الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اقتصاديات الحرب والسلام بمنطقة الشرق الاوسط

بشير النجاب
الكاتب الدكتور بشير النجاب

(Dr. Basheer M Alnajab)

2016 / 12 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


بسم الله الرحمن الرحيم

كلية الدراسات العليا _ جامعة مؤته
الدكتوراه في العلوم السياسية
مقدم للاستاذ الدكتور :رضوان المجالي
اعداد الطالب بشير محمد النجاب
ورقة عمل بعنوان :
اقتصاديات الحرب والسلام في منظقة الشرق الاوسط
استكمالا لمتطلبات مادة النظام السياسي الدولي
بسم الله الرحمن الرحيم
تحياتي للاستاذ الدكتور رضوان المجالي الزملاء الكرام اما بعد :
هذا المخلص هو ثمرة الجهد الواعي والبحث العلمي وانشاء الله انه يحقق الهدف المنشود بعيد التعقيد والالتواء وان نحقق لكم فيه الكثير من الفائدة.
بدايتا اترحم على الامام الشافعي الذي قال لهارون الرشيد حينما بعث يستدعيه لمقابلته.
فقال ( يا امير المؤمنين ان العلم لآياتي وانما يؤتى اليه)
في هذا الموضوع ولا انكر بمواجهة بعض الصعوبات ولكن بعد العون بالله
وبعد سداد الاستاذ الدكتور رضوان عن اي نقص مني لكم ، والذي قد يجده المتتبع من خلال بعض الأخطاء والعثرات، وحسبي إن أخطأنا أن الكمال لله
تم انجاز هذا الملخص تحت عنوان اقتصاديات الحرب والسلام في منطقة الشرق الاوسط .





اهمية الدراسة :
ويحاول خبراء الأمن الإستراتيجيين البحث عن الصراعات التي تدور حول منطقة الشرق الاوسط , وتوضيح ماهية اقتصاديات الحرب والسلام بالتكيف مع المستجدات على الساحة العالمية وبما يتناسب بالمتطلبات الخاصة بالفكر الراسمالي ).
وتحقيقاً لهدفنا قمنا بالدراسة والتحليل، والبحث في أهم المكونات التي تشكل موضوع اقتصاديات الحرب والسلام ومن اجل ان نصل الى هذا المغزى يجب ان ندرس منظقة الشرق الاوسط من جانب العلاقات الدوليه من منظور نظرية اللعبة.

مشكلة الدراسة :

وتحاول هذه الدراسة طرح المفهوم النظري والعملي لاقتصاديات الحرب والسلام في منطقة الشرق الاوسط ”، استنادا إلى التجارب التي من خلالها هيمن النظام الراسمالي” .
وتمثل مشكلة الدراسة السؤال الرئيسي التالي :
من هو الذي سيكون القائد الاقليمي لمنطقة الشرق الاوسط

المنهج المستخدم لدراسة

ستلجأ الدراسة إلى الأسلوبين الوصفي والتحليلي، في محاولة لتتبع الموقف والاحداث ،
وتحليل أبعاده وتداخلاتها المحلية والإقليمية والدولية وتبيين دور اطراف المشاركين في الصراع القائم في منطقة الشرق الاوسط ، مستعين بما صدر في وسائل الإعلام ومراكز بحث الشرق الاوسط من دراسات وتقييمات وتقديرات لموقفها
واعتمدت الدراسة على كم كبير من المقالات الصحفية والتحليلات السياسية


ان الهدف العام من هنا يتلخص في ان امريكا يجب ان تحشر حلفاءها عربا واسرائيليين في اطار دفاعي لوقف الزحف السوفييتي وحماية الدول المنتجة للبترول في الخليج وضمان وصول البترول الى الغرب, وكانت هذه سياسة "الاجماع الاستراتيجي" التي تم السعي الى تحقيقها بشكل ملح في الايام الاولى لادارة ريجان, خاصة بوساطة الكسندر هيج وزير الخارجية الامريكية.
الحرب والسلام في الشرق الاوسط, هو كتاب شلايم الآخر بعد كتابه الشهير "الحائط الحديدي" وهو من ترجمة ناصر عفيفي واصدار مؤسسة روز اليوسف في القاهرة, ويتناول تحولات السياسات الامريكية في الشرق الاوسط من خلال استعراض واستقصاءات لما بين السطور عند الادارات الامريكية المختلفة من ترومان الى ادارة كلينتون.
وابتداء من ترومان, فقد اسس للعلاقات الوثيقة مع "اسرائيل" بسبب اعتبارات سياسية محلية بالدرجة الاولى.. اما ايزنهاور, فهو حسب شلايم اقل اهتماما باسرائيل من سلفه وذلك بسبب اهتمامه باحتواء الشيوعية وسياساتها الاقليمية. واتبع الرئيس "كيندي" سياسة اكثر توازنا. فوافق على وجود اسرائيل كقوة ايجابية على نحو يتوافق مع المبادئ الامريكية, ولكنه ايضا قام بتعزيز الروابط مع زعماء العالم العربي القوميين والراديكاليين, خاصة الرئيس المصري جمال عبدالناصر. وفي ظل قيادة "جونسون" اتجهت امريكا بدرجة اكبر الى التحالف غير الرسمي مع اسرائيل والقوى المحافظة في العالم العربي, والتباعد عن ناصر والقوميين.
كانت حرب الايام الستة حسب الكتاب نتيجة لسياسة حافة الهاوية التي اتبعها ناصر, والتي تجاوزت الحافة. ولم تحقق اسرائيل فقط انتصارا عسكريا, ولكنها ايضا احتلت شبه جزيرة سيناء من مصر والضفة الغربية من الاردن ومرتفعات الجولان من سورية ولاعتقاده بان "ايزنهاور" قد ارتكب خطأ عندما جعل ناصر يفلت من قبضته اثناء ازمة السويس, اصر جونسون على ان الرئيس المصري يجب ان يبدي التزاما نحو السلام قبل ان يقوم بممارسة اي ضغط على اسرائيل للانسحاب من الاراضي التي تم احتلالها مؤخرا.
بعد ذلك سادت الاستراتيجية العالمية سياسة الرئيس "نيكسون" ومستشاره للامن القومي "هنري كيسنجر" تجاه النزاع. وكان الهدف الذي يطمحان اليه كما كشف كيسنجر عن ذلك في احد احاديثه الخاصة هو اقصاء السوفييت من الشرق الاوسط. وقد احتلت اسرائيل مكانة خاصة في مذهب نيكسون الذي كان يهدف الى حماية المصالح الامريكية في العالم الثالث ليس من خلال استخدام القوات الامريكية كما حدث في فيتنام, ولكن من خلال مساندة الحلفاء المحليين.
وفي هذا السياق, يحدد المصري, محمد عبدالسلام الزيات ست نقاط تقود السياسة الامريكية في الشرق الاوسط: -
1- فهم يريدون اقصاء الروس عن المنطقة وعن اية مشاركة ايجابية في شؤونها. فمن ناحية لانهم يعترضون على اي تواجد روسي في هذه المنطقة الى جانب ما يحمله هذا الوجود من مخاطر الصدام على مصالحهم.
2- وهم يريدون ان يجعلوا قنوات المفاوضات المختلفة منفصلة - التفاوض لحل بين مصر واسرائيل, بين اسرائيل وسورية, بين اسرائيل والفلسطينيين "اذا كان ذلك سيصبح ممكنا" وهكذا بحيث تكون كل واحدة منفصلة عن الاخرى وليس كجزء من حل شامل.
3- وكل حل منفصل يتعين التفاوض في شأنه مرحلة مرحلة.
4- قبول وجهة نظر اسرائيل, فان الامريكيين كانوا على اقتناع بانه لا عودة لحدود .1967
