الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأصولية الإسلاموية الوجه الآخر للاستبداد سينمائيا

حميد الهاشمي الجزولي

2006 / 1 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تميزت جريدة «التجديد"، صوت الإسلام السياسي وفرع تنظيم الإخوان المسلمين العالمي بالمغرب بنشر "بيان" فضيحة يدعو إلى "محاكم تفتيش" حول الفن السينيمائي، صادر عن جهة ما تدعي تمثيل المسرحيين المغاربة.

وإذا كان ليس غريبا أن تتصدر الجريدة إياها كل المعارك الوهمية الخاسرة مسبقا إلا في أذهان قاصري الأذهان، من قبيل معركة "تسونامي" وقانون الرموز الدينية بفرنسا ......

وقد قدمت الجريدة إياها "للبيان" الفضيحة بتمهيد أعادت فيه "البيان" وفسرته إلى درجة أن التقديم تجاوز "البيان" نفسه، وهذه هي المهنية الصحفية وإلا فلا.

لكن المضحك- المبكي في "البيان" إياه هو ما يهم، حيث يقول:" ونقابة المسرحيين المغاربة إذ تشجب بقوة مثل هذه الأفلام.. والمواضيع .. وهذا التسيب في الطرح وهذا الولاء المرفوض الساقط لمن تهمهم الاستفادة المادية الرخيصة، عوض التشبت بالكرامة والاعتزاز بمقومات الإنسان المغربي."

- لم نسمع قط أن "نقابة" تشجب ...... الأفلام....والمواضيع....و..التسيب..." أي أن تتحول إلى لجنة رقابة وتفتيش.
- ولم نكن نعلم أن هناك ولاء مرفوضا مقابل ولاء مقبول. إلا في "بيانات" أصحاب الولاء والبراء ومستتبعاتهم.
- ولم يوضح "البيان" إياه حمولة "مقومات الإنسان المغربي" والتي تحتمل تأويلات تبدأ ولا تنتهي.

والأمر لا يقف عند هذا الحد بل "وتدعو النقابة المثقفين والفنانين وكل المهتمين إلى إدانة مثل هذه الأفلام المدسوسة وكل من يقف خلفها.. وتدعو إلى مقاطعتها ومقاومتها إنتاجا وتصويرا وتمثيلا فوق تراب هذا الوطن المقدس. "

فصاحب "البيان" المهزلة يفتح معركة بكل تفاصيلها: "الإدانة....المقاطعة.... المقاومة..." وعلى كل الأصعدة :" إنتاجا.....وتصويرا... وتمثيلا....." ، يبقى السؤال هل استعد بما فيه الكفاية لذلك؟



ومع معرفتنا لتاريخ مصدر البيان ماضيا وحاضرا فإننا نشك كثيرا في جديته لأنه وبكل بساطة تميز بمواقف مخزية لا تشرف الفنان ولا حتى المدعين الانتماء للفن.

ويكفينا منه أنه كان من قواد جوقة المسرحيات-الملحمية التي مجدت الاستبداد خلال "سنوات الرصاص" منذ بداية السبعينيات.
ولن نستبعد أن يكون "البيان" تعبيرا عن حنين لماض ، من المؤكد أنه لن يعود، وكل ذلك في تناغم وانسجام مع الشطحات والخرجات الإعلامية ل"وزير حقوق الإنسان" سابقا .

أما زبدة "البيان" أو ما شابه ذلك فهو:" وفي هذا الإطار والاتجاه الصائب تنبه نقابة المسرحيين المغاربة"، وهذا التنبيه الحامل لعصارة التفكير العصابي المستعد للاصطدام مع من "لا ينتبه"، لا يختلف كثيرا عن الكلمات التي تصدر من محبرة القاموس الإسلاموي الفاشي.

ولأننا نعلم أن فناننا "المحترف جدا" ونائب وزارة الشؤون الثقافية بمراكش، يتعيش من الفن والثقافة ، ونظرا لماضيه "النضالي" فإننا لم نستغرب ل"بيانه" ولقاموسه.

لم نبعث أمس بالمقال، وكان ذلك أفضل، لأن أعضاء من الجهاز المسير لما يسمى "نقابة المسرحيين" تبرؤوا من "البيان" إياه، واعتبروه لا يخصهم.
وبذلك ظهرت المعنى ولا فائدة من التكرار.......
أما أن تتصيد جريدة الاسلامويين الفرصة للدعوة إلى "محاكم تفتيش" خاصة بالأفلام، فإنها لم تقم إلا بالكشف عن الوجه الآخر للاستبداد المتدثر بالدين ألا وهو الأصولية الدينية، وفي ذلك عبرة لدعاة "التقارب" مع "المعتدلين".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج