الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أ كان نظام البعث علمانيا ام سنيا ؟

اثير حداد

2016 / 12 / 7
المجتمع المدني


أ كان نظام البعث علمانيا ام سنيا ؟
أثير حداد
العلمانيه مفهوم ظهر في اوربا تزامنا مع ظهور مفهوم دولة المواطنه و مفهوم العقد الاجتماعي في بناء الدولة الديموقراطيه، الدوله التي يتمتع فيها المواطنين بحقوق متساويه، فتحول الفرد من كونه عضو في مجموعه اجتماعيه، دينيه قوميه عرقيه عشيره ، الى مفهوم دولة المواطنه، الدولة التي يتساوى فيها الجميع في الحقوق، فلا تمتلك فيها اية مكونات افضليه على المكونات الاخرى، ولا يمتلك اي فرد حقوق اعلى من بقيه افراد ذلك الوطن .
هذا التطور جاء بعد صراع حاد وحروب دمويه اهليه في اوربا استمر حوالي 300 سنه. تلك الحروب شاركت فيها المؤسسة الدينيه بجداره وحماسه عاليه، لا بل انها قادت تلك الحروب بشعارت براغماتيه تغيب الانسان الفرد عن واقعه بحجه ادخاله الجنه، فكانت تزجه في حروبها وصراعاتها . فظهر مفهوم جديد الا وهو العلمانيه.
العلمانيه كمفهوم و ممارسه يعني فصل الدين عن الدوله، بمعنى ان الدولة عموما تبنى على اساس المصالح التي يقرها المواطن وليس التي يفرضها رجل الدين او تفرضها المؤسسة الدينيه، وفي نفس الوقت يضمن للفرد حريه ايمانه وممارساته الشعائريه اينما شاء دون تدخل من احد . وهنا ارتقى مفهوم الدين نفسه من مفهوم قهري اجباري وراثي الى خياري واعي و ظهر مفهوم جديد للاخلاق يستند على احترام الاخر او بتعبير ادق احترام حرية الاخر عبر ممارسة حرية الفرد. فكانت العلمانيه الضامن لبقاء العديد من المذاهب التي كان يجري سحقها وابادتها وارغامها على تغير دينها او مذهبها قبل ذلك. تلك الممارسات، اي ارغام الاخر على تغير مسلماته، مورست في جميع دول العالم دون استثناء، الا ان الدول العلمانيه تخلت عن هذه الممارسات لصالح العلمانيه، اي اعتبار الدين ممارسه وحق فردي يضمنه القانون بشرط عدم الارغام.
الا ان نظام الا مواطنه او دواة المكونات ، ومع الاسف، ما تزال تمارس لحد الان في الدول الدينيه، الدولة التي يتحكم او تتحكم فيها المؤسسة الدينيه بمصائر ورقاب الناس ونمط تفكيرهم وتصرفاته وعلاقاتهم، فوصلت تلك الدول الى اوطئ درجات التطور في العالم لا بل انها اصبحت عاله على المجتمع الدولي. لان ما يبنى هو دولة " المواطنه الطائفيه" .
وهنا ظهرت العلمانيه كمتلازمه للديموقراطيه. وهنا فان الديموقراطيه لا تعني صندوق الانتخابات فقط بل حرية الراي والتعبير كاساس لها. بعد هذه المقدمه، المضغوطه جدا، والضروريه لمفهوم وتطبيق العلمانيه متلازمة الديموقراطيه دعونا نعود الى العنوان، اي الهدف من هذه المقاله. وانا هنا ساستند فقط على تجربة العراق وليس عموم الاسلام السياسي.
ركني الاسلام السياسي العراقي هما الاسلام السياسي الشيعي والاسلام السياسي السني، وهما فصيلين متناحرين متصارعين الى درجة الحروب الاهليه ، ويستندان على التارخ، تحديدا تفسيرهم للتاريخ، في تكوين " الدوله"، في ارض تتعدد فيها الديانات والطوائف والاعراق والمذاهب بحيث يصبح من المستحيل بناء دوله عراقيه من دون علمانيتها. وهذا بالتالي قاد الى اننا وبعد ثمانون سنه من تكون العراق ما زلنا نبحث عن هويتها، هوية هذه الدوله اهي دولة مكونات ام دولة مواطنه . دولة مكونات ستقود الى تفتيت العراق. وانا هنا لا اقصد بالتفتيت الفيدراليات او الكونفدراليات اطلاقا, لان جميع تجارب الدول التي اعتمدت الفيدراليه ناجحه، كندا الولايات المتحده الامريكيه سويسرا الهند ودولة الامارات الى حد ما بل اقصد الانفصال.
وهذا موضوع اخر يبعدنا عن الهدف ويحتاج الى تناول مستقل .
اعلن السيد علي السيستاني، المرجع الشيعي الابرز، انه مع الدولة المدنيه. وكذلك اعلن السيد سليم الجبوري، العضو البارز في الاخوان المسلمين ان لا حل للعراق لاخراجه من ازمته سوى الدولة المدنيه.
يحاول الاسلام السياسي العراقي الاستخفاف بان هناك ترابط عضوي بين الديموقراطيه والعلمانيه ، فيسجن الديموقراطيه بصندوق الانتخابات و نقطة راس السطر لا ترتبط بما بعدها .
اما محاججتها عن العلمانيه فيتم عن وسم حكم لبعث الماضي بانه حكم علماني وهو حكم مستبد فردي لا يمكن ان نصفه بانه ديموقراطي . ولكن الاسلام السياسي الشيعي حين يتحدث عن تزكية النظام الحالي القائم على اساس المكونات فانه يبرر ذلك بما يسميه " المظلوميه التاريخيه " واصفا نظام البعث بانه نظام سني . فكيف يستقيم هذا التوصيف للنظام السابق بانه علماني و " اشدد و " طائفي في نفس الوقت .
ما دمت لا اتفق مع توصيف الاسلام السياسي وبالاخص الشيعي بان النظام البعثي طائفي و علماني في نفس الوقت ! فبماذا اصفه اذن ؟
نظام البعث هو نظام براغماتي اصيل . والبراغماتيه تعني السببيه او الذرائعيه . وهو مفهوم فلسفي سياسي يعتبر نجاح العمل المعيار الوحيد للحقيقه . والبراغماتيه تعارض الراي القائل بان المبادئ الانسانيه والفكر وحدهما يمثلان الحقيقه بدقه، لانها تعتبر نجاح العمل هو المعيار .
في النظم المعتمد على العلمانيه لا تدرس مادة الدين في المدارس، فيستعاض عنه اما بمادة مقارنة الاديان او الاخلاق، ويترك للفرد حريه اختيار تعليم ابناءه دين معين ولكن خارج اطار مدارس الدوله. ولكن في العراق وطوال الفترة الماضيه ولحد الان تدرس مادة الدين وفق مفهوم و منظور دين وطائفه معينه حصرا .
العلمانيه كما قلنا تفصل بين الدين والدوله، بين الاحوال الشخصيه والميراث الى اخره .
في ثمانينيات القرن الماضي ارجع صدام حسين اصوله الى الامام علي في محاوله لاسترضاء الشيعه اثناء الحرب العراقيه الايرانيه، وفي منتصف التسعينيات اطلق الحملة الايمانيه. فاين من كل هذا العلمانيه او الطائفيه. ام انها براغماتيه بامتياز .
في الانقلاب الاول على اول جمهوريه اي في 1963 كان افراد ما سمي بالحرس القومي الذي اغتصب وعذب وووو كان من افراد قدموا من النجف فهل كان ذلك يمثل حكم الطائفه الشيعيه .
صحيح مئه بالمئه ان صدام حسين حول حكم البعث الى حكم العائله ولكن هذه العائله حدث ان تكون سنيه وليس لانها سنيه .
سيناريو اخيرافتراضي : اعلن صدام حسين في خطبة الجمعه في الجامع الكبير في الموصل انه خليفة المسلمين في داعش وان اصوله تعود الى قريش.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بريطانيا.. اشتباكات واعتقالات خلال احتجاج لمنع توقيف مهاجرين


.. برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والإسكوا: ارتفاع معدل الفقر في




.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. الأونروا توزع الدقيق على سكان شمال


.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال




.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار