الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرئيس المنتخب ترامب والإسلام

نبيل العدوان

2016 / 12 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بعد الفوز الساحق الذي حققه دونالد ترامب المرشح عن الحزب الجمهوري بالانتخابات الرئاسية الامريكية والذي شكل صدمة كبيرة وكان عكس كل التوقعات واستطلاعات الرأي ليس بالداخل او الشارع الامريكي بشكل عام وتحديدا لدى الجالية المسلمة بالداخل الامريكي ولكن ايضا بالعالم الاسلامي بشكل عام، وعلى الرغم من الدعم المادي للمرشحة عن الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون من دول إسلامية عديدة وعلى رأسها السعودية الا انها فشلت بهذه الانتخابات وكان ترامب هو من فاز ومن سيستلم البيت الأبيض بشهر يناير ، بالطبع كانت هناك ردود فعل كتيرة بالشارع الامريكي وغالبية هذه الردود وخصوصا التظاهرات التي عمت مدن عديدة منها نيويورك وشيكاغو الى لوس انجلوس وغيرها من المدن وكنت شاهد عيان لإحدى هذه التظاهرات محاولا ان ارى الجالية المسلمة وأين تحركاتها خصوصا ان هذه الجالية أعربت عن غضبها وامتعاضها الشديد اثناء فترة الانتخابات حول ما قاله ترامب عن المسلمين وكنت قد تطرقت لهذه الأمور بالتفصيل بمقالتي السابقة عن ترامب بعنوان ( ترامب والإسلام ) ، الذي أدهشني هو الغياب التام والكامل للجالية المسلمة عن هذه التظاهرة وان كانت هناك اي تحركات فهي متواضعة وخجولة جدا ، السؤال هو أين هي الجالية المسلمة والتي تقدر بالملايين ؟أين الجالية المسلمة بمدينة ديربون بولاية مشيجين وهي الجالية الأكبر بالولايات المتحدة ؟ وطبعا هذا الغياب دفعني لعدة تحليلات وعلامات استفهام سأتناولها من خلال هذه المقالة.

التحليل او السيناريو الاول وهو خوف الجالية من اي تداعيات وما قد يقوم به فعلا ترامب وقد يصل الى ترحيلهم او القبض عليهم وإرسالهم الى سجن جوانتانامو على سبيل المثال وهذا قد يكون أقصى عقاب قد يطالهم، هل هم فعلا جبناء الى هذا الحد وهل هم فعلا خائفون ووصلوا الى هذه الدرجه من التخاذل والجبن ؟ انا شخصيا استبعد هذا التحليل وهكذا سيناريو ولا اعتقد انهم فعلا وصلوا الى هذه الدرجة .

اما التحليل او السيناريو الثاني والذي اعتقد انه الأكثر والأقرب الى الواقع من السيناريو الاول وهو ان الجالية توافق ترامب وتدرك تماما الخطر الاسلامي او الاٍرهاب الاسلامي وهي على قناعة تامة ان مصدر هذا الاٍرهاب هو الدين بحد ذاته وان ما يقوم به المسلمون من اعمال عنف وقتل وارهاب أصبحت حقيقة وواقع لا يمكن تجاهله وهم اصبحوا على قناعة تامة وبدأوا مرحلة جديدة وهي مرحلة قبول هذه الحقيقة والواقع وانه لم يعد بامكانهم إنكار ذلك، هم فعلا وصلوا الى هذه القناعة وان الدين والكتاب المنزل هما مصدر هذا العنف والقتل والارهاب وربما ما تعرضت له الولايات المتحدة الأمريكية بالآونة الاخيرة من اعمال ارهابية قتلت العشرات من المواطنين بدم بارد على أيدي مسلمين بدءا بالعمل الإرهابي خلال ماراثون بوسطن الى سان برنادينو بكالفورنيا الى النادي الليلي باورلاندو بولاية فلوريدا الى نيويورك ونيوجيرسي قبل أسابيع قليلة ، هذا عدى عن ما قام به المسلمين من اعمال ارهابية في عدد من الدول الاوروبيه على سبيل المثال الاعمال الارهابية التي طالت فرنسا وتحديدا مديبة باريس وغيرها من الدول الأوروبية . بالتأكيد لم يعد هناك من مجال للجالية المسلمة من إنكار الحقيقة والواقع واصبحوا يتقبلو ا هذا الواقع وما صمتهم الا دليل وتأكيد على ذلك وباعتقادي ان هذه خطوة إيجابية وان المسلمين بداوا مرحلة جديدة وهي تقبل ان الدين مبني على هذه الأمور ، تماما كما يحصل مع الشخص المدمن عَلى الكحول والمخدرات فاول خطوة في أعادة تأهيل نفسه هي مرحلة القبول والاعتراف بالواقع ومن ثم تبدأ مرحلة العلاج والإصلاح وهذا فعلا ما يحتاجه المسلمون، بالتأكيد التقبل والاعتراف لا يقتصر على الجالية المسلمة بالداخل الامريكي الا انه قد تجاوز ذلك وبالتاكيد وصل الى العالم الاسلامي ودوّل إسلامية عديدة التي بدأت مرحلة تقديم التهاني الى الرئيس المنتخب ترمب بل وسارعت وكانت في طليعة المهنيين ، وأكثر ما لفت انتباهي هو ردة فعل الامير الوليد بن طلال الذي كان من أشد المنتقدين لترامب اثناء فترة الانتخابات وكنت قد ذكرت ذلك بشكل موسع وبالتفصيل في المقالة السابقة اما الان فهو من اول المباركين والمهنيين لترامب وأعرب بشكل واضح عن فرحته وسعادته بالرئيس المنتخب . هل فعلا ان المسلمين وصلوا الى قناعة وتاكدوا من حقيقة الاسلام وبدأوا اعادة النظر بهذه الأمور ، ام انها وكما يقول المثل الامريكي this is the calm before the storm او ما معناه الهدوء والسكون ما قبل العاصفة ،اي انهم يعدون العدة ويحضرون لمرحلة قادمة او موجة ارهاب أكثر دموية وفتكا وقتلا وأنهم سيستقبلون الرئيس ترامب بمزيد من العنف والارهاب ، ولربما يكون هذا هو السيناريو الثالث والأقرب الى الواقع، أتأمل ان لا يكون هو الأدق والأصح ،لكن كل المعطيات وكل ما حصل بالسابق وعلى مدى 14 قرن من الزمن يؤشر الى هذا السيناريو وبالتاكيد الأيام القادمة ستكشف لنا الكثير وسنصل الى الحقيقة ومعرفة الامور بشكل أوضح وأكثر دقة، كلي أمل بان أكون مخطئ بالسيناريو الثالث على الرغم من قناعتي الشخصية بانه الأوفر حظا والأقرب للواقع.

فما رأيكم بالموضوع ؟ وأي من السيناريوهات الثلاثة هو الأدق والأقرب الى الحقيقة والواقع. ارجو ان اسمع آراءكم القرّاء الأعزاء مع احترامي وتقديري لجميع الاّراء ووجهات النظر.

بالختام وتعقيبا على تعليق بالمقالة السابقة من احد القرّاء الأصدقاء اتهمني بحذف التعليقات خصوصا لمن يختلف معي بالراي هنا أودّ التنويه والتاكيد أني لم احذف تعليق لأحد منذ بدأت الكتابة على موقع الحوار وانه اذا تم هناك من اي حذف فهو من قبل هيئة الحوار وليس لي اي علاقة باي حذف لأي تعليق فاقتضى التنويه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الرئيس المنتخب ترامب والإسلام
شاكر شكور ( 2016 / 12 / 17 - 15:24 )
شكرا استاذ نبيل على هذا التحليل المنطقي والأحتمالات التي طرحتها ، رأيي بالموضوع هو السيناريو الثاني وهو ان المسلمين في أمريكا سأموا من تصرفات الإسلاميين الذين يريدون تطبيق الإسلام المحمدي الصحيح وبات مسلمو امريكا يخجلون من تطبيق السيرة النبوية العدوانية لأنهم يريدون إسلام مسالم جديد (مودرن) ويعلمون بأن خطاب ترامب العدائي ليس موجه للمسلم المقيم في امريكا بل موجه لمن يريد اشعال الفتنة والفوضى وهذا الفريق العدواني يهدد وجود المسلمين المعتدلين ويشوه سمعتهم لذلك نرى ان قسم من مسلمي امريكا شاركوا بالإنتخابات لصالح ترامب ، هذا من جهة ومن جهة اخرى شخصية هيلاري كلنتن هي شخصية متلونة حرباء تخفي الكثير عما معلن في برنامجها وخاصة ميلها ومساندتها للتنظيم الإرهابي اخوان المسلمين الذين يؤمنون بالخلافة الداعشية والفوضى لزعزعة الأمن ، ولا ننسى المهاجرين من الشيعة الذين يريدون الإستقرار والأمان ولا يهمهم الجهاد الذي يتبناه السنة والذي استهدفه ترامب ، تحياتي استاذ نبيل وأهنئكم بقرب حلول العام الجديد راجين من المولى القدير ان تعيشوا بسلام ودمتم بخير


2 - الاسلام السياسي
جهاد علاونه ( 2016 / 12 / 17 - 16:58 )
الدين الوحيد الذي يتدخل بالسياسة هو الدين اليهودي والاسلامي, ولكن اليهود على الاقل لديهم ميوعة واضحة إزاء المجتمع المدني, اما المسلمون فإنهم لا يملكون اصلا برنامجا سياسيا دينيا, يعني هنالك شيء اسمه الاسلام السياسي ولكن الاسلام السياسي لا يملك برنامجا موافقل لنمو المجتمع المدني الكتلي الصناعي, المسلمون ببغاوات يرددون ما يريده اسيادهم فإن ارادوا أن يجعلوا الدين الاسلامي اكثر ليونة وتميعا مع الحياة المدنية من السهل أن يجدوا نصوصا دينية توافق برنامجهم وإن أرادوه راديكاليا متطرفا فمن السهل عليهم أن يجدوا نصوصا قرآنية, أعتقد أن الاسلام دين مختلط غير واضح, وأخيرا اترامب يريد اسلاما متسامحا ومتساهلا مع كل الاديان وهذا يضيع الأموال التي انفقتها السعودية وقطر والامارات على الجماعات الاسلامية التي تريد منها وعن طريقها أن تحكم العراق وبلاد الشام برمتها, زعماء الخليج يتدخلون من خلال البترودولار بمنطقتنا وهذا اصلا مستاءة منه كل انظمة الحكم في بلاد الشام ومصر.


3 - السبب انهم تيقنوا
عبدالحكيم عثمان ( 2016 / 12 / 17 - 21:15 )
تقول سيد نبيل العداون ان الجالية المسلمة في امريكا لم تشارك بالتظاهرات المنددة بفوز ترامب
انا اقلك السبب لأنهم تأكدوا ان كلام ترامب ضراط عبلاط
ولن يفعل اي شيئ لان المسلمين فيها امريكيوا الجنسية
ومنهم متواجد فيها قبل ربما ان يلد ترامب
والسبب الاخر ان النظام في امريكا مش هيتة ومش بكيف الرئيس فهناك كونكرس ومجلس شيوخ
ونقبك ونقب غيرك هيطلع علفشوش

وغدا لناظره قريب وعندها لي حكي تاني
تحياتي


4 - عبد الحكيم عثمان نورتنا
نبيل العدوان ( 2016 / 12 / 19 - 14:15 )
سيد عبد الحكيم شرفتنا طبعا انا اتفق معك وأكثر شي عجبني بتعليقك انك تعترف بان أمريكا بلد يحترم القانون ويحترم جميع مواطنيه بما فيهم المسلمين وهو يحترم حرية الدين والمعتقد بل انه يعامل المسلمين معاملة أفضل من المعاملة التي يعاملون بها بالدول الاسلامية
السؤال الان هل الدول الاسلامية تعامل المسيحيين بالمثل اي معاملة جيدة وهل تسمح لهم من ممارسة شعائرهم بحرية بالتأكيد لا والا كيف تفسر العمل الإرهابي على الكنيسة بمصر وغيرها من الاعتداءات علد الكنائس ودور العبادة المسيحية بمصر سوريا والعراق من قبل الدولة الاسلامية داعش وقتل نساء وفتيات ابرياء كأنو يصلون وكيف تفسر عدم السماح ببناء الكنائس بالسعودية باختصار المسيحيين مضطهدين بالدول الاسلامية وبأرض هم أصحابها من الأساس هم مضطهدين ويتعرضون للمضايقة والقتل والارهاب من اجل إجبارهم على الرحيل وترك بيوتهم واموالهم وممتلكاتهم كما حصل ويحصل بسوريا والعراق وفلسطين ولبنان ومصر


5 - منور بوجودك
عبدالحكيم عثمان ( 2016 / 12 / 19 - 15:30 )
منور بوجود سيد نبيل العداوان
هل تقصد بعد 2003 اي بعدماسمي بثورات الربيع العربي
ام هل تقصد قبل هذا التاريخ
انا ما عايشته في بلدي العراق مارأيت ان المسيحي مضطهد وكانوا يمارسون ولازالوا شعائرهم الدينية بكل حرية اما بعد 2003 فانا اتفق معك
فحتى المسلمين تعرضوا للظلم والاضطهاد
ظهور داعش ومايسمى بالاسلام السياسي قلب الموازين
نتمنى ان تنجلي هذه الغمة عن هذه الامة
تحياتي


6 - احذف
ابوعمرو ( 2017 / 1 / 4 - 12:51 )
صديقي نبيل الي بيقرأ تحليلاتك بالمقال مستحيل يقتنع انو انت عايش بامريكيا او تفقه شي بالسياسه الامريكيه او بجوز عندك مشكله بالالغه الانجليزيه ، بالنسبه للمسلمين ياصديقي نبيل فإن (الوسخ اخو الكع ) يعني بالعربي لا فرق بين ترامب ولا هيلاري الا بالتصريحات ، على العكس كثير من المسلمين فرحوا بإنتخاب ترامب لانه صريح جدا في كراهيته واحقاده على المسلمين بخلاف سابقيه الذين هم اشد حقدا ، اضف لذلك نحن اشد فرحا لان اعتلاء هذا المعتوه لسدة الحكم كشف اللثام لنا عن كثير من الاسئله حول ماهية الشعب الامريكي الذي يتفاخر باختيار هذا الطبل كما انه وضعنا بصورة مرحلة التهاوي التي تعيشها هذه الدوله

والله يعطيك العافيه

اخر الافلام

.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_


.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال




.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس


.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال




.. قطب الصوفية الأبرز.. جولة في رحاب السيد البدوي بطنطا