الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نموذج مُشرِّف لمدير مدرسة حكومية

مصطفى محمود على

2016 / 12 / 24
التربية والتعليم والبحث العلمي


مصر من الدول الرائدة فى مجال التعليم فى العصر الحديث فى منطقة الشرق الأوسط، وبزغ دورها بشكل خاص مع تولى محمد على باشا حكم مصر عام 1805م، الذى وضع أول بذرة لللتعليم الحكومي الذي يخضع مباشرة لإشراف الحكومة، وهو ذاته الذي رأى أهمية الاستفادة من خبرات الآخرين فأرسل البعثات العلمية إلى الخارج، لتعلم العلوم المختلفة فى شتى المجالات وكان له قصب السبق فى هذا المجال بل سبق الدولة العثمانية نفسها، الذي اقتدت به لكن فى وقت متأخر.
وقد نما التعليم الحكومي بشكل كبير فى عصر محمد على وأنشئت مدارس لتعليم الأطفال الهندسة والحساب واللغات وغيرها، وإن كان الغرض منها تخريج موظفين للحكومة، إلا أن الأمر قد تحول بعد ذلك إلى تعليم أطفال المصريين فيها .. لنلاحظ فى عصر الخديو إسماعيل الذي تولى الحكم فيما بين عامي 1863- 1879م إنتشار كثير من المدارس الأهليه والحكومية على حد السواء، وليس المجال هنا ذكر تاريخ التعليم فى مصر الحديثة، بل لفت نظرى ما يعاني منه رجال التعليم الآن من تخبط شديد، فى حين أن الوزارة لم تلقى بالا بأمر المعلمين، الذين إن وضعناهم فى مكانهم الصحيح فى المجتمع لرأينا جيلا يخرج من بين أيدهم يفوق غيره من أبناء الدول الأخرى.
على أية حال، كان محمد على باشا لا يسمح بالتقاعس عن عمل أى موظف فى إدارته، وفى المقابل كان يكافيء المجتهد أيما مكافأة فيرقيه ويعطيه من الاهتمام ما يستحق، فكان جل الموظفين حريصون على لفت عناية الدولة لهم، مع وجود موظفين آخرين مهملين فكان مصيرهم الطرد من الخدمة.
ولعل السبب فى أن أعود بالذاكرة إلى هذا التاريخ ما وجدته من مدير إحدى المدارس المصرية، الذي لمست فيه الحرص الشديد على الانضباط فى مدرسته الاعدادية، بل بلغ من حرصه على سير نظام المدرسة وفق النظم الراقية، أن يحضر بذاته كل يوم من أيام الدراسة فى الساعة السادسة صباحا، وربما يكون هو أول الحضور، صيفاً وشتاءاً ليقف أمام مدرسته الواقعه على الطريق العمومي، يحض التلاميذ على عدم التأخر والالتزام بالوقت، ولا يمنعه ذلك من أن يأخذ بيد تلاميذه ليعبر بهم الطريق أثناء مرور العربات، هذا خارج المدرسة، أما داخل هذا الصرح العلمي الكبير نراه لا يدخر جهدا ولا وقتا فى سبيل انتظام الحركة العلمية داخل مدرسته، فقبل أن يعطي أمرا يكون هو أول منفذيه ليكون قدوة لغيره.
إنه الأستاذ الفاضل/ محمد حسن حسين، مدير إدارة مدرسة الأورمان الاعدادية النموذجية بنين، التابعة لادارة العجوزة التعليمية بمحافظة الجيزة المصرية.
ولعلي أتساءل ماذا لو كان هذا المدير يعيش فى عصر محمد على باشا، وأراني أجد الاجابة بكل وضوح كان سيأمر ديوان المدارس بمكافأة هذا المدير على حسن أعماله.
إنها دعوة إلى جميع مديرى المدارس أن يكونو قدوة لغيرهم من العاملين فى ذات المؤسسة، لنعبر بمصرنا الحبيبة إلى شاطئ الرقى والتقدم، حفظ الله مصر وشعبها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حاكم دارفور: سنحرر جميع مدن الإقليم من الدعم السريع


.. بريطانيا.. قصة احتيال غريبة لموظفة في مكتب محاماة سرقت -ممتل




.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين يضرمون النيران بشوارع تل أبيب


.. بإيعاز من رؤساء وملوك دول العالم الإسلامي.. ضرورات دعت لقيام




.. بعبارة -ترمب رائع-.. الملاكم غارسيا ينشر مقطعاً يؤدي فيه لكم