظام الملالي في إيران ، وجيوش من المتطرفين من أوربا الذي تدعمت بهم دولة الخلافة الإسلامية داعش الخ الخ ، و كما نرى هنا فإنتقاد العرب لا يعني شيئا ، فالمشكل حتى و بزوال العرب باقي ، ومنه فنحن و إذا كنا ننتقد العربي ليغير سلوكه ، ويكون عنصرا فاعلا في العالم ، فلما ننتقده كعرق عربي ، فهل هو همجي و متطرف و كسول ومتخلف لأنه عربي ، أم هو هكذا لأنه مسلم ؟ .

ومن هنا فالأصل هو فضح كل من يزعمون إنتقاد العرب لتصحيح واقعهم ، فنقد العربي هو تدليس و دجل للهروب من قول الحقيقة التي يجب الإعتراف بها ، وهو أن لب الداء هو في ديانة الإسلام ، فهذا الدين منذ حل على البشرية وهو لا يجر عليها سوى الكوارث ، و إذا عدنا لكتاب ( المائة الأكثر تأثيراً في التاريخ ) للكاتب ( مايكل هارت ) و الذي فرح به المسلمون بعد أن زور ترجمته المدلس ( أنيس منصور ) تحت عنوان ( الخالدون المائة ) فهذا الكتاب لم يمنح محمدا صفة أعظم المؤثرين في العالم ، سوى لكون محمد كان حقا كارثة على البشرية ، فمحمد وببساطة عولم التراث العبراني الغارق في الجهالة ، حيث و فيما كان اليهود قوما متخلفين على أنفسهم ، جاء محمد ليحاول فرض ذلك التراث على كل الدنيا ، و أن يجعل السيوف حاميتا له ، أو كما وصفه أحد المستشرقين الغربيين ( وما المسلمون سوى يهود على ظهور الجياد ) ومن هنا فالنكبة التي حلت بالبشرية كلها نابعة من هذا الدين ، و الكارثة أن محمد كان واسع الخيال بحيث أضاف على الخرافات العبرانية ، بعض التحسينات لتشكل لنا قنبلة مهولة ستنفجر في كل البشرية ، و كأقل تدليل على هذا ، فهل مثلا يمكنك تصور أن بدويا كان يمارس رعي الغنم عاش في القرن السابع ، سيكون له تأثير في تفجير برجين في أمريكا في القرن الواحد و العشرين ، و أنه سيتسبب في قيام حرب كارثية ستنتهي بخراب دولتين هما افغانستان و العراق ، هذا عدى ما يجري في نيجيريا ، وما جرى في الجزائر ، و ما يجري الآن في سوريا ، وخذ الكثير و الكثير مما نراه من كوابيس للإنسانية بسبب ذلك الراعي الذي عاش في القرن السابع ، و الذي يصوغ اليوم سياسات الكثير من الدول ، ويحرك العالم بكتابه الإجرامي الذي فاق كل الكتب في كارثيتها .

ومن هنا ، ومن هذا المطلق ، فالأصل إذن ، وعلى الجميع هو أنه يجب تجريم هذا السلوك في النقد الحاد للعرب بدون وجه حق ، وشخصيا أقترح انه يجب سن قانون في العالم يجرم كما معاداة السامية ( معاداة العرب) فهذه عنصرية لا يمكن القبول بها ، و في المقابل يجب فضح مصطلح يتم الترويج له ، وهو مصطلح كاذب و مضلل وهو ( الإسلامفوبيا ) أو الخوف من الإسلام ، فالواقع أن الإسلامفوبيا ، هي السلوك السليم الطبيعي ، فمن لا يعادي دينا ( ونقول دينا مجازا لأنه في الواقع فالإسلام لا دين و لا يحزنون ، بل هو مجرد عقيدة عسكرية لخلق جنود يحاربون في سبيل الرب ) من لا يعادي دين يدعو لإحتلال الدول الأخرى ، و إستعباد أهلها ، وجعلهم يدفعون الجزية ، عدى أنه يدعو لشريعة همجية لم يرى لها التاريخ مثيلا . ولذلك فالأصل ولكل من يزعم الموضوعية فهو أن النقد يجب ان يوجه للإسلام وليس للعرب ، و لكن ورغم ما نقوله فيجب التنويه إلى شيء ، وهو أن كلامنا هذا لا يعني أننا نمنح العرب صك على بياض لنبرئهم من تاريخهم ، فليصح هذا الكلام ، ويكون فاعلا فعلى العرب فعل بعض الأمور أولا ، ففي كل الأحوال على أحد ما أن يتحمل وزر ما جرى سابقا ، و لا نقول هنا بشكل إدانة مباشر ، ولكن كنوع من رد الإعتبار لضحايا التاريخ الإسلامي وهو ما سنوضحه في باقي السطور .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صعب اعتماد الفكرة
محمد البدري ( 2016 / 12 / 5 - 21:12 )
إذن وحسب فحوي المقال فلولا الاسلام لكان للعرب شأن آخر، وهي مقولة ممكنة وصحيحة وتنطبق علي كل الحضارات التي ذهب اليها العرب باسلامهم فاوقفوا نموها وتطورها واعجزوها عن التقدم. ويبقي السؤال لماذا جاء الاسلام من رحم الجاهلية العربية إذا كان لهم حظ لخصه المقال بالقول - لو تخيلنا العرب بدون إسلام لكان الواقع مختلفا- فالسيف الذي سقطت الحضارات المجاورة لهم به كان هو ذاته ما يضمنون به عيشهم ببربرية ضمن الجاهلية التي يشبهها المقال باوروبا في عصور التنوير؟ لذا فنقد العرب دون الاسلام أو نقد الاسلام دون العرب ابتسار عقلي لمن يمارسه. فالاسلام فكرة عربية جاهلية بجدارة لم تفرز ارستقراطية كما حدث في اوروبا بل اخرجت لنا قطاع طرق اصبحوا انبياء وليس تنويريين كفولتير وكانط. تحيه وتقدير واحترام للسيد الفاضل حماية


2 - احكام مسبقة
محمد ( 2016 / 12 / 21 - 07:06 )
المشكلة اتك تتهم كل من يخالف رؤيتك و تقول انهم جماعة تمارس التضليل و غيرها من الخزعبلات اذن انك تمتلك الحقيقة المطلقة ام ماذا .. ! و من فضلك المشكلة انك تشوه صورة العلمانيين و العلمانية باحكامك السخيفة فلو اكتفيت بالحجج التي طرحتها لكان الموضوع افضل الا انك تتطاول على حرية الاختلاف و بالتالي انك تناقض مبادئ العلمانية يا مدعي العلمانية.