5- النظر الى المشكلة الفلسطينية باعتبارها مجرد مشكلة لاجئين.
6- المحصلة الاخيرة يتعين ان تكون حلفا امريكيا يضمن المصالح الامريكية في المنطقة.
وكان انتخاب كارتر يبشر بانتهاج نهج جديد في الصراع العربي - الاسرائيلي, يتمثل في التحول من العالمية التي ميزت حقبة نيكسون - كيسنجر الى الاقليمية التي يدافع عنها بول واتفق كارتر ومستشاروه مع بول بشأن الحاجة الى الانتقال من سياسة الخطوة خطوة الى تسوية شاملة للنزاع العربي: تشتمل على حل القضية الفلسطينية, وقد بدأوا العمل على عقد مؤتمر سلام بجنيف يشارك فيه الاتحاد السوفييتي وكل اطراف النزاع. ولكن بعد اعلان السادات عن عزمه زيارة القدس حيث يقوم بالقاء خطاب في الكنيست الاسرائيلي. لم يكن امام كارتر سوى نبذ خطة جنيف لصالح اتفاقية سلام مصرية - اسرائيلية.
وعندما جاء رونالد ريجان الى البيت الابيض في عام 1980 قام على الفور بالحط من شأن المشكلة الفلسطينية وشدد على محور القوتين العظميين في الشرق والغرب في كل الصراعات الدولية وتبني سياسة شرق اوسطية جديدة على اربعة افتراضات.. اولا: ان التهديد الذي تواجهه الدول المنتجة للبترول في الخليج يمثل المشكلة المحورية التي تواجه امريكا. ثانيا: ان الصراع العربي - الاسرائيلي اصبح اقل حدة واقل اهمية ولذلك يمكن ان يظل على الهامش. ثالثا: ان الصراع العربي - الاسرائيلي وصراع الخليج منفصلان عن بعضهما البعض, حيث ان كلا منهما له ديناميكياته وقوانينه الخاصة, مما يجعل من الممكن على نحو آمن اهمال احدهما والتركيز على الاخر. رابعا: ان الشرق الاوسط يحتاج فوق كل شيء الى الحماية من التهديد السوفييتي: وكانت هذه الافتراضات مثيرة للاهتمام ومتماسكة, وفي نفس الوقت بعيدة كل البعد عن الحقائق السياسية للمنطقة, وكان الهدف العام منها يتلخص في ان امريكا يجب ان تحشر حلفاءها عربا واسرائيليين في اطار دفاعي لوقف الزحف السوفييتي وحماية الدول المنتجة للبترول في الخليج وضمان وصول البترول الى الغرب, وكانت هذه سياسة "الاجماع الاستراتيجي" التي تم السعي الى تحقيقها بشكل ملح في الايام الاولى لادارة ريجان, خاصة بوساطة الكسندر هيج وزير الخارجية الامريكية.
ومع وصولها الى السلطة, اطلقت ادارة كلينتون العنان لعواطفها الموالية لاسرائيل ولم يكن شعارها شراكة نشطة في محادثات السلام ولكن شراكة نشطة مع اسرائيل. وكان احد قرارات الرئيس كلينتون الاولى كرئيس هو منح اسرائيل قرضا مقداره عشرة مليارات دولار, وهو القرض الذي جعل سلفه الحصول عليه مرهونا بتعاونها في محادثات السلام, وبدا ان سياسة كلينتون تتلخص في ان اسرائيل لا تخطئ ابدا وان العرب, خاصة الفلسطينيين لا يقدرون على فعل اي شيء صائب.
تأسس منهج ادارة كلينتون الخاص بالتعامل مع الشرق الاوسط بوساطة مارتين انديك, احد كبار المسؤولين في مجلس الامن القومي, في 18 ايار ,1993 وذلك في خطابه الذي القاه امام معهد واشنطن لسياسة الشرق الاوسط الموالي لاسرائيل, حيث كان احد مؤسسيه ومديره التنفيذي, واحتوت هذه السياسة على عنصرين اساسيين حسب رؤية انديك: "ان اسرائيل يجب ان تظل قوية بينما تتواصل عملية السلام, والعراق وايران يجب ان يظلا ضعيفين". واشار انديك الى هذه السياسة باسم "الاحتواء المزدوج"

