الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الخرافة والأسطورة ؟

احمد مصارع

2006 / 1 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الحياة تبدأ بكابوس معقول , وتنتهي بآخر غير معقول , فالبداية غامضة قليلا , والنهاية مجهولة كثيرا , ما يشاكل القول بين الخرافة والأسطورة , وبإهمال المحتوى الفلكلوري العام , والنظر الى الجانب الحكواتي الشعبي , القاسم المشترك الأكبر بينهما هو العلم , ينوس ضوءه مترددا , كشمعة في مهب الريح .
بين ظلامين يتم الالتجاء القلق , وفيه يتم الاحتفال باعتدال , وعلى الطرفين جنون , وحمق لا يوصف , من الغرابة , بين الغابة والخرابة ؟
أقصد بالخرافة تلك الحكايا الشعبية , التي تساند النظام العام لحياة البشر , وتحمل الحكمة الشعبية ما تريده من أحمال , على الطريقة التي حملت فيها الأرض التي نعيش عليها في الخيال الشعبي : على قرون ثور , ولكن أهم مافي التصور ليس صدقه مع الواقع , بل تلبيته للحاجة النفسية البشرية لإحداث التوازن المفقود , ووضع حدود للانهائيته بأي شكل من الأشكال , كتشاكل البناء من الطين أو من الكريستال .
كما أقصد بالأسطورة , الحكايا الشعبية , التي تقابل الخرافة , تحيط ببداياتها , ونهاياتها , وتمنحها القدرة على القداسة , لأن الأساطير هي حكا يا دينية , ومنها التعبير المقدس , أساطير الأولين , وبذلك تستوي الخرافة مع الأسطورة , في كون المفهومين يعبران عن الاعتقاد الشعبي , وهو ما يوصف بالدغمائية الإيمانية , وهي تبرر ما بعدها , لاتملك القدرة على التفسير , وتسترق العلومية بشكل مصطنع لا يوافق طبعتها النقلية غير العقلية , من حيث الشكل والمضمون , بل وتفتقد الى أبسط المقومات المنهجية .
العلم وهو الفريضة الأولى في كل الأديان يسخر من حمق الخرافات والأساطير , لأنها مغالطات الخيال , وليست مقاربات العقل الذي يفترض علوميته , وهي من النص الديني , سر قدسيته , وأثمن مافي إنسانيته , فالعلم وحده صاحب الحق المشروع , في التقارب نحو رؤية المقدس .
العقل الخرافي والأسطوري نسيج وحده , وقد يقال : ما أنزل الله به من سلطان , يؤلف كما يشاء , وكما يقال : لحاجة في نفس يعقوب , وشتان مابين الحاجة المقدسة , والأهواء على الهواء في استعلاء .
ما يطول انتظاره فلا يعني ذلك أنه لن يأتي أبدا , والمنتظر هو مسوح هداية وعلم , أو مهدي يهدي الضال الى النجدين , أي الحياة بين حياتين , ويبقى في الحالتين العلم في أسرار الحياة مقيد بين جدارين مصطنعين لأغراض مؤقتة , وجزء كبير من الحضور الحقيقي , سينجلي في سباق السلحفاة مع آخيل , كبير العدائين في ماراثونات السباق العالمي , وحين يقدر العلم على فرض شروطه اللغارتمية لصالح سلحفاة العلم الواقعية , وفرض الشروط الأسية المعاكسة على العدو الآخيلي الخرافي , فان دالة العلم السلحفاتية , ستقطع نقطة الصفر الواقعي , بينما لن يحلم آخيل من مجرد ملامسة نقطة الصفر , مهما بلغت درجة عدوه , بل ومهما جمح خياله أو استفز حصان إرادته الأصيل ,ولن يصل .
بين العلم والمقدس يوجد هارموني تآلفي , بينما لا أحد إلا ويتأذى من نشاز الخرافات والأساطير , لأن مجال واسع من اللانهاية الافتراضية سلبا الى اللانهاية إيجابا , بسرعة تفوق في اضطرابها بمالا يقدر كل صواريخ العمل العلمي , من الجهود والعرق بل الدماء غالبا .
لا سلطان لسلطة بدون جهد العمل العلمي في تعبيد الطريق والتمهيد للاستواء , ودونه فكل عمل لن يتراكم , فهو من نوع : خبط عشواء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah