الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يسوع لم يؤلف كتابا.. (2)

وديع العبيدي

2016 / 12 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


وديع العبيدي
يسوع لم يؤلف كتابا.. (2)

جابل الاذن، ألا يسمع؟..
صلنع العين، ألا يبصر؟..
صانع الاشياء بكلمته، ألا يكتب؟؟..
من أسماء يسوع: (الكلمة)!.. الكلمة أصل كل شيء وأساسه. أصل اللغة وأساس الكتابة. ما من لغة بلا كلمة، وما من كتاب/ رسالة/ نص من غير كلمة. وعندما يتجسد الكلمة/ (يأخذ جسدا)، له صورة انسان، فالحري به ان تكون اللغة والكتابة ابرز سماته.
الطفل في اول تعلمه الابجدية يلثغ ويصوت ويرغي باشياء غير مفهومة.. وعندما يتعلم طفل الانسان الكتابة، يشخط بيده على الحائط.. تحول الكلمة من صوت مجرد الى صورة، يعني انتقالها الى دائرة الفعل/ المادة المنظورة والمحسوسة والثابتة.
والكلمة -يسوع- كما جاء وصفه في عديد الثقافات والعقائد، كان احرى به ان يكون كاتبا مشهورا، فيلسوفا المعيا، كتبه تملأ مكتبات العالم، وأفكاره تشغل القاصي والداني.. واسمه لا يغيب عن لسان. انه هو، الكلمة!.
لكن يسوع لم يكتب. لم يكتب رسالة. لم يؤلف كتابا. وصفوه بالمعلم ولم يدخل مدرسة. لم ينشئ مدرسة، ولم يجعل لها بابا وجدرانا، ولم يضع عليها مديرا وحارسا.
يسوع ظهر في زمن ومكان كانت الحضارة والمدنية والفلسفة والجامعات والمعارف قد بلغت ذروتها.. وكان يمكنه تعاطي اطراف ما كان في زمنه.
لكن يسوع لم يفعل.
فلماذا لم يفعل يسوع.. لماذا لم يكتب كتابا يكون دالة عليه، وسجلا لأقواله وافكاره، تعاليمه ووصاياه؟.. أم أن غيره من اصحاب الكتب كانوا اقدر ام احكم ام افطن منه؟؟..
حرف (لم) يرد كثيرا في وصف يسوع.
الاسئلة اكثر من الاجوبة، في فهم شخصية يسوع.
من تنقصه القدرة او المعرفة او الحكمة او المادة او السلطة، يسعى اليها ويتباهى ويتفاخر ويتسلط بها على سواه. ومن تجتمع لديه الامكانيات يتواضع ويتضع ويقول عن نفسه: (أنا دودة، لا انسان!).
من يحتمل ان يوصف بانه (غير انسان)!
امران عملهما يسوع: التعليم ومساعدة الفقراء.
يجول ويعمل خيرا. ويمكن اعادة صياغة العبارة، يعلم ويعمل خيرا|!.
ثلاث مفردات لغوية هي كل سيرة يسوع.
لكنها مفردات شفاهية تناقلتها الالسن والقلوب والاذهان عبر الزمن. ولم يوصف بها شخص سواه.
*
في الادبيات الدينية، ترد مفردتان ضمن أقوال يسوع: [انجيل، اكليكسيا]. وهما من اللغة الاغريقية، أولاهما تعنى: (فرح/ خبر سار)، والثانية تعني: (اجتماع/ ملتقى).
الانجيل اصبح –فيما بعد- اسما للكتاب الذي جمعت فيه كتابات ورسائل تتحدث عن يسوع وتعاليمه وأعماله. أما اكليكسا، فدعيت اسما للمكان الذي يجتمع فيه اتباع يسوع لغرض التعلم والعبادة، والمعروف عربيا بالقليص/ الكنيسة.
لكن القارئ العابر – من غير تمحيص ومطابقة الزمن الثقافي- سيعتقد ان الانجيل/ الكتاب كان موجودا في زمن يسوع، وان (الكنيسة) كانت مكان اجتماع تلاميذه واتباعه.
الحقيقة الضائعة/ المغيبة، لا هاته، ولا تلك!..
يسوع لم يكتب كتابا، ويقول للناس (كتبت لكم كتابا لن تضلوا بعده ابدا)، ولا جعل غلافه مذهبا مزخرفا، لا يقربه المؤمن من غير طقوس طهارة وتخشع.
فمن أين جاءت هاته الكتب، في زمن لم يعرف الناس القراءة والكتابة؟.. أم انهم (يكتبون الكتاب بأيديهم، ويقولون هذا من عند الله)!..
يسوع كان اكبر من هذا وذاك، كان هو الكلمة.. حيث..
في البدء كان الكلمة.. الألف والياء.. البداية والنهاية..
الكائن الذي كان وسوف يكون!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الرق والعبودية....ويسوع!
ملحد ( 2016 / 12 / 27 - 12:52 )
الرق والعبودية....ويسوع!

اقتباس: ( امران عملهما يسوع: التعليم ومساعدة الفقراء)

تعقيب: ولماذا لم يحارب يسوع استرقاق واستعباد الانسان لاخيه الانسان?????!!!!!!

انتظر اجوبة


2 - يسوع والإسترقاق والإستعباد
شاكر شكور ( 2016 / 12 / 28 - 05:44 )
عن اذن الأستاذ وديع ، بخصوص سؤال السيد الملحد :(لماذا لم يحارب يسوع الإسترقاق والإستعباد ؟) ، بإعتقادي محاربة الإسترقاق والإستعباد لم يكن سهلاً في ذلك العصر عصر الإحتلال الروماني لأن العبيد نفسهم لم يكونوا مستعدين لقبول ذلك بسبب لقمة العيش التي كانوا يحتاجونها من اسيادهم ، ولكن يسوع استعمل بحكمة ادوات اخرى غير مباشرة لنبذ الإسترقاق والإستعباد فبدأ بمقولة احبوا بعضكم بعضا وقال لا ادعوكم عبيدا بل احباء ، ثم قال (مَنْ أراد أن يكون فيكم عظيمًا فليكن لكم خادمًا ، ومَنْ أراد أن يكون فيكم أولاً، فليكن لكم عبدًا) ، وبهذه الطريقة رفع يسوع من شأن العبيد وساوى بينهم وبين الأحرار وبين الغني والفقير كما ازال الفوارق والحواجز الإجتماعية بين البشر ، وقد توضحت فكرة المساواة اكثر في عبارة (لَيْسَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ...لأَنَّكُمْ جَمِيعًا وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ وانتم هياكل الله) وهذا ما أجبر الذين قبلوا المسيح من الأمم على إيقاف عملية المتاجرة بالعبيد لأن العبيد اصبحوا في المسيح متساوون مع اسيادهم . يتضح مما تقدم بأن الرق مرفوض كليا في تعاليم يسوع المسيح ، تحياتي للجميع


3 - الى الاخ شاكر شكور
ملحد ( 2016 / 12 / 28 - 13:31 )

ردك لا يختلف كثيرا عن الردود في الخطاب الاسلامي!
فقط ابر مورفين للتخدير......
فالكلام شئ والحقيقة على ارض الواقع شئ آخر تماما!
فالعبيد بقوا يُعانون ويُستغلون ويُباعون ويُشترون......حتى عهد قريب!
الى ان تم تحريرهم واقعا وفعلا بنضالات الرجال العظام ومنظمات حقوق الانسان الدولية والاقليمية.....الخ
سيبقى الاسترقاق والعبودية وصمة عار في جبين جميع الاديان ودليل لا يمكن دحضه على بشرية ما يسمى بالاديان


تحياتي


4 - توضيح للأخ الملحد
شاكر شكور ( 2016 / 12 / 28 - 20:55 )
عزيزي الملحد ، الإستعباد موجود لحد الآن بشكل او بآخر ، انا اتحدث في تعليقي عن الشروط التي وضعها السيد المسيح للإشتراك والدخول في المؤسسة المسيحية ، فمن ينتمي الى المسيحية لا يحق له ممارسة عملية بيع وشراء العبيد وهذا ليس خطاب تبريري او دعائي بل مجرد توضيح للقوانين المسيحية ، وأزيدك علما بأن اغلب اعضاء اللجنة التي وضعت قوانين حقوق الإنسان لم يكونوا من الملحدين بل كانوا من المسيحيين الذين حاربوا الرق ودعوا دول العالم لتوقيع الإتفاقية وهذا لا يعني بأن رؤوساء الشركات الإحتكارية الحالية لا تمارس الإستعباد بشكل او بآخر حتى لو كانوا مسيحيين فذلك موضوع آخر يخص جشع الإنسان بغض النظر عن ديانته او إلحاده ، مع التحية

اخر الافلام

.. المرشد الأعلى في إيران هو من يعين قيادة حزب الله في لبنان؟


.. 72-Al-Aanaam




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تدك قاعدة ومطار -را


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في العراق تنفّذ 4 عمليات ضد




.. ضحايا الاعتداءات الجنسية في الكنائس يأملون بلقاء البابا فرنس