وبعد اللجوء لكتاب الحرب و ضد الحرب. هذا الكتاب ضمن مجموعه كتب ترجمها ابو غزاله و كتب أيض مجموعة كتب أخرى. من الجميل و الرائع أن نجد رجلا فى مركزا قياديا متطلعا و مثقفا لدرجه عاليه. لأجل ذلك جنبه مبارك و اخرجه من الصوره لما كان يتمتع به من كاريزما قد تؤثر على مستقبل مبارك. الكتاب عنوانه غريب war and anti-war. فى الحقيقه هذه أول مره اقرأ هذا المصطلح!!! مضمون الكتاب سته فصول و عنوانهم الصدام و خط المرور و الفحص و التمحيص و المعرفه و الخطر و السلام. لن أدخل ضمن تفاصيل الفصول و سأقدم فقط فكره شامله عن محتوى الكتاب و ما يهدف إليه.
الكتاب ظهر فى فتره التسعينات و من الواضح أن هذه الحقبه أظهرت الكثير من الكتب التى تتحدث عن نفس موضوع الكتاب. المقالات و الكتب الغربيه تحدثت عن هذه الفتره و المتوقع بعد عشره إلى خمسة عشر سنه. ما قالوه يقترب من الواقع الحالى.
الكتاب به نقطه مركزيه و هى ربط الشكل الإقتصادى بالشكل العسكرى و تأثير المدنيه على العسكريه و علاقه الحرب بالسلام و كل ذلك تحت مظله صراع الحضارات. يؤكد الكاتب على أن الطريقه التى نصنع بها الثروه هى نفسها الطريقه التى تبنى بها القوى العسكريه. و بهذه الطريقه يمكنه توقع شكل الجيوش و نمط الحروب فى الفتره القادمه و بناءا على ذلك يمكن تطوير الجيوش و ابتكار طرق جديده للحرب و السلام.
يقسم توفلر الحضارات إلى ثلاث موجات حضاريه و هى موجه أولى و ثانيه و ثالثه و سأستعرض كل موجه بشكل سريع فيما يلى. و يؤكد الكاتب على وجود صراع حضارات بين كل موجه و الموجه الأخرى ليس فقط بين الدول و بعضها و لكن فى داخل الدول و المؤسسات نفسها.
نظرية الدومينو (Domino theory) هي نظرية ظهرت في الخمسينات في الولايات المتحدة و تقول بأنه إذا كانت دولة في منطقة معينة تحت نفوذ الشيوعية فإن الدول المحيطة بها ستخضع لنفس النفوذ عبر ,, ومن ادوات تنفيذها الحروب الاهلية , والمنبثق فكرها من المقاومة الجهادية البحته.
و قد طرح الرئيس الأميركي الأسبق دوايت أيزنهاور نظرية الدومينو في خطاب شهير ألقاه في عام 1954. ومن اجل الاستناد على فروض واسس تثبت خطة الدومينو
ونعتبرها في السياسة مجازيا باسنادها لمفهوم الاستقراء الرياضي من خلال التنبؤ بالمستقبليات
ولكونها استحداث واختصار لفكرة نطرية الفوضى الخلاقة , ومن وجهة نظري المتواضعة وبكون الانسان بطبعة البشري مدني ,ومن خلال التكهن الممنهج للمستقبل ومن منطلق الاتجاهات والاوضاع الحالية القائمة في الاقليم , فان هذا المخطط سيؤدي بالنهاية الى
((ان اسرائيل هي القائد الاقليمي لمنطقة الشرق الاوسط , كما اضحت الولايات المتحدة بانها القوة العظمى وهيمنة نظامها , النظام الرأسمالي على العالم باكمله. )) والله اعلم
كشفت دراسة أعدها "معهد واشنطن" نقلاً عن ضابط أمريكي سابق، قوله إن التكلفة الماليّة للحملة العسكرية الروسية على سوريا تتراوح بين 2.4 مليون دولار و3 مليون دولار يوميا. وتتوزّع التكلفة المادية على عدّة قطاعات أبرزها الجوية والذخيرة والعسكريين والوحدات البحريّة ومصاريف المخابرات العسكريّة.

ووفقاً لأرقام نشرتها مجموعة "آي آيتش أس جاينز" في تشرين الأوّل/ أكتوبر، إنّ الجهد الحربي بكامله - بما في ذلك النشاطات البحرية والبرّية والجوّية - ستكلّف روسيا حوالي مليار دولار في السنة، هذا باستثناء خسائر الطائرات المحتملة. ويقدّر البعض عدداً مضاعفاً يبلغ حالياً ثلاث مرّات ذلك الرقم. كما أنّ موسكو قد نشرت أصولاً إضافية للدفاع ضدّ الصواريخ منذ تقرير "جاينز"، بما في ذلك أنظمة S-400 التي تستلزم المزيد من المركبات والأفراد.

وبالمقارنة مع ميزانية الكرملين الدفاعية الإجمالية لعام 2015 والتي قدّرتها صحيفة موسكو تايمز بـ 50 مليار دولار (3.1 تريليون روبل)، لا تبدو كلفة المغامرة السورية هائلة. إلّا أنّ هذه الميزانية هي بالفعل تحت ضغط كبير، فقد حُدّدت في الأساس بـ 3.3 تريليون روبل حتّى أزمة الركود وانهيار الروبل.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنّ حوالي عشرين قاذفة بعيدة المدى قد عبرت آلاف الأميال لضرب أهداف سورية في منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر ومجدّداً هذا الشهر. وكانت طائرة "توبوليف تي يو- 22 أم" الأكثر انتشاراً، لكنّ هناك قاذفات أخرى قد شاركت أيضاً، بما فيها "توبوليف تي يو- 95 بير" و"توبوليف تي يو-160 بلاكجاك"، اللتَين تستخدم كلّ منهما مزيجاً من الذخائر الموجّهة وغير الموجّهة، إلى جانب صواريخ كروز. كما أنّ إطلاق صواريخ كروز من نوع "26 كاليبر" من بحر قزوين في تشرين الأوّل/ أكتوبر قد لفت بالتأكيد انتباه أصحاب المصالح الإقليميين. وفي وقت مبكر من هذا الشهر، أطلقت غوّاصة روسية من نوع روستوف- أون- دون صواريخ "كاليبر" للمرة الأولى من البحر المتوسط.

وتشير هذه الضربات بعيدة المدى على أنّ روسيا تتمتّع بالقدرة على التخفيف من العبء عن طائراتها وذخائرها في سوريا بين الحين والآخر إذا دعت الحاجة لذلك. وستشكّل الذخائر نفقة حاسمة، إذ تكلّف حوالي 750 ألف دولار في اليوم للضربات في سوريا فقط. ومع ذلك، فإن الخيار بعيد المدى هو مكلف أيضاً: إذ يتراوح سعر كل صاروخ كروز من نوع "3M14E" يتمّ إطلاقه من البحر ما بين 1.2 و 1.5 مليون دولار، مما يجعل منه خياراً عرضياً فقط. وإذا ما احتاجت روسيا شنّ هجمات مكثّفة بعيدة المدى، ستزيد النفقات العمليّاتية أضعافاً مضاعفة.

وفي حين يبدو أنّ إظهار القوّة العسكرية قد ثبت أنه استراتيجية فعّالة لفلاديمير بوتين على المدى القصير، إلّا أنّ هذا العرض يأتي بثمن أعلى ممّا يدركه العديد من المراقبين. وتدرك روسيا جيّداً أنّ تمديد العمليّات سيكبّدها تكاليف أكبر. كما أنّ المتطلّبات اللوجستية لقوّة عسكرية في الخارج قد تجبر موسكو على زيادة وقع وجودها في سوريا، مما قد يزيد من خطر تكبّد خسائر روسية الاقتصادية.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنّ حوالي عشرين قاذفة بعيدة المدى قد عبرت آلاف الأميال لضرب أهداف سورية في منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر ومجدّداً هذا الشهر. وكانت طائرة "توبوليف تي يو- 22 أم" الأكثر انتشاراً، لكنّ هناك قاذفات أخرى قد شاركت أيضاً، بما فيها "توبوليف تي يو- 95 بير" و"توبوليف تي يو-160 بلاكجاك"، اللتَين تستخدم كلّ منهما مزيجاً من الذخائر الموجّهة وغير الموجّهة، إلى جانب صواريخ كروز. كما أنّ إطلاق صواريخ كروز من نوع "26 كاليبر" من بحر قزوين في تشرين الأوّل/ أكتوبر قد لفت بالتأكيد انتباه أصحاب المصالح الإقليميين. وفي وقت مبكر من هذا الشهر، أطلقت غوّاصة روسية من نوع روستوف- أون- دون صواريخ "كاليبر" للمرة الأولى من البحر المتوسط.

وتشير هذه الضربات بعيدة المدى على أنّ روسيا تتمتّع بالقدرة على التخفيف من العبء عن طائراتها وذخائرها في سوريا بين الحين والآخر إذا دعت الحاجة لذلك. وستشكّل الذخائر نفقة حاسمة، إذ تكلّف حوالي 750 ألف دولار في اليوم للضربات في سوريا فقط. ومع ذلك، فإن الخيار بعيد المدى هو مكلف أيضاً: إذ يتراوح سعر كل صاروخ كروز من نوع "3M14E" يتمّ إطلاقه من البحر ما بين 1.2 و 1.5 مليون دولار، مما يجعل منه خياراً عرضياً فقط. وإذا ما احتاجت روسيا شنّ هجمات مكثّفة بعيدة المدى، ستزيد النفقات العمليّاتية أضعافاً مضاعفة.

وفي حين يبدو أنّ إظهار القوّة العسكرية قد ثبت أنه استراتيجية فعّالة لفلاديمير بوتين على المدى القصير، إلّا أنّ هذا العرض يأتي بثمن أعلى ممّا يدركه العديد من المراقبين. وتدرك روسيا جيّداً أنّ تمديد العمليّات سيكبّدها تكاليف أكبر. كما أنّ المتطلّبات اللوجستية لقوّة عسكرية في الخارج قد تجبر موسكو على زيادة وقع وجودها في سوريا، مما قد يزيد من خطر تكبّد خسائر روسية الاقتصادية.
– ايران
لقد حاولت ايران منذ عقود ان توسع دائرة نفوذها في المطقة العربية ، وهو ما حدا بها ان تقوم بدعم جماعات تابعة لها في عدد من الدول العربية حيث اعتمدت بالدرجة الاولى على دعم هذه العصابات ماديا وبالسلاح وحتى بالجنود دون ان تدخل في ذلك بكل مباشر.
اليوم ايران تتأهب للدخول في مواجهة عسكرية الى جانب النظام السوري وبقيادة روسيا ، لكن التساؤل الاهم هنا ،هل نظام طهران يعي تماما كلفة الدخول في حرب مباشرة؟ وهل فعلا لدى طهران هذه القدرة المالية لتجهيز الجيوش والمعدات وتبعاتها؟
رفعت العقوبات الدولية عن إيران منذ وقت قريب، حيث عاني الاقتصاد الايراني من سنوات العزلة الدبلوماسية والاقتصادية فالعقوبات الدولية ارهقته وحرمته من مليارات الدولارات التي جمدت في المصارف الغربية، وضيقت الدول الكبرى على طهران الخناق حتى انصاع النظام الايراني لشروطها حول البرنامج النووي.
وقد توقعت صحيفة أمريكية أن الأزمة السياسية الراهنة بين كل من السعودية وإيران والتي وصلت إلى حد قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، أن تأخذ طابعا اقتصاديا أيضا، مشيرة إلى أن الاقتصاد الإيراني ينتظره أخبار سيئة وصورة قاتمة في هذا السياق.
وبحسب متابعة لمركز الروابط للبحوث والدراسات فقد بلغت خسائر ايران خلال فترة الطفرة النفطية حوالي 450 الى 500 مليار دولار بسبب العقوبات المفروضة عليها في تلك الفترة .
ونشرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز مقالا للكاتب مارك دوبوفيتز، يؤكد فيه أن التوتر في العلاقات بين طهران والرياض يقود الى “حرب اقتصادية” تميل دفتها لصالح السعودية، وهذا بعدا اخر يضاف الى سلسلة الاعباء التي ينوء الاقتصاد الايراني عن حملها.
وقد خلفت العقوبات الدولية المفروضة على البلاد منذ العام 2007 وضعاً صعباً ، وتكاليف الحرب في سوريا التي تورطت فيها إيران منذ العام 2011، إضافة إلى تكاليف الحرب في اليمن ودعم الحوثيين في اليمن ومقاتلي حزب الله اللبناني ،والمليشيات في العراق الذين يكبدون إيران أيضاً تكاليف ضخمة.
ويعاني الاقتصاد الإيراني من وضع صعب، حيث سجل العام الماضي انكماشاً بنسبة طفيفة بدلاً من تحقيق النمو، فيما ازدادت رقعة الفقر في البلاد ليتبين بأن 16 مليون إيراني يعيشون تحت خط الفقر، وأن نسبة التضخم تجاوزت الـ10.8٪ وهو ما يعني ارتفاع أسعار السلع والمواد الأساسية التي يحتاجها الإيرانيون.
وفي وقت سابق، أقر نائب وزير النفط الإيراني ركن الدين جوادي، بأن طهران بحاجة إلى 9 أشهر بعد الرفع الفعلي للعقوبات المفروضة على طهران، حتى يتسنى لها توقيع عقودها الأولى مع شركات النفط الأجنبية (باستثناء الأميركية منها) بعد الخروج من حلقة العقوبات، وعزت الصحيفة الفرنسية الأمر إلى القيود المصرفية.
وكذلك فالمشكل الداخلية و الصراعات السياسية فيما بين الساسة الايرانيين، والتي احتدمت مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقرر ان تجرى في وقت لاحق هذا الشهر، وتم إرجاء مؤتمر نفطي في لندن وهي المرة الخامسة بسبب العقوبات لكن في هذه المرة يبدو أن خلافات داخلية حول هيكل عقود استثمارات النفط والغاز منعت أي إعلان عن الشروط التجارية.
ويشتد الحصار على النظام الايراني خصوصا مع الاوضاع الاقتصادية الخانقة التي يعيشها العراق،وقد استفاد كلا من النظام الايراني واتباعه وعلى رأسهم حزب الله الذي انشأ شركات ومصانع في العراق للاستفادة من جهود اعادة الاعمار خلال العقد الماضي، وهي بطبيعة الحال برعاية ايرانية وقدد حققوا مكاسبا طائلة في هذا الاتجاه .
لقد ادى التغلغل الايراني واستغلاله للاقتصاد العراقي الى هذه اللحظة وجعله من اسوء الاقتصادات في المنطقة العربية على الاقل، وجعله مركزا لتصريف البضائع الايرانية الرديئة التي غزت الاسواق العراقية، فقد أصبحت التجارة الخارجية للعراق تتركز بصورة رئيسية على إيران لقربها وسعة حدودها مع العراق لعدم وجود بدائل تجارية أخرى.
العراق الذي كان يوما بمثابة المتنفس الايراني في زمان العقوبات اليوم بات اقتصاد منهك ،لايقوى على تسيير امور البلاد، فهو بلد ريعي يشكل النفط 95% من وارداته ، وبات اليوم على حافة الهاوية بسبب اسعار النفط التي هوت بشكل مرعب وبحاجة الى من يدعمه بالتالي لم يعد مصدر دعم لايران.
الميزانية الإيرانية الضعيفة لا تمكنها من توفير الأموال اللازمة للاستثمار ما يحد من فرص النمو خاصة أن الأنظمة والمخاطر السياسية ليست مواتية. فمثلا ذكر وزير النفط أن القطاع النفطي والبتروكيماوي يحتاج إلى 200 مليار دولار في السنوات الثماني المقبلة،وعليه فإن دخول طهران عسكريا بشكل مباشر سيلقي تبعات كبيرة جدا على الاقتصاد المتهالك اصلا على الرغم من الادعاءات بتماسكه ، وسيقضي على اي فرصة لتحقيق التنمية التي يتحدث عنها المسؤولين في طهران
في الختام لابد من القول ان اندلاع اي مواجهة عسكرية في سوريا ليس في صالح روسيا ولا ايران ، فكلا البلدين مثقل بالأعباء الاقتصادية والمشاكل الداخلية وبالأخص النظام الايراني الذي خرج حديثا من تحت العقوبات الدولية وقد يبدد اي عمل عسكري احلام ايران بالتنمية التي تسعى لها القول بإن الحرب في سوريا ستكون مفتوحة هو ضرب من الجنون فكلا البلدين لا يمكنهم تحمل اعباء حرب مفتوحة قد تكلف مليارات الدولارات خصوصا مع وجود العقوبات التي يعاني منها الاقتصاد الروسي بالإضافة الى هشاشة الاقتصاد الايراني والفساد داخل مؤسسة الحرس الثوري الايراني.













المصادر والمراجع

1- كتاب الحرب وضد الحرب , ترجمة المشير محمد عبد الحليم ابو غزاله , دار المعارف .
2- كتاب الاقتصاد السياسي للعلاقات الدوليه , روبرت غلبين , ط اولى عربية صدرت 2004, مركز الخليج للابحاث
3- مجلة شؤن عربيه ,تركيا والنظام الاقليمي في الشرق الاوسط بعد ازمة الخليج , ايلول , سبتمبر / 1991








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفح: هل تنجح مفاوضات الهدنة تحت القصف؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. مراسل شبكتنا يفصّل ما نعرفه للآن عن موافقة حماس على اقتراح م




.. واشنطن تدرس رد حماس.. وتؤكد أن وقف إطلاق النار يمكن تحقيقه


.. كيربي: واشنطن لا تدعم أي عملية عسكرية في رفح|#عاجل




.. دون تدخل بشري.. الذكاء الاصطناعي يقود بنجاح مقاتلة F-16 | #م