الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاعلامى مفيد فوزى و الشيخ الشعراوى

عماد امير

2016 / 12 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بخصوص تصريحات الاعلامى مفيد فوزى عن المرحوم الشيخ الشعراوى فى برنامج نظرة مع الاعلامى حمدى رزق
1 - من قام بزرع بذور الفتنة الطائفية فى مصر هو المرحوم انور السادات
بالتحالف مع الاخوان و جماعات الاسلام السياسى و السماح لهم بحرية
العمل كما قال هو بنفسه فى خطاب سبتمبر الشهير لضرب الناصريين و اليسار
و المبالغة و احتكار الايمان من خلال اطلاق لقب الرئيس المؤمن على نفسه
و كأن من سبقه ليس بمؤمن و بالتالى من الاجحاف تحميل الشيخ الشعراوى
مسئولية ذلك .
2 - رجال الدين فى مصر مسيحيين و مسلمين منذ عهد السادات هم من اكثر
الجهات استفادة من الاحتقان الطائفى و حالة التدين الشكلى السائدين فى
المجتمع فى تدعيم سلطانهم و مركزهم يعنى رجال الدين منذ عهد محمد
على حتى نهاية الرئيس عبد الناصر كانوا فى اغلب الاحيان رجال دين
فقط و لم يكون لهم لا حول ولا قوة لكن منذ عهد السادات اصبحوا نجوم
مجتمع و رجال اعمال و محركين للجماهير و مسيطرين على جزء كبير
من كعكة الاعلام و كل ده نتج عن خلط الدين بالسياسة و التحالف بين
رجال الدين و السلطة فى السيطرة على المجتمع و كأن الاتفاق احنا
كسلطة لنا الحكم و انتوا كرجال دين لكم السيطرة على المجتمع و الشعب .
3 - طبعا فى البداية كانت العلاقة بين الشيخ الشعراوى من ناحية و الاقباط
و الكنيسة من ناحية تانية متوترة و صعبة جدا لان الشيخ الشعراوى تعرض
فى بعض تفاسيره للنصوص القرانية المذاعة فى التلفزيون الرسمى الى
الخلافات الدينية بين الاسلام و المسيحية زى الثالوث و الوهية المسيح و
صلبه و هى قضايا تعتبر العمود الفقرى للمسيحية و ده نتج عنه غضب
قبطى تمثل فى ردود عدد من رجال الدين المسيحيين عليه و على
رأسهم البابا شنودة و الانبا غريغوريس و القمص بولس باسيلى فى
محاضراتهم و الحقيقة ده يستدعى ملاحظتين :
الاولى ان ده مش خطا الشيخ متولى الشعراوى لان الرجل كان يقوم بشرح
ايمانه و معتقده و الذى يؤمن بصحته تماما يعنى الرجل مثله مثل كل المسلمين
فى العالم يؤمن مثلا ان الثالوث خطا و الانجيل محرف و ليس من حق اى
انسان فى الكون ان يطلب منه الايمان او الجهر بعكسه كما اننا كمسيحيين لنا
ايماننا الذى لا يحق لاحد ان يطالبنا بانكاره او التنصل منه ففى النهاية لا احد
يلام على ايمانه و لكن يؤخذ على الرجل ان لهجته كان فيها نوع من التهكم
و ربما ده ناتج من ان اسلوبه كان مبسط لانه موجه للعامة و ليس للنخبة
الملاحظة الثانية : ان الخطا الاكبر كان يقع على الدولة لان التلفزيون
الرسمى هو ملك كل المصريين و لا يجب ان يتعرض الى الخلافات
الدينية بينهم لان ده بيفسد الود بينهم بسبب طبيعتهم العاطفية و بسبب
تدنى المعرفة و العلم عند قطاع كبير منهم لكن من الواضح ان الدولة
كان لها مصلحة فى تغذية الاحتقان الطائفى للتغطية على الفشل الاقتصادى
و انفتاح السداح مداح
على اى حال العلاقات لم تستمر بين الشيخ و الكنيسة متوترة فسرعان
ما تحسنت العلاقات و حدث نوع من التقارب و الود بين الشيخ الشعراوى
و البابا شنودة و قد كان البابا شنودة يطمئن على الشيخ الشعراوى فى
مرضه باستمرار و حزن عليه هو و عدد كبير من الاقباط بعد وفاته و
ظل يذكره بالخير فى الكثير من اللقاءات التلفزيونية و خصوصا انه كانت
بتجمعهم محبة الشعر
4 - بخصوص دور الشيخ الشعراوى فى تحجيب بعض الفنانات الشيخ
فى نهاية الامر هو رجل دين يرى الحجاب جزء من الهداية حسب ايمانه
و بالتالى حاول تنفيذ افكاره تلك و نجح مع البعض و حسب علمى تم ذلك
عن اقتناع و دون اكراه و اكبر دليل على ذلك الفنانة الكبيرة شادية التى
تحجبت على يده و اعتكفت فى منزلها بعيدا عن الاضواء و مازالت هكذا
حتى الان ، كما انه علينا ملاحظة
امر هام جدا و هو ان موقف رجال الدين المسيحيين و المسلميين من
الفن موقف يحتاج مراجعة و رؤيتهم نحوه تحتاج ان تكون اكثر اتساع
و تسامح و لنكن صرحاء هناك الكثير من رجال الدين المسيحيين
المصريين رؤيتهم للفن مقززة جدا و لو احد فيهم جائته الفرصة انه
يقنع اى ممثلة مسيحية بترك فن التمثيل لن يتردد فى ذلك ابدا و
حيعمل ده و كأنه بيبعدها عن العار و الرجس و الخطية !! ... و بالتالى
انا مش شايف ان ده خطا شخصى من الشيخ الشعراوى
لذلك انا فى رايي ان تصريحات الاعلامى الكبير مفيد فوزى كانت تنطوى
على مبالغة شديدة و عدم دقة فى الطرح فبالطبع لا يوجد انسان بلا اخطاء
لان الخطا سمة اساسية فى الانسان و لكن من العار شيطنة البشر و تحميلهم
ما لم يفعلوا من اخطاء و تصويرهم و كانهم اصل البلاء و الشر
على اى حال رحم الله الشيخ متولى الشعراوى و منح الصحة و طول العمر
للكاتب الكبير مفيد فوزى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي