الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحفيد

مصطفى بالي

2016 / 12 / 17
القضية الكردية


مرة أخرى يخرج إلينا الحفيد،دون أن يخطىء الهدف قيد أنملة،وعلى خطى آباءه و أجداده،ليصوب سهام الغدر نحو من رووا شنكال بدماءهم ليغسلوا عنها عاره هو بالذات عشية تسليمه نساء شنكال لشقيق رضاعته البغدادي في آب اللهاب، جاء هذه المرة بلبوس الخليط بين كونه عراقيا،وكونه لبنة الدولة القومية المزعومة،متجاوزا حدود خنادقه ليشغل روج آفا أيضا بأضحوكة ديمقراطيته المتهمة للخنازير بقتل الصحفيين.ثم عائدا القهقرى ليصرح بأن المقصود بدولة كردستان هي (كردستان عراقه فقط).
لا شك،و التاريخ يشهد،بأن الدولة،أي دولة،في أي زمان و أي مكان،تم تجميلها في دار تجميل لتبدو على غير ما هي عليه، ليس فقط لإخفاء قبحها- ولو كان كذلك لهان الأمر- بل لكي تحل محل لهفة الشعوب و المجتمعات للحرية، و إحلال هذا الجهاز القائم على تراكم أجهزة العنف محل الحرية المتنافرة أساسا مع العنف و أجهزة الفرض و الإيجاب،و فرض هذا التبديل تم افتتاح الأكاديميات و المدارس كمعسكرات مغلقة للسلطة و الدولة عبر الزمن وبين أسوارها يتم تنميط الإنسان و لجمه كأحصنة الجر.
من كان يريد الدولة تعبيرا عن رغبته بالحرية، فليعلم بأن الدولة عبارة عن أوراق و أختام رسمية،جيش و شرطة،أنظمة وقوانين،سجون،هي تحالف قوى السلب و النهب لقوننة ذاك السلب و النهب بالذات،قوننة سرقة فائض القيمة،المادية و المعنوية على حدا سواء،فأحد القراصنة كان قد قال للأسكندر الكبير،أتدعونني لصا؟؟؟ أنت الذي تفعل ما أفعله بكل هذه الأساطيل،الفرق هو أنني أفعل ذلك بقاربي الضغير هذا فيدعونني لصا بينما تقوم أنت بفعل ذلك بالأساطيل فيدعونك ملكا.
الدولة و الحال هذه،هي الخط الموازي لكدح المجتمعات و الشعوب،و التلصص على ذاك الخط،إنها تراكم فائض قيم السلب و النهب و الاستبداد و تخمرها في مختبرات مافيات المال و عصاباتها عبر التاريخ و تمظهرها بمظهر عروس الاحلام السالبة للألباب،الممتهنة لفعل الغواية و الخداع،تلك التي تظهر ما لا تخفي،وتدس السم في الدسم.
بهذه الغواية،وبالتنميط الذي تحالفت فيه أجهزة السلطة الغاصبة لكردستان،تم إقناع الكرد عبر قرن كامل،بأن حلمهم الأوحد هو الدولة القومية،وحملة لواء الحلم هم عائلة معينة بذاتها،و أن الكردي سيكف عن كونه مسلوبا للحرية و الكرامة فيما إذا قبل على نفسه أن يكون فردا في قطيع هذه العائلة،دون ان يمنحوه فرصة إشغال فكره ولو بأسئلة وجودية بسيطة جدا عن هذه العائلة بالذات،إنه الكردي المنمط تمام كحصان الجر سابق الذكر،وهو ما يبعث على الأسى و الحزن و الأسف.
يخرج إلينا(حفيد الديمقراطية)ليطلب من الكريلا الانسحاب من شنكال،وكأن عرض الإيزيديات سلعة سوقه القذر ليدفعهن مرة أخرى إلى شقيق رضاعته البغدادي من حلمة صدر الباب العالي،ويصف بالتزامن حزب الاتحاد الديمقراطي بالدكتاتورية بينما هو ابن الجيل الرابع من عائلته المتحكمة بمصير الجنوب لا يزحزح عن صدر هذا الشعب الذي أطعم خيرة شبابه لحيتان أعالي البحار هربا من ديمقراطيته المزعومة. و اتُّهِمت الخنازير المسكينة بجرائم اقترفها زبانيته تحت جنح الظلام،كأي جبان.
عموما،تجربتي الشخصية تقول،أنه كلما كانت هذه العائلة في هيجان من أمرها،فإن الأمور إذاً بخير،وهي تضرب أخماسها بأسداسها لأنها المعبرة عن هواجس الذئاب الرمادية بلغة أبناء الجلدة لا غير،هذه وظيفتها في الأجزاء الأربعة،اسألوا رفاة قاسملو وقاضي محمد،اسألوا رفاة الدكتور شفان و سعيد آلجي،اسألوا رفاة عثمان صبري،واسألوا رفاة إبراهيم أحمد و ثوار الجنوب الذين أسسوا PDK فاستولى اللصوص النقشبندية عليها.
إنهم يتألمون،فلا تستغربوا طيش تصريحاتهم،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر


.. مقررة الأمم المتحدة تحذر من تهديد السياسات الإسرائيلية لوجود




.. تعرف إلى أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023


.. طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة




.. تفاعلكم الحلقة كاملة | عنف واعتقالات في مظاهرات طلابية في أم