الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أهمية إيران

أحمد العروبي

2016 / 12 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إذا كنت تتقبل دور إيران كجدار مانع للتمدد السعودي الوهابي فقط فأنت مخطئ لان إيران تشكل جدار أيضا للتمدد الإسرائيلي و التركي في المنطقة و لا يمكن تخيل أي توازن في المنطقة دون إيران بتوجهاتها الحالية.
قد تكون لا تفرق بين الإعجاب و الحب لإسرائيل و هذه مشكلتك , فإسرائيل في النهاية مثيرة للإعجاب لكن من الغباء حبها فهي إن كانت لا تخلق الإرهاب كالسعودية فهي تدعمه في تدمير أي دولة منافسة لها في المنطقة و مؤكد مصر من هذه الدول.
أما المساندين لتركيا و البدو فلا طائل من الحديث معهم فهم غثاء لا أكثر.
الوضع في سوريا الان سببه علاقتها مع إيران و خاصة سوريا لان إسرائيل فشلت في القضاء علي حزب الله , كذلك لم ينفع سحق صدام في إنشاء نظام موالي للغرب و البدو و الترك بالتالي أصبح التمدد الإيراني أكبر في المنطقة و لم يعد من الممكن إنهائه إلا عن طريق سوريا التي إنفتحت بحسن النوايا علي محور ماما أمريكا في المنطقة الذي ضم السعودية و تركيا و قطر و الذي كان جزء منه عمل مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل و سوريا عن طريق تركيا لبحث ما يسمي بالسلام.
القضاء علي سوريا شكل تقاطع بين الدول الثلاث الكبرى في محور ماما أمريكا في المنطقة , مما يجعله يذكرني بالعدوان الثلاثي علي مصر حيث نفس التقاطع كان بين محور ماما أمريكا في المنطقة حيث كان المستعمر الإنجليزي و الفرنسي بالإضافة لإسرائيل التي ما كانت لتتورط لولا إن مصالحها متقاطعة مع هاتين الدولتين.

في الوقت الذي كانت فيه تركيا و إيران و إسرائيل و الاستعمار الأوروبي موالين لماما أمريكا لم يكن من الممكن قبول مصر خاصة أن التهديد في البداية كان لسوريا أكثر من مره لكن ظهرت دولة قومية كبري هي مصر و قامت بحماية سوريا و هذا جعل القضاء علي مصر عبد الناصر أولوية كما هو الان مطلوب القضاء علي إيران الخميني لكن إيران الخميني القضاء عليها أصعب من مصر عبد الناصر فإيران الخميني شرعيتها ذات جذور لا نهاية لها في أدمغة الإيرانيين و محاربتها طويلا لم يأتي بنتائج و لذلك من الأفضل تخفيض نفوذها في المنطقة عن طريق تدمير سوريا حتي يتم عزلها و هو أقل ضررا من تمددها فقط لأنها تخالف ماما أمريكا.

السؤال الأهم لماذا لا نكون من الرابحين و ننفتح علي ماما أميركا ؟ الإجابة موجوده في مصر نفسها التي بمجرد انفتاحها عليها ساءت أوضاعها أكثر و أكثر , فأمس علي سبيل المثال تحدث مجدي خليل عن أزمة المسيحين في المنطقة و رغم إنه معادي لمصر ناصر إلا إنه بدا من عام 74 تحديدا ليقول إنها بداية الكوارث الطائفية التي لم تنتهي بسبب صحوة السادات فيصل الإسلامية. الملاحظ أن الانفتاح علي الإسلاميون كان مترافق مع الانفتاح علي ماما أمريكا و نفس الشيء في باكستان و بقية الدول الإسلامية , و حتي لو لم تكن إسلامي فمجرد الخوف من توجهاتك المستقبلية فهذا يضعك في موضع شك يجعل الولايات المتحدة تحاول جاهده لإضعافك و هذا ما رأيناه يحدث في السوفيتي منذ بداية تقاربه مع ماما أمريكا و لم يعد من جديد إلا حينما بدا يتناقض مع الولايات المتحدة في أكثر من مكان في العالم !!!! كأنه من المستحيل حتي علي دولة كبيرة كروسيا أن تكون حليف لأمريكا و السبب في أمريكا نفسها و ليس روسيا , ببساطة أمريكا لن تهتم بك إلا بعد كسر يدها ليس علي طريقة الاحمق صدام الذي بالمناسبة فضل لعق البيادة الامريكية من خلال فتح أسواقه للشركات الامريكية بامتيازات لا يحلمون بها و التعاون المطلق في مجال مكافحة الإرهاب لكن مع ذلك لأنه ضعيف و لديه إرث ما لا يعجب ماما أميركا فكان من السهل إسقاطه , كسر يدها يفضل يكون علي طريقة عبد الناصر أو إيران حاليا. و أفضل ما في كسر يدها أنه كسر يد الإسلاميون بطريق غير مباشر , حينما تري إيران الدولة الوحيدة في المنطقة التي لديها عداء حقيقي عقائدي ضد الإرهاب و في نفس الوقت هي لا تقدر علي تصدير ثقافتها لك فهي شيعيه فارسية و التشيع غير منتشر سوي في محيطها حيث ساحل الخليج و جنوب العراق , و الفارسية لغة غير منتشرة و العربية مؤثرة فيها أكثر من تأثير الفارسية فيها هذا يجعلك أقرب لإيران إذا كنت عاقلا , و لك أن تتخيل لو ترك للسعودية الفرصة للتمدد دون رادع الإيراني كيف كنت ستغطس في رمال الإرهاب خاصة أن جبهتك الداخلية رخوة عكس إيران التي لا تتأثر بالهراء السعودي بل العكس صحيح في ساحل الخليج الشيعي حيث تأثير إيران. كما أقول دائما يمكنك سحق السعودية عسكريا عشرات المرات لكن لا يمكنك مواجهتها ثقافيا الان بعد تمددها في الحاضنة الساداتيه الامريكية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال