الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللاجئون : حطب الثورة المحترق

عطا مناع

2016 / 12 / 7
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


اللاجئون : حطب الثورة المحترق

بقلم : عطا مناع

في شهر الانطلاقات ستضيق شوارع مخيمات الوطن والشتات بالعروض العسكرية، هكذا كانت مخيمات اللاجئين منذ انطلاقة الثورة الوطنية الفلسطينية المعاصرة التي اتخذت منها مادة رئيسية لها، المخيمات التي دغدغتها شعارات ألثوره وبالتحديد حق العودة الذي لم يعد مقدسا إلا في أدبيات الفصائل الطاغي عليها سلوك البرجوازية الصغيرة أذا لم نقل أكثر من ذلك.

لقد عاشت مخيمات اللجوء محطات مؤلمه ولا زالت، ابرز هذه المحطات مذبحة صبرا وشاتيلا بتاريخ 16 أيلول عام 1982 والتي استمرت لثلاثة أيام، نتيجة المجزرة كانت ما يقارب الخمسة الآلاف ضحية من اللاجئين.

حال اللاجئين لا يختلف عن بقية الفلسطينيين، لكنهم دفعوا الضريبة ألمركبه ولا زالوا يعيشون التهميش بكل صنوفه، غير أن مخيمات اللجوء الفلسطينية لا زالت ألحاضنه رغماً عنها، ناهيك أنها تشكل تربة خضبه لمراكز القوى لغياب الشعار الناظم والموحد لأبناء شعبنا الفلسطيني، شعار أصبح باهتاً لكثرة ما رفع كمنهج ديماغوجي يستقطب فقراء شعبنا الذين لا زالوا يعولون على تصحيح المسار.

سبعون مخيماً يعيش قاطنيها تيه الثورة وثورة التيه، شكلوا بعطائهم جدلية الحطب والنار، مخيمات شكلت النداء وكانت الحاضنة للثورة عندما كانت ثوره، مخيمات سكنها العطشانين الذين ذادوا عن البوصلة والشراع في معركة الكرامه إلى جانب الجيش الأردني واحتضنت الانتفاضات، من جباليا إلى بلاطه شعار الانتفاضة الأولى، ومخيم الدهيشه الذي أطلق الانتفاضة قبل أن تكون ليعيش منع التجول الليلي والجدار الكبير الذي حجب عنه الشمس هذا إلى جانب الجدران التي أغلقت أكثر من عشرة مداخل فرعيه ليعيش سكانه القمع المبكر الذي لم يبشرهم بالتهميش.

حطباً كانت ولا زالت، ففي لحظات ألحاجه تتهافت عليها قيادات ألمرحله التي تتعامل معها اما صوتاً في انتخابات أو جسر عبور خشبي يهمل بعد حين، تلك حقائق يؤكدها جيش العاطلين عن العمل والمغضوب عليهم من شباب المخيمات الذين شاخوا قبل الأوان، ولسان الحال إتقان لعبة الروليت الروسية وكل لمصيره.

قلت شهر الانطلاقات، وخلال كتابتي المقال، طُرق بابي وإذا بدعوة للمشاركة في ذكرى ألانطلاقه التاسعة والأربعين، ورافق الدعوة ورقه مكتبيه بائسه مكتوب فيها أنت مدعوه لتكرمي، المقصود بالتكريم زوجتي التي عايشت الاعتقال والتحقيق في ثمانينيات القرن الماضي، بصراحه نحن نسينا أو بالأدق نريد أن ننسى، الم اقل لكم أننا طابور من الحطب وجسر العبور الخشبي.

لن أعود للثمانينيات لان استحضار هذه الأيام يسبب لي وقد يكون لغيري الضيق خاصة أننا نعيش مرحلة الذاكرة المثقوبه والحطب، لذلك تراودني نفسي أن انصح زوجتي بالقفز عن كونها حطباً في مرحلة لا تشبهها، وقد يكون متسع لأتحدث بشكل متسع عن أيام عشناها بالروح والجسد معاً، أيام شكلت حاضنه لكل الناس لسبب واحد يتجسد في الوحدة الطبقية ووحدة الشعار بالرغم من كل المحطات ألوسخه ونرجسية البعض التي كادت تعصف بوجودنا والتي تأثيراتها لا زالت حتى اليوم.

لقد رحل الرعيل الأول من اللاجئين الذين اتخذ الوجع في جباههم مساراً سرمدياً، وألان نشاهد الرعيل الثاني وأبناء جيلنا يرحلون وهم يراقبون ويتذكرون، غير أن الواقع لا يؤمن بالأحلام وخاصة تلك التي عكرتها الأيام، الواقع يتعاطى مع الحقائق، والحقيقة تقول أنهم وبدون استثناء يتعاطوا من اللاجئين كحطب عند الحاجة وكم مهمل في الحقوق، أليس كلهم من فرطوا، صحيح أن أدبياتهم لا زالت تزخر بالحديد والنار لكن شعبنا الفلسطيني لا يسمع إلا جعجعه وبلا طحين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام


.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا




.. محمد القوليجة عضو المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمال


.. تصريحات عمالية خلال مسيرة الاتحاد الإقليمي للاتحاد المغربي ل




.. موجة سخرية واسعة من عرض حوثي للطلاب المتظاهرين في أميركا وأو