الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تفجيرات الكنيسة البطرسية: قراءة اولية

أيمن زهري
كاتب وأكاديمي مصري، خبير السكان ودراسات الهجرة

2016 / 12 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تفجيرات الكنيسة البطرسية لم تكن تستهدف إحداث فتنة بين المصريين ولا اتخيل ان مرتكبيها كانوا يسعون لذلك. التفجيرات تستهدف كيان الدولة المصرية. تستهدف بالأساس نظام الحكم والشعب المصري الذي يعيش في ظل هذا النظام. وربما أستطيع القول ببعض التأكد أن الموضوع بات أكبر من الانتقام من نظام وشعب لم يرتض حكم جماعة كانت تتخذ من الدين ستارا لتحقيق مشروعات فوق وطنية مدعومة من قوى إقليمية ودولية استغلت هبة الشعب المصري في الخامس والعشرين من يناير 20 11 لتنفيذ أجندتها.
يستدعي ما حدث من استهداف الكنيسة البطرسية وما سبقها من تفجير الكمية الأمني بشارع الهرم وما يحدث في سيناء إعادة النظر في الدوافع والعوامل التي أدت إلى استمرار تلك الهجمات الإرهابية والتي يمكن سرد بعضها في النقاط التالية:

اولا: طبيعية العلاقة بين الدين والمجتمع
مازالت نسبة كبيرة من الشعب المصري مقتنعة بالدولة الدينية المبنية على التفوق النوعي لاتباع ملة على الأخرى ولا يقبلون الاختلاف العقدي ولا يدركون معنى دولة المواطنة وتساوي الجميع في الحقوق والواجبات.

ثانيا: تجديد الخطاب الديني
في دولة القانون (المواطنة) لا أتصور أن يكون هناك حديثا عن خطاب ديني بالاساس، فالدين شأن خاص وهو ما اعتقد ان المؤسسات الدينية تعارضه بشدة لأنه ينتقص من مكانتها في المجتمع.

ثالثا: الانقسام المجتمعي
الانقسام المجتمعي في مصر لا يتمثل حقيقة في التفاوت الاقتصادية والتفاوت في توزيع الدخول لأن هذا الأمر يكاد يكون أمرا طبيعيا في المجتمع المصري، باستثناء الحقبة الناصرية، ولم يكن هذا الانقسام مدعاة لغضب مجتمعي كالذي نشهده الآن. الانقسام المجتمعي الذي أعنيه هو الانقسام الفكري الذي تعود جذوره إلى انهيار الإمبراطورية العثمانية وظهور جماعة الإخوان المسلمين وعودة التفكير في موضوع الخلافة ومحاولات مصر سد الفراغ الحادث في العالم الإسلامي بعد انهيار الخلافة العثمانية.

رابعا: ظهور النفط
كان ظهور النفط وبالا على العرب حيث آدي ظهوره إلى دخول لاعبين جدد للسيطرة على المنطقة، على رأسهم السعودية التي سعت إلى إنعاش مذهبها المتطرف في المنطقة من خلال المنظمات الإقليمية وعلى رأسها جامعة الدول العربية وكذلك من خلال العمالة الوافدة، ما أدى إلى إنعاش نشاط الجماعات السلفية الجهادية والجماعات المتطرفة والسطو على التراث الفني التنويري المصري ونشر مفاهيم الاقتصاد الإسلامي والاجتماع الإسلامي وكافة مناحي الحياة التي، للاسف، تماهى معها العديد من الأكاديميين المصريين والعرب وقاموا بتأليف وتدريس مسارات دراسية في الاقتصاد الإسلامي والاجتماع الإسلامي باستخدام أو تطويع النظريات "غير الاسلامية" التي تخدم اغراضهم" بقصد -في معظم الأحوال - وبغير قصد - في بعض الأحوال.

إذا تحدثنا عن الحلول، فهي في الجانب النظري عديدة ولا يتسع المجال هنا لذكرها، لكن يبدو أن أهمها فك إشكالية الربط بين الدين والدولة والاعتراف بمبدأ المواطنة والمساواة التامة بين كافة الموطنين في الحقوق والواجبات. بدون ذلك لن نتحرك للامام قيد أنملة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المشكله واصحه والحل سهل
emad.emad ( 2016 / 12 / 12 - 12:25 )
المشكله واصحه والحل سهل
لكن لا توجد الجراءه ولا النيه للحل
الكل بستسهل الترقيع والنفاق
المصيبه مصر الى اين
خراب وحرب اهليه وتدمير المنطقه كلها
بما فيها السعوديه

اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال