الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النص الدينى والارهاب !

عبدالله محمود أبوالنجا

2016 / 12 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من متابعاتى لما تبثه وسائل الاعلام بالظروف والملابسات التى أحاطت بالحادث الارهابى الذى ضرب الكنيسة البطرسية بالعباسية ومانقله محررو الصحف عن البيئة التى نشأ وتربى فيها الارهابى الذى فجر نفسه ، يمكننى القول أن القضاء على الارهاب نهائياً لن يكون بتعديل القوانين الاجرائية فقط أو حتى بإحالة الارهابيين للمحاكمات العسكرية ، وذلك ببساطة لأن تيارات الاسلام السياسى نجحت فى تدجين عقول العديد من الأجيال المتتالية وعلى مدار عقود ماضية ، وجعلتهم يتشبعون بكراهية المخالف لهم فى أفكارهم المتطرفة حتى ولو كان مسلماً ، لكنه لا يوافقهم فى رؤاهم الدينية المنحرفة تلك ، أو كان معارضاً لقناعاتهم التى غرستها فيهم قياداتهم ، والتى تتلخص فى استخدام كل الطرق والأساليب فى حشد العوام والبسطاء لهدم كل مؤسسات الدولة التى تحول بينهم وبين استيلائهم على الحكم فى البلاد ، بحجة اقامة الخلافة الاسلامية الراشدة ، على منهج النبوة ! كلام براق ومعسول يجعلونه مدخلاً لسلب عقول النشء والشباب ، وخاصةً لو بدأت عملية الأدلجة من داخل الأسرة نفسها بواسطة الأب أو الأم ! لذلك تحرص تلك التنظيمات التدميرية التى تتخذ من التراث والنصوص المقدسة وسيلة للسيطرة على وجدان وعقول البنات قبل الشباب بواسطة كوادرهم المنتشرة فى المدارس والمعاهد والجامعات والمساجد والزوايا والنقابات المهنية ؛ بل حتى فى الأماكن التابعة لوزارة الثقافة نفسها ، وفى وسائل الاعلام اللتان من المفترض أنها أدوات للتنوير ونشر الفكر الانسانى المتحضر ، الذى ينبذ العنف والكراهية والطائفية والعنصرية والاقصاء والاستبداد ، والتى تعمل على نشر روح المواطنة الحقة بين سائر أفراد الوطن ، وذلك بمكافحة الأفكار الهدامة التى تشرذم أبناء الوطن الواحد على أسس الدين أو الجنس أو الطائفة ! إن من يروج لكراهية الآخر المخالف له فى العقيدة ويستشهد على ذلك بنصوص دينية من كتابه المقدس أو بمواقف لرموز دينية من تراثه الدينى ، هو مجرم ارهابى عن عمد ومع سبق الاصرار ، وهدفه هو الترويج للفتنة بين أبناء الوطن الواحد ، لأن أبسط قواعد العقل والمنطق تقطع بأن الله لا يبث الفتنة والكراهية بين البشر ، أو يحرض بعض خلقه من البشر ضد البعض الآخر ، وانما ذلك لا يكون الا من أمراض النفوس المريضة بحب السلطة والتسلط ، والرغبة فى سلب ونهب خيرات الآخرين أو تدميرهم وتدمير حياتهم ، اذا عجز عن تحقيق هدفه الاجرامى فى السلطة والتسلط واسترقاق واستعباد الآخرين واذلالهم ؛ هل يقبل الله أن يستخدم البشر النصوص الدينية فى استعباد بعضهم البعض ، وأن ينسبوا له زوراً أنه أمرهم بذلك ؟ !!! لذلك على الدولة المصرية أن تقوم بتطهير مؤسساتها فى كافة أنحاء القطر المصرى - وبأسرع مايمكن - من جميع القيادات التى تتبنى ذلك الفكر الهدام ، وأن تقوم بهجوم فكرى وأيديولوجى وثقافى مضاد بواسطة المخلصين من كوادرها فى التعليم وفى الثقافة وفى الاعلام وفى المؤسسات الدينية الرسمية وفى النقابات المهنية ، وفى كل شبر بطول مصر وعرضها ، وذلك لتحرير أكبر قدر من العقول التى وقعت بالفعل فريسة للفكر التخريبى الهدام ، وأيضاً لتنشئة الأجيال الحالية والمستقبلية على فهم ومعايشة مبادىء المواطنة بعيد عن التمييز على أساس الدين أو الجنس أو العرق أواللون أو الطائفة !
عبدالله محمود أبوالنجا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقال تنويري مهم
صباح ابراهيم ( 2016 / 12 / 14 - 21:14 )
كلامك عزيزي الكاتب جاء مطابقا لما كتبته في مقالي اليوم في الحوار المتمدن
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=541291
الحكومة المصرية تحارب الارهابيين و تحمي قادة الارهاب

للقضاء على الارهاب لابد من محاربة التكفيريين و قادة التنظير الارهابي من شيوخ السلفية و اتباع الوهابية و ابواق ابن تيمية ، وغلق قنوات التلفزيونات التي تبث سموم الفرقة بين الشعب الواحد و تشجع الكراهية ضد المخالفين بالدين و المذهب ، و اعادة كتابة مناهج الازهر وحذف منها كل ما يشجع الشباب على الكراهية و الفرقة بين المسلمين والاقباط و اعادة لحمة الشعب الى نسيج واحد ، و تكريس مبدا العبادة هي بين المواطن وربه و ليس فرض الارادة الدينية على سائر الناس بالقوة و التهديد و زعيق ميكرفونات المساجد و الدعاء على غير المسلمين باليتم و الترمل و البغض بالله .
شكرا للزميل الكاتب على هذا المقال التنويري .





2 - كلنا فى الهم سواء ياعزيزى !
عبدالله محمود أبوالنجا ( 2016 / 12 / 14 - 23:56 )
الكاتب والزميل / صباح ابراهيم
لستم وحدكم من تعانون من ارهاب هؤلاء القتلة الذين لا يتورعون عن سفك دماء كل من يقف فى طريق طموحاتهم وطموحات أسيادهم فى دول البترودولار ، الذين لا هم لهم الا تدمير الدولة المصرية على رؤوس شعبها بمسلميه ومسيحييه ! غير أننى أختلف معك فى توجيهك اللوم للحكومة المصرية ، لأن الكارثة أكبر من قدراتها على المواجهة الآنية ، ومع ذلك فالحكومة المصرية وعلى أعلى مستوياتها ، تحاول قدر المستطاع تحقيق الأمن والأمان للشعب المصرى بكل طوائفه . وتعلم حضرتك ككاتب مثقف ومستنير أن الملف الاقتصادى وحده هو العامل الحاسم فى تحقيق أية انجازات وهناك أولويات وأعتقد أنك لا تختلف معى أن أولها دحر الخلايا الارهابية المسلحة ، حتى ينتعش الاقتصاد بالاستقرار ، مما يوفر المال اللازم بعد ذلك لمواجهة كافة أشكال الفكر الارهابى المتطرف ودحره بواسطة الفكر التنويرى المضاد .
وطبعاً الانفاق على المواجهة الفكرية تحتاج أموالاً طائلة فى مواجهة الفكر الارهابى .
تحياتى لحضرتك


3 - هذا رايي
صباح ابراهيم ( 2016 / 12 / 15 - 10:55 )
لا يا زميلي العزيز ، المواجهة المسلحة لقوات الجيش و الامن المصري ضد الارهابيين تكلف الدولة المصرية اموالا اكثر ما يكلفها محاربة التطرف الديني و لجم رجال الدين من شيوخ السلفية و المحرضين على الكراهية ، اجراء رادع ضد عدد قليل منهم سيردع الاخرين و يسكتهم ، غلق بعض القنوات التلفزيونية السلفية سوف لن يكلف الحكومة المصرية الكثير لكنها ستردع الاخرين و تفرض رقابة على وسائل الاعلام كافة و تغير مناهج الدراسة في الازهر ومراقبة خطب الجمعة او توحيدها بأشراف وزارة الاوقاف سيقوّم الجيل الجديد نحو اسلام معتدل غير محرض ضد الكراهية و التكفير للاخرين و خاصة الاقباط سيعدل المسيرة نحو الاحسن .
تحياتي لك


4 - الموصوع ليس بهذه البساطة عزيزى صباح
عبدالله محمود أبوالنجا ( 2016 / 12 / 16 - 01:04 )
مع احترامى لرأيك وتقديرى لشخصك ، الموضوع ليس بهذه البساطة أيها الزميل العزيز ، هناك حسابات دولية وحسابات اقليمية وحسابات داخلية ، وكلها متداخلة ومتشابكة مع بعضها البعض ، ولابد أن يتم أخذها فى الاعتبار ، ومعالجة كل أمر أشرت اليه حضرتك فى تعليقك ، لابد أن يتم فى التوقيت الملائم له ، وبالأسلوب الذى لا يؤدى الى ردود أفعال داخلية واقليمية ودولية ، لا تكون فى صالح الحالة الاقتصادية وجميعنا يعلم ماتعانيه البلاد من أزمة طاحنة فى النقد الأجنبى ، ناهيك عن استغلال الأبواق الداعمة للاسلام الراديكالى السياسى فى تهييج القطعان المغيبة عقولها ضد الدولة ومؤسساتها ومن ثم اشاعة حالة من الفوضى والصدام بين تلك القطعان ووالتى أعدادها ليست بالقليلة وبين قوات الشرطة وربما استدعى الأمر تدخل القوات المسلحة ، وربما أفلتت الأمور ودخلت البلاد كلها فى النفق المظلم الذى هدد به الجاسوس مرسى فى خطابه الأخير الشهير بخطاب الشرعية ! كل شىء بأوانه سيد صباح ابراهيم !
تحياتى لحضرتك

اخر الافلام

.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah


.. 104-Al-Baqarah




.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في